|
#16
|
|||
|
|||
![]() سادسها: وصف خوفهم ويدل عليه وجوه:
الأول: أنهم مع كثرة عبادتهم وعدم إقدامهم علي الزلات البتة، يكونون خائفين وَجِلين حتى كأن عباداتهم معاصٍ. قال تعالي: "يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" [النحل : 50] وقوله تعالي: "وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ" [الأنبياء : 28] الثاني: قوله تعالي: "حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" [سبأ: 23] وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ![]() الثالث: روي ابن المبارك في زوائد الزهد عن محمد بن المنكدر قال: لما خلقت النار فزعت الملائكة وطارت أفئدتها ، فلما خلق آدم سكن ذلك عنهم، وذهب ما كانوا يحذرون. ([2]) وذكر القرطبي في التذكرة عن ميمون بن مهران قال: لما خلق الله ![]() ![]() فالنار عذاب الله؛ فلا ينبغى لأحد أن يعذب بها. ([3]) سابعها: الملائكة لها أجنحة: ![]() ![]() قوله: "أُولِي أَجْنِحَةٍ" يصح أن يكون صفة لقوله "رُسُلاً" لكن هذا يوهم أن الأجنحة لطائفة مخصوصة من الملائكة: وهى طائفة الرسل منهم، وهو غير مراد؛ إذ إن الأجنحة لكل الملائكة. وعلى ذلك فالأولى أن يجعل قوله: "أُولِي أَجْنِحَةٍ" صفة أو حالا من الملائكة. فمن الملائكة من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أكثر من ذلك؛ فالله يزيد فى الخلق ما يشاء: من زيادة فى عدد الأجنحة وغيرها، ويزيد فى خلق الملائكة وغيرهم ما يشاء من طول القامة، وحسن الصورة، وغير ذلك. ودل قوله ![]() وقد ثبت هذا فى السنة الصحيحة كما سيمر بك - إن شاء الله ![]() ثامنها: الملائكة لا يأكلون ولا يشربون: قد دلت على ذلك آيات منها قوله ![]() وإنما خاف إبراهيم -عليه السلام - لما رآهم لا يأكلون، ولا يشتهون الطعام، ولا رغبة لهم فيه بالكلية؛ فعند ذلك علم أنهم ملائكة، وأوجس فى نفسه خيفة؛ لأنه - عليه السلام - يعلم أن الملائكة إنما تنزل بعذاب الأمم، فخاف على أمته من ذلك رأفة بهم، ورحمة لهم، فقالوا له عند ذلك: لا تخف فإنا لم نرسل إلى قومك، وإنما أرسلنا إلى قوم لوط. واعلم أن طعام الملائكة وشرابَهم هو: التسبيح والتقديس والتحميد والتهليل والتمجيد وأنسُهم بذكر ربهم وطاعته. تاسعها: الملائكة لا يبولون ولا يتغوطون: وهذا؛ لأن البول والغائط إنما ينتج عن الأكل والشرب، وقد علم أن الملائكة لا تأكل ولا تشرب؛ فامتنع عليهم ما ينتج عن الأكل والشرب وهو البول والغائط. عاشرها: الملائكة لا يتناكحون ولا يتناسلون: وهذا لأن النسل إنما ينتج عن الذكر والأنثى، والملائكة لايوصفون بذكورة ولا بأنوثة. حادى عشرها: الملائكة شهداء الله فى السماء: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَرُّوا بِجَنَازَةٍ عَلَى النَّبِيِّ ![]() ![]() ![]() ![]() _____________________________________ [1] صحيح: رواه البخارى (4701-4800-7481) [2] صحيح إلى محمد ابن المنكدر: رواه ابن المبارك فى زوائد الزهد (321 ) [3] التذكرة:339 وهو وما قبله من الإسرائيليات [4] صحيح: رواه أبوداود (3233)، والنسائى واللفظ له (1932)، وأحمد (10476). ورواه ابن ماجه من طريق أخرى عن أبى هريرة (1492). وله شاهد عن أنس روا البخارى (2642،1367)، ومسلم (949) والترمذى (1058) وقال: حسن صحيح، والنسائى (1931)، وأحمد (13573،13038،12837)، والحاكم (1397) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرخاه بهذا اللفظ ووافقه الذهبى فى التلخيص. وجملة "الملائكة شهداء الله فى السماء" انفرد بها النسائى عن الستة. وللحاكم زيادة أخرى وهى: "إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بنى آدم بما فى المرء من الخير والشر".
__________________
|
#17
|
|||
|
|||
![]() ثانى عشرها: الملائكة لهم عقول :
قال الشيخ ابن عثيمين - ![]() ![]() ثالث عشرها: الملائكة لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة: قال ![]() وقال ![]() وقال ![]() وقال ![]() وقال ![]() ![]() وقال ![]() ينكر الله جل جلاله على المشركين قولَهم: إن الملائكة بنات الله. وليس المراد بالبنات بناتهم التي يلدونها؛ لأنهم يعترفون بأنها منسوبة لهم فلا يضيفونها لله، وإنما البنات التي يضيفونها لله هي الملائكة. والقائل ذلك: كنانة، وخزاعة، وجهينة، وبنو سليم، وبنو مليح. ([1]) وقيل: هم اليهود. قال قتادة: قالت اليهود: إن الله صاهر الجن؛ فكانت بينهم الملائكة؛ فقال الله تكذيبا لهم: "بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ" [الأنبياء: 26] أى الملائكة أكرمهم بعبادته واصطفاهم ووصفهم بصفات سبعة: أولها: "عِبَادٌ". والأخيرة: "وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ" [الأنبياء: 29] وهذه الضمائر كلها للملائكة.[2] وأما قوله ![]() وقال الماوردي: فيه أربعة أوجه: أحدها: عدلا أي: مِثْلاً. قاله قتادة. وقد أنكر الزمخشري هذا الأخير، فقد نقل عنه القرطبي قوله: ومن بدع التفاسير تفسير الجزء بالإناث، وادعاء أن الجزء في لغة العرب اسم للإناث، وما هو إلا كذب على العرب، ووضع مستحدث متحول، ولم يقنعهم ذلك حتي اشتقوا منه أجزأت المرأة، ثم صنعوا بيتا وبيتا:الثاني: من الملائكة ولداً. قاله مجاهد. الثالث: نصيباً. قاله قطرب. الرابع: أنه البنات، والجزء عند أهل العربية البنات. يقال: قد أجزات المرأة إذا ولدت البنات. قال الشاعر: إن أجـزأت حـرة يومـا فـلا عجب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() و ![]() ![]() ![]() ![]() وإنما قوله: "وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً" [الزخرف: 15] أن قالوا: الملائكة بنات الله؛ فجعلوهم جزءًا له وبعضاً، كما يكون الولد بضعة من والده وجزءاً له.([5]) وأما قوله ![]() ولهذا قال ![]() وحكى ابن جرير عن ابن عباس قوله: زعم أعداء الله أنه - تبارك و ![]() ![]() وقد ذكر الله - سبحانه - فيما تقدم من الآيات عن المشركين - ثلاثة أقوال في الملائكة في غاية الكفر والكذب : فأولا: جعلوهم بنات الله، فجعلوا لله ولدا ![]() وثانيا: جعلوا هذا الولد أنثي، وهم الذين إذا بشر أحدهم بالأنثى، ظل وجهه مسودا وهو كظيم، فاختاروا لله - ![]() وثالثا: عبدوا الملائكة من دون الله - ![]() رابع عشرها: الملائكة أجسام خلافا لمن أنكر ذلك: قال الشيخ ابن عثيمين - ![]() ![]() ![]() ![]() قال الله ![]() وقال: "وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ" [الأنفال:50] وقال: "وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ" [الأنعام:93] وقال: "حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" [سبأ:23] وقال في أهل الجنة: "وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ![]() وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ ![]() وفيه أيضاً عنه قال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ثُمَّ كَبْشًا ثُمَّ دَجَاجَةً ثُمَّ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ." وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام، لا قوى معنوية كما قال الزائغون. وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون.([7]) __________________________________________________ _____ [1] حاشية الصاوى على الجلالين 2/315، الجواهر فى تفسير القرآن 10/189، فتح البيان فى مقاصد القرآن 6/150 [2] فتح البيان فى مقاصد القرآن: 6/150 [3] تفسير الماوردى المسمى النكت والعيون: 3/601 [4] تمامه: للعوسج اللدن فى أبياتها زجل. [5] تفسير القرطبى: 5889 ط.دار الشعب.[6] تفسير القرآن العظيم لابن كثير:7 /27 [7] مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: (5/ 118- 119)
__________________
|
#18
|
|||
|
|||
![]() أما قبل:
فأعتذر لإخواني الذين كنت وعدتهم أن أضع يوم الاثنين (أو ليلة الثلاثاء) من كل أسبوع حلقة من هذا الموضوع ولم أستطع الوفاء بذلك رغما عني لانقطاع الشبكة عني كثيرا، والله أعلم ببواطن الأمور. _______________________________________ [باب] قد دلت الآيات والأحاديث أنهم خلق كثير جدا : "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ" [المدّثر : 31] وقد وكلهم الله - [ذكر كثرتهم وأعمالهم] ![]() فقد خلق الله جل جلاله الإنسان ووكل به ملكا وهو فى بطن أمه جنينا، ثم وكل به حفظة من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، ووكل به حفظة على أعماله؛ وهم الكرام الكاتبون. وخلق الجنة ووكل بها ملائكة لحراستها وعمارتها بالبناء والغرس فيها. وخلق النار ووكل بها ملائكة وهم الزبانية، ورؤساؤهم التسعة عشر، ومقدهم مالك. ومما يدل على كثرتهم قوله ![]() وخلق الله جل جلاله السحاب ووكل به ملائكة وهم: ميكائيل وأتباعه. وهم موكلون كذلك بالرياح. وخلق السماوات السبع ووكل بها ملائكة يحرسونها؛ فلا ينزل منها ولا يعرج إليها أحد إلا بأمر الله جل جلاله. والسماواتُ موطنُ الملائكة، يعمرونها بالصلاة والتسبيح والتقديس. فعن أَبِى ذَرٍّ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ![]() وعن حكيم بن حزام قال: بينما رسول الله ![]() ![]() والحديث فى صحيح الجامع بلفظ: "أَتَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ ؟ إِنِّى لَأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّمَاءِ وَمَا تُلَامُ أَنْ تَئِطَّ؛ وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ قَائِمٌ."[5] ووكل الله جل جلاله بالأرض ملائكة، وبالشمس ملائكة، وبالأفلاك ملائكة. وهناك حملة العرش، والحافون من حوله، وملائكة الكرسى، وملائكة اللوح المحفوظ. وهناك رؤساء الملائكة وهم - كما سبق -: جبريل وأعوانه، وميكائيل وأعوانه، وإسرافيل وأعوانه، وملك الموت وأعوانه. ومن الملائكة : المرسلات عرفا، والناشرات نشرا: وهى الملائكة تنشر أجنحتها عند النزول بالوحي. والفارقات فرقا: وهى الملائكة تأتي بالوحي فرقانا بين الحق والباطل. فالملقيات ذكرا: وهى الملائكة تلقي الوحي إلى الأنبياء. والنازعات غرقا: وهى الملائكة تنزع أرواح الكفار من أقاصي أجسامهم. وغرقا: أى نزعا شديدا مؤلما بالغ الغاية. والناشطات نشطا: وهى الملائكة تسُلُّ أرواح المؤمنين برفق. والسابحات سبحا: وهى الملائكة تنزل مسرعة لما أمرت به. فالسابقات سبقا: وهى الملائكة تسبق بالأرواح إلى مستقرها نارا وجنة. فالمدبرات أمرا: وهى الملائكة تنزل بالتدبير المأمور به. ومعنى جمع التأنيث فى ذلك كله: الفرق والطوائف والجماعات التى مفردها: فرقة وطائفة وجماعة. ومنهم ملائكة يدخلون البيت المعمور كل يوم، ثم لا يعودون إليه أبدا. ففى حديث الإسراء والمعراج: "فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ ![]() ولفظ البخارى: "فَرُفِعَ لِىَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّى فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُواْ لَمْ يَعُودُواْ إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ..."([6]) قال الحافظ: واستدل به على أن الملائكة أكثر المخلوقات؛ لأنه لا يعرف من جميع العوامل من يتجدد جنسه في كل يوم سبعون ألفا غير ما ثبت عن الملائكة في هذا الخبر.[7] فكيف بالله هذه الكثرة العجيبة ؟! وأين يذهبون ؟! وأي مكان يتسع لكل هؤلاء ؟! فسبحان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ! وقال الإمام علي بن أبى طالب في وصف الملائكة: ثم فتق ما بين السماوات العلى، فملأهن أطوارا من ملائكة فمنهم: سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون. لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهر العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان. ومنهم: أمناء وحيه، وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره. ومنهم: الحفظة لعباده، والسدنة لأبواب جنانه. ومنهم: الثابتة فى الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم. ناكسة دونه حجب العزة، وأستار القدرة، لا يتوهمون ربهم بالتصوير ولا يجرون عليه صفات المصنوعين، ولا يحدونه بالأماكن، ولا يشيرون إليه بالنظائر.([8]) فالملائكة أعظم خلق الله. __________________________________________________ _______ [1] صحيح: رواه مسلم (2842)، والترمذى (2537)، والحاكم (8758) عن عبد الله بن مسعود مرفوعا. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. قال الذهبى: لكن العلاء (بن خالد الكاهلى) كذبه أبو مسلمة التبوذكى. ورواه ابن أبى شيبة (8/91) موقوفا على ابن مسعود. وهذا الحديث مما انتقد على الصحيح. قال الدارقطنى: رفعه وهم ا.هـ لكن لما كان هذا الحديث مما لايقال بالرأى كان له حكم الرفع. والله أعلم. [2] صحيح لغيره: رواه الترمذى (2312) وقال: حسن غريب، وابن ماجه (4190)، وأحمد فى المسند (21572) ورواه الحاكم (3883- 8633- 8726) وقال صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. وأبو نعيم فى الدلائل (360) ومحمد بن نصر فى تعظيم قدر الصلاة (25) وأبو الشيخ فى العظمة (509) ورواه أحمد فى الزهد (784-785) موقوفا. [3] قوله: أطيط السماء. قال فى النهاية: الأطيط: صوت الأقتاب. وأطيط الإبل: أصواتها،وحنينها. أى أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتي أطت. وهذا إيذان بكثرة الملائكة. كذا نقله محقق ابن ماجه2/1402 [4] صحيح لغيره: رواه محمد بن نصر فى تعظيم قدر الصلاة (250) وأبو الشيخ فى العظمة (511) [5] صحيح: انظر صحيح الجامع (95) وقال: صحيح. وعزاه للطبرانى فى الكبير والضياء فى المختارة والصحيحة (852) [6] صحيح: رواه البخارى (3207-3393-3430-3887) ومسلم (164،162) وقصة البيت المعمور هذه مدرجة فى حديث الإسراء كما نبه على ذلك الحافظ فى الفتح 6/366 أدرجها سعيد بن أبى عروبة وهشام الدستوائى وقد فصَل همام فى سياقه قصة البيت المعمور من قصة الإسراء فروى أصل الحديث عن قتادة عن أنس وقصة البيت المعمور عن قتادة عن الحسن والصواب رواية همام ا.هـ قلت: وروى قصة البيت المعمور وحدها أحمد (12559) والنسائى فى التفسير (550) ط. مكتبة السنة. والحاكم (3742) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى. والله أعلم . [7] فتح البارى: ( 7/268) [8] انظر مفاتيح الغيب للرازى (2/579) ونهج البلاغة بشرح الإمام محمد عبده: ص18-20 مؤسسة الأعلمى للمطبوعات بيروت ونقل بعضه الحافظ فى الفتح ( 6/365)
__________________
|
#19
|
|||
|
|||
![]() [باب] [المفاضلة بين الملائكة وصالحى البشر] اعلم أن أفضل المخلوقات على العموم، الشامل للجن والإنس والملك، فى الدنيا والآخرة، فى سائر خصال وأوصاف الكمال، هو نبينا محمد ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ولا عبرة بما قد يتوهم من تفضيل جبريل عليه لكونه كان يعلمه؛ فكم من مُعَلَّم - بفتح اللام - أفضل من مُعَلِّم بكسرها. إذا عرفت هذا، فاعلم أن حاصل الأمرفى مسألة المفاضلة هذه - بعد معرفة أنه ![]() الأول: تفضيل صالحى البشر والأنبياء فقط على الملائكة: وينسب هذا القول إلى أهل السنة. وممن نسب إليه: ابن تيمية وابن القيم وهو أحد أقوال أبى حنيفة. وقال قوم من الماتريدية: - الأنبياء أفضل من رؤساء الملائكة كجبريل وميكائيل، - ورؤساء الملائكة أفضل من عوام البشر، والمراد بهم أولياؤهم غير الأنبياء كأبى بكر وعمر ![]() وليس المراد بالعوام ما يشمل الفساق؛ فإن الملائكة أفضل منهم على الصحيح. - وعوام البشر المذكورون، أفضل من عوام الملائكة، وهم غير رؤسائهم. الثانى: تفضيل الملائكة: وينسب هذا القول إلى القاضى أبو عبد الله الحليمى مع آخرين؛ كالمعتزلة. وهو أحد أقوال أبى حنيفة - ![]() ![]() الثالث: التوقف عن الكلام فى هذه المسألة : وهو أيضا أحد أقوال الإمام أبى حنيفة - ![]() ![]() قلت: أدلة الفريقين متكافئة، ومن العسير جدا ترجيح أحد القولين على الآخر. قال الإمام ابن القيم: والحق أن كلا الطائفتين على صواب من القول ... وكل واحدة من الطائفتين فقد أدلت بحجج لا تمانع، وأتت ببينات لا ترد ولا تمانع.[2] وقال شارح الطحاوية: فإن الواجب علينا الإيمان بالملائكة والنبيين، وليس علينا أن نعتقد أى الفريقين أفضل؛ فإن هذا لو كان واجبا لبُيِّن لنا نصا، وقد قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() قلت: ثم رأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية - ![]() ![]() قال ابن القيم: وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه.[5] __________________________________________________ [1] شرح العقيدة الطحاوية/302 [2] طريق الهجرتين:250 [3] ضعيف: قال الشيخ الألبانى - ![]() ![]() [4] شرح العقيدة الطحاوية 302 [5] مجموع الفتاوى 4/343
__________________
|
#20
|
|||
|
|||
![]() [باب] [ذكـر عصمـة الملائـكة] قال القاضى عياض ![]() ![]() واتفق أئمة المسلمين أن حكمَ المرسلين منهم حكمُ النبيين، سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم؛ - فذهبت طائفة إلى عصمة جميعهم عن المعاصي والصواب عصمة جميعهم، وتنزيه نصابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبتهم ومنزلتهم عن جليل مقدارهم."[1] ا.هـ بتصرف- وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم والمقربين. قلت: الأدلة على عصمة الملائكة كثيرة مشهورة نذكر بعضا منها مما فيه كفاية إن شاء الله ![]() الأول: قوله ![]() ![]() ![]() قال الفخر الرازى: قوله ![]() ![]() ![]() الثانى: قوله ![]() ![]() ![]() الثالث: قوله ![]() ![]() ![]() الرابع: قوله ![]() ![]() ![]() الخامس: قال ابن أبى مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبى ![]() وأما من زعم أنهم غير معصومين، فقد استدل بأشياء لا تقوم بها حجة. وأهم ذلك ثلاث شبه: الأولى: ما يذكرونه فى قصة إبليس، وأنه كان من الملائكة ورئيساً فيهم، ومن خزان الجنة ... إلى آخر ما حكوه، وأنه استثناه من الملائكة بقوله: ![]() ![]() ![]() الثـانية: قوله ![]() ![]() ![]() يخبر - سبحانه و ![]() ![]() ![]() والمراد بالخليفة هنا: قوماً يخلف بعضهم بعضاً، قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل. كما قال ![]() ![]() ![]() وليس المراد بالخليفة آدمَ - عليه السلام - وحده؛ إذ لو كان كذلك لما حَسُن قول الملائكة ![]() ![]() وأما كيف علمت الملائكة أن هذا الخليفة الذى يخلقه الله - ![]() الأول: أن الله - ![]() الثانى: أنهم فهموا من الخليفة: أنه الذى يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم. فلابد من وقوع المظالم والمآثم؛ حتى يكون للخليفة معنى غير المراد من توارث الأرض؛ فإنه لو كان المراد بالخليفة الذى يخلف بعضُه بعضاً فقط لما كان لسؤالهم هذا معنى. فتأمل. الثالث: أنه ![]() ![]() ![]() الرابع: لما كتب القلم فى اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة، فلعلهم طالعوا اللوح المحفوظ فعرفوا ذلك. وقيل غير ذلك. وأيّاً ما كان طريق معرفتهم فإنهم قد علموا ذلك وسألوا عن الحكمة من ذلك. وقد استدل بهذه الآية من ذهب إلى أن الملائكة غير معصومين فقالوا: إن الملائكة اعترضوا على الله ![]() والجواب عن هذا بإيجاز من وجوه: ______________________________________________ [1] الشفا للقاضى عياض: 2/ 174 وبذيله مزيل الخفا للشمنى ط. دار الكتب العلمية. [2] مفاتيح الغيب:2/582 [3] السابق [4] صحيح: رواه البخارى معلقا بصيغة الجزم (1/150 فتح) كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.
__________________
|
#21
|
|||
|
|||
![]() الأول: أن السؤال كان عن الحكمة، واسترشاداً منهم عما لم يعلموا من ذلك. فكأنهم قالوا: يارب أخبرنا. كأنهم تعجبوا من كمال علم الله -
![]() هذا، والاعتراض على الله - ![]() الثانى: أن العبد المخلص لشدة حبه لمولاه؛ يكره أن يكون له عبد يعصيه. الثالث: قول المعترض: إن الملائكة مدحوا أنفسهم وذلك يوجب العجب وتزكية النفس. فالجواب: أن مدح النفس غير ممنوع مطلقاً لقوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الرابع: قول المعترض: أنهم اغتابوا بنى آدم. فالجواب: أن محل الإشكال فى خلق بنى آدم، إقدامهم على الفساد والقتل. ومن أراد إيراد السؤال وجب أن يتعرض لمحل الإشكال لا لغيره. ___________________________________ الشبهة الثالثة: قصة هاروت وماروت: قال ![]() ![]() ![]() قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الضمير فى قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() واختلف أهل التأويل فى تأويل قوله - ![]() ![]() ![]() الأول: تُحَدِّث وتَرْوِي وتتكلم به وتخبر. نحو تلاوة الرجل للقرآن، وهى قراءته. والمعنى: أن الشياطين روت السحر للناس، وأخبرتهم به. الثانى: تروى، وتتبع، وتعمل به. كما يقال: تلوت فلانا، إذا مشيت خلفه، وتبعت أثره. فيجوز أن الشياطين كانت تقرأ السحر للناس، وتخبرهم به، وتعمل به، فاتبعت اليهود منهاجها فى ذلك، فروته، وعملت به. وذكر المفسرون: أن الشياطين كانت تعمل بالسحر، وتسترق السمع؛ ففشى فى الناس أن الجن تعلم الغيب، فلما أُرْسِلَ سليمانُ - عليه السلام - جمع ما كان من ذلك مكتوبا، ووضعه تحت كرسيه، وقال: من قال إن الشياطين تعلم الغيب ضربت عنقه. وقيل: بل الشياطين هى التى عمدت - بعد موت سليمان عليه السلام - إلى السحر فصنفته أصنافا، وكتبت: من أراد أن يبلغ كذا وكذا، فليفعل كذا وكذا، ثم ختمته بخاتم عليه نقش سليمان، وجعلت عنوانه: (هذا ما كتب آصف بن برخيا الصِّدِّيق للملك سليمان بن داود من ذخائر العلم) ثم دفنته تحت كرسيه. فلما ذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان، وخلف من بعدهم خلف، تمثل الشيطان فى صورة إنسان، وأتى نفرا من بنى إسرائيل فقال لهم: هل أدلكم على كنز سليمان الذى كان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك ؟ قالوا: نعم. قال: فإنه فى بيت خزانته تحت كرسيه. فاستخرجوه وقالوا: والله ما كان سليمان بن داود إلا ساحراً، ولم يستعبد الإنس والجن والطير إلا بهذا. فأكذبهم الله ![]() واختلف أهل العلم فى ما التى فى قوله: ![]() ![]() (1) قال بعضهم: ما بمعنى لم. روى ذلك الإمام الطبرى فى تفسيره عن ابن عباس، والربيع بن أنس. والمعنى: أن الله - ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() فإذا لم يكونا عالِمَيْن بما يُفَرَّقُ به بين المرء وزوجه، فما الذي يَتعلم منهما من يفرِّق بين المرء وزوجه ؟! وإن كانت ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ومعنى الآية على هذا التوجيه: واتبعت اليهود السحر الذى تتلوه الشياطين فى ملك سليمان، وماكفر سليمان فيعمل بالسحر، وما أنزل الله السحر على الملكين جبريل وميكائيل، ولكن الشياطين كفروا، يعلمون رجلين من الناس السحر ببابل اسم أحدهما هاروت، واسم الآخرماروت. فإن يكن ذلك كذلك، فقد كان يجب أن يكون بهلاكهما قد ارتفع السحر والعلم به والعمل - من بني آدم؛ لأنه إذا كان علم ذلك من قبلهما يؤخذ، ومنهما يتعلم، فالواجب أن يكون بهلاكهما وعدم وجودهما، عدم السبيل إلى الوصول إلى المعنى الذي كان لا يوصل إليه إلا بهما. وفي وجود السحر في كل زمان ووقت، أبين الدلالة على فساد هذا القول. وقد يزعم قائل ذلك أنهما رجلان من بني آدم، لم يعدما من الأرض منذ خلقت، ولا يعدمان بعد ما وجد السحر في الناس، فيدعي ما لا يخفى بُطلانه. (2) وقال آخرون: بل ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ومعنى الآية على هذا التوجيه: واتبعت اليهودُ السحرَ الذى تتلوه الشياطين فى ملك سليمان، والسحرَ الذى أنزل ببابل على الملكين هاروت وماروت. ويرد على هذا القول استشكالين: الأول: هل يجوز أن ينزل الله السحر ؟ وهل يجوز لملائكته أن تعلمه الناس ؟ وقد أجاب ابن جرير على ذلك فقال: إن الله جل ثناؤه عرف عباده جميع ما أمرهم به وجميع ما نهاهم عنه، ثم أمرهم ونهاهم بعد العلم منهم بما يؤمرون به وينهون عنه. ولو كان الأمر على غير ذلك، لما كان للأمر والنهي معنى مفهوم. فالسحر مما قد نهى عباده من بني آدم عنه، فغير منكر أن يكون جل ثناؤه علمه الملكين اللذين سماهما في تنزيله، وجعلهما فتنة لعباده من بني آدم - كما أخبر عنهما أنهما يقولان لمن يتعلم ذلك منهما ![]() ![]() ![]() ![]() وقال أبو السعود فى تفسيره: هما ملكان أنزلا لتعليم السحر، ابتلاء من الله للناس، كما ابتلى قوم طالوت بالنهر. أو تمييزا بينه وبين المعجزة، لئلا يغتر به الناس. أو لأن السحرة كثرت في ذلك الزمان، واستنبطت أبوابا غريبة من السحر، وكانوا يدعون النبوة؛ فبعث الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() (3) وقال آخرون: معنى ![]() ![]() ![]() ![]() (4) وقال آخرون: جائز أن تكون ![]() ![]() والراجح من هذه الأقوال قول من قال إن معنى ![]() ![]() وقد رويت آثار كثيرة فى قصة هاروت وماروت ، ولا يصح فيها شئ . فمن ذلك:... ___________________________________ (1) تفسير الطبري 2/ 426- 427، ط. دار ابن تيمية (2) تفسير أبي السعود 1/ 138، ط. دار إحياء التراث العربي- بيروت
__________________
|
#22
|
|||
|
|||
![]() ما روى عن عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله
![]() ![]() ![]() ![]() قال الشوكانى: رواه ابن الجوزى فى موضوعاته عن ابن عمر مرفوعا وقال: لا يصح؛ فى إسناده الفرج بن فضالة، ضعفه يحى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة. وفى إسناده – أيضا – سُنيد، ضعفه أبو داود والنسائى.[2] وقال الحافظ ابن كثير: هذا حديث ضعيف من هذا الوجه. ثم ذكر روايات الحديث، وتكلم على الرواة، ثم قال: فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بنى إسرائيل. والله أعلم.[3] وقال أيضا: وأما ما يذكره كثير من المفسرين فى قصة هاروت وماروت: من أن الزهرة كانت امرأة، فراوداها على نفسها، فأبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم، فعلماها، فقالته؛ فرفعت كوكبا إلى السماء. فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان أخرجه كعب الأحبار وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بنى إسرائيل .[4] وقال الخازن: إن ما نقله المفسرون، وأهل الأخبار فى ذلك، لم يصح عن رسول الله ![]() وقال القرطبى: قلنا: هذا كله ضعيف، وبعيد عن ابن عمر وغيره، لا يصح منه شئ؛ فإنه قول تدفعه الأصول فى الملائكة الذين هم أمناء الله على وحيه، وسفراؤه إلى رسله.[6] وقال الشيخ أحمد شاكر - ![]() ![]() ![]() وقد أشار ابن كثير أيضًا في التاريخ 1 : 37 - 38 قال: " فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سيبل الحكاية والتحدث عن بني إسرائيل." وقال أيضًا، بعد الإشارة إلى أسانيد أخر: " وإذا أحسنا الظن قلنا: هذا من أخبار بني إسرائيل، كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار. ويكون من خرافاتهم التي لا يعول عليها ". وقال في التفسير أيضًا 1 : 260 ، بعد ذكر كثير من الروايات التي في الطبري وغيره: " وقد روى في قصة هاروت وماروت، عن جماعة من التابعين، كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين، من المتقدمين والمتأخرين. وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى. وظاهر سياق القرآن إجمال القصة " من غير بسط ولا إطناب فيها. فنحن نؤمن بما ورد في القرآن، على ما أراده الله ![]() وقال الفخر الرازى: أما الشبهة الثانية: وهى قصة هاروت وماروت، فالجواب عنها: أن القصة التى ذكروها باطلة من وجوه: أحدها: أنهم ذكروا فى القصة أن الله - ![]() ![]() ثانيهما: فى القصة أنهما خُيِّرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. وذلك فاسد، بل كان الأولى أن يُخيَّرا بين التوبة وبين العذاب، والله - ![]() ثالثها: فى القصة أنهما يعلمان السحر حال كونهما معذبين، ويدعوان إليه، وهما معاقبان على المعصية. رابعها: أن المرأة الفاجرة، كيف يعقل أنها لما فجرت صعدت إلى السماء، وجعلها الله - ![]() ![]() ![]() __________________________________________________ ____ [1] ضعيف جدا: رواه أحمد (6186) وابن حبان كما فى تفسير ابن كثير1/192 وذكره الشوكانى فى الفوائد المجموعة فى الاحاديث الموضوعة: 491 (ط . دار الكتب العلمية) [2] الفوائد المجموعة: 492 [3] تفسير القرآن العظيم: 1/193 [4] البداية والنهاية: 1/40 [5] تفسير الخازن: 1/90 [6] تفسير القرطبى: 1/442 [7] تفسير الطبرى:2/432 (ط.مؤسسة الرسالة-الطبعة الأولى) حاشية رقم:9 التعليق على الأثر رقم: 1688 [8] مفاتيح الغيب:2/588
__________________
|
#23
|
|||
|
|||
![]() [باب] [هل كان إبليس من الملائكة ؟] اختلفوا فيه على قولين: الأول: من رجح كون إبليس من الملائكة: قال القرطبى فى قوله ![]() ![]() ![]() قلت: ذكر المفسرون هنا آثارًا كثيرة حاصلها أن إبليس كان من أشرف الملائكة، وأنه كان خازنا للجنة وللسماء الدنيا، فاغتر بذلك، ووقع فى نفسه الغرور والكبر، فأراد الله - ![]() الثاني: من رجح كون إبليس من الجن وليس من الملائكة: نقله القرطبى وغيره عن ابن عباس - أيضا - وابن زيد والحسن وقتادة.[2] وهذا هو الرأى الراجح والأدلة عليه كثيرة نذكر بعضا منها: الدليل الأول: قوله ![]() ![]() ![]() الدليل الثانى: إبليس له ذرية والملائكة ليس لها ذرية: أما إن إبليس له ذرية، فيدل عليه قوله ![]() ![]() ![]() وأما إن الملائكة لا ذرية لهم؛ فلأن الذرية إنما تحصل من الذكر والأنثى، والملائكة لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة، قال ![]() ![]() ![]() ![]() الدليل الثالث: الملائكة معصومون - كما تقدم - وإبليس ليس كذلك؛ فوجب ألا يكون منهم. الدليل الرابع: الملائكة مخلوقة من النور، وإبليس مخلوق من النار لقوله ![]() وقال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وقال الحافظ ابن كثير فى قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وقال الحسن البصرى: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن كما أن آدم - عليه السلام - أصل البشر.[4] الدليل الخامس: أن تأويل قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() والله أعلم ________________________________________________ [1] تفسير القرطبى: 1/251 وانظر تفسير ابن كثير: 1/121 وفتح البيان فى مقاصد القرآن: 1/110 [2] تفسير القرطبى: 1/251 [3] صحيح: وقد تقدم. [4] صحيح: رواه ابن جرير بإسناد صحيح عن الحسن وانظر تفسير ابن كثير:5/104والبداية والنهاية:1/73
__________________
|
#24
|
|||
|
|||
![]() ![]() ما رأيتُ هذا الحديثَ إلا اليوم، فلما اطلعت عليه رأيتُه كالذي عهدتُّه من تصانيف الشيخ الشناوي وفقه الله، فهو مصنف نافع جدًّا في بابه، ولعل الشيخ لم يُسبَق إلى مثله، وقد أحسن فيه الشيخ الشناوي كعادته في الإحسان، أسأل الله أن يجزيك خيرًا وينفع بكتابك ويعوضك عما لقيت من دور النشر خيرًا. اقتباس:
"وهذا البيت زيادة من المرزوقي ونسخة فينا وهامش نسخة المتحف البريطاني". فهو موجود في رواية المرزوقي وفي إحدى نسخ المفضليات، ولا يخفى على الشيخ هذا الذي قالاه، لكن للشيخ رأيه، وهو كما قلنا بمنزلة رفيعة في العلم بالشعر. والله أعلم. |
#25
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وأسأل الله القبول اقتباس:
والشيخ العلامة أبو فهر ![]() ![]()
__________________
|
#26
|
|||
|
|||
![]() [باب] ][الحكمة فى عدم إرسال الملائكة إلى البشر اعلم أن الأمم الكافرة قد اجتمعت على سؤال رسلهم أن يأتوهم بالملائكة، أو أن يكون الرسول المرسل إليهم ملاكاَ، عنادًا منهم، ومكابرة، وتعجيزًا لرسلهم. ولم يكن مطلبا يسألونه ليطمئنوا به؛ فإن رسلهم قد جاؤهم بالمعجزات القاهرات، والآيات البينات. فعن أبى هريرة ![]() ![]() وقد ذكر القرآن طلب المشركين هذا من رسلهم، وتعجبهم من إرسال البشر إليهم، فى آيات كثيرة فمن هذا: قوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وأما أعتى الأمم، وأشدها تكذيبا، وأكثرها طلبا لهذا الأمر فهم قوم نبينا محمد ![]() قوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() وقوله ![]() ![]() ![]() ومما يدل على أنهم إنما يطلبون هذا الأمر تعجيزا قوله ![]() ![]() ![]() وقد أجاب الله - سبحانه و ![]() أحدها: أنهم لن يفهموا مخاطبة الملَك وهم على هيئتهم البشرية هذه، ولكي يفهموا عنه لابد من أحد أمرين: إما أن يصيروا ملائكة، فتتناسب طبيعتهم مع طبيعة الملَك، وإما أن يصير الملَك رجلا بشرًا: فأما أول الأمرين: وهو أن يصيروا هم ملائكة، فأمر لا يكون، ولم يأذن به الله. وأما ثانيهما: وهو أن يصير الملَك رجلا يخاطبهم حتى يفهموا عنه، فهو أمر جائز؛ لجواز أن يتمثل الملك فى صورة بشر. ولكن إن حدث هذا، فسيطلبوا منه أن يرسل الله إليهم ملكا، فيرجع الأمر إلى ما كان، كما قال ![]() ![]() ![]() وقال ![]() ![]() ![]() ومما يدل - أيضا - على أن البشر لا يستطيعون الفهم عن الملائكة، صوت الرعد، فالرعد - كما سيأتى إن شاء الله ![]() وقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يسمعون عند نزول الوحى دويًّا كدوىِّ النحل، ولكنهم لايفهمون عنه شيئاً. وانظر ما سيأتى عند ذكر أنواع الوحى. ثانيها: أنهم لا يرون الملائكة فى يوم خير لهم، بل لا يرون الملائكة إلا عند مماتهم، فتأتيهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون: حجراً محجوراً أى: حرام عليكم الفلاح اليوم. قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ثالثها: أن الملائكة إنما تنزل بأمر هام لايستطيعه غيرهم: كالوحى إلى الأنبياء، وإهلاك الأمم الكافرة. قال ![]() ![]() ![]() وقال ![]() ![]() ![]() ![]() والله أعلم _________________________________ [1] صحيح: رواه البخارى (4981 - 7274) ومسلم (152) [2] تفسير ابن كثير:3/149
__________________
|
#27
|
|||
|
|||
![]() ...
__________________
|
#28
|
|||
|
|||
![]() [باب] [الفرق بين إلهام المَلَك وإلقاء الشيطان] عن عبد الله بن مسعود قال: لابن آدم لمتان لَمَّة[1] من الملك ولمة من الشيطان فأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق وتطييب بالنفس وأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وتخبيث بالنفس.[2] ولفظ الترمذى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ![]() ![]() ![]() وله شاهد من الصحيح من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ![]() حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِيَانِ ابْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ كِلَاهُمَا عَنْ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادِ جَرِيرٍ مِثْلَ حَدِيثِهِ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ "وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ."[3] قال الإمام ابن القيم: والفرق بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان من وجوه: منها: أن ما كان لله موافقا لمرضاته وما جاء به رسوله فهو من الملك، وما كان لغيره غير موافق لمرضاته فهو من إلقاء الشيطان. ومنها: أن ما أثمر إقبالا على الله وإنابة إليه وذكرا له وهمة صاعدة إليه فهو من إلقاء الملك، وما أثمر ضد ذلك فهو من إلقاء الشيطان. ومنها: أن ما أورث أنسا ونورا فى القلب وانشراحا فى الصدر فهو من الملك، وما أورث ضد ذلك فهو من الشيطان. ومنها: أن ما أورث سكينة وطمأنينة فهو من الملك، وما أورث قلقا وانزعاجا واضطرابا فهو من الشيطان. فالإلهام الملكى يكثر فى القلوب الطاهرة النقية التى قد استنارت بنور الله؛ فللملَك بها اتصال، وبينه وبينها مناسبة؛ فإنه طيب طاهر لا يجاور إلا قلبا يناسبه. وتكون لَمة الملَك بهذا القلب أكثر من لَمة الشيطان، وأما القلب المظلم الذى اسود بدخان الشهوات والشبهات فإلقاء الشيطان ولمته به أكثر من لمة الملك.[4] تتمة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما الناظر فى مسألة معينة وقضية معينة لطلب حكمها، والتصديق بالحق فيها - والعبد لا يعرف ما يدله على هذا أو هذا - فمجرد هذا النظر لا يفيد، بل قد يقع له تصديقات يحسبها حقا وهى باطل، وذلك من إلقاء الشيطان. وقد يقع له تصديقات تكون حقا، وذلك من إلقاء الملك. وكذلك إذا كان الناظر فى الدليل الهادى - وهو القرآن - فقد يضع الكلم مواضعه ويفهم مقصود الدليل فيهتدى بالقرآن وقد لا يفهمه[5] أو يحرف الكلم عن مواضعه فيضل به ويكون ذلك من الشيطان كما قال ![]() ![]() ![]() ____________________________________ [1] اللَّمَّة: الخطرة تقع فى القلب [2] حسن موقوفا: رواه ابن المبارك فى الزهد (1435) قال أخبرنا فطر عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة عن عبد الله بن مسعود به ورجاله ثقات غير فِطْر وهو ابن خليفة أبو بكر الكوفى الحناط صدوق رمى بالتشيع وثقه أحمد وابن معين وابن سعد وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال الدارقطنى: لا يحتج به. انظر التقريب/384 وتهذيب التهذيب 4/507 والميزان 5/441 والطبقات الكبرى لابن سعد 6/535 والجرح والتعديل 7/90 وسؤالات الحاكم النيسابورى للدارقطنى/264 ترجمة رقم (454). وفى تفسير ابن كثير1/402 رواه مسعر عن عطاء بن السائب عن أبى الأحوص (وهو عوف بن مالك بن نضلة) عن ابن مسعود موقوفا عليه. وهذا إسناد ضعيف. وقال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى 4/31: وهذا الكلام الذى قاله ابن مسعود هو محفوظ عنه وربما رفعه بعضهم إلى النبى ![]() قلت: وقد روى مرفوعا إلى النبى ![]() ![]() قلت:وقد نقل تضعيف هذا الحديث محقق تلبيس إبليس عن ضعيف الجامع(1963) وقال: فى إسنادهم أبو (الأحوص) وهو مجهول ا.هـ وهذا وهم وأغلب ظنى أنه من المحقق المذكور لا من الشيخ الألبانى - ![]() ورواه – أيضا - ابن المبارك فى الزهد عن صفوان بن سليم مرسلا رقم (947) وكذا رواه عن ابن عون عن إبراهيم (هو النخعى) به رقم (1437) فجعله من قول إبراهيم ونسبه ابن كثير أيضا لابن مردويه مرفوعا والله أعلم . [3] صحيح: رواه مسلم (2814) وأحمد (3648-3779-3802-4392) وهو لفظه والدارمى (2734) وأبو نعيم فى الدلائل1/185وابن الجوزى فى تلبيس إبليس/35 [4] الروح لابن القيم: 328 (ط. دار المنار) [5] "قد" لا تدخل على الفعل المنفى والأحسن فى هذا أن يقول وربما لا يفهمه أو وعسى ألا يفهمه ونحو ذلك. [6] مجموع الفتاوى:4/37
__________________
|
#29
|
|||
|
|||
![]() [باب] قال [ذكر تسبيح الملائكة] ![]() ![]() ![]() أقـول لمـا جاءنـى فخـره أى براءة من علقمة.![]() ![]() ![]() ولا يجوز أن يسبح غير الله، وإن كان منزها؛ لأنه صار علما فى الدين على أعلى مراتب التعظيم التى لا يستحقها إلا الله ![]() وفى المراد بقولهم: ![]() ![]() أحدها: معناه نصلى لك. وهو قول ابن عباس وابن مسعود. ثانيها: معناه نعظمك. وهو قول مجاهد. ثالثها: التنزيه، وهو قول ابن جرير. أى تنزيه الله عما لا يليق به فيكون المعنى: ونحن ننزهك عن كل سوء ونقيصة. رابعها: التسبيح المعروف وهو قول قتادة والمفضل واستشهد بقول جرير: قَبـحَ الإلـهُ وجـوهَ تَغْـلِبَ كلـما وقد رجح الإمام القرطبى هذا الوجه لما رواه مسلم عن أبى ذر أن رسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: جلست إلى كعب الأحبار وأنا غلام فقلت له: أرأيت قول الله ![]() ![]() ![]() ______________________________________ [1] النكت والعيون: 1/61 [2] قوله: " كلامهم " يعنى فى كلام العرب. [3] شرح ديوان جرير (دار الكتب العلمية): 339 من قصيدة طويلة يهجو بها الأخطل والذى فى الديوان :.. شبح الحجيج ... بالشين المعجمة ومعناه رفع الأيدى نحو السماء للدعاء وعلى هذا فالاستشهاد بالبيت فى غير محله كما نبه على ذلك محققوا تفسير القرطبى1/236 [4] صحيح: رواه مسلم (2731) [5] إسناده ضعيف وهو حسن لغيره: رواه أبو الشيخ فى العظمة (322) وذكره ابن كثير فى التفسير5/205وفى إسناده من لم أعرفه. و له شاهد فى الزهد لابن المبارك (1413) حدثنا الحسين أخبرنا محمد بن أبى عدى أخبرنا حميد الطويل عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال: لقى عبد الله بن عباس كعبا فقال: إنى سائلك عن ثلاث آيات فى القرآن. قال: ما هى ؟ قال: قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
__________________
|
#30
|
|||
|
|||
![]() [باب] تنسب عبادة الملائكة إلى الصابئة؛ وهي الطائفة المذكورة في قوله [عبادة الملائكة] ![]() ![]() ![]() واختلف في المأخوذ منه هذا الاسم على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه مأخوذ من الطلوع والظهور، من قولهم صبأ ناب البعير إذا طلع. وهذا قول الخليل. ثانيها: أن الصابيء الخارج من شيء إلى شيء؛ فسمي الصابئون بهذا الاسم؛ لخروجهم من اليهودية والنصرانية. وهذا قول ابن زيد. ثالثها: أنه مأخوذ من قولهم: صبا يصبو إذا مال إلى الشيء وأحبه. وهذا قول نافع؛ ولذلك لم يهمز.[1] واختلفوا في الصابئة على أقوال: الأول: أنهم قوم بين المجوس واليهود والنصارى. وهذا قول مجاهد وسعيد بن جبير. الثانى: أنهم فرقة من أهل الكتاب يقرؤون الزبور؛ ولهذا قال أبو حنيفة: لا بأس بذبائحهم ومناكحتهم. وقيل: إن زياد بن أبي سفيان أُخبِر أن الصابئين يُصَلُّون إلى القبلة ويصلون الخمس؛ فأراد أن يضع عنهم الجزية، فخُبِّر بعد أنهم يعبدون الملائكة. الثالث: قال أبو جعفر الرازي: بلغني أن الصابئين قوم يعبدون الملائكة. الرابع: قال وهب بن منبه: هوالذي يعرف الله وحده، وليست له شريعة، ولم يحدث كفراً. الخامس: قال عبد الرحمن بن زيد: الصابئون أهل دين منا -لأديان كانوا بجزيرة الموصل- يقولون: لا إله إلا الله، وليس لهم عمل، ولا كتاب، ولا نبى، إلا قول: لا إله إلا الله. قال: ولم يؤمنوا برسول؛ فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبى ![]() وعن ابن عباس ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وذكره ابن القيم في شفاء العليل([4]) من طريق علي بن المديني بإسناده إلى ابن عباس أنه قال: آية لا يسأل الناس عنها، لا أدرى أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلا يسألون عنها ؟ فقيل له: وما هي؟ فقال: لما نزلت: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وهذا الإيراد الذى أورده ابن الزبعرى لا يرد على الآية فإنه سبحانه قال: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أحدها - أن الملائكة والمسيح وعزيراً ممن سبقت لهم الحسنى. الثانى - أن الأوثان حجارة غير مكلفة، فلو حصبت لها جهنم إهانة لها ولعابديها لم يكن فى ذلك من لايستحق العذاب. بخلاف الملائكة والمسيح وعزير فإنهم أحياء ناطقون، فلو حصبت بهم النار كان ذلك إيلاما وتعذيبا لهم. الثالث - أن من عبد هؤلاء بزعمه فإنه لم يعبدهم فى الحقيقة؛ فإنهم لم يدعوا إلى عبادتهم، وإنما عبد المشركون الشياطينَ، وتوهموا أن العبادة لهؤلاء. وقد برأ الله – سبحانه - ملائكته، والمسيح، وعزيرا، من ذلك فقال: ![]() ![]() وقال ![]() ![]() ![]() __________________________________________________ [1] النكت والعيون1/92 [2] تفسير ابن كثير1/152 [3] صحيح: رواه الحاكم(3449)وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبى فى التلخيص وابن القيم فى شفاء العليل/47 [4] شفاء العليل/47(ط0مكتبة الإيمان) [5] وراجع فى هذا: تفسير القرآن العظيم1/152، وتفسير القرطبى1/370، وتفسير الماوردى1/92، وشفاء العليل لابن القيم/47، وإغاثة اللهفان له/435، ومجموع الفتاوى لابن تيمية4/314،136،134، ودقائق التفسير له 1/240،3/116
__________________
|
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 2 ( الجلساء 0 والعابرون 2) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
من الذي أتى بعرش بلقيس في طرفة عين الجن أم الإنس أم الملائكة ؟ | محمد إمام | حلقة العلوم الشرعية | 1 | 19-05-2015 07:33 PM |
هل الملائكة تنام ؟ | عَرف العَبيرِ | حلقة العلوم الشرعية | 2 | 17-01-2012 04:15 PM |