من مختارات الطرائف والنوادر

[أحمد البخاري]

على ذكر الفأرة، يحسُن ذكر الهرّة، فقد ذكر لسان الدّين ابن الخطيب في ترجمة أبي الحسن عليّ بن أبي جلّا المكناسي، ما يلي:

زعموا أنه حدّثَ بأنَّه كانت له هرَّة، فدخلَ البيتَ يومًا، فوجدَها قد بَلَّتْ أَحدَ كفَّيها، وجَعلَتهُ في الدَّقيق حتّى عَلِقَ به، ونَصَبَتهُ بإزاءِ كُوَّةِ فَأرٍ في الجدار، ورفَعَت اليدَ الأخرى لصَيدهِ، فناداها باسمها، فَردَّت رَأسَها، وجعَلَت إِصْبَعها في فَمِها على هَيئةِ المُشيرِ بالصَّمتِ.

الإحاطة في أخبار غرناطة"4/157
وهذه القصّة إن صَحَّت، فأنا دهِشٌ، بل دهشان، كما قال الأستاذ فضل

[أبو محمد فضل بن محمد]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة

أين ذكرَ الشيخُ -- ذلك؟
أرجو الإفادةَ. ولكَ الشُّكرُ.

هـــنـــا

وليسَ قصدي أنَّه وقعَ للشَّيخِ السعديِّ ، ولكنْ أنَّ الشَّيخ ابنَ عثيمينَ نقلَ عنه الخبرَ ، وقد قالَ : حدَّثنا شيخُنا أنَّ رجلا ( حصلَ له كذا وكذا ) ، فلعلَّ هذا مصدره .

[عائشة]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو محمد فضل بن محمد

هـــنـــا

وليسَ قصدي أنَّه وقعَ للشَّيخِ السعديِّ ، ولكنْ أنَّ الشَّيخ ابنَ عثيمينَ نقلَ عنه الخبرَ ، وقد قالَ : حدَّثنا شيخُنا أنَّ رجلا ( حصلَ له كذا وكذا ) ، فلعلَّ هذا مصدره .

شكرَ الله لكَ حسنَ الإفادةِ. وقصدُكَ واضحٌ، ولا يُفهَمُ غيرُه.

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أحمد البخاري

على ذكر الفأرة، يحسُن ذكر الهرّة، فقد ذكر لسان الدّين ابن الخطيب في ترجمة أبي الحسن عليّ بن أبي جلّا المكناسي، ما يلي:

زعموا أنه حدّثَ بأنَّه كانت له هرَّة، فدخلَ البيتَ يومًا، فوجدَها قد بَلَّتْ أَحدَ كفَّيها، وجَعلَتهُ في الدَّقيق حتّى عَلِقَ به، ونَصَبَتهُ بإزاءِ كُوَّةِ فَأرٍ في الجدار، ورفَعَت اليدَ الأخرى لصَيدهِ، فناداها باسمها، فَردَّت رَأسَها، وجعَلَت إِصْبَعها في فَمِها على هَيئةِ المُشيرِ بالصَّمتِ.

الإحاطة في أخبار غرناطة"4/157
وهذه القصّة إن صَحَّت، فأنا دهِشٌ، بل دهشان، كما قال الأستاذ فضل

هذه هرَّةٌ عاقلةٌ إذنْ! والحكايةُ مفتعَلة في ما يظهرُ، وقد قالَ المصنِّفُ قبلَها: (إلَّا أنَّه كانَ يحكي غرايبَ شاهدَها تملُّحًا وأنسًا، فينمِّقها عليه الطَّلبة، وربَّما تعدَّوْا ذلك إلى الافتعالِ، على وجه المزاح والمداعبة، حتَّى لَجمعوا من ذلك كثيرًا في جزءٍ سمَّوه بـ"السِّلك المحلَّى في أخبار ابن أبي جلَّا". فمن ذلك ما زعموا أنَّه حدَّث بأنَّه كانت له هرَّةٌ... إلخ).
و(جلَّا) في "نفح الطِّيب 3/ 557" بالمهمَلة: (حَلَّى)، واسمُ الجزءِ عندَه: "السَّالك والمحلَّى في أخبار ابن أبي حلَّى".
والله أعلمُ بالصَّوابِ.
بوركتُم.

[أبو محمد فضل بن محمد]

جزاكم الله خيرا
......
قبيل مغرب يومِ عرفة الماضي لقيني أحد المصلين المليباريين ـ من أهل كيرلا الهندية ـ في المسجد ، فقال لي بعد السلام ـ وسأحكي الحوار بلغته ـ :
ـ في دعاء : ( اللهم إني أسألك حقًّا مبينًا ) ! هذا دعاء واجد زين !
فقلت :
ـ كيف ؟ وما معناه ؟ أنت تسأل الله الهداية للحق ، ( اللهم اهدني للحق المبين ) يمشي ، لكن أسألك ( حقًّا مبينًا ) ؟!
فقال :
ـ سورة : ( ألهاكم التكاثر ) ـ وقرأ السورة كاملة ـ هذا سورة واجد زين ! إنت يجي نوم يقرأ هذا سورة ! واجد زين !
فقلتُ :
ـ ؟!! وما الدليل على أنها تقرأ قبل النوم ؟
فقال :
ـ ألحين يشوف .
ثم أخرج هاتفه النقال ، وفتح مجموعة المرئيات عنده ، واختار منها مقطعا :
ـ آ ، هذا !
وإذا بالمقطع لأحد وعاظهم يتحدث بالمليبارية ، وتعرفون وقع هذه اللغة في الأسماع ! فقلت :
ـ أنا لا أعرف المليبارية ، فكيف أفهم ؟! ولكن ترجم لي أنت ما يقول .
فقال :
ـ هذا في كلام : نفرات يسير حجْ ، عُمرَهْ ، يشيل تليفون ، يسوي تصوير كعبة ، كعباا ؟! هذا كله أسود ، داخل مدينة ! يسوي تصوير كعبة ! هذا حرام !!
فقلت :
ـ الكعبة في المدينة ؟! ثم لأيش حرام تصوير الكعبة ؟ تصوير الناس حرام ، أما الكعبة جماد ، لأيش ما في جايز ؟
فقال :
ـ الله قال : ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) !!
......... الخ .
هل تذكرون المسألة الأولى ؟!
المسكين ! ضايع بالمرة !! نسأل الله أن يعافيه وإياي وإياكم .

[صالح العَمْري]

هذا واحد يا أبا محمد ولقيتَ منه ما لقيت، فما تقول في من يعمل في الهيئة عند قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- ويخاطب المئات من هؤلاء كل يوم؟!
أخبرني من عمل هناك قال: جاء أحد الزوار ومعه كيس لا أدري كيف أدخله، ثم أخرج منه شيئا ضخما أبيض في غفلة منا وانقض به على الجدران القريبة من الحجرة يمسحها، فلم نكذب أن صدمناه وأخذنا ذلك الشيء منه فإذا هو فستان زواج ستلبسه خطيبته في زواجها وأراد أن يضع فيه بركة!
وأخبرني رجل آخر قال: كان أحد رجال الأمن العاملين في المسجد النبوي يتوضأ وخلع جوربه (شُرّابه) للوضوء فانقض على الجورب رجل من الأجانب وخطِفه خطفة الباشق واستمر به يعدو ويقفز فرحا ويردد بصوت عال: بركة بركة، ورجل الأمن يعدو وراءه لا يألو جهدا ويصيح بأعلى صوته: جيب شُرّاب صديق، فعل الله بك وفعل!

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

وكان أحـمد بن أبي خالد يقرأ القصص يوما على الـمأمون فقال : فلان الثريدي ـ و هو اليزيدي ـ ، فضحك المأمون ، وقال : يا غلام هات طعاما لأبي العباس فإنه أصبح جائعا . فاستحيى ، وقال : ما أنا بجائع ، ولكن صاحب القصة أحمق نقط الياء بنقط الثاء . فقال : علي ذلك . فجاءه بطعام ، فأكل حتى انتهى ، ثم عاد ، فمر في قصة فلان الحمصي ، فقال : الخبيصي ، فضحك المأمون ، وقال : يا غلام ، جامة فيها خبيص . فقال : إن صاحب القصة كان أحمق ، فتح اليم ، فصارت كأنها سنتان . فضحك ، وقال : لولا حمقها لبقيت جائعا .

[ تاريخ الخلفاء ]

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

وعن المأمون أنه قال : ما أعياني جواب أحد ، مثلما أعياني جواب رجل من أهل الكوفة ، قدمه أهلها ، فشكا عاملهم ، فقلت : كذبت ، بل هو رجل عادل . فقال : صدق أمير المؤمنين ، وكذبت أنا . قد خصصتنا به في هذه البلدة دون باقي البلاد ، فخذه ، واستعمله على بلد آخر ، يشملهم من عدله و إنصافه مثل الذي شملنا . فقلت : قم في غير حفظ الله ، عزلته عنكم .

[ تاريخ الخلفاء ]

[عائشة]

.


هذه طرفةٌ تذكَّرْتُها حينَ قرأتُ اليومَ في الملتقَى أنَّ هناك لغةً صينيَّة اسمُها (وو)!

قالَ الجاحظُ في الحيوان 5/ 288: ( وقيلَ لصبيٍّ يلعب علَى بابهم: مَن أبوكَ يا غلامُ؟ -وكان اسمُ أبيه كلبًا- فقالَ: وَوْ وَوْ ) انتهى.

[عائشة]

وعلَى ذِكْرِ (وَوْ) يحسنُ ذِكْرُ (مِيَوْ)!
قالَ ابن زمرك الأندلسيُّ:
أمولايَ قِطُّ الدَّارِ قد بُحَّ صوتُهُ لكثرةِ ما قد صاحَ بالبابِ مِن (مِيَوْ)
يُقالُ له (إسّبّ) مِنْ حيثُ ما أتَى و(إسّبّ) في علمِ القُطوطِ كلامُ سَوْ
فهلَّا دعوْهُ (مشّ مشْ مشْ) إذا دعوْا وإن لم يقولوا (مشّ مشْ مشْ) يُقالُ (حَوْ)

[أبو محمدٍ المصريُّ الأثريُّ]

ذَكَرَ ابْنُ اَلْجَوْزِيِّ فِي أَخْبَارِ اَلْحَمْقَى وَالْمُغَفَّلِينَ
أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ اَلْعُلَمَاءِ فِيهِمْ أَبُو عَمْرٍو اَلْبَصْرِيُّ جَلَسُوا فِي حَلْقَةٍ فِي مَسْجِدٍ
وَجَلَسَ رَجُلٌ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُمْ فَلَمْ يَنْضَمَّ إِلَيْهِمْ
فَسَأَلَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي اَلْحَلْقَةِ عَنْ ذَلِكَ فَأَظْهَرَ اَلْرَّجُلُ مِنْ نَفْسِهِ عِلْماً
فَقِيلَ لَهُ:
أَتَحْفَظُ اَلْقُرْآنَ؟
فَقَال:
نَعَمْ
فَقِيلَ لَهُ:
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ مَنْ لَمْ يَقُلْهَا فَنَفْسَهُ ظَلَمَ... فِي أَيِّ سُورَةٍ تِلْكَ؟
فَقَالَ:
فِي سُورَةِ [ح م] اَلْدُّخَانِ!!!

[عائشة]

( كانَ لأبي حَيَّةَ النُّمَيْريِّ سيفٌ يُسمِّيه لُعابَ المَنِيَّةِ، وكانتِ المِغْرَفةُ أقطعَ منه! فدخلَ بَيْتَه كلبٌ ليلةً من اللَّيالي مِنْ حَيثُ لا يَدري به، فلمَّا حَسَّهُ في البيتِ؛ توهَّمَه لِصًّا، فقامَ في البيتِ، وقالَ: أيُّها المُغْتَرُّ بنا، المجترئُ علينا! جئتَ واللهِ إلَى خيرٍ قليلٍ، وسيفٍ صَقيلٍ، ونفسٍ تأبى الضَّيمَ، وتأنفُ العارَ، جارُها آمنٌ، وعدوُّها خائفٌ. أمَا سمعتَ بلُعابِ المَنِيَّةِ -ثَكِلَتْكَ أُمُّك-؟ مشهورةٌ ضَرْبتُه، لا تُخافُ نَبْوَتُه، يُقرِّبُ الأجلَ، ويُبطِلُ الأملَ. أمَا تخشَى وإن كنتَ قد أوطأتْكَ نفسُكَ العَشْوةَ فينا، وسوَّلتْ لكَ ما لا تجدُه فينا، إنْ أدعُ قيسًا؛ ملأتْ عليكَ الأرضَ خَيلًا ورَجِلًا، فيا طيبَها وطيبَ كثرتِها! ما أنتَ واللهِ ببعيدٍ من بائقتِها، والرُّسوبِ في لُجَّتِها، إن أقمتَ؛ وثبَتْ على طُغْيانِك، وإن هربتَ؛ أدركتْكَ.

فما زالَ ذلك دأبُه، وهو يخافُ أن يدخلَ، وإذا به قد خرجَ عليه كلبٌ يُبَصْبِصُ، فقال له: الحمدُ للهِ الَّذي مسخكَ كَلْبًا، وكفاني منكَ حَرْبًا. ثمَّ قعدَ لا يدخلُ البيتَ، فقيل له: ما لكَ لا تدخلُ؟! فقالَ: لعلَّ اللِّصَّ في البيتِ، وهذا كلبُه قد خرجَ ).

[ «طبقات الشعراء» لابنِ المعتزِّ: 143 ]

_____________________

قال المحقِّق في الحاشية عندَ قوله: (وسوَّلتْ لكَ ما لا تجدُه فينا): (هكذا في الأصل، ولعلها: هينا) اهـ.

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

قال الشيخ محمد الموسى ( مدير مكتب بيت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - سابقا - ) :
« وكان سماحة الشيخ يعمر المجلس بالفوائد ، والإجابة على الأسئلة ، وحصل أن حديثا طويلا دار حول الرقية ، وتلبس الجني بالإنسي ، ومما دار في ذلك المجلس : أن الشيخ عبد العزيز السدحان ذكر أنه ورد في ترجمة أحمد بن نصر الخزاعي ، أنه رقى رجلا فيه مس من الجن ، فتكلمت على لسانه جنية ، فقالت لأحمد بن نصر : يا شيخ ، لن أخرج من هذا الرجل حتى يدع القول بخلق القرآن . فتبسم سماحته وقال : ما شاء الله ! هذه جنية سنية ، هذه من أهل السنة والجماعة ! » اهـ
..

[ جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز - ص : 174 ]

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة

... ويُشبِهُ هذا أنَّ أعرابيًّا ضلَّ الطريق، فماتَ جزعًا، وأيقنَ بالهلاكِ، فلـمَّا طلعَ القمرُ اهتدَى، ووجد الطريق، فرفع إليه رأسَه ليشكرَه، فقال له: واللهِ، ما أدري ما أقول لكَ، ولا ما أقولُ فيك! أقول: رَفَعَكَ اللهُ، فاللهُ قد رَفَعَكَ، أم أقولُ: نَوَّرَك اللهُ، فالله قد نَوَّرَكَ، أم أقولُ: حسَّنَكَ الله، فالله قد حسَّنَكَ، ولكنْ ما بقيَ إلَّا الدُّعاء أن يُنسِئَ الله في أجَلِكَ، وأن يجعلَني من السُّوء فداءكَ.
[ شرح المقامات للشريشي 5/ 14 ].

...

[عائشة]

.

( الفنجديهي بسنده، حدثني أحمد بن علي، حدثني أبو مسعود، قال: قال لي أبو داود السنجي: ما اسمك؟ قلت: سعد، قال: ابن من؟ قلت: ابن مسعدة، قال: أبو من؟ قلت: أبو مسعود، قال لي: مسألتك مثل أعرابي لقي آخر، فقال: ما اسمك؟ قال: فيض، فقال: ابن من؟ قال: ابن الفرات، قال: أبو من؟ قال: أبو بحر، قال: ليس لنا أن نكلمك إلا في زورق ) انتهى.

[ "شرح مقامات الحريري" للشريشي (٥/ ٢٨٣) ].

[منصور مهران]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل عائشة

.
( الفنجديهي بسنده، حدثني أحمد بن علي، حدثني أبو مسعود، قال: قال لي أبو داود السنجي: ما اسمك؟ قلت: سعد، قال: ابن من؟ قلت: ابن مسعدة، قال: أبو من؟ قلت: أبو مسعود، قال لي: مسألتك مثل أعرابي لقي آخر، فقال: ما اسمك؟ قال: فيض، فقال: ابن من؟ قال: ابن الفرات، قال: أبو من؟ قال: أبو بحر، قال: ليس لنا أن نكلمك إلا في زورق ) انتهى.

قلت :
هذه النسبة إلى بَنْج ِديه من أعمال مروْ الروذ، ومعناه خمس قرى،
ولما عرّبوه قالوا :الفنجديهي بالفاء والنون والجيم
وعلى الأصل : البنجديهي
وقد تقال اختصارا : البَنْدَهِي بفتح الباء الموحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وبعدها هاء
انظر معجم البلدان ص 498 ج 1 - دار صادر - 1397هـ / 1977