|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم
الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم للدكتور الشيخ أحمد الكبيسي حفظه الله باب حرف الألف: منظومة أبّ أب – والد أبّ : كلمة أبّ في القرآن الكريم لها معناها الخاصّ بها والذي يؤدي المعنى المطلوب في الآيات القرآنية. وكلمة أبّ تدلّ على الأبوة بحكم تربية الأب لأولاده والأبوّة هي باعتبار قدرة الإنسان على تربية أولاده ومسؤوليته عنهم ورعايته لهم وكذلك الأم تُسمّى أماً باعتبار رعايتها لأولادها وتربيتها لهم وقيامها بواجباتها نحوهم ولذا جاء في الحديث (الجنّة تحت أقدام الأمهات) ولم يقل الوالدات. والأبوّة فيها اختلاف ولا يتساوى اثنين في أبوّتهم لأبنائهم فهناك الأب الحنون والأب الظالم والأب المتسامح والأب المفرّط والأب الفوضوي وغيرهم إذن فالأبوة غير منضبطة وهي أمر خاص بكل إنسان. ويسمى كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أباً ولذلك سمّي النبي rأبا المؤمنين ولهذا قال : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) ويُقال أبو الأضياف لتفقده لحالهم. ويُسمى العم مع الأب أبوين (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت فقال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وأله أبائك إبراهم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحدا) سورة البقرة آية 133 واسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمّهم، وكذلك الأم مع الأب (وورثه أبواه) سورة النساء آية 11 والمقصود الأب والأم، وكذلك الجدّ مع الأب (واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) سورة يوسف آية 38. وكذلك تطلق كلمة أبّ على معلّم الإنسان كما في قوله (وجدنا آباءنا على أمة) بمعنى علماؤنا الذين ربّونا بالعلم (ربنا إنا أطعنا ساداتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) سورة آية. وفي قوله (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) إنما هو نفي الولادة وتنبيه أن التبني لا يجري مجرى البنوة الحقيقية. ويقال في اللغة أبوت القوم إذا كنت لهم أبا. وكما يقال للأب يقال للأم ولهذا قيل لحواء أمنا وإن كان بيننا وبينها أزمان وأجيال عديدة. واستعملت كلمة الأم في القرآن لللوح المحفوظ (وإنه في أم الكتاب) ولمكة المكرمة (ولتنذر أم القرى ومن حولها) وتُسمّى الفاتحة أم الكتاب. ومن لفظ الأم جاءت الأميّ أي كما ولدته أمه لا يقرأ ولا يكتب. والد: كلمة والد في القرآن الكريم تعني كل من هو قادر على الإنجاب.وهي إذن باعتبار قدرة الله في الإنسان بأنه سبحانه خلق في الإنسان القدرة على الإنجاب ولا يفعل ذلك إلا ربّ. وأي رضل قادر على الإنجاب يُسمّى والداً وأي امرأة قادرة على الإنجاب تُسمّى والدة. إذن الوالدية منضبطة وفيها يتساوى كل القادرين على الإنجاب والكل ينجب بنفس الطريقة والكل متساوون من حيث كونهم والدين. وليس كل والد أبّ وليس كل والدة أم. ومن هذا المعنى لكلمة الأب والأم والوالد والوالدة نفهم الآن الحكم الشرعي في قوله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الإسراء آية 23 و 24، لأن البِّر يجب أن يكون للوالدين الذين أنجبا مهما حسنت تربيتهما لأولادهما أو ساءت ولو قال بالأبوين إحسانا لما استحق كل الآباء والأمهات البِّر إذن الحكم الشرعي هو البر بالوالدين حتى لو لم يُحسنوا تربية الأولاد وحتى لو جاهدا أولادهم على الشرك والمعصية. وفي قوله (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) سورة لقمان آية 14 أنه عنى سبحانه الوالد الذي ولده وفي القرآن آيات كثيرة وردت فيها كلمة والد وجاء الحثّ على رعاية الوالدين بعد الإيمان بالله والتوحيد لأنهما كانا سبباً في إيجاد الأولاد ولهم عليهم حق الطاعة وإن كانوا كافرين أو جاهدوا على الكفر بالله. وفي قصة مريم علها السلام وعيسى عليه السلام قال في سورة مريم على لسان عيسى (وبرّاً بوالدتي) وجاء في آية أخرى (وأمّه صدّيقة) في وصف مريم عليها السلام لأنها أحسنت تربية عيسى عليه السلام وكانت رائعة ومتفانية في تربيته فجاء بكلمة (أم) للدلالة على ذلك. وفي قوله في سورة البلد (ووالد وما ولد) أقسم سبحانه بمطلق قدرته على جعل هذا المخلوق والداً يلد الأولاد وهذا يشمل كل من هو قادر على الإنجاب وهو لفظ أعمّ من الأبوة. والوالدية مُطلقة وعليه فيجب البر بالوالدين ولو كانوا مشركين أما الأبوة فهي خاصة وكل أب وأم تختلف تربيتهما لأولادهما عن غيرهم. ومما سبق نلاحظ أنه بدون التفريق بين الكلمات وأخواتها في القرآن الكريم لا يمكننا الوصول إلى حقيقة الحكم الشرعي. |
#2
|
|||
|
|||
منظومة أبّ (الفاكهة) أبّ – فاكهة أبّ : تقال كلمة الأب لفاكهة الحيوان. (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) سورة عبس آية 31. والأبّ هو المرعى المتهيء للرّعي والجزّ ويقال أبّ لكذا بمعنى تهيأ له. وكذلك القول: أبّ لسيفه إذا تهيأ لسلّه. ولم ترد هذه الكلمة في القرآن الكريم كله إلا في هذه الآية. فاكهة: تطلق على فاكهة الإنسان. (وفواكه مما يشتهون). وفي القرآن الكريم آيتين تدلان على الفرق بين معنى الكلمتين بوضوح شديد: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) سورة عبس آية 31 و32. فالفاكهة جاءت دلالتها في كلمة لكم والأبّ جاءت دلالتها في كلمة لأنعامكم. وهذا الأسلوب في القرآن الكريم هو ما يُعرف في اللغة بأسلوب الطيّ والنشر. (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ) سورة يس آية 57، (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ) سورة الرحمن آية 11،(وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الطور آية 22، (فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة المؤمنون آية 19، (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة الزخرف آية 73، والفرق بين هاتين الآيتين الأخيرتين حرف الواو في (ومنها) في آية المؤمنون لأن الكلام في السورة عن الحياة الدنيا ورزقها والإنسان يأكل من الفاكهة وقد يصنع منها شراباً أو حلويات أو غيرها أما في آية سورة الزخرف فالكلام عن الجنة وما فيها من فاكهة وفاكهة الجنة تؤكل فقط. |
#3
|
|||
|
|||
منظومة أبى أبى – امتنع - رفض أبى : أبى بمعنى امتنع لذاته (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) سورة البقرة آية 34 وأبى تعني امتناع لا رجوع بعده وشدة الامتناع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة آية 282 بمعنى لا يمتنع امتناعاً مطلقاً بغير عذر . ومنها كلمة الأبيّ بمعنى الرجل الممتنع من تحمّل الضيم. (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) سورة التوبة آية 8هم قوم لم يسلموا أو يؤمنوا أبداً. (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) سورة التوبة آية 32 اتخذوا الأسباب ولكن الله متم نوره وهذه بشرى للمؤمنين أن الله متم نوره. (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) سورة الكهف آية 77، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا) سورة الإسراء آية 89. امتنع: هو الامتناع بعذر معيّن وقد يعود ويوافق بعد أن امتنع. (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) سورة الحشر آية 2 رفض: ذهب بعيداً عن الشيء |
#4
|
|||
|
|||
منظومة أبق أبق – فرّ- هرب - انهزم - ولّى أبق : لا تطلق إلا على هروب العبد من سيّده عصياناً. (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) سورة الصافّات آية 140. فرّ: ترك المكان الذي هو فيه خوفاً ويقال أفتر فمه عن ابتسامة بمعنى انكشفت الشفة عن الأسنان. (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) سورة الكهف آية 18، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) سورة الذاريات آية 50، (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) سورة الشعراء آية 21، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) سورة عبس آية 34، (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الجمعة آية 8، (قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا) سورة الأحزاب آية 16. هرب: إذا كان الفرار بسرعة هائلة، وأن يختفي الفارّ عن عدوّه يسمى هرباً. (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا) سورة الجنّ آية 12 هزم: لا تكون إلا إذا اصطدمت مع العدو فتغلّب عليك فكسرك يقال هزمك. ويقال هزيم الرعد لأنه يكسر. والهزيمة هي الإنكسار من العدو بعد لقائه والإصطدام معه. (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) سورة البقرة آية 251، (جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ) سورة ص آية 11، (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) سورة القمر آية 45. ولّى وأدبر: يقال ولاّه دبره بمعنى انهزم (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ) سورة طه آية 10، (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) سورة طه آية 80، (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) سورة الأنفال آية 16، (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) سورة الكهف آية 18، (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) سورة المعارج آية 17 |
#5
|
|||
|
|||
منظومة أثاث أثاث – متاع أثاث : ما تناسق وجدّ من أثاث البيت. وهو متاع البيت الكبير وأصله من أثّ أي كثُر وتكاثف ويقال للمال لإذا إذا كثُر أثاث. وليس لكلمة الأثاث مفرد. وإنما يقال أثاث للمفرد والجمع. (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ) سورة النحل آية 80، (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا) سورة مريم آية 74. متاع: أدوات تجعل من الحياة في البيت مرفّهة. وليس لكلمة المتاع مفرد كما في اثاث فهي تُطلق على المفرد والجمع. ويطلق المتاع على ما يُستخرج من الأرض كالحديد والنحاس والقصدير. وتطلق على ما ينتفع به في البيت من متاع (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) سورة الرعد آية 17، وتطلق على كل ما ينتفع به من طعام وغيره (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ) سورة النحل 80، (لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) سورة النور آية 29، (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ) سورة الواقعة آية 73، (مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) سورة النازعات آية 33. ويطلق على ما يُعطى للمطلقة لتنتفع به مدة عدتها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا) سورة الأحزاب آية 49 وآية 28 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)، ومتعة الحج ضمّ العمُرة اليه (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج) سورة البقرة آية 196. والمتاع لغة هو انتفاعٌ ممتد الوقت. |
#6
|
|||
|
|||
منظومة آثار آثار- أطلال - رسوم - علامات - آية آثار : أثر الشيء حصول ما يدلّ عليه وهو كل شيء تركه الأولون والآخرون شرط أن يكون على نفس الحال الذي تُرك عليها. والآثار هي كل ما يدلّ على وجود شيء مسبق على شرط أن يكون كما هو على حقيقته،(فانظر إلى آثار رحمة الله) أي كاملة موجودة وعليك أن تتأمل فيها لتنتقل إلى ما يريد الله أن تنتقل إليه وتقال للطريق المستدلّ به على من تقدّم (قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) سورة طه آية 84،. ولا يقال مثلاً لقصر من القصور القديمة أثراً إلا إذا كان ما زال على حاله مثل الأهرامات وغيرها من الآثار التي ما زالت على نفس الحال التي تركت عليه مع مرور الزمن. وكل شيء تركه لك أبوك فهو أثر. والآثار تشمل أيضاً كل أحوال الأمم السابقة من ديارهم وقصصهم المسموعة والمشاهدة وقد وُظّفت هذه في القرآن الكريم في سبيل العبرة والعظة والصبر على الإيمان والثبات وفي القرآن الكريم شواهد كثيرة على أحوال الأمم السابقة التي هي آثار لنا للعبرة والتفكّر. فالآثار وثائق وبراهين وآيات وهي في القرآن الكريم مقسمة إلى أنةاع حسب الهدف المطلوب منها: 1. الآثار دليل الوحدانية: (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة الروم آية 50 ، وفي هذا دليل على قدرة الله في إحياء الموتى. 2. الآثار تأكيد على الإيمان وتقويته: (وكأين من آية في السموات والأرض) تعني الآثار القديمة والجديدة من مجرّات وكواكب وعلامات ونجوم يهتدي بها البشر، وهذه كلها آيات تدل على الخالق العظيم وتقوي الإيمان به وتوحيده. 3. الآثار والصمود على العقيدة: مثال قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم ومفادها أن بتي إسرائيل كانوا يقدّمون بين أيديهم في حروبهم التابوت الذي فيه آثار من موسى uوهارون ومنها عصى موسى وثوب وقميص هارون وبعض شحر لحيته وآثار من نبيّهم موسى وأخوه هارون، وكان الله ينصرهم ببركة هذا التابوت ثم استولى العماليق عليه فخسر بنو اسرائيل وأصاب العماليق الطاعون فقرروا أن يردّوه لبني اسرائيل فجعلوه على عربة جرّتها الملائكة بقدرة الله إلى باب طالوت فقدّمه لبني اسرائيل فانتصروا.(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة البقرة آية 248وخلاصة هذه القصة أن آثار الأنبياء والمرسلين كانت من أسباب تبات بني إسرائيل على العهد لأنهم يرون هذه الآثار أمامهم فتعينهم وتعين غيرهم ممن لم يكونوا على عهد موسى من اليقين بصحة وصدق الدعوة. وكذلك قصة سبأ والسد الذي أنقضه اله بفأر وفي هذا عبرة وعظة لمن نظر وتدبّر في هذه الآثار ومدلولاتها. ولنتخيل أننا أمة الإسلام وبين أيدينا آثار نبينا rألا يثبت ذلك إيماننا وتصديقنا بأنه حق وأنه فعلاً كان موجوداً بين المسلمين في جزيرة العرب لأعوام عديدة. فكيف لو كان بيته ما زال موجوداً ودار الندوة وغيرها من الآثار؟! ولهذا السبب ولما يعلمه الغربيون من أن تمسكنا بتاريخنا المجيد والآثار الإسلامية هو سبب قوتنا لما أقدموا على طمس حقائق التاريخ وتزييفه وسرقة الآثار الإسلامية من بلاد المسلمين. فأين توجد أو مخطوطات القرآن الكريم وعمامة الرسول rوعصاه وسيفه وغيره؟ في المتاحف الغربية للأسف. فالآثار عموماً هي من أساليب الله في توثيق الحدث، العبرة، العظة، الهداية، الإنتماء وتثبيت الإيمان. وهي وثيقة وشرعية وأصالة وكتاب اثبات وعبر هائلة. (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى) سورة طه آية 128 تدل على آثار التاريخ القريب والآثار الثقريبة وهو خطاب للرسول rلأنه أدرك من رأى وعاصر هذه المرحلة فجاء الخطاب في الآية باستخدام (كلمة أفلم وكلمة قبلهم)، أما في الآية الأخرى في القرآن الكريم (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ) سورة السجدة آية 26 تدل على الآثار البعيدة والماضي والتاريخ البعيد بدليل استخدام كلمة (أولم وكلمة من قبلهم). ونلاحظ في كل الآيات القرآنية التي تدل على الآثار أو الآيات يأتي الخطاب للناس بقوله أفلا تسمعون (للأخبار والآثار المسموعة) ، أفلا تبصرون (للآثار المشاهدة) أفلا تتفكرون و أفلا تعلقون (للآثار والدلائل التي فيها عبر وعظات) يجب أن يتفكر فيها الإنسان حتى يتعلم منها العبر والعظة. أطلال: إذا كان الأثر قد بلِيَ ولم يبق منه إلا شخوص ولا يتبيّن فيه الحقيقة الكاملة لما كان عليه سابقاً كأن يكون فيه جدران متآكلة يسمى طلول وجمعها أطلال. والأطلال إذن هي الآثار القديمة التي تآكلت وأصابها البلى ولم تعد تعطي صورة كاملة عمّا مضى. والطلّ هو المطر الخفيف الذي لا يترك تشعر به ولا يكاد يترك أثراً. رسوم: إذا ذهبت حتى الأطلال ولم يبق إى خطوط مرسومة في الأرض يقال لهذا الأثر رسماً. علامة: وهي كل ما يدل على الفرق بين اثنين ويمّز أحد الشيئين على الآخر كالعلامات بين المدن التي تحدد بداية المدينة ونهايتها. (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) سورة النحل آية 16. آية: هي كل هذه الأمور التي سبقت من أثر أو طلل أو رسم أو علامة سواء كانت مشاهدة أو مسموعة كقصص الغابرين أو مقروءة . والآية هي كل ما يُثبت أمراً عقائدياً أو فكرياً أو مادياً. وقد سمًى القرآن الكريم آثار ثمود وعاد بالآيات (وهي آيات مشاهدة) والقرآن الكرم يدعو إلى معرفة الحقائق من جرّاء استخدام الحواسّ (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) سورة يوسف آية 105. والآيات في القرآن الكريم عديدة ومتنوعة: 1. آيات كونية: وهي آيات خلق الله وقدرته في الكون تُرى وتشاهد في كل لحظة (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) سورة النحل آية 11 و آية 13 2. الآيات المعجزات التي جاءت للأنبياء كالآيات التي جاءت على يد موسى وناقة ثمود ومعجزات عيسى u(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى) سورة طه آية 22، (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء آية 91، (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) سورة النمل آية 12 3. آيات بيّنات: آيات واضحات أي توضّح شيئاً غامضاً (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة النور آية 1 4. آيات مبيّنات أي مبصرة وهي التي توضح أمراً لا يمكن ان يختلف فيه عقلاً لكنه يختلف فيه عناداً مثل التوحيد (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) سورة النمل آية 13. آيات مبيّنات (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) سورة النور آية 34. 5. آيات مقروءة: وهي آيات القرآن الكريم (وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ) سورة البقرة آية 99 و (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) آية 129 |
#7
|
|||
|
|||
منظومة أجر أجر –ثمن –عطاء - جزاء– ثواب – وفاء - فضل كلمات هذه المنظومة تدلّ على بدل عين أو بدل منفعة. ثمن : الثمن هو بدل العين أي تعطيني عين فأعطيك ثمنها وهو العملة في البيع والشراء كالدينار والدرهم، أو العِوض إذا لم يكن مالاً. (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين) سورة يوسف آية 20. وقد يقلّ الثمن وقد يزيد وقد يُخدع البائع أو المشتري. إذا كان الثمن بقدر العين تماماً يُسمى قيمة (مثال قيمة هذا الشيء درهم واحد بالضبط) وقد أبيعه بدرهمين أو أقل وهذا هو الثمن. أجر: أهم كلمة في المنظومة وهي تستخدم للمنفعة. كأن تأتي بأجير فتعطيه مقابل منفعة يقضيها لك. والأجر لا يكون إلا عن واجب متفق عليه سابقاً وفي القرآن الكريم استخدم لفظ الأجر لبيان المقابل على الفروض التي افترضها الله علينا سلفاً أما أجر النوافل فيسمى فضلاً لأن النوافل زيادة عن الفرض. والأجر لا يُعطى إلا إذا أُتقن العمل فالأجر إذن على عمل مقبول والقبول هو شأن صاحب العمل أو يكون وفق شروط مسبقة. ومن لوازم الأجر أن يكون عادلاً ويُدفع فور انتهاء العمل (أعط الأجير أجره قبل ان يجفّ عرقه) حديث، فالحسنات مثلاً يُكتب أجرها بمجرد النية وهذا من كرم الله وكلّ فرض من الفروض يؤديها العباد يُعجّل الله لهم الأجر في الدنيا قبل أن يكتب أجرها في الآخرة ومنها أجر الإستغفار كما في الحديث الشريف: من لزم الإستغفار جعل الله لم من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا). فالأجر إذن هو بدل المنفعة وشروط قبوله الإيمان والإخلاص فيه وأهم ما في الأجر أن يكون حسن الأداء فإذا نقص يكون قبول فقط مصداقاً لقوله (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا)، (وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة التوبة آية 121، (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة النحل آية 96 و97. والأجر هو دواعي النظام الإلهي يفرض الله الفروض ويؤجِر عليها. وقد وُصف الأجر في القرآن الكريم بأوصاف عديدة: أجر كبير: أي كبير بذاته وما من عطاء أكبر من أجر الفرض إذا أُحسن أداؤه (إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) سورة هود آية 11، أجر عظيم أي بالغ الأهمية والمؤثّر الذي ينقل المُعطى من حال إلى حال (وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا) سورة النساء آية 67، أجر كريم أي نفيس كالدرر واللؤلؤ (مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) سورة الحديد آية 18، أجر غير ممنون أي بلا منّة (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ) سورة القلم آية 3، أجر حسن (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) سورة الكهف آية 2. جزاء: هو المكافئ وفيه الكفاية ويرضى عنه الناس. (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف آية 22، (إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) سورة طه آية 15. والجزاء هو من دواعي عدل الله فيعطي على الحسنة عشر أمثالها والسيئة بمثلها. وفاء: وفّى بمعنى بلغ التمام. (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) سورة آل عمران آية 25 و(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) آية 76، (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ) سورة هود آية 15 و(فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ)سورة هود آية 109، ومنها ايفاء الكيل (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) سورة الشعراء آية 181. والوفاء دلالة صدق العهد من الله . إيتاء: الإيتاء شيء عظيم نادر صعب المنال ويتمنّاه الإنسان (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) سورة النساء آية 162 (أولئك يؤتون أجورهم) حتى العامل لم يكن يتوقع هذا الأجر فيكون اجر غير منقوص (أجرهم غير منقوص) ويرضى به العامل ، ومستمر لا ينقطع (عطاء غير مجذوذ) أي لا خوف من انقطاعه. الفضل: الأجر والجزاء والوفاء هي كلها على الفريضة والواجب أما الفضل فيكون على النوافل ولا أحد يستطيع أن يعلم مقداره فالفضل أبقى من الأجر فإذا أراد الإنسان أن ينجو بنفسه فعليه أن يُكثر من النوافل (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) سورة فاطر آية 30. (وإسألوا الله من فضله) لأنه لا نهاية له. درجات الجنة تُعطى بالأجر أما منزلة الإنسان في درجته في الجنة وقيمته فيها فتُعطى بالفضل (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة النور آية 14. ثواب: الفضل والأجر كله ثوابا فالثواب يشمل الأجر المتفق عليه مسبقاً والفضل الذي هو عطاء من عند الله . والثواب لغة هو العسل والرياح الطيّبة فلأن عطاء الله حلو كالعسل والرياح الطيّبة تأتي بالغيث الذي فيه الخير كله سُميّ ثواب الدنيا والآخرة. والإثابة هي الرجوع وهو دليل العطاء الكثير والمتكرر والله بكرمه وفضله يزيد المؤمنين زيادة لا حصر لها ولا نهاية. وأضيف كلمة خَراج (وخراج ربك) في هذه المنظومة والله أعلم. |
#8
|
|||
|
|||
جميل جدًا ..
واصل عزيزي .. |
#9
|
|||
|
|||
حياك الله. المزيد بعد قليل إن شاء الله. |
#10
|
|||
|
|||
منظومة أتى أتى –جاء –أقبل - حضر أتى : هو أول الوصول من بعيد بمعنى أعرف أنك مقبل من بعيد ولكن لا أعلم المكان الذي أتيت منه وما هي نقطة انطلاقك فما دمت تلوح لعيني ولم تصل إليّ بعد يقال أتيتَ. وأوضح الآيات في الفرق بين أتى وجاء هي في قصة سيدنا موسى uففي سورة القصص: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) آية 30 و في سورة طه آية 11 (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى) وفي سورة النمل آية 8 (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) . ففي سور القصص ما إن لاح موسى من بعيد وقبل أن يصل تلقّى التعليمات وآداب المقابلة ونودي بأن يخلع نعليه فهم لم يصل بعد والآية تدل على أن الخطاب لموسى خطاب عام وفي هذا تأكيد من الله لموسى بأنه ليس واهماً ولم يصبه شيطان وإنما هو الله الذي يخاطبه (إني أنا ربك)، أما في سورة النمل فقد وصل وأصبح قريباً وأصبح الخطاب مباشراً وتلقى الرسالة من الله في هذا الموقف (فلما جاءها) أي وصل إليها. وهكذا في القرآن كله حيثما وردت كلمة أتى يكون هذا هو المعنى (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18 سورة محمد آية 18 الساعة نفسها بدأت بالمجيء لكنها لم تصل بعد أشراطها الصغرى جاءت لكن أشراطها الكبرى لم تصل بعد مصداقاً لقول الرسول r (بُعثت أنا والساعة كهاتين). (فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا) أتت به من بعيد لأنها كانت في مكان قصيّ فلمّا وصلت ورأوا الصبي قاولا لقد جئت شيئاً فريا تعني لما وصلت إليهم ورأوه. (وإذن في الحج يأتوك رجالا) سورة الحج آية 27 الناس يأتون من كل مكان إلى الحج كما في الحديث أن الله أمر ابراهيم بالنداء للحج وهو تكفل بإسماع الناس فمن لبّى كان ممن سيحجّ. (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) سورة الصفّ آية 6 الرسول rلم يصل بعد لكنه آت. (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) سورة النحل آية 1 الأمر أتى من الله وهو في طريقه للوصول ثم تحقق وجاء بعد سنوات. (واللآتي يأتين الفاحشة من نسائكم) هذه فئة قليلة جداً فمن من المسلمات من تأتي بالفاحشة أمام أربعة شهود، الأمر لم يحصل وورود كلمة نسائكم دلالة على نساء المسلمين ولم يقل من الناس لآن الفاحشة جاءت ممن هم غير المسلمات فسبحان الذي أحكم آياته. جاء: إذا اقتربت حتى جلست معي يقال جئتَ. وهناك فرق بين جاء وحضر وهو واضح في آيات القرآن الكريم: (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرطون) سورة آية هنا الموت جاء ووصل بخلاف الآية الثانية (حتى إذا حضر أحدكم الموت ) سورة المائدة آية 106 فتدلّ على أنه كان جاهلاً فانتبه وعلِم. حضر: إذا كان هناك موضوع اتفقنا عليه سابقاً وجئنا لأجله فقط يقال حضر. وحضر في الغالب تدلّ على جهد فكري ثقافي معرفيّ يتعلق بالعقل منها كلمة الحاضرة (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) سورة الأعراف آية 163 والحضارة هي ضد البداوة وفيها يكون النشاط الفكري والحضاري والفلسفة ووردت كلمة حضر في القرآن الكريم مشيرة إلى حركة ذهنية وعقلية (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ) سورة الأحقاف آية 29 بمعنى أن الجنّ حضروه للعلم. أقبل: والإقبال لا يكون إلا بعد التدابر كنا مدبرين فأقبلنا. يُقبل الناس على بعضهم لأن لهم شأناً مشتركاً يريدون مناقشته (وأقبل يعضهم على بعض يتساءلون) سورة الصافّات آية 27، (وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) سورة القلم آية 30 حصل شيء خطأ واجتمعوا لمناقشته وتصحيحه. وأضيف على هذه الكلمات كلمة (ورد) والله أعلم: ورد: تقال لقصد الماء كما في قوله (ولمّا ورد ماء مدين) سورة القصص آية 23، وكما في قوله في قصة فرعون (فأوردهم النار وبئس الورد المورود) سورة هود آية 98. |
#11
|
|||
|
|||
منظومة آتى آتى –أعطى –وهب - أهدى آتى والإيتاء : عندما يكون الأمر خطيراً ولا يقدر الإنسان على الإتيان بمثله مثل إيتاء الكتب السماوية لا يقدر عليها إلا الله لذا وردت الآيات في القرآن الكريم بكلمة آتينا للكتب السماوية (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظم) سورة الحجر آية 87، ( وآتينا داوود زبورا) سورة آية، وكذلك إيتاء الملك (تؤت الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) سورة آل عمران آية ، والرحمة (وآتاني رحمة من عنده) سورة آية ، والمال (وآتى المال على حبّه) دليل على عظم حب المال بحيث يسمى اعطاؤه اتيان، والإيتاء يحتاج إلى قوة هائلة كما في قصة سليمان (انا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك و(أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) سورة النمل آية ولهذا أيضاً جاءت كلمة آتى مع الزكاة ( وآتوا الزكاة) لأنها تكون من خير الأموال والأفضل وفيه جهد أن يُزكي الإنسان بماله لحبّه الشديد للمال وعلى نسبة الإيتاء تكون الدرجات والجزاء من الله . والإيتاء يحتمل النزع من المؤتي فالله يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء. أعطى والعطاء: ناول والمناولة والتناول (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فيه مناولة، (إنا أعطيناك الكوثر) فهذا عطاء من الله لرسوله الكريم rوهذا حصل في رحلة الإسراء والمعراج أن أعطى الله لنبيه الكوثر وكذلك قوله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) سورة الضحى لأن الله يوم القيامة يعطي الرسول rالشفاعة حين يسجد تحت عرش الرحمن يدعو الله لأمته فيقول : إسأل تعطى واشفع تشفّع. والعطاء لا يمكن نزعه لأنه أصبح ملك المعطى إليه كما في قوله (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب). وهب والهبة: يكون عن سؤال واحتياج فالهبة لا تكون إلا عند الإستحقاق والحاجة فلما سأل موسى uربه (واحعل لي وزيراً من أهلي) جاء رد الله (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) وكذلك دعاء المؤمنين (ربنا هب لنا من أزواجنا) والردّ يأتي (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) وكون الله وهّاب يهب الناس على قدر استحقاقهم وحاجتهم وفي الغالب لا ينتظر الواهب الردّ من الموهوب إليه. أهدى والهدية: دليل المحبة وليس هناك احتياج لها فالانسان لا يهب للملوك وانما تهدي للملوك. الرسول كان يقبل الهدية والهدية لا بد ان تُرد (وإني مرسلة لهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) سورة النمل. |
#12
|
|||
|
|||
منظومة إبل إبل –بعير إبل : الإبل يقع على البعران الكثيرة وهو جمع لا واحد له ومفردها ناقة أو جمل وهذه تُجمع على إبل (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) سورة الغاشية آية 17. والإبل تطلق على مجموعة الإبل من حيث تجمّعها (وأرسل عليهم طيراً أبابيل) سورة الفيل آية 3، بمعنى متفرقة كقطعات الإبل والواحد منها أبيل. وفي الإبل إعجاز كبير. والإبل تخدم صاحبها إذا أحسن خدمتها واعتنى بها وإذا أساء لها تتربص به حتى تؤذيه، وركوبه أصعب من ركوب الخيل لأن الراكب يحتاج إلى مهارة ليسقر على ظهر الإبل، وأطلق لفظ ركاب على الإبل في القرآن الكريم: (وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة الحشر آية 6. بعير: جمعها بُعرتن باعتبار بعره لأن بعر البعير فيه دلالة عليه ويعطي معلومات عن طعامه وحاله ومن أين جاء وكم مشى وغيرها كما يقال في المثل: (البعرة تدلّ على البعير)، وقوله : (وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) سورة آية 65 و(قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ) آية 72. ناقة وجمل: هي مفردات لكلمة الإبل. (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها) سورة الشمس آية 12، (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) سورة الأعراف آية 40. |
#13
|
|||
|
|||
منظومة أنصت أنصت – استمع – سمع هذه المنظومة هي في كيفية التعامل مع القرآن الكريم أنصت والإنصات: هو عدم الكلام والسكوت لإعجاب المستمع بحديث المتكلم فيسكت ويستمع للاستفادة والفهم. (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 204 الأعراف) و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ 29 الأحقاف). سمِع والسمع: حدث غير مقصود بمعنى حدث السمع بدون قصد من السامع ولم يكن في نيته السمع. (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ 26 فصلت) و (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ 55 القصص). استمع والاستماع: هو سماع مقصود ومخططٌ له من قبل المستمع ويصل بالمستمع إلى التأمل في المعاني التي يستمع إليها بقصد الفهم والتعلم والاستفادة. (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 204 الأعراف) و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ 29 الأحقاف) و (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ 18 الزمر). ومن هنا ننتبه إلى الفرق بين السكوت ومرادفاته أيضاً: السكوت: هو عدم الكلام لالتقاط الأنفاس وهو حركة من قوانين التنفّس. الصمت: هو عدم الكلام تجنباً أو ترفّعاً عن الرد على كلام ما أو ترفّع عن جهل المتكلِّم. الكظم: هو السكوت عند الغيظ. الإفلاس: عند المناقشة بحيث يأتي أحد المتناقشين بحجّة لا تستطيع الرد عليها. بهت: عندما يأتيك المتكلِّم بحجة تجعلك تبدو غبياً. الإنصات: وهو السكوت لإعجابك بحديث المتكلِّم فتنصت لقوله لتفهم. والقرآن الكريم بجب علينا قرآءته (وهي القراءة العادية) وتلاوته (أي تدبّر آياته) وهذه قراءة العلماء والمفكرين والمفسرين لسبر أغوار هذا الكتاب العزيز (اتل ما أُوحي إليك من الكتاب) وقد امتدح الله الذين يتلون القرآن فقال (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ 29 لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ 30 فاطر). ويختلف الناس باختلاف تعاملهم مع القرآن الكريم (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ 32 فاطر) فمنهم: ظالم لنفسه: الذي تعلّم القرآن ولم ينتفع به أو ينفع غيره به إنما تعلّمه سمعة ورياء ومرآءاة. مقتصد: وهو الذي تعلّم القرآن ولم يعلّمه لغيره لكنه لم يُقصّر فيه. ربّانيون: وهم الذين تعلموا القرآن وعلّموه لغيرهم وهم أهل القرآن وخاصته وحاملوا القرآن والمتخصصين به. |
#14
|
|||
|
|||
منظومة آزر آزر –أمدّ – أعان – أيّد - نصر <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> آزر: شدّ واستقام بحيث لا عوج فيه .<o:p></o:p> أيّد: اُشعر بالقوة (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 26 الأنفال).<o:p></o:p> أمدّ مدد على التوالي دفعة دفعة كالإمداد بالملائكة يوم غزوة بدر (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ 9 الأنفال). وتستخدم أمدّ بالخير ومدّ بالشر.<o:p></o:p> نصر: عند إلتحام الجيوش أو الحرب بين الحق والباطل (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123 آل عمران).<o:p></o:p> إعانة: إعانة على مهنة ما أو حِرفة ما أو عمل ما (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً 95 الكهف). <o:p></o:p> بعث: بمعنى إثارة الشيء وتوجيهه (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً 5 الإسراء)<o:p></o:p> والتسلسل في القرآن لهذه الكلمات جاء على الشكل التالي:<o:p></o:p> بعث – آزر – أيّد – أمدّ - نصر<o:p></o:p> |
#15
|
|||
|
|||
منظومة أجّ وأُجاج أُجاج – ملح- <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> هاتان الكلمتان ليستا بمعنى واحد وهناك فرق بين الملح وبين الأُجاج.<o:p></o:p> أُجاج: شديد الملوحة والحرارة بحيث تكون الملوحة حارقة. فالإُجاج ليس الملح المطلق وإنما هو أخصّ من الملح. فكل أُجاج ملح وليس كل ملح أُجاج. وأجّ مأخوذة من أجيج النار. (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً 53 الفرقان). وكلمة مرج لها 12 معنى ومن هذه المعاني اشتعل ناراً كما في قوله (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ 15 الرحمن) . <o:p></o:p> وأجّ يؤجّ بمعنى أسرع واليأجوج مشتق من أجّ يؤجّ إذا هرول الإنسان وعدّى عليه (في حديث فتح خيبر لما قال الرسول rلأعطينّ الراية غداً... فدخل علي بن أبي طالب فأعطاه الراية إلى أن قال فذهب يؤجّ بها). ويأجوج ومأجوج فيها اشتقاقان : من أجّ يؤج بمعنى أشعل ناراً أو أوقد فتنة أو أحدث ارباكاً فهي مصروفة ويأجوج (فاعول) وقد تكون علَماً على قوم معينين فهي غير مصروفة . ويأجوج ومأجوج شُبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموجة لكثرة اضطرابهم. (وللدكتور وقفات في يأجوج ومأجوج نوردهما إن شاء الله قريباً بعد الإنتهاء من تفريغ محتوى الحلقة وتنقيحها).<o:p></o:p> ملح: هو الطعم المعروف الذي يجعل الماء متجمداً. تغلب على الماء الملوحة فيصبح ملحاً ثم يُطلق على الماء المالح وإن لم يكن متجمداً والكلمة ليست عربية ولهذا انتقُد الشافعي لأنه استعمل كلمة كلمة مالح. يُقال مملح وليس مالح.<o:p></o:p> |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 3 ( الجلساء 0 والعابرون 3) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
لمسات بيانية في آي القرآن الكريم | زاهر | حلقة البلاغة والنقد | 41 | 19-09-2008 04:16 PM |
المنازعة في ضوء القرآن الكريم | عبد الفتاح خضر | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 6 | 02-08-2008 03:23 PM |
دلالات الحذف في القرآن الكريم ، طلب مساعدة | قسورة | مُضطجَع أهل اللغة | 6 | 09-07-2008 10:25 PM |
(فَعل) و(أَفْعل) في القرآن الكريم | أبو عبد الله | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 0 | 24-06-2008 12:18 PM |