|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
![]() |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
![]() منهج التأصيل العقدي هو: الطريقة التي يتبعها الناس لمعرفة دينهم وتقريرِ أصوله ومسائله ودلائله(1) ، وذلك يشتمل على جانبين: جانب المصادر التي يستقي منها الناس معتقداتهم ومبادئهم وأفكارهم حول الحقائق الغيبية للكون وخالقه، والإنسان والحياة، والجانب الآخر هو أسلوب تعاملهم مع هذه المصادر ليفهموا منها رأيا معينا؛ فإن اتفاقهم على مصدر معين لا يعني ضرورة اتفاقهم على الآراء المستخرجة منه؛ لاختلاف طرائق الفهم عند الناس. ولما كان تنوع الآراء والمذاهب والمعتقدات الدينية تابعا لاختلاف المناهج المتبعة في معرفة الدين وتنوع مصادرها وطريقة فهمها كان من الضرورة القصوى لمبتغي الإصلاح والتصحيح العقدي البدء بهذه القضية، وإلا سيذهب جهده سدى في التوفيق بين آراء متناقضة ومذاهب متشعبة لم تتفرع عن طريق واحد في الأصل، وهذه هي العلة التي لم يفطن لها المجتهدون في سبيل التقريب بين أصحاب المذاهب والديانات، حتى أدت إلى ضياع جهودهم(2). لقد كانت قضية منهج تلقي المعتقدات الدينية والاستدلال عليها واضحة تماما في دعوة الأنبياء والمرسلين، فالدين مبني أساسا على الإيمان بالغيب، وهذه القضية لا مجال فيها لأخذ العلم المفصّل وتلقّيه إلا عن الأنبياء والرسل، واعتماد ما يوحى إليهم من مرسلهم جل وعلا، سواء كان ذلك في معرفة الله ![]() وما يتبع ذلك من مصيره بعد انقضاء الحياة الدنيوية، أو ما يجب على الإنسان أداؤه ليحقق حكمة وجوده فينال السعادة والراحة والطمأنينة، أما العقل البشري الذي توهّم الكفار استغناءهم به عن الوحي الإلهي فإنه يقف في مجال معرفة الغيب عند حدود المعرفة المجملة بأن لهذا الكون خالقا، ولهذا الوجود حكمة، ولا يتجاوز ذلك إلى تفصيل معرفة هذا الخالق ولا إلى تفاصيل حكمة الوجود(3). وقد تجلت قضية تحديد منهج تلقي العقائد الغيبية بجانبيه في الرسالة الخاتمة بغاية من الصرامة، كما يظهر في التأكيدات القرآنية المتتابعة على وجوب الإيمان بالله ورسله وما جاء في الوحي الإلهي إليهم، والتحذير من الكذب على الله والافتراء على رسله والزيغ عن آياته، كما في قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() كما جاء الذم لمن تفرقوا واختلفوا حول ما جاءت به الرسل، أو دانوا بغير ما أذن به الله وأوحاه، قال ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وجاءت السنة المشرفة بمثل ما جاء به القرآن من الأمر بأخذ الدين من الوحي المبين، والاكتفاء به عن غيره، والتحذير من الزيادة فيه والنقصان، أو التبديل والابتداع، فعن جابر ![]() ![]() ( أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ) (4). وعن العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله ![]() ومنع النبي ![]() وعن ابن عباس ![]() ![]() ورُوي عن عبد الله بن ثابت قال: "جاء عمر إلى النبي ![]() قال: فتغير وجه رسول الله ![]() قلت له: ألا ترى ما بوجه رسول الله ![]() فقال عمر ![]() قال: فسُرِّي عن النبي ![]() ![]() وهكذا فإن السلف رحمهم الله ![]() وعلى هذا فإن تلقي العقيدة الإسلامية سواء أصولها الكبرى أو مسائلها التفصيلية يجب ألا يتجاوز طريقة السلف في الأخذ عن الكتاب والسنة وفق فهم السلف الكلي المنهجي لهذين المصدرين، وهو ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية: 1-الأخذ بظواهر القرآن والسنة: الأصل أن يفهم القرآن والسنة بمقتضى ظاهر لغتهما العربية؛ كما هي طريقة السلف؛ لقوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() 2-اعتبار حجية الثابت من السنة النبوية المشرفة دون الضعيف: فيجب قبول مضمون الرواية الثابتة عن رسول الله ![]() 3-الجمع بين العقل الصريح والنقل الصحيح: يستقل العقل بالدلالة على أصل الربوبية والنبوة، ودلالته على ذلك قائمة بنفسها ، إلا أن العقل الصريح بعد إثباته النبوةَ لا ينفرد بتأسيس عقيدة تفصيلية لم يصرح بها القرآن أو السنة الصحيحة، بل لا توجد مسألة عقدية يمكن أن يثبتها العقل إلا وفي القرآن والسنة تنبيه عليها(12)، وضابط صراحة العقل فطريته واتفاق العقلاء عليه، كالقول بأن الأثر يفتقر إلى مؤثر، وبأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعلى هذا يلزم التوافق بين العقل الصريح والنقل الصحيح من القرآن والسنة؛ لأن العقل الصريح قد شهد بعصمة النقل الصحيح كما هو معلوم من دلائل النبوة اليقينية، فيمتنع بعد ذلك أن يكذّبه، لكنه قد يعجز عن إدراك كثير من حقائق ما جاء به النقل، ويحار لها ويعجب منها تعظيما لا تكذيبا، والشرع يأتي بمحارات العقول ولا يأتي بمحالاتها(13). وهكذا القول في دلالة الحس؛ فإنها تابعة لدلالة العقل؛ لأن الحس مجرد أداة للإدراك العقلي. 4-اعتبار حجية إجماع الصحابة ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إذا تبينت مما سبق المعالم الرئيسية للمنهج الشرعي في دراسة العقيدة وتأصيل مسائلها وتقرير دلائلها، فليعلم أن كل ما أحدثه الناس وراء ذلك من مصادر ومناهج لتلقي العقائد فهو مردود بقوله ![]() 1-الرؤى والمنامات؛ فهي من سوى الأنبياء في أحسن أحوالها مبشرات ومنذرات خاصة بمن رآها، لا ترتقي إلى مرتبة المصدرية لأحكام الدين فضلا عن عقائده. 2-الكشوفات الرُوحانية والإلهامات؛ فقد كان أحظ الناس بها عمر بن الخطاب ![]() ![]() ![]() 3-التقليد المجرد من الدليل؛ لانحصار العصمة في النبي ![]() ![]() وكما يلزم الإعراض عن المصادر غير الشرعية، ورد المناهج البدعية، يجب أن يُعلم أن الميل بمصادر العقيدة الصحيحة المعتمدة شرعا عن طريقة السلف في فهمها والاستدلال بها يعطل شرعيتها، ويدخل المائل بها في دائرة الابتداع. ومن الآفات التي أدخلها أصحاب المناهج البدعية على مصادر العقيدة الشرعية: 1-التأويل الاصطلاحي الذي أحدثه المتكلمون(19) ، وهو صرف ألفاظ القرآن والسنة عن ظواهرها المتبادرة إلى الذهن بحسب اللسان العربي، إلى معانٍ مرجوحةٍ؛ لمجرد معارضاتٍ عقلية وهمية غير صريحة، وقد أفضى هذا التأويل إلى تحريف كثير من معاني الوحي، وفتح باب التأويل الباطني لكل العقائد(20). 2-الميل بدلالات السنة النبوية، إما بقبول ما لم يصح كما هو فاشٍ عند المتصوفة(21) والشيعة، أو برد ما صح من الأخبار بحجة عدم إفادة أخبار الآحاد اليقين، كما هو منهج المتكلمين عامة(22). 3-الميل بالدلالات العقلية، إما بتسليط العقل الوهمي على الوحي، وجعله حاكما عليه مصححا له، ما يفضي إلى تعطيل حقيقة وظيفة الرسالة، وإما بتعطيل الدلالات العقلية الصريحة وتجاهلها، وإهمال ما زخر به القرآن منها(23)، والنظر إلى دلالاته على أنها سمعية مجردة تؤخذ على قاعدة التسليم، فلا يخاطب بها غير المؤمن بالرسالة. 4-عدم توثيق الإجماعات، والتساهل في حكايتها دون مستند، في مسائل عقدية لا يُتصور خفاؤها مع عموم الحاجة إليها. وبعد فهذه لمحات موجزة عن منهج التأصيل العقدي عند أهل السنة والجماعة، نرجو أن تكون قد صورت للقارئ الكريم معالم ذلك المنهج الرباني النبوي، ونبهت على ضرورة العناية بهذا النوع من الدراسات المنهجية النقدية، وأن التصحيح العقدي في المنهج سابق لأي تقرير واستدلال، وأن النقد العقدي المنصف المتجرد من صلب منهاج النبوة، وأنه الضمانة بإذن الله لخروج الأمة الإسلامية من آفة التفرق والخلاف العقدي، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. ــــــــــــــــــــــــــ د. سعود بن عبدالعزيز العريفي |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
طلب : منهج المعجميين في الاستشهاد بالحديث | سامر اغا | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 3 | 25-04-2010 07:10 PM |
هل يمكن وضع منهج محدد للمبتدئ ؟ | فرائد | مُضطجَع أهل اللغة | 0 | 05-05-2009 03:06 PM |