حكاية ضحك الضاحك وبكاء الباكي

[عائشة]

( قالَ ابنُ المظفَّر: «هَهْ»: تذكرةٌ في حالٍ، وتحذيرٌ في حالٍ، فإذا مددتَّها، وقلتَ: «هَاهْ» كانت وعيدًا في حالٍ، وحكايةً لضحكِ الضَّاحكِ في حالٍ، وتقولُ: ضَحِكَ الضَّاحِكُ، فقالَ: «هَاهْ هَاهْ». قالَ: ويكون «هاه» في موضع «آه» مِنَ التَّوجُّعِ ) انتهى من «تهذيب اللُّغة 6/ 480» لأبي منصورٍ الأزهريِّ.

قالَ أبو الطيِّبِ المتنبِّي:

أَقِلْ أَنِلْ أَقْطِعِ احْمِلْ عَلِّ سَلِّ أَعِدْ زِدْ هَشَّ بَشَّ تَفَضَّلْ أَدْنِ سُرَّ صِلِ

قالَ ابنُ جنِّي في «الفسر 2/ 785»: ( فوقَّع سيفُ الدَّولةِ تحتَ (أَقِلْ): قد أقلناكَ، وتحت (أَنِلْ): يُحمَلُ إليه من الدَّراهم كذا وكذا، وتحت (أقطِعْ): قد أقطعناكَ الضَّيعةَ الفلانيَّة ضَيْعة ببابِ حلب، وتحت (عَلِّ): قد فعلنا، وتحت (سلِّ): قد فعلنا، فاسألْ، وتحت (أعِدْ): قد أعدناك إلى حالِك من حسن رأينا، وتحت (زِدْ): يُزادُ كذا وكذا، وتحت (تفضَّل): قد فعلنا، وتحت (أَدْنِ): قد أدنيناكَ، وتحت (سُرَّ): قد سررناكَ -فبلغَني عن المتنبِّي أنَّه قالَ: إنَّما أردتُّ (سُرَّ) من السُّرِّيَّةِ، فأمرَ له بجاريةٍ-، وتحت (صِلْ): قد فعلنا.

وحكَى لي بعضُ إخواننا أنَّ المعقِليَّ -وهو شيخٌ كان بحضرتِه ظريفٌ- قال له -وقد حسدَ المتنبِّي علَى ما أمرَ له به-: يا مولاي! قد فعلتَ به كلَّ شيءٍ، فهلَّا قلتَ له لمَّا قالَ: (هشَّ بشَّ): (هيء هيء هيء) -يحكي الضَّحكَ-، فضحك سيفُ الدَّولة ) انتهى.

وقالَ ابنُ جنِّي في «الفسرِ 3/ 41» أيضًا:

( أخبرنا محمَّد بن الحسن، عن أحمد بن يحيَى، عن عبد الله بن شبيب، قال: حدَّثني زبير، قالَ: حدَّثني عمرو بن عثمان، قالَ: دخلَ أميرُ المؤمنين، فرأَى في جدارٍ:

وما ليَ لا أبكي بعينٍ حزينةٍ وقد قُرِّبَتْ للظَّاعنينَ حُمولُ

وتحته مكتوبٌ: (إيه إيه)، فقالَ: أيُّ شيءٍ (إيه إيه)؟ فقال له الرَّبيع -وهو إذ ذاك تحت يدَيْ أبي الخصيبِ الحاجب-: يا أميرَ المؤمنين! إنَّه لـمَّا كتب البيت أحبَّ أن يخبرَ أنَّه يبكي، فقالَ: قاتله اللهُ! ما كان أظرفَه! فكان هذا أوَّل ما ارتفع به الرَّبيعُ ) انتهى.

[عائشة]

جاءَ في «اللسان» (تغغ): ( وتِغ تِغ: حكايةُ صوت الضَّحك، قال الفرَّاءُ: تقولُ: سمعت طاقِ طاقِ لصوتِ الضَّربِ، وتقولُ: سمعت تِغ تِغ؛ يُريدون صوتَ الضَّحك، وقال أيضًا: أقبلوا تِغ تِغ، وأقبلوا قِه قِه؛ إذا قَرْقَروا بالضَّحك، وقد اتَّغَوْا بالضَّحك واوْتَغَوْا ) انتهى.

وفي «اللسان» (كهكه): ( وكَهْ كَهْ: حكاية الضَّحك ) انتهى.

[عائشة]

وفي «اللسان» (أها):

( أَهَا: حكايةُ صوتِ الضَّحِكِ، عن ابنِ الأعرابيِّ، وأنشد:

أَهَا أَهَا عِندَ زادِ القَوْم ضِحْكَتُهمْ وأنتُمُ كُشُفٌ عِندَ الوَغَى خُورُ ) انتهى.

[عائشة]

لطيفة:

جاءَ في «اللسان»: ( روى ابن شميل عن أبي خيرة قال: يقال: قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقاعًا، وهو حكايةُ صوتِ الدُّبِّ في ضَحِكِه، قال أبو منصور: وهي حكايةٌ مؤلَّفةٌ ) انتهى.

[منصور مهران]

وقول الشاعر :

أَرى شعراتٍ على حاجِبَيَّ

بِيضاً نبتن جميعا تُؤاما


أظلّ أُهاهى بهنَّ الكِلا
بَ أحسبهنّ صِوارا قياما


فقوله : (أُهاهي ) يعني : أزجرها ؛ أقول : هأْهَاْ .

[أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل]

قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وهو مجلس لم يزل الناس يجلسون فِيهِ كَانَ سَعِيد بْن جُبَيْر يجلس فِيهِ . قَالَ وهم فِيهِ مجتمعون فقالوا لسفيان الثوري : يا أَبَا عَبْد الله كم أتى عليك ؟ قَالَ : خمس وأربعون .
قَالَ زائدة : أَنَا فيها . قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة : أَنَا ابن ثلاث وأربعين . قَالَ : فقال أبو بكر ابن عياش : قه قه - يعني ضحك - أَنَا أكبركم ، أَنَا ابن ثَمان وأربعين .

[ تاريخ بغداد]