ألغاز لغوية منثورة

[محمد بن إبراهيم]

قد علمت أن العرب قد تلتزم الإفراد والتذكير في بعض المواضع، فما الموضع الذي تلتزم فيه الإفراد والتأنيث!

[محمد بن عبد الحي]

أحسن الله إليك، خُذ بأيدينا إلى الجواب خطوة أو خطوتين!
فإني أردتُّ أن أقول (مائة) فرأيت أن لا مذكَّر لها، وأنهم لا ينكرون نحو (خمس مئين).

[محمد بن إبراهيم]

وأحسن إليكم، وبارك فيكم.
أقصد أنه مثلما تفعل العرب في بعض كلامها، فتقول: هذا رجل عدل، وهذه امرأة عدل، وهذان رجلان عدل ...، فكذلك فيما أسأل عنه، يلتزمون في اللفظ الإفراد والتأنيث في كل أحواله، لا يلتفتون لتذكير ولا جمع ولا تثنية!

[محمد بن إبراهيم]

وفقنا الله وإياكم لرضوانه.
أكثر ما يقع ذلك في الضمائر، تكون بصيغة المفرد المؤنث، وتستعمل للمذكر وغيره.

[محمد بن عبد الحي]

ما ازداد البليد إلا حَيْرة!
جُدْ بشرح، فإنني أيها المرء إلى الشرح يا ابن عمِّ فقيرُ

[محمد بن إبراهيم]

بل أنت اليقظ الذكي يا أبا ثابت،
ولعلي قصرت في البيان، فأزيدك أنه قول مطروق يقال لمن يطلب أمرا بعد فوته، ومثله آخر يقال لمن تمكن من أمر منفردا به غير منازع فيه!
في أشباه لهما معروفة في بابها، ولا تخفى على أريب مثلك.

[صالح العَمْري]

هل يدخل في جواب سؤالكم مثل (رُبَّتَ)، فإن التاء فيه للتأنيث، وتقول: رُبَّتَ رَجُلٍ أكرمتُه، ورُبَّتَ امرأةٍ أكرمتُها، فتجيء به مع المذكر والمؤنث.

[صالح العَمْري]

لا، ليس جوابًا صحيحًا، الآن فهمتُ السؤال.

[صالح العَمْري]

هل هو ما جاء في المثل: (الصيفَ ضيَّعتِ اللبن)، إذا خاطبتَ به مذكرا أو اثنين أو جماعة من الرجال أو النساء، فإنك تبقيه على لفظه، لأن الأمثال لا تُغيَّر.

[صالح العَمْري]

والآخر قول الآخر:
خلا لكِ الجوُّ فبيضي واصفري ونقِّري ما شئتِ أن تنقِّري

[محمد بن إبراهيم]

أحسنتم أستاذنا، بارك الله فيكم.
الجواب هو ما ذكرتم، وكذا ما جرى مجراه من الأمثال، وقد كان أبو ثابت-حفظه الله-قِيد قوسين أو أدنى من الجواب، فسبقه أبو حيان، فلنعم السابق، ولنعم اللاحق!