قال فضيلةُ الشَّيخ علي بن ناصر الفَقيهي -حفظهُ الله- في بعض دروسِ شرحِ "سِيرة النبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-":
( كثير من الدعاة يظن أنه إذا أطلقت كلمة العقيدة، وقيل عن أهل السنة والجماعة: أنهم مقتصرون على باب الأسماء والصفات.
هذا جزء من العقيدة، وهذا أصل من أصولها.
ولكن: عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة شاملة لجميع ما جاء في كتابِ الله وسُنة رسوله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-.
فكل واحد يدعي أنه من السَّلف، وعلى عقيدة السلف؛ ثم تجده: إما يؤول في الصفات، وإما يعمل أعمال غير صالحة، وإما تكون أخلاقه سيئة، ومعاملته غير حسنة؛ فهذا عنده خلل في هذا الجانب.
فدعوى العقيدة السلفية ليست دعوى باللسان؛ وإنما هي قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح؛ لأن الإيمان الذي جاء به رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وذكر أنه بضع وسبعون شعبة: " أعلاها: قول: (لا إله إلا الله)، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ".
فمن تمسك بهذه الشُّعَب -وقد ألف فيها المؤلفون، وأرادوا إحصاءها- مَن تمسك بذلك، وعمل به؛ فهو على مذهب السلف.
أما مَن يأخذ [جزء] ويترك البقية؛ فهذا لا يصلح.
فينبغي للمسلم، لطالب العلم أن يسلك هذا المسلك، في دعوته للناس، في عقيدته، في عبادته، في معاملاته؛ حتى يكونوا قدوة ).
[فرغته من: (شرح "مختصر سيرة النبي --") للشيخ علي بن ناصر الفقيهي -حفظه الله-، الشريط الرابع، من الدقيقة: (7:23)، والمادة الصوتية متوفرة في موقع "بوابة الحرَمين"].