|
#1
|
|||
|
|||
![]() في كثير من البلدان العربية يسمى الزجاج (قَزَاز) أو (قُزَاز) وينطقها أهلنا في مصر (أُزَاز)، وقد غَبَرتُ دهرًا طويلا أرى أن هذه اللفظة جاءت من لفظة الزجاج نفسها وأنهم حرّفوا (زُجاج) فجعلوه (قَزَاز).
وجعلها بعضهم مأخوذة من القزّ الذي هو الحرير، فقد وجدتُّ أحد الإخوة في شبكة الفصيح يقول: "الإزاز - الصحيح في اللغة ان تُكتب و تُنطق بالقاف و ليس الالف ، فنُطق القاف الف عند اهل مصر و الشام من العيوب التي تبعد اللسان عن الفصيح من الالفاظ فالإزاز هو "القزاز" ، و صانع القِزاز يسميه عامة المصريين بالـ "قزّاز" (هذا بالمصطلح العام الحالي المُحدَث) و اصل الكلمة من "القَزّ" او "القزز" و هو الحرير في حالته الخام ، و صانعه يسمّى قزّاز "كما بالمُعجم" ...و لعل العامة استحدثت المصطلح فحرّفوا المعنى عبر الزمن فصاروا يقصدون بالقزّاز اي صانع الزجاج ، لعل سبب ذلك هو تشابه كلمة "قزاز" و "زجاج" مما جعل العامة تخلط بين الكلمتين ، خصوصاً و ان اهل مصر كعادتهم يختارون الالفاظ الاسهل للنطق فعندما اقول "إزاز" اسهل من "زجاج"." هذا كلامه، والذي بدا لي والله أعلم أنها ليست من الزجاج ولا من القزّ. وإنما هي مما في قول الأقيشر الأسدي: أَفنى تِلادي وما جَمَّعتُ مِن نَشَبٍ فالقواقيز جمع قاقوزة، ويقال لها أيضًا: قاقُزَّة، وهي قَدَح يُشرَب به، فإذا صبّ فيها خمرًا من الإبريق قرعت فم الإبريق فصوتت، وهذه تُرى عادةً عند كثير من الناس حتى في صبهم الشاي ونحوه يقرعون فم الإبريق بالقَدَح عامدين كأنهم يجدون لذلك نشوة.![]() وهذه القواقيز والله أعلم مصنوعة من الزجاج، يدل على ذلك: 1 - أن العادة في أقداح الشراب -أعني الخمر- أن تكون من زجاج، كما قال ابن المعتز: فهاتا عُقارًا في قميصِ زجاجةٍ وهو كثير في شعرهم.![]() 2 - أن بعض العلماء فسر القواقيز بالقوارير، قال في تفسير القاقوزة في التاج: "وقال الخطابي في غريب الحديث: مشربة كالقارورة. أو قدح دون القرقارة، أعجمية معربة، أو الصغير من القوارير، وهو قول الفراء". وقد قيل في القوارير إنها لا تكون إلا من الزجاج خاصة، ذكر ذلك في اللسان، وذكر في قوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() والمقصود أن هذه القواقيز الزجاجية يقال لها أيضًا قوازيز، وهذا مذكور في كتب اللغة، وواحدتها قازوزة، ومن (القوازيز) و(القازوزة) جاءت لفظة (القَزَاز). لكن قد يُقال: هذا جمع، أعني القوازيز، والذي عند الناس اليوم اسم جنس إفرادي، يقولون: قَزاز. ويصدق ذلك على الكثير والقليل منه بلفظ واحد، مثل الزجاج والذهب ونحوه، فكيف انتقل من الجمع إلى اسم الجنس الإفرادي؟ وأقول: نعم هذا هو الغالب في استعمال الناس اليوم أن يكون اسم جنس إفراديًا، لكنه قد بقي في استعمالهم مجيئه جمعًا، وهذه هي حلقة الوصل بين الاستعمال القديم والاستعمال المعاصر، وذلك قول إخواننا المصريين (أزايز)، يريدون (قزايز)، يطلقونه على القوارير الزجاجية ونحوها، فكأن (قوازيز) تحرفت أولا إلى (قزايز) أو نحوها من الجموع، ثم قالوا للواحدة (قزَازة)، ولاسم الجنس منها (قزَاز)، وصار (قَزَاز) عندهم مرادفًا لـ (زُجاج). وقد يقال: هذه كلمة قديمة من غريب الكلام فكيف صارت إلى ألسنة العامة؟ والظاهر أنها أشهر من هذا، وأنها بقيت في ألسنة الناس إلى أوقات متأخرة، وقد بحثتُ في الموسوعة الشعرية فوجدتُّ أبياتًا لشاعر يقال له الشريف العقيلي توفي سنة 450 ه، وهو ممن زار مصر وأقام بها أيام الفاطميين، ويُفهَم من أبياته هذه أنه قالها بمصر لذكره النيل فيها، وذلك قوله: اِنعَم بِنَيروزِكَ يا مَن إِذا والله أعلم.![]() واشرَب على النِّيلِ بِقاقُزَّةٍ ![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]() ما ألطفَ نظرَكَ !
أجل، ما أحسبُها إلا من هذا، مع أنهم يقولون: (إزاز) بكسرِ الهمزة، ويقولون للقارورة: (إزازةٌ)، وجمعه (أزايِز). ومما يشهَد لهذا من أصلِها أنهم كانوا يقولون إلى زمانٍ قريبٍ: قازوزةٌ، يُسمُّونَ بها الأشربةَ الغازيَّة لمكانِ وضعها في القوازيز، وينطقونها بكافٍ: كازوزة... وتسمية الشيءِ باسمِ ظرفهِ شائعٌ في كلام العرب، وهو مجاز علاقتُه المحلِّيَّة، فاعجَبْ للوسيطِ إذا ردَّ قولَ الناسِ: كازوزة إلى الغاز، كأنهم أرادوا (فاعولةً) منه، فسمَّاها: غازوزَةً، وإن كانَ المجمعُ أسماها بهذا فأعجَبُ !
__________________
متى وقفتَ لي على خطإ فنبِّهني عليه، شكر الله لك.
|
#3
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم
الصحيح أن تسمية الناس اليوم الأشربة الغازية "قازوزة" -وينطقونها عندنا بقاف معقودة بين الكاف والجيم- أن هذه اللفظة هي مع الأسف أعجمية بحتة، وذلك أنهم في اللغة الفرنسية يسمون الماء الذي يخرج من منبعه مشوبا ببعض الغاز فيكسبه حموضة ولذعا في الفم -يسمونه ماء غازيا eau gazeuse ، ثم سموا الشراب المحلى الذي يضاف إليه الغاز إضافة -سموه شرابا غازيا boisson gazeuse ، وتلقاه الناس عندنا فسموه بالصفة اكتفاء: "قازوز". ولا يخفى عليك أن اللغة الفرنسية كانت هي اللغة الأوروبية الشائعة في مصر وفي الشام في القرن التاسع عشر وبعض القرن العشرين، ثم حلت محلها الإنجليزية فيما بعد وانحصرت الفرنسية في بلاد المغرب العربي. وأما الآن فقد قل استعمال هذه اللفظة حتى عند الفرنسيين انفسهم، فإنهم يقولون "الصودا" و"الكولا"، فبالحرى أن يقل استعمالها عندكم. ☺ وأذكر أني لما قرأت بيت الأقيشر الأسدي (قرع القواقيز أفواه الأباريق) في أدب الكاتب أو أحد شروحه - وأن القاقوزة هي زجاجة الشراب =تملكني العجب من حسن الاتفاق، فلما قرأت أنه ربما قيل للقاقوزة قازوزة تداخلني طرب كأنني "شربت على النيل بقازوزة"! والشكر لصاحب الموضوع على استخراجه من المعاني ما لطف وغمض، وعلى تحريكه من الفكر ما ركد وهمد. |
#4
|
|||
|
|||
![]() وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكما، وأسعدكما، ووفقكما لكل خير. يجوز ما ذكره أخونا الشاعر المبدع محمد مقران من أن تسميةَ المياهِ الغازيةِ قازوزةً أعجميةُ الأصل، والكلام عن المياه الغازية أورده أستاذنا المحبوب أبو ثابت استئناسًا، والحقيقة أنه لا علم لي بموضوع المياه الغازية، وإنما أريد القزاز نفسه، ولا يلزم أن تكون لفظة القزاز مرتبطة بقازوزة الفرنجة (gazeuse) التي هي المياه الغازية وإن اشتبه لفظاهما، وقد انتفعتُ بكلمة لأستاذنا المبدع فيصل المنصور في حديثه عن أصل لفظة اللغة وزَعمِ بعضهم أنها أعجمية الأصل إذ قال وفقه الله: اقتباس:
فعلى هذا أفترض افتراضًا لا أجزم بصحته أن لفظة القوازيز القديمة قد تحرفت قديما كما ذكرنا إلى القزايز ونحوها ثم جاءت منها لفظة القزاز، وأن لفظة (gazeuse) تُرجمت أو عُرّبت حديثًا بلفظة قازوزة، ووافق هذا التعريب لفظة قديمة أعني القازوزة المستخدمة قديمًا، وهو من الموافقات العجيبة إن كان الذي عرّبها لم ينظر إلى اللفظ القديم. فعلى هذا يبقى الاقتراح الذي اقترحتُه أول مرة قائمًا أن القزاز جاءت من لفظة القازوزة القديمة، وأن القزاز المعاصرة والقازوزة القديمة لا علاقة لهما بـ (gazeuse) التي تعني المياه الغازية، وإنما جاء التعريب الحديث لـ (gazeuse) موافقًا في لفظه للفظة القازوزة القديمة. والله أعلم. |
#5
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
|
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
أصل كلمة فاتورة | عبدالله الأسلمي | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 2 | 04-08-2013 09:46 PM |
ما جمع كلمة ( جاه ) ؟ | أبو رجاء | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 6 | 05-10-2012 10:13 PM |
ما أصل كلمة فراولة ؟ | أمين الماحي | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 1 | 29-03-2011 11:16 AM |
إشكال حول كلمة ( أما بعد ) هل من حلّ له ؟ | أبو الفضل | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 3 | 16-10-2010 07:27 PM |