|
#1
|
|||
|
|||
![]() الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعدُ :
فهذا بيانٌ ونصحٌ فيه التحذيرُ من بلاءٍ وداءٍ عضالٍ قد لا يسلمُ منه كثيرٌ من طلاب العلم الشرعي ، والمعصوم منهم منه من عصمه اللهُ ![]() ✍️ عدمُ اشتغال الواهِم بحفظ كتاب الله ![]() فتراه لا يبالي بحفظ كتاب الله ![]() ![]() ![]() ١- يقرأ القرآنَ لا يعلم ما ![]() ٢- فتراه ينصِبُ الرفعَ وما ![]() ولا نعني بالتجويد هنا الإتقانَ من معرفةِ دقائقه ولا شك أنَّ هذا أكملُ وأجملُ وأجَلُّ ، وإنما نعني بذلك التجويد الإجمالي من معرفة ضبط الحركات والإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء والمدود ونحو ذلك مما لا يسعُ القارئَ جهلُه ؛ فبالله عليك من كان هكذا كيف يتجرأُ على المناقشةِ بلهَ الفتوى ؟! ؛ فرحم الله رجلا عرف قدر نفسه . ✍️ عدمُ اشتغال الواهم بحفظ المتونِ العلمية خاصةً المختصراتِ منها : كالأربعين النووية والعمدة والبلوغ والبيقونية والآجرومية ، وتحفة الأطفال والجزرية ونحوها من مفاتيح العلوم الشرعية ، دَعْ عنك ضبطَها الصحيحَ فذاك ما لن تجدَه عندَ الواهمِ ؛ ومع كلِّ هذا القصورِ وكل هذه الكسور ترى الواهمَ لا يتورع أن يُخَطِّئَ القممَ من الجبال الراسيات في العلم بدون ذرة حياءٍ كالقائل : شيخُ الإسلام ليس من المتخصصين في اللغة؟!! ووالله قد قيل ؛ فإن كان شيخ الإسلام ليس متخصصا في اللغة ألا فليُنادَ في الأسواق بالأبواق : (فلتضحكِ الثكلى) وكقول الواهم أيضا : الألباني ليس فقيها والعلماء السلفيون لا يفقهون الواقع ونحو ذلك من الكلمات الكاذبة الآثمة ، وما أكثرَ هؤلاء المعترضين من الواهمين على العلماء العالِمين والله المستعان . ✍️ عدمُ معرفة الواهم بأساسيات النَّحو والإملاء : فترى الواحدَ من هؤلاء الواهمين لا يعلم مبادئ النحو ككون الفاعلِ مرفوعا والمفعولِ منصوبا والمضافِ إليه مجرورا ونحوِ ذلك من مبادئه وأساسياته ، وأما كتابةُ الواحد من الواهمين فسمِّها ما شئتَ إلا كتابةً ،ولا نعني بذلك علمَ الرسم وهو ما يُعرف بالإملاء فذاك ما لا يوجَد أصلا عند الواهمين ، وإنما نعني سقوطَ أحرفٍ من الكلمة أو الزيادةَ فيها ، ألا فليستحِ امرؤٌ من ربِّه أن يجسُرَ على انتقاصِ العلماءِ والخوضِ فيما لا يُحْسِن . ✍️ استعجالُ الواهم في التخطئة عند سماعه للمسائل العلمية مع عدم فهمه لها : وذلك عند طرقِ وطرحِ المسائل العلمية ؛ فلقصورِ علمه بالمسألةِ أن تكون على خلاف ما يظن تراه يبادر معترضا مُخَطِّئاً بدون تأنٍّ ولا رَوِيَّةٍ ، يشاغب مشاغبةَ الصغارِ وهو يظن أنه يُحسن صنعا ، كمن يُنكرُ مسألةَ الإجازةِ في القراءات وهذا موجود للأسف عايشنا بعضه مع أنَّ الإجازةَ مُجمَعٌ عليها جرى عليها الأئمةُ وأخذوها خلفا عن سلفٍ من غير ما نكير ، وكمن يصادمون الإجماعَ المتَيقَّنَ بِحُجَّةِ أنَّ لديهم عقولا تفهم النصوصَ لا تخضعُ للإجماعِ كالذي يُسَوِّي النساء بالرجال في الإرث مطلقا ، وغير ذلك من غرائب الواهمين . ✍️ قولُ الواهم على الله بلا علم خشيةَ رميه بالجهل إذا قال : لا أدري : وهذا حاصل واقعٌ ما له من دافع ؛ فإذا ما سُئِلَ الواهمُ مسألةً يجهلُها لا تراه يقول : لا أدري مخافةَ أن يرميَه الناسُ بالجهل أو ينظروا إليه شزْرا أو تقلَّ مكانتُه عندهم أو لغير ذلك من أعراض وأغراض النفسِ الأمارةِ بالسوء ، فتراه يسارع بالقول على الله بلا علم بجرأة قبيحة ، ثم إذا عاد إلى بيته سارع في النظر إلى فتاوى العلماء لعله يظفر بمن وافق ما قاله حتى إذا ما لِيمَ فيما قال أجابهم بأنه قول فلان من العلماء ، فهو يرى في ذلك مخرجا له من المأزق الذي وقع فيه ، والقائل على الله بلا علم آثم وإن صادف أنَّ ما قاله هو الصواب ، ألا فلنتق الله سبحانه . ✍️ حُبُّ الواهمِ التَّصدرَ للتدريس في مجامع الناس كالمساجد : وهي علةٌ قلَّما تُخطئ واهما من الواهمين ؛ فتراه يحب ذلك حبا جما ، يرى من نفسه الأهليةَ لذلك فيجلس مزهوا معجبا بنفسه ظانا أنه لا يليق هذا المجلسُ إلا به ولا يصلحُ إلا له وإذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غيره عبس وبسر ثم أدبر واستكبر ، نعوذ بالله من قواصم الظُّهور ، وعند الفحص والتحقيق والتدقيق ترى حصيلتَه أقصرَ من فِترِ الضبِّ ، وقد أحسن أبو الحسن القيرواني الحصريُّ أيَّما إحسانٍ إذ قال : ١- لقد يدَّعي علمَ القراءاتِ معشَرٌ ![]() ٢- فإن قيل ما إعرابُ هذا ووجهُهُ ![]() فائدة : الفِتْر : هو المسافةُ ما بين إصبعي الإبهام والسبابة عند فتحهما . ومن هؤلاء الواهمين وهو من دعاة الباطل من سمعناه يقرأ قول النبي ![]() ![]() ![]() فدع عنك الكتابةَ لستَ منها ![]() هذه من أبرز صفات هؤلاء الواهمين ، وقد حذر منهم النبي ![]() ![]() ![]() تنبيه مهم : إنَّ كلامَنا في هذا المنشور إنما هو عن الذين يناطحون بغير قرونٍ وتزببوا قبل أن يتحصرموا من المُعجَبِين بأنفسهم ، أما المتأدبون من طلابِ العلم الذين يتحلون بآدابه ويقدرون العلم وأهله من المبتغين الاستفادةَ فأولئك يُرجَى لهم الخيرُ ويوشكُون أن يُحصِّلوا ما يرومون من العلم إن شاء الله . فنسأل الله أن يُسَلِّمَنا من ذلك ، ويعلمنا وإياكم ما ينفعنا من أمور ديننا إنه على كل شيء قدير . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|