ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة الأدب والأخبار
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 17-12-2010, 11:28 PM
أبو حفص أبو حفص غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2010
التخصص : طالب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 44
افتراضي « إن من الشعر لحكمة » ، من روائع حكم شاعر ملهم ( البارودي ) [ متجدد ]

اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ عَلَى مَا هَدَيْتَ، وَأشْكُرُكَ عَلَى جَزِيلِ مَا أسْدَيْتَ، وَأسْتَعِينُكَ عَلَى رِعَايَةِ مَا أسْبَغْتَ مِنَ النِّعَمِ، وَأسْتَهْدِيكَ الشُّكْرَ عَلَى مَا كَفَيْتَ مِنَ النِّقَمِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَثَراتِ اللِّسَانِ، وَغَفَلاَتِ الْجَنَانِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَدَرَاتِ الزَّمَانِ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ اللُّطْفَ فِيما قَضَيْتَ، وَالمعُونَةَ عَلَى مَا أمْضَيْتَ، وَأسْتَغْفِرُكَ مِنْ قَوْلٍ يَعْقُبُهُ النَّدَمُ، أوْ فِعْلٍ تَزِلُّ بِهِ الْقَدَمُ، فَأَنْتَ الثِّقَةُ لِمنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ، وَالْعِصْمَةُ لِمَنْ فَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَيْكَ .
وأشهَدُ أنّ محمّداً رسولكَ الأمينُ، وشفيعكَ الضمينُ، الذي بعثْتَهُ بالنورِ الباهرِ، والبرهانِ القاهرِ، فقامَ بالحقّ صادعاً، وللضلالةِ رادعاً، حتى ثبتَ الدينُ، وَوَضَحَ اليقينُ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عليهِ ما أشرقَ النّجمُ، وأوْرَقَ الشجرُ والنجمُ، وعلى آله بُدُورِ المحافِلِ، وأصحابهِ صدورِ الجحافلِ؛ صلاةً يهتزّ لها الفلَكُ، ويتَنَزَّلُ برضوانِها الملَكُ، واحشُرنا في زُمْرَتِهمْ معَ القومِ الفائزينَ، ولا تجعلْنا من المغضوبِ عليْهمْ ولا الضالِّينَ، آمين.
وبعدُ؛ فإنّ للشِّعْرِ لُمعةٌ خيالِيَّةٌ يتألَّقُ وَمِيضُها في سَماوةِ الفِكْرِ، فتنْبَعِثُ أشِعَّتُها إلى صَحيفَةِ القلبِ، فيفيض بلألائِها نوراً يتّصلُ خَيطُه بِأَسَلَةِ [أي: طَرَف] اللِّسَانِ، فينفثُ بألوانٍ مِنَ الحِكْمَةِ.
وخير الكلام ما ائتَلَفَت ألْفاظه، وائتَلَقَتْ معَانِيه، وكان قريبَ المأْخَذِ، بعيدَ المرمَى، سَليماً مِن وَصْمَة التكَلُّف، بريئاً من عَشْوَةِ التَعَسُّفِ، غنِيَّاً عن مراجَعَةِ الفكرةِ؛ هذه صفة الشِّعْرِ الجيِّدِ؛ فَمَن آتاهُ اللهُ مِنهُ حَظّاً،و كان كريم الشمائلِ، طاهرَ النَّفْسِ؛ فقد مَلَك أعِنَّة القلوب، ونالَ مَوَدّة النّفوس، وصار بين قومِهِ كالغُرَّةِ في الجواد الأدْهَم، والبدرِ في الظلامِ الأيْهَم [أي: الحالِك].
ولَو لَمْ يَكُنْ مِن حَسَناتِ الشِّعْرِ الحكيم إلا تهذيب النفوس وتدريبَ الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق ، لكان قد بَلَغَ الغاية التي ليس ورءها لِذِي رغبَةٍ مسْرَح، وارْتَبَأَ [أي: عَلا] الصَّهوَةَ التي ليس دونها لذي همّةٍ مطمَح.
ومِن عجائبهِ تنافس الناس فيه، وتغايُر طباعهم عليه، وصغو الأسماع إليه،كأنّما هو مخلوقٌ مِن كلّ نفْسٍ، أو مطبوعٌ من كل قلبٍ؛ فإنّكَ ترى الأمم على اختلاف ألسنتهم، وتباين اخلاقهم وتعدد مشاربهم؛ لهجين به، عاكفين عليه، لا يخلو منه جيل دون جيل، ولا يختَصُّ به قبيل دون قبيل، ولا غروَ؛ فإنّه معرض الصفات، ومتجر الكمالات.
ولقد سمع عمر بن الخطاب -- قول زهير بن ابي سُلْمى:
فإن الحق مقطعه ثلاث ــــــــــــــــــــــــ يمين أو نفار أو جلاء
فجَعَلَ يَعْجَبُ من معرفته بمقاطع الحكمة وتفصيلها.
وللشعر رتبه لا يجهلها إلا مَن جَفَا طبْعُه، ونَبَا عن قَبُول الحكمة سَمْعُه؛ فهو حلْيَةٌ يزدان بجمالها العاطل، وعوذَةٌ لا يتَطَرَّقُ إليْها الباطل.


[من مقدمة الشاعر المُلْهَم "محمود سامي البارودي" لـ«ديوانه» (ص33-34)، طبعة دار العَودة]



أيها الأعضاء والزوار الكرام:
لقد آثرتُ أنْ أُخَصِّصَ صفحة في هذا الملتقى العامر؛ أجْمَعُ فيها متَفَرِّقات من جميلِ أبياتِ الحكمة لهذا الشاعرِ المُلْهَم الذي امتلأ شِعْره حكمةً مع جمالِ أسلوبٍ وسلاسةِ كلماتٍ وعذوبةِ ألفاظٍ وقوَّةِ مَعْنَى.
وسَأَتَعَهّدُ هذه الصفحة بالتجديدَ -قدْرَ المستطاع-، سائلاً الله أن ينفعنا بذلِك، ويقينا المهالِك.





مَــــنْ طـلَـــــبَ الــعِـــــزَّ بِــلا آلــــة ٍ --- أَدْرَكَـــــــهُ الــذُّلُّ مَـكــانَ الــــــظَّـــفَــــرْ



فَاصْبِرْ عَلَى الْمَكْرُوهِ تَظْفَرْ بِما --- شِئْتَ؛ فَقَدْ حَازَ الْمُنَى مَنْ صَبَرْ


وَقِـــفْ إِذَا مَــا عَــرَضَتْ شُبْهَة ٌ --- فَـاللَّبْـثُ خيــرٌ مِن ركوبِ الغرَرْ


ولا تَــقُــــولنَّ لـــشــــئٍ مَـــضَــى: --- يَـا لَــيْــتَــهُ دَامَ، وَخُــذْ مَــا حَضَرْ


ولاَ تُـــــعَــامِــــلْ صـــاحِبـاً بِـالَّــتِــي --- تَــرْجِــعُ عَـنْـهَــا تَــائِــبــاً تَــعْــتَـــــذِرْ


وَغُــضَّ مِنْ طَــرْفِكَ إِنْ خِـفْـتَــهُ --- فَحَاجِبُ الشَّهْوَة ِ غَضُّ الْبَصَرْ







[«ديوان البارودي» (255- 256)]
منازعة مع اقتباس
  #2  
قديم 20-12-2010, 10:25 PM
أبو حفص أبو حفص غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2010
التخصص : طالب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 44
افتراضي

(2)
بادرِ الفرصةَ، واحذر فوتَها --- فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
واغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا --- فهو إن زادَ مع الشيبِ نقَصْ
إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَالٌ عَارِضٌ --- قلَّما يبقى، وأخبارٌ تُقصْ
تارة ً تَدجو، وطوراً تنجلِى --- عادة ُ الظِلِّ سجا، ثمَّ قلصْ
فَابْتَدِرْ مَسْعَاكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ --- بادرَ الصيدَ معَ الفجرِ قنصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى --- إنَّما الفوزُ لمنْ هَمَّ فنَصْ
يَكدحُ العاقلُ فى مأمنهِ --- فإذا ضاقَ بهِ الأمرُ شخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَة ِمَا لَمْ يَغْتَرِبْ --- عن حماهُ مثلُ طيرٍ فى قفصْ
وليكن سَعيَكَ مجداً كلُّهُ --- إنَّ مرعَى الشرِّ مكروهٌ أحص
وَاتْرُكِ الْحِرْصَ تَعِشْ في رَاحَةٍ --- قلَّما نالَ مُناهُ من حرَصْ
قد يضرُّ الشئُ ترجو نَفعهُ --- رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفْوِ الْمَاءِ غَصْ
ميِّزِ الأشياءَ تَعرفْ قدرها --- لَيْسَتِ الْغُرَّة ُ مِنْ جِنْسِ الْبَرَصْ
واجتنب كُلَّ غبِّى ٍمائقٍ --- فَهْوَ كَالْعَيْرِ، إِذَا جَدَّ قَمَصْ
إِنَّمَا الْجَاهِلُ في الْعَيْنِ قَذَىً --- حيثُما كانَ، وفى الصدرِ غصَصْ
واحْذَرِ النَّمَّامَ تَأْمَنْ كَيْدَهُ --- فَهْوَ كَالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَرَصْ
يَرْقُبُ الشَّرَّ، فَإِنْ لاَحَتْ لَهُ --- فُرْصَة ٌ تَصْلُحُ لِلْخَتْلِ فَرَصْ
سَاكِنُ الأَطْرَافِ، إِلاَّ أَنَّهُ --- إن رأى منشبَ أُظفورٍ رقَص
وَاخْتَبِرْ مَنْ شِئْتَ تَعْرِفْهُ، فَمَا --- يَعْرِفُ الأَخْلاَقَ إِلاَّ مَنْ فَحصْ
هذه حكمة ُكهلٍ خابرٍ --- فاقتنصها، فهى َ نِعمَ المقتنَصْ

معاني بعض الكلمات:
تدجو: تسوء
سجا: امتدَّ وسكنَ ودام
قلَص: انقبَضَ وانزوى
نَص: أنْفَذَ ما هَمّ به
شَخَص: انتقَلَ وارتحَلَ وهاجَر
أحَص: النكِد الذي لا خير فيه
الحِرْص: المقصود: الجشَع والشرَه
الغُرّة: بَيَاضٌ مستَحسَنٌ في جبهَة الفرَس
مائق: أحمق غبي سيء الخُلق
العَيْر: الحمار
قَمَص: اضرَبَ في سَيْرِه
قذى: ما يقع في العين فيهيّجها ويؤذيها
خَتْل: خداع
منْشَب أظفور: مجالاً للشرّ مهما صغُر



[«ديوان البارودي» (296- 298)]


منازعة مع اقتباس
  #3  
قديم 02-03-2011, 03:18 PM
عَرف العَبيرِ عَرف العَبيرِ غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2011
السُّكنى في: مصر الحبيبة
التخصص : لغويات
النوع : ذكر
المشاركات: 382
افتراضي

قال البارودى:
منْ صاحب العجزَ لم يظفرْ بما طلب _ فاركب منَ العزم طرفا يسبق الشهبَ.
لن يدرك المجد إلا من إذا هتفتْ _ به الحميةُ هزَّ الرمح وانتصبَ .
ينهلُّ صارمه حتفاً ومنطقه _ سحراً حلالاً إذا ماصال أو خطبَ.
إن حلَّ أرضاً حمى بالسيف جانبها _ وإنْ وعى نبأةً من صارخٍ ركبَ.
وليعذرنى إخوانى فلست من أرباب النظم.
بوركتم.
منازعة مع اقتباس
  #4  
قديم 03-03-2011, 11:47 AM
الأديب النجدي الأديب النجدي غير شاهد حالياً
حفيظ سابق
 
تاريخ الانضمام: Aug 2008
السُّكنى في: نجد
التخصص : العلم
النوع : ذكر
المشاركات: 346
افتراضي

اقتباس:
وبعدُ؛ فإنّ للشِّعْرِ لُمعةٌ خيالِيَّةٌ
لمعةً خياليَّةً، اسم إنَّ مؤخَّر .
__________________
"وَلَيْسَ لِقِدَمِ الْعَهْدِ يُفَضَّلُ الْفَائِلُ وَلَا لِحِدْثَانِهِ يُهْتَضَمُ الْمُصِيبُ وَلَكِنْ يُعْطَى كُلٌّ مَا يَسْتَحِقُّ"
منازعة مع اقتباس
  #5  
قديم 04-03-2011, 01:19 AM
اليمامة اليمامة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jan 2010
التخصص : اللغة العربية
النوع : أنثى
المشاركات: 35
افتراضي

وهو القائل حين نفي إلى سرنديب :
والمرء طوع الليالي في تصرفها
لايملك الأمر من نجحٍ وإخفاقِ
منازعة مع اقتباس
  #6  
قديم 23-03-2011, 10:35 AM
محمد بن إبراهيم محمد بن إبراهيم غير شاهد حالياً
حفيظ
 
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص : طلب العلم
النوع : ذكر
المشاركات: 2,279
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل الأديب النجدي مشاهدة المشاركة
لمعةً خياليَّةً، اسم إنَّ مؤخَّر .
كنتُ أنظر اليوم في ديوان الباروديّ، فقرأتُ في مقدمته: وبعد، فإن الشعرَ لمعةٌ ...
منازعة مع اقتباس
  #7  
قديم 28-03-2011, 12:03 AM
سِـنَـان سِـنَـان غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2011
السُّكنى في: غزة
التخصص : طالب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 1
افتراضي

قال البارودي :
ومن رامَ نيل العزِّ فليصطبر على لقاءِ المنايا واقتحامِ المضايِقِ
فإن تكن الأيام رنَّقْنَ مشربي وثَلَّمنَ حَدِّي بالخطوب الطوارِقِ
فما غيَّرتني محنةٌ عن خليقتي ولا حولتني خدعةٌ عن طرائِقِي
ولكنني باقٍ على ما يَسُرُّني ويغضبُ أعدائي ويرضي أصادقي
ويقول :
إذا المرءُ لم ينهض لما فيه مجده قضى وهو كَلٌّ في خُدورِ العواتِقِ
وأيُّ حياةٍ لامرئٍ إن تنكرت له الحال لم يعقد سيور المناطِقِ ؟
فما قذفاتُ العِزِّ إلا لماجِدٍ إذا هَمَّ جلَّى عزمُهُ كُلَّ غاسِقِ
_______________________
وجزاك الله خيرا
فَإنْ تَكُنْ الأيَّامُ سَاءَتْ صُرُوفُهَا فَإنِّي بِفَضلِ اللهِ أوَّلُ وَاثِقِ
فَقَد يَستَقِيمُ الأمرُ بَعدَ اعوِجَاجِهِ وَيَرجِعُ للأوطَانِ كُلُّ مُفارِقِ
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
ما أجمل عبارة محكمة أثرت في نفسك وعقلك ؟ المعقل العراقي مُضطجَع أهل اللغة 19 01-05-2010 03:14 PM
بين عالم و شاعر بحر الدموع حلقة الأدب والأخبار 3 17-09-2008 03:07 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 02:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ