|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
![]() |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#16
|
|||
|
|||
![]() دعوة إلى التسامح اللغوي هذه ليست دعوة إلى الإباحية اللغوية ، وهي في نفس الوقت دعوة إلى عدم التشدُّد في كل صغيرة وكبيرة ، وإلى عدم التسرع في إصدار الأحكام على الكلام بالخطأ إلا عند انهيار جدار المعنى ، فالجملتان "أكرمَ زيدٍ عمرا " أو أكرم زيد عمروٍ جملتان من المسقيم القبيح ، لأن جدار المعنى مال قليلا ، حيث تسامحتُ في علامة أمن اللبس للفاعل ،إلا أن المعنى مفهوم ، و"زيد" لا يمكن إلا أن يكون فاعلا وعمرو لا يمكن أن يكون إلا مفعولا بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،والعرب تقول:مررت بصحيفةٍ طينٍ خاتمُها ،والأصل هو "طينٌ خاتمُها"ومررت بسرج ٍ خزٍّ صفتُه،والأصل هو "خزٌّ صفَّتُه"ومررت برجلٍ فضةٍ حليةُ سيفِه والأصل هو"فضَّةٌ حليةُ سيفِه" ،وتقول: ليت زيدا منطلق وعمرو ،والأصل هو " ليت زيدا منطلق وعمرا" وتقول:ما شأنُك وعمرو ،والأصل هو " ما شأنُكَ وعمرا "ويقولون:هذا جحرُ ضبٍّ خربٍ ، والأصل هو " هذا جحرُ ضبٍّ خربٌ " ولم يخطئهم سيبويه "شيخ البصريين" بل اعتبر كلامهم من المستقيم غير الحسن (القبيح ) ومن هنا فلا تجوز تخطئة العربي إلا إذا أخطأ أوألبس أو تناقض ، أو انهارجدار المعنى في كلامه ، ولم يعد المعنى صحيحا ،بحيث تنتفي المهمة التي وُجدت من أجلها اللغة وهي الإفهام والتفاهم ،والتواصل ،كقولنا:أكرم زيدٌ عمرو أو أكرم زيدا عمرا أو كقراءة :إن الله بريء من المشركين ورسولِه..........إلخ.المستويات اللغوية كما تقول العرب:خرق الثوبُ المسمارَ،حيث رفعوا المفعول ونصبوا الفاعل عندما ظهر المعنى ،لأن الثوبَ لا يمكن أن يكون إلامخروقا ، والمسمار لا يمكن أن يكون إلاخارقا ،ولهذا تسامحوا في علامة أمن اللبس عند ظهور المعنى كما قالوا :أدخلت في رأسي القلنسوة ،ومع أنّ الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب يقتضي أن يقال :أدخلت رأسي في القلنسوة ،إلا أن المعنى مفهوم وواضح داخل التركيب رغم تداخل الرتب ،ودون حاجة المتكلم إلى تعليق الكلام بعضه ببعض على الوجه الصحيح، فالمعنى واضح ومفهوم رغم تداخل العلاقات المعنوية ، لأن الرأس لا يمكن أن يكون إلا مدخَلا ،والقلنسوة مدخلا فيها ، ومن هنا تساهلوا في خرق معيار منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،فأهم شيء هو وضوح المعنى والبعد عن اللبس والتناقض،ومن هنا فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم. |
#17
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في التمايز الدلالي للتراكيب يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،وتتمايز التراكيب التي يقولها دلاليا ،وهذا التمايز يعود إلى الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي بين أجزاء التراكيب ،كما في الأمثلة التالية : أولا: التمايز الدلالي للتراكيب في باب العلامة الإعرابية: يقول سيبويه:ما كان عبد الله منطلقا ولا زيد ذاهبٌ"إذا لم تجعله على كان وجعلته غير ذاهب الآن ،فلم نشرك بين عبد الله وزيد في (كان) أو معنى المضي،ونقول:ما كان عبد الله منطلقا ولا زيد ذاهبا،والجملة المعطوفة على إرادة معنى كان أو المضي،فقد أشركنا بين عبد الله وزيد في (كان)أو معنى المضي.ونقول:ما زيد قائما ولا قاعدٍ ونقول:مازيد قائما ولا قاعدا والأولى أكد لأنها على إرادة الباء أو حرف الجر الذي يفيد التوكيد. ثانيا: التمايز الدلالي للتراكيب في باب الرتبة: هناك فرق في المعنى بين أفعلت؟ وأأنت فعلت؟ فإذا بدأت بالفعل كان الشك في الفعل نفسه،وكان غرضك من استفهامك أن تعلم وجوده،وإذا قلت :أأنت فعلت؟ فبدأت بالاسم كان الشك في الفاعل من هو وكان التردد فيه" فالمسؤول عنه يتقدم نحو همزة الاستفهام بحسب قوة العلاقة المعنوية والاحتياج المعنوي مما يؤدي إلى التمايز الدلالي.وهناك فرق في المعنى بين :أجاءك رجل؟و"أرجل جاءك؟ فالأولى سؤال عن مجيء واحد من الرجال إليه،والثانية سؤال عن جنس من جاءه أرجل أم امرأة،فالكلام اختيار وتأليف بحسب قوة العلاقة المعنوية والاحتياج المعنوي. وهناك فرق في المعنى بين:ما يأكل زيد إلا الخبز و"ما يأكل الخبز إلا زيد، فالأولى تعني أن زيد لا يأكل إلا الخبز والثانية تعني أن الخبز لا يأكله إلا زيد ،وقد ترتبت الألفاظ ترتيب المعاني والألفاظ هي المعاني ،وفي الأولى نفينا أن يأكل زيد شيئا باستثناء الخبز وفي الثانية نفينا أن يأكل الخبز أحد باستثناء زيد،وهذا التمايز الدلالي ناتج عن الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب. ثالثا:التمايز الدلالي للتراكيب في باب الصيغة: هناك فرق في المعنى بين:زيد منطلق و زيد ينطلقففي الأولى نثبت الانطلاق لزيد من غير تجدد أما في الثانية فنثبت له الانطلاق المتجدد ،لأن الاسم يدل على الثبات أما الفعل فيدل على التجدد،ومما يدل على ذلك أن الفعل لا يصلح مكان الاسم والاسم لا يصلح مكان الفعل ،نقول:زيد طويل و عمرو قصير ولا يجوز: زيد يطول وعمرو يقصر إلا إذا كان الشيء مما يزداد وينمو مثل الصبي والنبات. وهناك فرق في المعنى بين :رجل عدل و رجل عادل ،والأولى فيها مبالغة ليست في الثانية، حيث جعلنا العين هو الحدث نفسه وهذا يعني أن الكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي عند المتكلم. رابعا:التمايز الدلالي للتراكيب في باب الأداة: نقول:أحسن إليّ ونقول:أحسن بي والإحسان في الثانية أشد وألصق بالمحسن إليه من الأولى. ونقول:سأكتب ونقول:سوف أكتب وفعل الكتابة في الأولى أقرب منه في الثانية. ونقول:ماأحب خالدا لبكر ونقول:ما أحب خالدا إلى بكر وفي الأولى :خالد هو المحب وبكر هو المحبوب وفي الثانية :خالد هو المحبوب وبكر هو المحب. فالكلام اختيار وتأليف بحسب الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية عند المتكلم . خامسا: التمايز الدلالي للتراكيب في باب التلازم: هناك تلازم بين المضاف والمضاف إليه،ولكن قد يحذف أحدهما بدليل القرينة الدالة عليه،من أجل التجوز في الكلام والاتساع فيه كقوله ![]() ![]() سادسا:التمايز الدلالي للتراكيب في باب الربط: قال ![]() ![]() ![]() ![]() والأصل في الآيتين هو الجملة التالية:الحاقة ما هي ؟ولكن وضع الظاهر مكان المضمرتفخيما لشأنها لأنه أهول لها،ومثله قوله قال ![]() ![]() ![]() سابعا: التمايز الدلالي للتراكيب في مجال المطابقة: ![]() ولم يقل:وقالت نسوة في المدينة"ألا ترى أن النسوة لما وصفوا زليخا بالضلال المبين،وذلك من شأن العقل التام نزِّلن منزلة الذكور" فذكَّر الفعل مع المؤنث للدلالة على رجاحة العقل ،فالكلام يكون بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم. والنحاة يقولون:إن المضاف يستفيد التذكير والتأنيث من المضاف إليه،فقد قال ![]() ![]() وقال ![]() وقال أيضا:وأخذت الذين ظلموا الصيحة والصيحة الأولى بمعنى العذاب أو الصياح ،فتذكير الفعل نابع من الاحتياج المعنوي مع الفاعل المذكر من جهة المعنى. وهذا يعني أن الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب يؤدي إلى التمايز الدلالي التراكيب. فالكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدَّث بمستويات متعددة ، ويقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس،ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم. |
#18
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في تمايز مستويات نظم التراكيب يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،وتتمايز التراكيب اللغوية من حيث صحة النظم ومستوياتها اللغوية،ويمكن أن نعتمد على معيار الاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى بين أجزاء التراكيب للتفريق بين مستويات الظاهرة اللغوية من حيث الوجوب والمنع والجواز والحسن والقبح والخبث ،كما في الأمثلة التاليةأولا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال العلامة الإعرابية: يقول سيبويه :يجوز أن نقول:مررت ببرٍ قفيزا بدرهم.ويقول سيبويه:ولا يجوز :مررت ببرٍ قفيزٍ بدرهم. فلا يجوز أن نجعل القفيز تابعا للبر على النعت لأنه لا ينعت بالجوهر،فالنعت لا يأتلف معنويا مع المنعوت إذا كان النعت جوهرا،ولكن يجوز أن تجعل القفيز منصوبا على الحال لأن الحال مفعول فيها فالشيء قد يكون حسنا إذا كان خبرا وقبيحا إذا كان صفة ،فالجر غير جائز لضعف العلاقة المعنوية بين النعت والمنعوت، أما النصب فجائز بسبب التوافق المعنوي ،وكأننا نقول مررت ببر هكذا حاله أو مسعر قفيزا بدرهم. ويقول سيبويه:ومماجرى نعتا على غير وجه الكلام ،هذا جحر ضب خربٍ،والأصل هذا جحرُ ضبٍ خرب ٌٌ،والوجه الرفع ،وهو أكثر كلام العرب وأفصحهم وهو القياس ،لأن الخرب نعت للجحر رفع ولكن بعض العرب يجره،وسبب كون الرفع هو الوجه هو أن النعت مبني على المنعوت وعلاقته المعنوية معه وليس مع الضب ،ولا علاقة معنوية بين الضب وخرب ولكن بعض العرب يجره من أجل التناسب اللفظي،وكلام سيبويه يدل على أن أكثرية العرب تراعي منزلة المعنى في كلامها والأقلية تراعي منزلة اللفظ. ثانيا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال الربط: يقول سيبويه:ولا يحسن في الكلام أن تجعل الفعل مبنيا على الاسم ،ولا يذكر علامة إضمار،حتى يخرج (الفعل)من لفظ الإعمال (الطلب أو الاحتياج)في الأول ومن حال بناء الاسم عليه(على الفعل)ويشغله بغير الأول،حتى يمتنع من أن يكون يعمل فيه(يطلبه أو يحتاج إليه)،وسيبويه هنا يتحدث عن الاشتغال:فلا يحسن أن يتقدم الاسم ليكون مبتدأ ولا تشغل الفعل بضمير الاسم المتقدم،مثل:زيد رأيته،ولا يحسن زيد رأيت،لأن الفعل ما زال طالبا لهذا الاسم المتقدم ومحتاجا إليه،ومن أجل قطع العلاقة المعنوية بين الاسم المتقدم والفعل فلا بد أن تشغله بضميره،حتى لا يعود محتاجا إليه ،وبهذا يتحول (المبني)(المفعول به) إلى (مبني عليه)(مبتدأ)،ولكنه قد يجوز في الشعروهو ضعيف في الكلام ،قال الشاعر:قد أصبحت أم الخيار تدعي علي ذنبا كله لم أصنع فالشاعر لم يعد ضميرا رابطا يربط الخبر مع المبتدأ ويقطع صلة الفعل بالمفعول المتقدم ،ولو قال كلَّه،لجاز ذلك لأن المفعول ما زالت له علاقة مع الفعل رغم تقدمه،ويمكن أن نضع المثالين كالتالي: كل الذنب لم أصنع كل الذنب لم أصنعه والمثال الأول ضعيف لفقدان العلاقة بين المبتدأ والخبر،بسبب غياب الرابط وهو الضمير الذي يقطع صلة الفعل بالاسم المتقدم. ثالثا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال الصيغة: يقول سيبويه:وزعم الخليل أنه يستقبح أن تقول:قائم زيد(على اعتبار ها جملة فعلية)وذلك إذا لم تجعل( قائم) خبرا مقدما مبنيا على المبتدأ فإذا لم يريدوا هذا المعنى(معنى الجملة الاسمية) قبح ولكن لماذا يقبح اعتبار الجملة فعلية؟ لأن صيغة الوصف لم تأت على الشكل الصحيح،حيث قال النحاة أن الوصف يجب أن يعتمد على نفي أو استفهام،من أجل أن يكون مبنبا على النفي أو على الاستفهام، وليس على المبتدأ المتأخر،وبهذا يفقد علاقته مع المبتدأالمتأخر ،وعندها يصح اعتبار (زيد)فاعلا لاسم الفاعل، وإن لم يعتمد على النفي أو الاستفهام بقيت علاقته مع المبتدأ المتأخر ولا يجوز اعتباره فاعلا.يقول ابن يعيش"وجملة الصفة يجب أن تكون خبريةلأن الغرض من الصفةالإيضاح والبيان،بذكرحال ثابتة للموصوف يعرفها المخاطب له، ليست لمشاركه في اسمه،والأمر والنهي والاستفهام ليست بأحوال ثابتة للمذكور يختص بها" يتحدث ابن يعيش هنا عن منزلة المعنى وأهميته بين الصفة والموصوف،فالجملة الاستفهامية مثلا لا تأتلف مع الموصوف ولا تبنى عليه لأنها لا تفيد ،ومن أجل هذا تأول النحاة الجملة الاستفهامية وجاءوا بجملة خبريةلأنها مفيدة ،ويستشهد النحاة على هذا ببيت الشعر: حتى إذا جن الظلام واختلط جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط حيث تأولوا الصفة وهي جملة :هل رأيت....بجملة خبرية ،وقدروها :مقول فيه ذلك..........أو"لونه لون الذئب" والمعاني منسجمة بين الصفة والموصوف مع الجملة الخبرية،ولكنها ليست متوافقة بينهما إن كانت الجملة استفهامية،ولذلك تم استبدالها بالجملة الخبريةمن أجل الفائدة،وما لم يحسنه الشاعر بسبب الضابط اللفظي حيث أجبر على تعديل اختياره على المحور الرأسي من أجل الضرورة أحسنه النحاة عن طريق التأويل. رابعا: تمايز صحة النظم التراكيب في مجال الرتبة: يقول الجرجاني لك أن تقول:ما ضربت زيدا ولا أحدا من الناسوليس لك أن تقول :ما زيدا ضربت ولا أحدا من الناس لأنك في الأولى نفيت الضرب عن زيد وغيره،وفي الثانية نفيت أن يكون زيد هو المضروب فلا بد أن يكون غيره قد ضرب ،وفي الأولى تسلط النفي على فعل الضرب وفي الثانية تسلط النفي على مضروب مخصوص،والسبب في تمايز التراكيب من حيث صحة النظم هو اختلاف منزلة المعنى بين الكلمات،ويقول الجرجاني:ومما ينبغي أن تعلمه أنه يصح لك أن تقول :ما ضربت زيدا ولكني أكرمته،فتعقب الفعل المنفي بإثبات فعل هو ضده،ولا يصح أن تقول:مازيدا ضربت ولكني أكرمته،وذلك أنك لم ترد أن تقول :لم يكن الفعل هذا ولكن ذاك،ولكنك أردت أنه لم يكن المفعول هذا ولكن ذاك إذن يجب أن تقول:ما زيدا ضربت ولكن عمرا"فاختلاف منزلة المعنى بين الكلمات بواسطة التقديم والتأخير أدت إلى صحة نظم التراكيب أو عدم صحتها. . خامسا:تمايز صحة نظم التراكيب في مجال التلازم: يجوز أن نقول:ما أحسن زيداولا يجوز أن نقول:ما أموت زيدا لأن ما التعجبية تستدعي وتتلاقى مع ما يقبل التفاوت ،فلا يبنى عليها ما ليس كذلك. ويجوز أن نقول :جاء الطالب الذي نجح ولا يجوز:جاء الطالب الذي لأن الاسم الموصول يستلزم ما يتمم معناه لأنه مبهم ،فهناك تلازم بين الاسم الموصول وصلته التي يحتاج إليها. ويجوز أن نقول:ضرب زيد عمرا ولا يجوز أن نقول:ضرب عمرا بسبب افتقار الفعل للفاعل ويجوز أن نقول:ظننت زيدا قائما ولا يجوز :ظننت زيدا درهما لن الفعل "ظن"يستدعي مفعولين أصلهما المبتدأوالخبر،و"درهما "لا تنبني على "ظن". ويجوز أن نقول:شرع الولد يدرس ولا يجوز:شرع الولد أن يدرس لأن شرع تستدعي فعلا مجردا من أن ،لأن شرع تدل على الشروع في الخبر،ودلالة "أن" مستقبلية،فيحصل التنافر بينهما. سادسا: تمايز صحة نظم التراكيب في إطار المطابقة: يقول سيبويه:فإن قلت:من ضربت عبد أمك؟لم يجز،لأنه ليس منها ولا بها، ولا يجوز أن تلفظ بها وأنت تريد العبد"وقوله ليس منها ولا بهاإشارة إلى انتفاء العلاقة المعنوية أو منزلة المعنى بين تاء التأنيث واسم الإشارة المؤنث من جهة وبين العبد من جهة أخرىويقول المبرد"أما ضرب جاريتك زيدا ،وجاء أمتك ،وقام هند فغير جائز ،لأن تأنيث هذا تأنيث حقيقي ولو كان من غير الحيوان لصلح وكان جيدا نحو"هدم دارك،وعمر بلدتك،لأنه تأنيث لفظ لا حقيقة تحته. إذن يجوز أن نقول:هدم دارك ولا يجوز أن نقول:جاء أمتك وسبب ذلك هو منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين الكلمات،فالدار ليست مؤنثا حقيقيا ولذلك يجوز تذكير الفعل معها ،أما الأمة فهي مؤنث حقيقي لذلك يجب أن تؤنث الفعل معها لتتوافق المعاني بعضها مع بعض. سابعا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال النغمة: نقول:ما أحسنَ زيدٌ.ونقول:ما أحسنَ زيداً! ونقول:ما أحسنُ زيدٍ؟ وكل مثال من الأمثلة السابقة له نغمة خاصة يجب أن ينطق بها ،فإذا تغيرت النغمة التي ينطق بها تحول التركيب إلى تركيب غير سليم ،ويجب عندها أن نقوم بتغيير العلامات ،فمثلا لو نطقنا المثال الأول بنغمة تعجبية ،وقمنا بمد (ما)فإن الجملة تصبح جملة تعجبية وينبغي أن تتحول زيدٌ إلى زيدا ،وإلا صار التركيب غير صحيح. ثامنا:تمايز صحة نظم التراكيب في مجال الأداة: يجوز لنا أن نقول:أكتابا تقرأ مساء أم قصة؟ولا يجوزأن نقول:هل كتابا تقرأ مساء أم قصة؟ فالتعبير الأول مستقيم حسن والثاني لا يجوز،لأننا نطلب بالهمزة وبأم التعيين،أما هل فهي للتصديق،ولا يجوز استخدام( أم )مع( هل)،قال سيبويه:فإذا قلت :أزيد أفضل أم عمرو؟لم يجز هنا إلا (أم )لأنك إنما تسأل عن أفضلهما ،ولست تسأل عن صاحب الفضل،فلا يجوز:أزيد أفضل أو عمرو؟ وأخيرا ،فالاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى بين أجزاء التراكيب هي المعيار في بيان درجة صحة نظمها ، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس. |
#19
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في تمايز إعراب التراكيب يمكن تحليل التراكيب بناء على مراعاة الاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى بين أجزاء التركيب ، أو بين الطالب والمطلوب ،وتختلف التراكيب في إعرابها نظرا لاختلاف العلاقات المعنوية بين أجزاء التركيب ،فمعيارالتمايز هو الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب وذلك كما يلي:-أولا: تمايز الإعراب في إطار العلامة الإعرابية(علامة أمن اللبس):- كما في المثالين التاليين:مررت بالفقيرِ المحتاجُ مررت بالفقيرِ المحتاجَ وكلمة المحتاج الأولى ليس لها علاقة معنوية بما قبلها لأنها مرفوعة وما قبلها منصوب فهي ليست صفة ،وهي مبنية على شيء محذوف تقديره (هو )وهو المبتدأ المبني عليه، وكلمة المحتاج هي الخبر أو المبني، وهي مطلوبة لذلك المبتدأ المحذوف.والمحتاج الثانية ليست لها علاقة معنوية بما قبلها،فهي مبنية على الفعل المحذوف(المبني عليه) وتقديره أعني أو أخص أو أمدح أو أذم والمفعول مبني على الفعل ومطلوب له بسبب الاحتياج المعنوي أو منزلة المعنى. ثانيا : تمايز الإعراب في إطار الصيغة:- المقصود بالصيغة هو الشكل البنيوي للوظيفة النحويةنقول:أقام زيد؟ و أقائم زيد؟ قام :فعل ماض مبني على الفتح وزيد في الأولى مبني على الفعل( المبني عليه) وهو فاعل لأنه قام بالفعل والفعل بحاجة إلى الفاعل،وقائم في الثانية يجوز فيه وجهان ،الوجه الأول:مبتدأ ،و زيد: فاعل اسم الفاعل سد مسد الخبر. وقد جاز فيه هذا الوجه لأن اسم الفاعل صار مبنيا على همزة الاستفهام أو كما قال النحاة : معتمدا على همزة الاستفهام ،واعتماده على الهمزة يعني أنه لم يعد مبنيا على المبتدأ المؤخر، ولو لم يبن على الهمزة لما صح فيه هذا الإعراب ،وفي هذه الحالة صاريطلب ما يطلبه الفعل. الوجه الثاني:خبر مقدم وزيد مبتدأ مؤخر. قال ![]() ونقول: تبتل إليه تبتلا" وتبتيلا:نائب عن المفعول المطلق لأنه مصدر لفعل اّخر غير هذا الفعل وهو " بتّل"مما أدى إلى ضعف العلاقة المعنوية بينهما ،أما تبتلا فهو مفعول مطلق لأنه المصدر الأصلي للفعل. ثالثا: تمايز الإعراب في إطار الرتبة:- نقول :ما قام أحد إلا زيدا أو زيدونقول:ما قام إلا زيدا أحد وزيد في الأولى بدل من أحد على أساس (قام أحد زيد) وزيدا مستثنى على أساس أستثني زيدا، فعلاقة البدل مع المبدل منه وعلاقة المستثنى مع إلا أو أستثني،أما في الثانية فلا يصح البدل لأن البدل لا يتقدم على المبدل منه والرتبة بينهما محفوظة ،ولهذا ينتفي البدل ويبقى الاستثناء.ولهذا قال النحاة :إن المستثنى إذا تقدم على المستثنى منه وجب نصبه على الاستثناء. رابعا: تمايز الإعراب في إطار الوقف:- قال ![]() إن وقفنا بعد الكتاب فالكتاب خبر ،وإن وقفنا بعد لا ريب فالكتاب بدل ، وفيه خبر هدى ،وإن وقفنا بعد فيه،فهدى خبر لمبتدإمحذوف تقديره هو خامسا: تمايز الإعراب في إطار التلازم:- قال ![]() سادسا :تمايز الإعراب في إطار الأداة:- نقول:قام القوم إلا زيداً ونقول:قام القوم غير زيدٍ ونقول:قام القوم عدا زيدٍ ونقول:قام القوم خلا زيداً وزيدا في الأولى مستثنى منصوب لأنه مسبوق بالأدة"إلا" ومعناها أستثني،وفي الثانية مضاف إليه ،وفي الثالثة اسم مجرورلأنه مسبوق بحرف الجر،وفي الرابعة مفعول به،لأنه وقع عليه فعل الفاعل.وهذا الإعراب المتمايز ينبع من الاحتياج المعنوي وتغير العلاقات المعنوية بين الطالب والمطلوب. سابعا :تمايز الإعراب في إطار الربط: نقول:زيدا رأيتونقول :زيد رأيته وزيدا الأولى مفعول به للفعل المتأخر لأن الفعل مازال محتاجا إليه وهو مبني على الفعل رغم تقدمه،وفي الثانية زيد مبتدأ لأن الفعل لم يعد بحاجة إليه حيث انشغل بالضمير وتحول المبتدأمن مبني إلى مبني عليه . فالإعراب يقوم على الاحتياج المعنوي بين الطالب والمطلوب،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. |
#20
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في ترتيب الفاعل والمفاعيل في الجملة العربية وقد قال ابن مالك: "والأصلُ في الفاعلِ أن يتَّصلا والأصلُ في المفعول أن يَنْفَصِلا وقــد يجـاءُ بخـــلافِ الأصـل وقد يجيءُ المفعولُ قبلَ الفِعْلِ"( 2) --------------------------------------------- (1) السيرافي - شرح كتاب سيبويه ، المخطوط، ج1،ص 190 . (2) ابن الناظم - شرح ابن الناظم على على ألفية ابن مالك ، ص 164. ---------------------------------------------------- كما أن الرضي يرتب الضمائر المتصلة بالفعل من المتكلم إلى المخاطب إلى الغائب فيقول: وضع المتكلم أولاً ثم المخاطب ثم الغائب"(1 ) أما ابن عقيل فيقول: ضمير المتكلم أخص من ضمير المخاطب وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب"(2 ) . فهذه الضمائر تترتب برتبة المعنى, والأقرب يتقدم على الأبعد, " فإذا جئت بالمتصل بعد الفعل فحق هذا الباب أن تبدأ بالأقرب قبل الأبعد وأعني بالأقرب المتكلم قبل المخاطب والمخاطب قبل الغائب"( 3) كما قالت امرأةٌ للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني نسجتُ هذه بيدي لأكسُوَكهَا( 4). فالفعل أقرب إلى فاعله من المفعول به وأقرب من النفس منه إلى الغير, والفعل أخص بفاعله من المفعول, وهكذا تترتب الكلمات من الأخص إلى غير الأخص وذلك لأن الفعل صادر من الفاعل, فهناك علاقة معنوية وثيقة بين الفعل والفاعل وهي أشد من العلاقة بين الفعل والمفعول،وتعليل هذا الترتيب " أنك تريد أن تعمل الفعل وتجعله صدر الكلام في النيّة وتعمله في الاسم وتحمل الاسم عليه"( 5) فعلة تقدم الفعل أنه متقدم في النفس, أو تقدم معناه في النفس, ولذلك تقدم الفعل في اللفظ وهذا الفعل العامل بحاجة إلى معمول يعمل فيه وهو الفاعل الذي صدر عنه الفعل, ثم بعد ذلك تُوصِل الفعل إلى المفعول الذي وقع الفعل عليه،وقد اتصل الفعل بفاعله لأن الفعل لا بُدَّ له من فاعل ولكنه قد يستغني عن المفعول, فحاجة الفعل إلى فاعله أشد من حاجته إلى المفعول،وبعد فالذي يبدو لي أن اللغة وجدت من أجل التفاهم والإفادة, والعربي يقدم في كلامه ما هو أهم, ومن هنا تقدم الفاعل على المفعول, لأن كثافة المعلومات التي يحملها الفاعل أهم مما يحمله المفعول, فاهتمام المتكلم والمخاطب بالفاعل أشد من اهتمامهما بالمفعول, لأن الفاعل يقدم لهما أكبر كمية من المعلومات المفيدة, ولذلك قال النحاة: إن الفاعل متى ما حذف تقدم المفعول, فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد الفاعل في سد حاجة المخاطب من ---------------------------------------------------- 1- الرضي - شرح الكافية ، ج2،ص 412. 2-ابن عقيل - شرح ابن عقيل ، ج1، ص 103. 3- ابن السراج - الأصول في النحو ، ج 2،ص 120. 4- خديجة الحديثي-موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث، ص249. 5- السيرافي - شرح كتاب سيبويه ، المخطوط ، ص 191 ---------------------------------------------------- المعرفة, " وربما كان هذا الترابط بين الفعل والفاعل هو الذي دفع النحاة إلى القول بأنه لا بد لكل فعل من فاعل مذكور أو مقدر وهو الذي يدفع المحلل أو المعرب لأن يبحث عن فاعل لمجرد ذكر كلمة (فعل), لأن الفعل بحاجة دائماً إلى فاعل ليتَّحِد معه ويلازمه ليستقيم معناه, والفاعل بحاجة إلى ما يُسندُ إليه" . وتترتب المفاعيل في الجملة الفعلية بناءً على منزلة المفعول من الفعل، حيث تتقدم المفاعيل نحوه بالرتبة (المنزلة) و ذلك بحسب قوة العلاقة المعنوية بين المبني عليه والمفعول, وهذا الموضوع وإن كان من الأمورالمختلف عليها بين النحاة إلاّ أنهم متفقون على أن المؤثر في عملية الترتيب هي منزلة المبني من المبني عليه،أو قوة العلاقة المعنوية بينهما ، والرتبة غير محفوظة ،فهي على سبيل الأولوية وليست على سبيل الإلزام ، فالرضي يرتبها كالتالي: فعل+فاعل+مصدر+مفعول به+ظرف زمان+ظرف مكان +مفعول له +مفعول معه. أما الأشموني فيرى الترتيب على الشكل التالي: فعل+فاعل+مصدر+مفعول به+مفعول لأجله +ظرف زمان +ظرف مكان+مفعول معه . أما الصبان فيقول في حاشيته على شرح الأشموني:قال الفارضي:إذا اجتمعت المفاعيل قدم المفعول المطلق ثم المفعول به الذي تعدى إليه العامل بنفسه ثم الذي تعدى إليه بواسطة الحرف ثم المفعول فيه الزماني والمكاني ثم المفعول له ثم المفعول معه مثال ذلك :ضربت ضربا زيدا بسوط نهارا هنا تأديبا له وطلوع الشمس ،والظاهر أن هذا أولى لا واجب. وقد رتبها د .تمام حسان على النحو التالي: " فعل + فاعل + مفعول به + مفعول معه + مفعول مطلق + ظرف زمان + مكان + مفعول له ، كقولنا:ضربت زيداً وطلوعَ الشمسِ ضرباً شديداً يومَ الجمعةِ في دارِهِ تأديباً له "( 1). ولعل ترتيب الدكتور تمام حسان هو الأقرب إلى الصواب, فالفعل يتقدم بكونه المبني عليه الذي يتركب عليه الكلام, والفاعل يتقدم على المفعول لأنه لا بد للفعل من فاعل ولا يستغني عنه, فحاجة الفعل للفاعل أشد من حاجته للمفعول " كما أن الفعل حركة الفاعل والحركة لا تنفك عن محلها"(2 ). فالفاعل أقرب إلى الفعل من غيره لأنه صادر عنه, كما أن الفاعل هو المخبر عنه وهو أولى من غيره بهذا الخبر, ولهذا عندما يذكر الفعل يتبادر إلى الأذهان أولاً معرفة الفاعل لأن الفعل مرتبط بفاعل يقوم به. كما أن كثافة المعلومات التي ينقلها لفظ الفاعل أكثر من غيره, فذكره مفيد للمخاطب. ودلالة الفعل عليه قوية جداً ولذلك تقدم على المفاعيل, وقد يكون الفعل بلا مفاعيل. وتقديم المفعول به" لأن طلب الفعل الرافع للفاعل له أشد من طلبه لغيره, والفعل يحتاج إلى محل يقع فيه"(3 ). ---------------------------------------------------- 1- تمام حسان - البيان في روائع القرآن ، ص 378. 2- السهيلي - نتائج الفكر ، ص 67. 3- الرضي - شرح الكافية ، ج1، ص 219. ---------------------------------------------------- ولأنه متعلِّق بأحكام المرفوعات من جهة رفعه إذا ناب عن الفاعل, ومن جهة حصول الفائدة به كحصولها بالفاعل على الجملة, ومن أجل أن الفعل يقتضيه بمعناه كما يقتضي الفاعل"( 1). فإذا قلنا: ضرب زيدٌ فأول ما يتبادَرُ إلى ذهن المخاطب السؤال عن المفعول به فالفعل يصدر من الفاعل ثم يقع على المفعول. فالفعل بعد الفاعل يحتاج إلى المفعول ودلالته عليه قوية وذكره أهم وأكثر إفادة من غيره. وتقديم المفعول معه, لأنه الفاعل أو المفعول من جهة المعنى,فعندما نقول جاء زيد وطلوع الشمس. فطلوع الشمس فاعل من جهة المعنى وهو مصاحب لفعل المجيء يقول ابن هشام " لبعض المفاعيل الأصالة في التقديم على بعض إما بكونه مبتدأ في الأصل أو فاعلاً في المعنى أو مسرَّحاً لفظاً أوتقديراً والآخر مقيد(2) وتأخيره للمصدر عن المفعول به عين الصواب, فصحيح أن الفعل له دلالة قوية على المصدر, إلاّ أنه يجب أن لا ننسى أن ذكره غير مفيد أو أن حاجة الفعل إليه ليست قوية فتأخيره أفضل من تقديمه "وذلك لأن ذكر الفعل مغنٍ عنه ( 3)،وتقديمه للمصدر على الظرف, لأن دلالة الفعل على المصدر أقوى من دلالته على الظرف, " ( 4) . وتقديمه للظرف " لأنه لا بد للفعل من زمان ومكان يكون فيهما"( 5), ولأن الفعل إنما اختلفت أَبنيته للزمان, وهو مضارع له من أجل أن --------------------------------------------------- 1- الشاطبي - المقاصد الشافية ،ج1،ص212 . 2- ابن هشام - أوضح المسالك ، ج 2 ، ص 183-184. 3- السهيلي - نتائج الفكر ، ص 387. 4-ابن أبي الربيع - البسيط في شرح جمل الزجاجي، ج1،ص 507. 5- ابن عصفور - شرح جمل الزجاجي ،ج1،ص324 . ---------------------------------------------------- الزمن حركة الفلك, والفعل حركة الفاعلين"( 1) , واحتياج الفعل إلى الزمان والمكان ضروري"(2 ), "كما أن الدلالة على الزمان وقعت عليه من لفظ الفعل"(3 ).وتقديمه للزمان على المكان "لأن دلالة الفعل على الزمان أقوى من دلالته على المكان ولذلك قد يحتاج الفعل إلى حرف جر يصل به إلى المكان ولكنه يصل إلى الزمان بدون حرف"( 4). أما تأخيره للمفعول له " فلأن الفعل قد يكون بلا علة, فقد يكون فاعل الفعل ساهياً أو مجنوناً, فلا يقع فعله لسبب, فلا يكون للفعل إذ ذاك مفعول من أجله"( 5) "ورب فعلٍ بلا علةٍ"(6 ) كما أن الفعل في الأصل يصل إليه بحرف جر لضعف العلاقة بينهما. ويتضح من ترتيب المفاعيل أن المباني تتقدم بالرتبة (المنزلة) من الخاص إلى العام أو من القريب إلى البعيد. وقد قال ![]() ![]() --------------------------------------------------- 1- الزجاجي - الجمل ، ص 32. 2- الرضي - شرح الكافية ،ج1، ص296. 3- عبدالقاهر الجرجاني - المقتصد في شرح الإيضاح ،ج2 ، ص 628-629. 4- سيبويه - الكتاب ،ج1، ص 35 . 5- ابن عصفور - شرح جمل الزجاجي ، ج1، ص 324. 6- الرضي - شرح الكافية ، ج1،ص 295. 7- فاضل السامرائي - الجملة العربية ،ص 38 . 8- خليل عمايرة - في نحو اللغة العربية وتراكيبها ، ص 190 . 9- المصدر نفسه ، ص 100. ---------------------------------------------------- فليس النظم سوى تعليق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب من بعض"( 1) . " فلا نظم في الكلم ولا ترتيب حتى يعلق بعضها ببعض ويبنى بعضها على بعض وتجعل هذه بسبب من تلك"( 2). وتتم عملية التعليق بناءً على المنزلة والمكانة والاحتياج المعنوي عند المتكلم. =============================== 1-عبد القاهر الجرجاني - دلائل الاعجاز ، ص 87 ، 55. 2- عبد القاهر الجرجاني - دلائل الاعجاز، ص 55. --------------------------------------------- |
#21
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في ترتيب التوابع في الجملة العربية التوابع تترتب بحسب قوة العلاقة المعنوية مع المتبوع ، وهي رتبة غير محفوظة، أي أنها على سبيل الأولوية وليست على سبيل الإلزام ، و الأولى هو : إذا اجتمعت التوابع بدئ بالنعت ثم بالتأكيد ثم بالبدل ثم بالمنسوق ،أما الابتداء بالنعت قبل التأكيد فلأن الصفة مع الموصوف كالكلمة الواحدة ، كما أن النكرة لا تؤكد ، ويقدم التأكيد على البدل لأن مدلول التأكيد مدلول متبوعه ومدلول البدل قد يكون غير مدلول متبوعه كلية ، وأما تقديم البدل على المنسوق فلأن البدل له نسبة معنوية إلى المبدل منه إما بالكلية أو بالبعضية أو بالاشتمال والمنسوق أجنبي من متبوعه ،وهذا يدل على أن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية ، وأن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،فيقول:قرأت الكتابَ المفيدَ نفسَه نصفَه والقصةَ الشائقةَ. |
#22
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في ترتيب ألفاظ التوكيد المعنوي في الجملة العربية ويقول الرضي"اعلم أنك لو أردت الجمع بين ألفاظ التوكيد المعنوي قدمت النفس ثم العين ثم الكل ثم أجمعين ثم أخواته من أكتعين إلى أبتعين ،أما تقديم النفس والعين على الكل فلأن الإحاطة صفة للنفس ومعنى فيها فتقديم النفس على صفتها أولى ،وأما تقديم النفس على العين فلأن النفس لفظ موضوع لماهيتها ولفظ العين لفظ مستعار لها مجازا من الجارحة المخصوصة ، كالوجه في قوله ![]() فهذه الألفاظ تتقدم نحو المؤكَّد بحسب قوة الدلالة على التوكيد،ولهذا ،فالأولى أن نقول: رجع الجيشُ نفسُه عينُه كلُّه أجمعُه منتصرا،والألفاظ تترتب بحسب الأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة للبس. ==================== (1)ابن الأنباري-أسرار العربية -ص152وكذلك السهيلي -نتائج الفكر في النحو-ص287 (2)الرضي-شرح الكافية ج2 ص 375 |
#23
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في التبادل الرأسي أولا:يتحدث الإنسان تحت رعاية الضابط المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس كما في الأمثلة والنماذج التالية : المرفوعات من الإفراد إلى الجملة يرى بعض النحاة أن المبتدأ والفاعل ونائب الفاعل لا تأتي إلا أسماء،وهي من القضايا المختلف عليها بينهم ، ويبدو لي أن مجيء الفاعل جملة ،أو على صورة الجملة ،هو شيء يتطلبه المعنى،والأهمية المعنوية عند المتكلم ،كما في الأمثلة التالية:1- جاء في القراّن الكريم قوله ![]() 2- كما قال ![]() 3- وقال ![]() 4- وقال ![]() 4- وتقول العرب:قد عُلِم أزيد في الدار أم عمرو، وتقول:"قد قيل:زيد منطلق،وهو موجود في كلام العرب كثيرا وفي القراّن. وأخيرا،وإن كان الغالب مجيء المبتدأ والفاعل ونائب الفاعل اسما ،إلا أن هذا لا يمنع من مجيئها جملة إذا كان المعنى يتطلب ذلك ،لأن الإنسان يتكلم بحسب الحاجة المعنوية على المحورين :الرأسي والأفقي ،فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدَّث بمستويات متعددة ،فيقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض. ثانيا: العدول عن الفعل إلى المصدر قد يحلّ المصدر محل الفعل في الجملة ، كتعبير القرآن الكريم عن المعاني الإنشائية بالمصادر المنصوبة ،حيث يحصل التغيير على المحور الرأسي للغة ، وذلك تبعا للأهمية المعنوية عند المتكلم ،كقوله ![]() ![]() ثالثا: التبادل بين الخبر والإنشاء يتبادل الخبر والإنشاء في الموقع ،كما في قوله ![]() وقال ![]() ![]() وقال ![]() رابعا اختلاف صيغة المبتدأ يذكر الله سبحانه و![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() في الآيات الكريمة السابقة عدة أمور،منها:. 1- تنوعت صيغة المبتدأ في الاّيات السابقة وذلك بحسب الحاجة المعنوية،وقد جاءت على الشكل التالي: في الاّية (20) قال ![]() وفي الاّية (21) قال ![]() وفي الاّية (22) قال ![]() ثم قال ![]() وفي الاّية (24) قال ![]() فجاء بالمبتدأ على صيغة الفعل المضارع الذي يفيد الحدوث والتجدد،بسبب استمرارية فعل الرؤية للبرق على مر الزمن. وفي الاّية (25) قال ![]() ![]() خامسا: الخبر المفرد والخبر الجملة يقول الجرجاني:"وإذا أردت أن تعتبره،أي: الفرق في المعنى بين الصيغ في الخبر، حيث لا يخفى أن أحدهما لا يصلح في موضع صاحبه فانظر إلى قوله ![]() فالكلام اختيار وتأليف بحسب الأهمية، والإنسان يتحدث بحسب الحاجة المعنوية ،هكذا : (1) (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد (يفي بالغرض) (2) (وكلبهم يبسط ذراعيه بالوصيد (لايفي بالغرض) فإذا حصل الاستبدال على المحور الرأسي انتقل الكلام من الإيفاء بالغرض المقصودإلى عدم الإيفاء به،وهذا يعني أن لكل معنىً اللفظ الخاص به،والألفاظ تترتب ترتيب المعاني في النفس،والنشاط اللغوي غير المحسوس يتحول إلى نشاط لغوي محسوس،تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس . سادسا: الاختيار بين الماضي والمضارع يعبر القراّن الكريم عن المضارع بلفظ الماضي،وعن الماضي بلفظ المضارع،حيث يحصل العدول عن أصل الاختيارمن أجل الهدف المعنوي،وذلك كما في الأمثلة التالية:قال ![]() ولكن عدل عن أصل الاختيار من أجل التنبيه على تحقق الوقوع،وكأن القادم قد حصل بالفعل. وقال ![]() ![]() ![]() ![]() وهذا يعني أن الاختيار نابع من الحاجة والأهمية المعنوية عند المتكلم في الأصل وفي العدول عن الأصل،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. سابعا اختلاف المتعاطفات تتحكم الحاجة المعنوية عند المتكلم في العطف بين الكلمات والجمل المختلفة في المعنى والزمن ،وإليك هذه الأمثلة:-قال ![]() جاء بالفعل المضارع "لا تعبدون"بدلا من فعل الأمر"اعبدوا" ، وهو خبر بمعنى الطلب وهو آكد كما يقول الزمخشري، وكأنهم أمِروا وامتثلوا للأمر ، وللدلالة على الاستمرارية ، ثم عطف عليه المصدر ، بدلا من "وبالوالدين أحسنوا" للدلالة على تكثير الإحسان إلى الوالدين ،لأن المصدر يدل على الحدث غير المرتبط بزمن ،وقدّم شبه الجملة على المصدر للتخصيص ، ثم جاء بأفعال أمر "قولوا" و"أقيموا"و"آتوا" من أجل الحث والحض على فعلها. كما قال ![]() ![]() وقال ![]() ![]() ![]() فالإنسان يتثقف لغويا ويقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الحاجة المعنوية على المحورين :الرأسي والأفقي ، واللغة لا ضابط لها غير الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. |
#24
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في اصطلاحات الضبط القرآني وضع العلماء على مر الزمن اصطلاحات الضبط القرآني على آيات القرآن الكريم كإشارة الوقوف اللازم والوقوف الممنوع والوقوف الخفيف ......إلخ ،وهذه الإشارات يتحكم فيها الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية بين أجزاء التركيب وذلك كما في الأمثلة التالية:1- قال ![]() 2- وقال ![]() وُضع رمز(لا) ويعني :ممنوع الوقوف على كلمة "طيبين،وعلى كلمة"عليكم" لأن الوقف في هذه المواضع لا يتمم معنى الآية،وملبس، ويبقى معنى الكلام ناقصا ،وذلك بفعل الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،،وهذا الرمز موضوع أيضا على أساس الاحتياج المعنوي. 3- ومثل ذلك قوله ![]() ![]() 4- وقال ![]() هل اسم الإشارة"هذا"نهاية جملة أم بداية جملة؟ما موقع اسم الإشارة"هذا"؟ أهي إشارة إلى المرقد متأخرة عنه مثل"اذهب بكتابي هذا"أم هي مبتدأ خبره ما بعده؟ الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب يقول:إنَّ اسم الإشارة بداية جملة ،أي :هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ،وإن جعلناه تابعا لما قبله صار ما بعده جملة مستأنفة تنفي وعد الرحمن وصدق المرسلين ،(حاشا لله ولرسله).وقد وُضع رمز(س قلى)في القرآن الكريم فوق كلمة "مرقدنا"للدلالة على السكتة القصيرة الواجبة ،التي تعني نهاية جملة وبداية جملة جديدة ،فاللغة محكومة بالاحتياج المعنوي،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. |
#25
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في القراءات القرآنية يستطيع القارئ منا أن يقرأ قوله القراءات القرآنية والمعنى قال ![]() ![]() |
#26
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في الفصل النحوي في القرآن الكريم حين وضع النحاة للجملة النحوية نمطا جعلوا للمفردات في داخل الجملة درجات متفاوتة من الارتباط وجعلوا أقوى الروابط بين الكلمتين رابطة التلازم ، ثم جعلوا لمفردات الجملة ميزة انتمائها إلى الجملة وجعلوا كل ما لا ينتمي إلى الجملة أجنبيا عنها وكرهوا الفصل بين المتلازمين ، ومما يوصف بلفظ المتلازمين الأداة ومدخولها ،والمضاف والمضاف إليه والمنعوت ونعته،أوقل إن شئت المتبوع وتابعه بصورة عامة وما أشبه ذلك (1) وهذا يدل على أن العلاقة بين المتلازمين تقوم على منزلة المعنى ، و يدل كذلك على أن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية ، إلا أن هذه الأنماط التركيبية التي وضعها النحاة ليست مقدسة كالقرآن الكريم ، فقد يجتاحها الاحتياج المعنوي مرة أخرى ، ويفكك أواصرها ، ليصنع منها أنماطا جديدة ، لتترتب الأنماط الجديدة بحسب الاحتياج المعنوي عند المتكلم كذلك مرة أخرى،فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي في الأصل وفي العدول عن الأصل ، كما في الأمثلة التالية :1- قال ![]() فزججتها بمزجة //زجَّ القلوصَ أبي مزادة والأصل:زجَّ أبي مزادة القلوصَ.2-قال ![]() 3- قال ![]() 4- قال ![]() 5- يقول ابن السراج وهو بصدد الحديث عن تقديم خبر كان عدولا عن الأصل"والتقديم والتأخير في الأخبار المجملة(الجملة)بمنزلتها في الأخبار المفردة ما لم تفرقها"(1)أي أنه يجوز تقديم خبر كان عليها وعلى اسمها إذا كان جملة بشرط أن لا نفصل بين أجزاء الخبر،فيجب تقديم الخبر كاملا كما هو ،وبهيئته التي كان عليها،مثال ذلك:أبوه منطلق كان زيد،تريد،كان زيد أبوه منطلق،وقائمة جارية يحبها كان زيد،تريد ،كان زيد قائمة جارية يحبها(2) وهذا كلام سليم ،فيجب المحافظة على قوة العلاقات المعنوية والاحتياج المعنوي بين الكلمات داخل التركيب،ويجب نقل الخبر من مكانه كتلة واحدة كالمقولة الكبرى ووضعه في المكان الذي نريده،وهذا يعني أن الكلام في الأصل يتجاور ويترتب بحسب الحاجة والأهمية المعنوية ،والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب واضح سواء أتقدم الكلام أم تأخر. ولكن تم خرق معيار القاعدة النحوية، وتم تقديم خبر كان ،ولكن مع خرق معيار القاعدة النحوية في قوله ![]() ثانيهما:دخول الفعل على الفعل،مع أن القاعدة النحوية تنص على أنه :لا يجوز دخول الفعل على الفعل ، وقد تم دخول الفعل على الفعل في أية أخرى وهو قوله ![]() ================================= (1)د.تمام حسان – البيان في روائع القرآن –ص 176 (2)ابن السراج- الأصول في النحو-ج 1-ص 88 (3)السابق-نفس الصفحة =================================== |
#27
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في البلاغة العربية يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس كما الأمثلة التالية:(1) قال مراعاة النظير ![]() الفاصلة القراّنية تتناسب معنويا مع محتوى الاّية القراّنية،وقد ختم الله سبحانه و ![]() وفي رأيي أن المعنى المناسب لها هو:الخفاء،وعدم القدرة على الإحاطة والوصول إلى كنهه وحقيقته،وهذا المعنى يتناسب مع قوله ![]() ![]() ![]() (2) القصر:تخصيص أمر باّخر بطريق مخصوص،ويقوم القصر على منزلة المعنى وأهميته،بغض النظر عن طريقة القصر،فعندما نقول: ما شوقي إلا شاعر،فإننا ننفي عن شوقي كل شيء إلا قول الشعر،وبهذا نقصرالموصوف على الصفة،أو المبتدأ على الخبر فإن أردنا أن نقصر قول الشعر على شوقي،فإننا نقول: ما شاعر إلا شوقي ،وبهذا نقصر الصفة على الموصوف،أو الخبر على المبتدأ،ويمكن أن نلاحظ الحركة التبادلية بين موقعي الصفة والموصوف، حيث يتقدم الموصوف أو الصفة بمنزلة المعنى نحو حرف النفي، ويتأخر الاّخر بمنزلة المعنى إلى ما بعد( إلا) من أجل أن تترتب الكلمات بحسب الحاجة وقوة العلاقة المعنوية فيما بينها،حيث ننفي كل شيء عن المقصور ونثبت له ما بعد (إلا) المقصور عليه،وتخصيص ما قبل إلا بما بعد إلا..دور الاحتياج المعنوي في القصر وعندما نقول:ما يخشى المجرمُ إلا الحراسَ ،فإننا نقصر خشية المجرم على الحراس ،وإن قلنا:ما يخشى الحراسَ إلا المجرمُ، فإننا نقصر خشية الحراس على المجرم، وفرق بين المعنيين،وفي المرة الأولى قصرنا الفعل على الفاعل،وفي الثانية قصرنا الفعل على المفعول، وفي الحالتين يتقدم المقصور نحو الفعل بمنزلة المعنى ويتأخر المقصور عليه،وقد ترتبت الكلمات بحسب قوة العلاقة المعنوية. وعندما نقول:محمد مجتهد لا كسول،فإننا نثبت لمحمد صفة الاجتهاد وننفي الكسل،وإن عكسنا وقلنا:محمد كسول لا مجتهد،فنكون قد أثبتنا صفة الكسل ونفينا الاجتهاد.وكذلك،عندما نقول:ما محمد مجتهد بل كسول،فإننا ننفي الاجتهادعن محمدونثبت صفة الكسل،وإن عكسنا وقلنا:ما محمد كسول بل مجتهد،كان المعنى بعكس الأولى.ومثل ذلك :ما محمد مجتهد لكن كسول،وما محمد كسول لكن مجتهد،والاختلاف في المعنى نابع من منزلة المعنى بين الكلمات ،وعندما نقول:إياك نعبد،فإننا نقصر العبادة على الله وحده عن طريق تقديم ما حقه التأخير حيث يتقدم المتأخر بمنزلة المعنى،من أجل الغرض البلاغي. فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،والكلام يترتب ترتيب المعاني في النفس تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. (3) يتحدث الإنسان بحسب الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وتقوم اللغة على الاحتياج المعنوي على المحورين الرأسي والأفقي ،والالتفات عدول عن أصل الاختيار والاحتياج المعنوي بالضابط المعنوي ،فالمتكلم يتكلم بحسب الحاجة المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل على المحورين الرأسي والأفقي.الالتفات عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي والالتفات هو : التعبير عن معنى من المعانى بطريق من الطرق الثلاثة : التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها. إن من يمعن النظر فى شواهد الالتفات فى القرآن ، يتضح له أنها تشتمل على كثير من الأسرار البلاغية ، واللطائف الأدبية ، التى تهز العواطف ، وتحرك الأحاسيس والمشاعرومن هذه الشواهد قوله ![]() ![]() ومنها قوله ![]() ![]() وتابعه فيما ذهب إليه الألوسى - ![]() والالتفات من محاسن الكلام لأنه انتقال من أسلوب إلى أسلوب وذلك لتطرية نشاط السامع وإيقاظه للإصغاء إلى المتكلم ،ويكون تحت رعاية الاحتياج المعنوي عند المتكلم وعلامات أمن اللبس. (4) الأسلوب الحكيم هو تلقي المخاطب بغير ما يترقبه ،بترك سؤاله والإجابة عن سؤال اّخر لم يسأله ،أو بحمل كلامه على غير ما كان يقصده، فالسائل يسأل بما هو أهم عنده ،والمجيب يجيب بما هو أهم عنده،عدولا عن أصل الاختيار من أجل الهدف المعنوي.الأسلوب الحكيم عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي فمن ذلك قوله ![]() ![]() ويمكن أن نصوغ الأصل والعدول كما يلي يسألونك عن الأهلة، قل هي كذا وكذا ---------- الأصل يسألونك عن الأهلة،قل هي مواقيت للناس والحج-----العدول والهدف من هذا العدول عن أصل الاختيار على المحور التنويعي للغة هو هدف معنوي، وهو التنبيه على أن الأولى هو السؤال عن أسباب تغير الأهلة. فالمجيب يتحدث بما هو أهم وبما تقتضيه الحاجة المعنوية . (5) يتحكم الاحتياج المعنوي في نقل الكلام من الحقيقة إلى المجاز كما هو الحال في الجملتين التاليتين:دور الاحتياج المعنوي في المجاز المرسل نقول :يشرب عليٌّ العصيرَ. ونقول:يشرب عليٌّ التفاحةَ. الجملة الأولى جملة حقيقية ،مبنية على الفعل يشرب ،وهذا الفعل يشير إلى أو يدل على فاعل يقوم بالشرب ،وعلى شيء يٌشرَب وهو العصيرمثلا ،وعندما نذكرهذا الفعل فلا بد أن نعطيه فاعلا يَشرب كـ"علي" ومفعولا يُشرب كالعصير أو الشاي أو القهوة.....إلخ،وعندما نذكر هذا الفعل للمستمع فإنه يتوقع منا أن نذكر له فاعلا يشرب كعلي ومشروبا كالعصير،لأن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وهذا ما حصل في الجملة الأولى، والجملة الأولى من مستوى المستقيم الحسن من حيث الصحة الدلالية. أما الجملة الثانية فهي من مستوى الكلام المستقيم الكذب من حيث الصحة الدلالية لأنني بنيت على الفعل"يشرب" شيئا يؤكل ،لأن التفاح في الحقيقة لا يُشرَب بل يؤكل ولكننى قصدت أن أقول:إن علي يشرب ما كان تفاحا ،وهو ما نسميه في اللغة العربية المجاز المرسل على اعتبار ما كان،وهذا المجاز نتج عن الاستبدال اللغوي على المحور الرأسي ،وهذا الاستبدال كذلك أدى إلى نقل الكلام من الحقيقة إلى المجاز لأنه لا يوجد احتياج معنوي بين الفعل يشرب وبين التفاح في الحقيقة ، ومثله قوله ![]() ولهذا فالكلام تقديما وتأخيرا ،حقيقة أو مجازا ،ذكرا وحذفا ،إيجازا وإطنابا ومساواة ،تعريفا وتنكيرا، .....إلخ ،يقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس،والإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة ،وبلغات متعددة ،وهو يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم. (6) يتحكم الاحتياج المعنوي في نقل الكلام من الحقيقة إلى الخيال كما هو الحال في الجملتين التاليتين:دور الاحتياج المعنوي في الاستعارة نقول:يزأر الأسد في الغابة. ونقول:يزأر محمد في الغابة . الجملة الأولى حقيقية لأنها مبنية على الفعل "يزأر" وهذا الفعل يدل على ويشير إلى حيوان يزأر وهو الأسد ،وعندما نذكر هذا الفعل فيجب أن نعطيه الفاعل الذي يدل عليه الفعل ويشير إليه في الحقيقة وهو الأسد ،وهذا الفاعل هو الذي يقوم بالفعل على وجه الحقيقة ،فنقول:يزأر الأسد" ،ولهذا فالجملة حقيقية،والاحتياج المعنوي واضح بين أجزاء التركيب ،وهذه الجملة من مستوى الكلام المستقيم الحسن من حيث الصحة الدلالية. ولكن عندما نقول:"يزأر محمد" فإن استبدالا يجري على المحور الرأسي للغة ينقل الجملة من الحقيقة إلى الخيال ،لأن الفعل "يزأر" لا يدل على محمد ولا يشير إليه ولا يوجد علاقة معنوية بينهما في الحقيقة ،لأن الفعل يدل على الأسد، ولا يدل على محمد ،وعندما نعطي للفعل فاعلا غير حقيقي ولا يدل عليه الفعل ،أو يشير إليه نكون قد نقلنا الجملة من الحقيقة إلى الخيال،وشبهنا محمدا بالأسد،وهذه الجملة من مستوى المستقيم الكذب من حيث الصحة الدلالية ، لأن الذي يزأر في الحقيقة هو الأسد ،ومحمد لا يزأر إلا في الخيال،ومن هنا نكون قد استخدمنا الفعل "يزأر"في غير ما وُضِع له في أصل اللغة. (7) وكل جملة من هذه الجمل ترسم صورة فنية ومعنى يختلف عن معنى الجملة الأخرى،فالأولى تعني أن زيدا أسد ،أو شبيه تماما بالأسد، في مشيته ،وشجاعته ،وسرعته ، وقوته....إلخ ،أما الثانية فتعني أنه يشبهه ولكن الشبه ليس كاملا،والثالثة تعني أن زيدا أسد في حاجة واحدة وهي الشجاعة ،أما الرابعة فتعني مشابهة زيد للأسد في الشجاعة ،فشجاعته ناقصة عن شجاعة الأسد.دورالاحتياج المعنوي في التشبيه اختلاف المعنى والصورة الفنية نقول:زيد أسد ونقول:زيد كالأسد ونقول:زيد أسد في الشجاعة ونقول:زيد كالأسد في الشجاعة فالإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. :And we can say in English zaid is alion zaid as alion zaid is alion in the bravery zaid as alion in the bravery (8) بحسب الحاجة والأهمية المعنوية عند المتكلم يكون الكلام ،فقد يكون المتكلم مقلا أو متوسطا أو مكثرا في كلامه ،وهو ما يُسمّى بالإيجاز والمساواة والإطناب ،وذلك كما يلي:فصل الخطاب في الإيجاز والمساواة والإطناب أولا:الإيجاز: وهو جمع المعاني الكثيرة باللفظ القليل الوافي بالغرض مع الإبانة والإفصاح ،كقوله ![]() أ-إيجاز قِصَر:كقوله ![]() ب- إيجاز حذف:كقوله ![]() ثانيا:المساواة :وهي تأدية المعنى بعبارة مساوية له ،كقوله ![]() ثالثا:الإطناب:أن يكون اللفظ زائدا عن المعنى لفائدة تقويته وتأكيده ،كقوله ![]() أ- ذكر الخاص بعد العام ،كقوله ![]() ب- ذكر العام بعد الخاص، كقوله ![]() ج- الإيضاح بعد الإبهام،لتقرير المعنى في ذهن السامع بذكره مرتين :مرة على سبيل الإبهام ومرة على سبيل التفصيل والإيضاح ،كقوله ![]() د-التوشيع:وهو أن يؤتى في آخر الكلام بمثنى مفسَّر بمفردين ليُرى المعنى في صورتين،يخرج فيهما من الخفاء المُستوحش إلى الظهور المأنوس ،كقولهم:العلم علمان :علم الأبدان وعلم الأديان. هـ -الاحتراس:وهو أن يأتي المتكلم بعد كلام يوهم خلاف المقصود بكلام يدفع الإبهام كقوله ![]() و-التتميم:وهو زيادة كلمة أو أكثر توجِد في المعنى حسنا بحيث لو حُذفت صار الكلام مبتذلا كقول ابن المعتز يصف فرسا: صببنا عليها ظالمين سياطنا//فطارت بها أيد سراع وأرجل إذ لو حذف كلمة"ظالمين"لكان الكلام مبتذلا لا رقة فيه ولا طلاوة ،ولتوهم السامع أن الفرس بليدة تستحق الضرب ،أما قوله "ظالمين"فقد أثبت أنها سريعة بدون ضرب. ز-التكرار:وهو ذكر الشيء مرتين أو أكثر لهدف ما ، كالتلذذ بذكره مثلا ،كقول مروان بن أبي حفصة: سقى الله نجدا والسلام على نجد//ويا حبذا نجدعلى القرب والبعد فبحسب الحاجة والأهمية المعنوية عند المتكلم يكون الكلام ،والكلام تقديما وتأخيرا ،ذكرا وحذفا،تعريفا وتنكيرا ،إيجازا وإطنابا ومساواة .....إلخ يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،فالمتكلم يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة ،وهو يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. (9) الوصل:عطف بعض الجمل على بعض بالواو،والفصل:أن تذكر الجملة بعد الجملة دون عطف،وتتحكم منزلة المعنى وأهميته في وصل الجمل وفصلها،كما في الأمثلة التالية:دور الاحتياج المعنوي في الفصل والوصل أولا :الوصل قال ![]() ![]() قال ![]() وإذا سئلت:هل شربت العسل،فتقول:لا وسقاني الله منه،فلو أسقطت الواولفهم خلاف المراد،إذ عندها ستتصل "سقاني"مع "لا"وتصبح الجملة الثانية وكأنها دعاء على النفس،لأن "سقاني " صارت مبنية على "لا". وهكذا تتحكم منزلة المعنى والاحتياج المعنوي في وصل الجمل بعضها ببعض ثانيا:الفصل وتتحكم منزلة المعنى وأهميته بين أجزاء التركيب في الفصل كما في الأمثلة التالية:![]() ![]() ![]() لم يعطف "الله يستهزئ بهم" على "إنا معكم"،لأن الجملة الثانية ليست مبنية على الفعل :قالوا،وليس لها به علاقة،فالجملة الثانية ليست من مقول المنافقين، ولو تم العطف لكانت منه ،مما يحدث اللبس. وقال ![]() ![]() ![]() وقال ![]() ![]() ![]() وقال ![]() ![]() وقال ![]() فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. (10) يتحدث الإنسان بحسب الاحتياج المعنوي غالبا والاحتياج اللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض ،كما في الأمثلة التالية:دور الاحتياج المعنوي في التكميل قال الشاعر: فسقى ديارك غيرَ مُفسِدها//صوبُ الربيع ودِيمة تهمي فقدجاء بقوله "غيرَ مفسدها" خوفا من توهم خلاف المقصود ،لأن المطر أحيانا يسبب السيول ويهدم البيوت والخيام ،فجاء قوله"غير مفسدها" بسبب الاحتياج المعنوي من أجل أمن اللبس. وقال الشاعر: صببنا عليها ظالمين سياطنا//فطارت بها أيد سراع وأرجل فإنه لو لم يقل "ظالمين" لأوهم أن فيها حِرانا وهي تستحق الضرب لأنها بليدة ،فجاءت كلمة"ظالمين" بسبب الأهمية المعنوية عند المتكلم لأمن اللبس. وقال الشاعر: حليم إذا ما الحلم زيَّن أهله//مع الحلم في عين العدو مهيبُ فإنه لو اقتصر على وصفه بالحلم لأوهم أن حلمه عن عجز ، فلم يكن صفة مدح ،فقال:إذا ما الحلم زيَّن أهله ، فأزال هذا الوهم ، وجاء قوله"إذا ما الحلم زيَّن أهله" بسبب الاحتياج المعنوي من أجل أمن اللبس . (11) التذييل هو:تعقيب الجملة بجملة تشتمل على معناها للتوكيد،وهو ضربان:ضرب لا يخرج مخرج المثل لعدم استقلاله بإفادة المراد وتوقفه على ما قبله كقول ابن نباتة السعدي:دور الاحتياج المعنوي في التذييل لم يُبق جودك لي شيئا أؤمله//تركتني أصحب الدنيا بلا أمل وضرب يخرج مخرج المثل ،كقول الحطيئة: تزور فتى يعطي على الحمد ماله//ومن يُعط أثمان المكارم يُحمد وقد اجتمع الضربان في قوله ![]() ![]() (12) التتميم هو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة تفيد نكتة كالمبالغة في قوله دور الاحتياج المعنوي في التتميم ![]() وكقول الشاعر: إني على ما ترين من كبري//أعرف من أين تؤكل الكتف (13) الترقي هو:أن يُذكر المعنى ثم يردفه المتكلم بما هو أبلغ منه ،كقوله دور الاحتياج المعنوي في الترقي ![]() (14) التنكيت:أن يقصد المتكلم إلى لفظ يسد غيره مسده ،لولا نكتة فيه لكان اختصاصه بالذكر خطأ ،ومنه قوله دور الاحتياج المعنوي في التنكيت ![]() فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ، والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس. (15) الإيغال:ختم الآية أو البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها ،كقوله دور الاحتياج المعنوي واللفظي في الإيغال ![]() وكزيادة المبالغة في قول الخنساء: وإن صخرا لتأتم الهداة به //كأنه علم في رأسه نار لم ترض أن تشبهه بالعلم الذي هو الجبل المرتفع المعروف بالهداية حتى جعلت في رأسه نارا ،وتمت الزيادة بالضابطين المعنوي واللفظي. وكتحقيق التشبيه في قول امرئ القيس: كأن عيون الوحش حول خبائنا//وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب فإنه لما أتى على التشبيه قبل ذكر القافية واحتاج إليها جاء بزيادة حسنة في قوله:لم يثقب ،لأن الجزع إذا كان غير مثقوب كان أشبه بالعيون،وقد تمت الزيادة بالضابطين:المعنوي واللفظي . فالإنسان يتحدث تحت رعاية الضابط المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس. |
#28
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في الذكر والحذف يتألف الكلام من المبني عليه والمباني،والمبني عليه كالمبتدأ والفعل ،والمباني،كالخبر والفاعل ونائبه والمفاعيل،وتحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس يكون الكلام ،فالكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،والمتكلم يذكر في كلامه ما تدعو الحاجة المعنوية إليه ،ويحذف من كلامه ما لا يحتاج إليه ،والمبني عليه (المبتدأ)قد يكون مذكورا أو محذوفا،وذلك كما يلي:(1) المبني عليه بين الذِّكر والحذف أ- ذكر المبني عليه (المبتدأ): كل لفظ يدل على معنى في الكلام جدير بالذكر ،لتأدية المعنى المراد منه ،كالمبني عليه (المبتدأ)،لأنه المخبر عنه والمحكوم عليه وموضوع الحديث ،فذكره واجب حيث لا قرينة تدل عليه عند حذفه ،وإلا كان الكلام معمى مبهما ،لا يستبين المراد منه ،كقولنا:زيد أمير ،وقد تدعو الحاجة المعنوية إلى ذكره مع إمكانية حذفه وذلك لأهداف معنوية بلاغية نفسية ولأمن اللبس ،وذلك كما يلي:1-قال ![]() 2-نقول:خالد بن الوليد نعم القائد،تقول ذلك إذا سبق لك ذكر خالد وطال عهد السامع به أو ذُكر معه كلام في شأن غيره، وذلك أمنا للبس. 3- تقول:الله واحد،ردا على من قال:الله ثالث ثلاثة،من أجل التأكيد والتقرير. 4-تقول: السارق قادم ،في جواب من قال:هل حضر السارق ،وذلك من أجل الإهانة. 5-تقول:علي يقاوم الأسد،لإظهار التعجب في جواب من قال:هل علي يقاوم الأسد؟ 6- تقول متلذذا:الله ربي ،الله حسبي. ب-حذف المبني عليه (المبتدأ): يحذف المتكلم من كلامه ما لا يحتاج إليه ،أو ما دل السياق عليه ،حيث لا حذف إلا بدليل،ووفقا لمبدأ الحدين :الأدنى والأقصى فإن المتكلم يبذل أقل جهد ممكن في سبيل الوصول إلى أعلى معنى،وقد يحذف المبني عليه (المبتدأ) لأن الحاجة المعنوية عند المتكلم لا تدعوإليه ،والكلام مفهوم بدونه، وذلك كما يلي:1- قال ![]() 2- نقول:نعم القائد خالد ،أي : هو خالد. 3- نقول:فصبر جميل،أي صبري صبر جميل ،أو أمري صبر جميل . 4-نقول:عالمُ الغيب والشهادة ،لأن المبتدأ معينا معلوما. 5-وقد يكون المتكلم متضجِّرا أو مُتوجِّعا ،كقول الشاعر: قال لي كيف أنت قلت عليل//سهر دائم وحزن طويل أي:أنا عليل ،وسهري سهر دائم ،وحزني حزن طويل . 6-وقد يكون المتكلم حذِرا،كقول منبِّه الصيَّاد:غزال،أي:هذا غزال،يحذف "هذا"حذرا من فوات الفرصة. فالحاجة المعنوية عند المتكلم تتحكم في الذكر والحذف. (2) يتألف الكلام من المبني عليه والمباني،والمبني عليه كالمبتدأ والفعل...إلخ ،والمباني كالفاعل والخبر ونائب الفاعل،والمفاعيل....إلخ،والعلاقة بين المبني عليه والمباني هي علاقة الاحتياج المعنوي،وتحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس يكون الكلام ،فالمتكلم يتكلم بحسب الحاجة المعنوية ،ويذكر في كلامه ما تدعو الحاجة المعنوية إليه ،ويحذف مالا يحتاج إليه ،وقد تدعو الحاجة المعنوية إلى ذكر المباني ،كالخبر والفاعل ،وقد تحذف عندما لا تدعو الحاجة المعنوية إليها ،وإليك أمثلة على ذلك:المباني بين الذكر والحذف أولا: الأصل في الخبر أن يكون مذكورا وهو الأصل ،وهو عمدة في الكلام ،كالمبتدأ والفاعل ونائبه ،ولا مقتضى للعدول عنه ،ولا حذف إلا بدليل ،كقولنا:العلم خير من المال .الخبر بين الذكر والحذف أ- ذكر المباني (الخبر): ب-حذف المباني (الخبر): قد لا يكون هناك حاجة معنوية لذكر الخبر ،لأن السياق مفهوم بدونه ،فيكون ذكره عبثا ،كما في الأمثلة التالية :1-قال ![]() 2-قال الشاعر: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والأمر مختلف.أي:نحن بما عندنا راضون ،فحذف الخبر لعدم الحاجة إليه . قال ![]() 4- نقول:لعمرك إن الحياة عقيدة وجهاد،والأصل لعمرك قسمي ،فحذف الخبر لأن المبتدأ مشعر بالقسم ويدل عليه . ثانيا تتألف الجملة العربية من المبني عليه والمباني ،والمبني عليه كالفعل والمبتدأ.....إلخ ،والمباني كالفاعل والمفاعيل ......إلخ،والعلاقة بين المبني عليه والمباني هي علاقة الاحتياج المعنوي ،والأصل في الفاعل والمفاعيل أن تكون مذكورة في الجملة لأن الفعل يطلبها والمعنى لا يتم بدونها كقولنا "ضرب زيد عمرا "إلا أن المتكلم قد يحذف الفاعل أو المفعول كما يلي:الفاعل والمفعول بين الذكر والحذف أ-حذف الفاعل : قال ![]() ![]() ب- حذف المفعول: الأصل في المفعول أن يذكر في الجملة لأنه ضروري ،ويحتاج إليه الفعل لتمام المعنى ،إلا أن المتكلم قد يحذف المفعول إذا قصد التعميم بالاختصار كقوله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وبهذا فالكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،والإنسان يتثقف لغويا ويقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول ، ويتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس . |
#29
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في التعريف والتنكير تتألف الجملة العربية من المبني عليه كالمبتدأ والفعل ومن المباني كالخبر والفاعل ونائب الفاعل والمفاعيل ،وتتحكم الأهمية المعنوية في مجيء المبني عليه والمباني معرفة أو نكرة ،فالأصل في المبني عليه (المبتدأ) مثلا أن يكون معرفة ،لأنه المحكوم عليه والمخبر عنه وموضوع الحديث فينبغي أن يكون معلوما ليكون الحكم مفيدا، ولكن قد يُعدل عن التعريف إلى التنكير بحسب الأهمية المعنوية كذلك ،قال ![]() ![]() كما قال ![]() فالكلام تعريفا وتنكيرا ،يكون بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم. |
#30
|
|||
|
|||
![]() دور الأهمية المعنوية في النقد الأدبي من المعروف أن النقد يعني :البحث عن الجماليات ،ويهدف إلى بيان الجمال والقبح في الشيء المنقود ،والنقد اللغوي يهتم بجماليات التركيب اللغوي من ناحية لغوية ،ويبين محاسنه ومساوئه ،ودرجة جودته أوقبحه.النقد اللغوي للتراكيب وقد عرف النقد اللغوي في العصر الجاهلي اعتمادا على الأهمية المعنوية على المحورين:الرأسي والأفقي ،حيث تذكر لنا الروايات نقد الأعشى للأشعار ،والمقارنة بينها اعتمادا على اللغة ،حيث كان يقول:لو استبدلت هذه بتلك لكان أفضل ،ولو جاءت هذه في مكان آخر لكان أحسن ،ونقده لبيت حسان بن ثابت - ![]() لنا الجفنات الغرُّ يلمعن في الضحى//وأسيافنا يقطرن من نجدة دما فقال الأعشى:أسيافنا جمع قلة لأنها على أفعال والأفضل استخدام سيوف ،والأفضل مجيء يسلن بدلا من يقطرن ،للتكثير ....إلخ ،وهكذا .كما تذكر لنا الروايات النقد اللغوي الذي وجهه سيدنا عمر بن الخطاب لشعر زهير قائلا:كان لا يعاظل في الكلام ،والمعاظلة كما هو معروف هي فقدان أو عدم وضوح العلاقات المعنوية داخل التركيب،كما تروي لنا الروايات إنكاره على الشاعر سحيم عبد بني الحسحاس قوله: ................................ كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا حيث قال له سيدنا عمر ![]() وقد شاع النقد اللغوي أو نقد التراكيب من ناحية لغوية عند النحاة المتقدمين خاصة ،كسيبويه ،حيث نراهم يكثرون من وصف التركيب اللغوي بالجودة أو الرداءة ،كقولهم :هذا عربي جيد ،وهذا حسن ،وهذا قبيح ،وهذا خبيث ............إلخ،والمعيار الذي يعتمد عليه نقد التراكيب هووضوح العلاقات المعنوية داخل التركيب ،ودرجة التركيب من حيث الجودة تتناسب طرديا مع وضوح العلاقات المعنوية داخله،وهذا الوضوح أو عدمه ناتج عن تطبيق أو تجاهل أو إهدار مبدأ الاحتياج أو الأهمية المعنوية داخل التركيب ،مما يؤدي إلى تمايز التراكيب من حيث الصحة النحوية والدلالية. وقد ازدهر النقد اللغوي حديثا على يد الأسلوبيين المحدثين ،الذين يتخذون من اللغة وسيلة للدراسة الأسلوبية. |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما الأصل الإعلالي لـ ( خطايا ) و ( ذوائب ) ؟ | رنا خير الله | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 4 | 01-02-2012 08:49 PM |
لماذا كان الأصل في الأفعال البناء ؟ | محمد الزهراني | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 5 | 01-01-2011 11:18 PM |
أنماط الجملة العربية | فريد البيدق | حلقة النحو والتصريف وأصولهما | 6 | 24-09-2009 09:26 PM |