|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
![]() |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ذكرت من قبل في إحدى مشاركاتي أن الشيخ أبا فهر محمود محمد شاكر شيخ العربية ![]() ![]() والكلام الذي سأذكره فيه فوائد كثيرة لطالب العلم الذي يحب أن يفهم الشعر ويفقهه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. |
#2
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم هذه المقطوعة كما وردت في كتاب الوحشيات محمد بن حمران أبي حمران 1 - أبلغ بني حُمران أني عن عداوتكم غنيّْ 2 - يكفيك بغي الأبلخ الجبار إذ تُرك النضيّْ 3 - في نحره متقبضا كتقبض السبع الرميّْ 4 - إن المنيح طحا به نِيَةُ الأياصر والنصيّْ 5 - والحالبُ العجلانُ كالمخراق والزِّق الرويّْ 6 - ما إن يغيب به الدهاس ولا يزل به الصُّفيّْ 7 - يعدو كعدو الثعلب الممطور روَّحه العشيّْ 8 - بقوائم عوج شماطيط وهاد رعشنيّْ 9 - تُدرى ذوائبه كما تُدرى إلى العُرس الهديّْ والمواضع التي لونتها هي التي سأتحدث عنها إن شاء الله، وليست كلها مواضع أخطاء. |
#3
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
الموضع الأول: 4 - إن المَنِيح طحا به نِيَةُ الأياصرِ والنصيّْ وليس الموضعَ الذي أنكرتُه على أبي فهر ![]() ولأبي فهر ![]() " (4) المَنِيح: اسم فرس، انظر كتب الخيل." قلت: قول الشيخ هذا حق لا إشكال فيه، لكني لم أرهم نصّوا على أن هذا الفرس للشويعر محمد بن حمران صاحب هذه المقطوعة، ولا أظن الشيخ ![]() إنما الذي وجدته في كتاب "أسماء خيل العرب وفرسانها" لابن الأعرابي: "من بني شيبان: ......قيس بن مسعود، فرسه: المَنِيح"اهـ وفي القاموس (م ن ح): "والمَنيح، كأمير: .....وفرس القويم أخي بني تيم، وفرس قيس بن مسعود الشيباني"اهـ وكتب الخيل كثيرة لم أبحث فيها كلها، لأني وقفت على الصواب إن شاء الله، فصواب هذا الموضع في هذا البيت، ما أنشده ابن الأعرابي في كتابه المذكور، قال: " خيل اليمن. الأسعر بن مالك الجعفي، فرسه: (المعلّى).....وله أيضا: (الضَّبِيح)، قال فيه: إن الضَّبيحَ...."اهـ قلت: هذا هو الصواب إن شاء الله، والكلمة فيها تحريف، فالضاد دائرتها تشبه دائرة الميم، ونقلت نقطتها إلى ما بعدها فصار نوناً، فتحولت (الضَّبِيح) إلى (المَنِيح)، ومما يؤيد ذلك ما يلي: 1 - أن ابن الأعرابي جعل هذه الفرس للأسعر الجعفي، وهو عمُّ محمد بن حمران الشويعر صاحب هذه المقطوعة، كما ذكر الميمني ![]() قلت: فيجوز أن يكون ابن الأعرابي أخطأ في نسبة الفرس للأسعر وهي لابن أخيه، فأخطأ لقرب ما بين الرجلين، ويجوز أيضا أن تكون الفرس للأسعر كما قال ابن الأعرابي وذكرها ابن أخيه في شعره، ولا ضير في ذلك فهي فرس عمه. بل أزيد على هذا أن الأبيات نسبت أيضا للأسعر نفسه، فيكون الأسعر ذكر الفرس وهي فرسه، على أن الميمني ![]() 2 - قال الصغاني في التكملة (ض ب ح): "والضَّبيح، على (فَعِيل): فرس: الريب بن شريق. والضَّبِيح، أيضا: فرس الشويعر، وهو محمد بن حُمران الجعفي" 3 - قال في القاموس (ض ب ح): "والضَّبِيح: أفراس للريب بن شريق، وللشويعر محمد بن حمران، وللحازوق الحنفي الخارجي، وللأسعر الجعفي، ولداود بن متمم"اهـ فصاحب القاموس جمع القولين كليهما كما ترى. فهذا ما يتعلق بهذا الموضع من هذا البيت وللحديث تتمة إن شاء الله. |
#4
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
4 - إن المَنِيحَ طحا به نِيَةُ الأياصرِ والنصيّْ بقي الموضع الثاني في هذا البيت، وقد وقف عنده الشيخ ![]() ![]() ![]() ![]() "طحا به: ذهب به كل مذهب. ونِيَة: هكذا في الأصل، وأخشى أن تكون محرفة، فإلا تكن، فهي من قولهم: نوى الشيء نيَّة أي قصده بتشديد الياء، ونِيَة بفتحها مخففة, رواها اللحياني وحده، وهي نادرة ليست قياسا. والأياصر: جمع أيصر، وهو الحشيش المجتمع. والنصيّ: نبت معروف عندهم، وهو سبط أبيض ناعم من أفض المرعى للخيل، (شاكر)" انتهى كلامه ![]() ![]() قلت: لما وقفت على البيت في كتاب "أسماء خيل العرب وفرسانها" لابن الأعرابي، عرفت صواب الموضع الذي أشكل على الشيخ ![]() إن الضَّبِيحَ طحا بـِـمَـــتْـــ ـنَيـــْــهِ الأياصرُ والنصيّْ فهذه كلمة واحدة: "بِمَتْنَيْهِ"، فحُرِّفت: "بِمَتْـ" إلى "بِهِ"، أما "ـنَيْهِ" فهي "نية"، ما خلا النقطتين على التاء المربوطة. وتكون "الأياصرُ" على صحة البيت مرفوعة، لأنها فاعل "طحا"، بعد أن كانت مجرورة على أنها مضاف إليه والمضاف "نِيَةُ". ولو نظرت في الوجه الذي ذكره الشيخ ![]() ![]() وبالله ![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
إن الضبيح طحا بمتـ ![]() ![]() طحا: أي ذهب به كل مذهب، كما قال الشيخ أبو فهر ![]() طحا بك قلبٌ في الحسان طروبُ ![]() ![]() ومعنى بيت الشويعر مع البيت الذي بعده أن هذا الفرس عظُم متناه واكتنزا على أكل الأياصر والنصي وعلى شرب ألبان اللقاح. والمَتنان: مُكتَنفا الصُّلب عن يمين وشمال. وامتلاء المتنين واكتنازهما مستحب في الخيل، قال امرؤ القيس يصف فرسا: لها متنتان خظاتا كما ![]() ![]() قيل: أراد: خظتا، فرد الألف التي هي بدل من لام الفعل. وقيل: أراد: خظاتان، فحذف النون من المثنى في غير الإضافة. يقال: خظا لحمه خظوًّا أي اكتنز. والمتنتان: لغة في المتنين. فوصف متنيها بالاكتناز والامتلاء. وقال أبو دؤاد الإيادي: ومتنان خظاتان ![]() ![]() |
#6
|
|||
|
|||
![]() البيت الثاني:
والحالب العجلان كالمخراق والزِّق الرويّْ قال الشيخ ![]() وهذا هو الكلام الذي أنكرته على أبي فهر ![]() ![]() وقد قرأت مثل هذا الكلام لأبي فهر ![]() ومسألة تغيير أبي تمام للشعر وعبثه به لا أنفيها ولا أثبتها فإنها تحتاج إلى نظر وتأمل، وقد ذكر ذلك غير أبي فهر كالمرزوقي في مقدمة شرحه لديوان الحماسة، قال: "حتى إنك تراه [يعني أبا تمام] ينتهي إلى البيت الجيد فيه لفظة تشينه، فيجبر نقيصته من عنده، ويبدل الكلمة بأختها في نقده. وهذا يَبِين لمن رجع إلى دواوينهم، فقابل ما في اختياره بها"اهـ إنما الذي أنكره أن يكون هذا هجيرانا وديداننا، كلما أشكل علينا فهم موضع في ديوان الحماسة أو الوحشيات قلنا عبث فيه أبو تمام، وهذا قد وقع للشيخ ![]() فإنه شكك القاريء وطالب العلم في هذا الموضع ثم لم يقم على كلامه هذا بينة، والبيت هذا في حاق موضعه ولا بد منه بعد البيت الذي قبله ليتم المعنى ويكمل، وسأبين ذلك إن شاء الله. |
#7
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
قد عرفت أن الشويعر مدح فرسه وذكر اكتناز متنيه على أكل الأياصر والنصي، فلما ذكر طعامه في البيت الأول أراد هنا أن يذكر شرابه، فإن الفرس يحتاج إلى الشراب كما يحتاج إلى الطعام أو أشد، ويؤثّر شرابه في قوة بدنه وتمام أعضائه كما يؤثر طعامه، فقال: إن الضبيح طحا بمتـ ![]() ![]() والحالبُ العجلانُ كالمخراق والزِّق الرويّْ فالحالب معطوف على الأياصر وكذلك الزِّق، فكأنه قال: طحا بمتنيه الأياصرُ والنصيُّ ولبنُ اللقاح، إذ كان معلوما أن اللبن لا بد له من حالب يحلبه، ولا بد له من وعاء يكون فيه. وإيثار العرب خيلهم بألبان اللِّقاح أكثر من أن يحصى في شعرهم، واللِّقاح جمع لِقحة، وهي الناقة التي نُتجت فيكون لها لبن، تكون لقحة شهرين أو ثلاثة ثم هي لبون. [ والناس اليوم في جزيرة العرب يسمون الخَلِفة وهي واحدة الحوامل من الإبل يسمونها لْقَحَة، ويسمون اللِّقحةَ التي يكون فيها اللبن خَلْفَةً، فعكسوا الاسمين وغيروا في لفظهما.] فنعود إلى ذكر إيثار العرب خيلهم بألبان اللقاح، فنذكر من ذلك شيئا يسيرا، لأننا لو أردنا الاستقصاء فيه لطال ذلك بنا جدا. قال الأعرج المعني: أرى أم سهل ما زال تفجع ![]() ![]() تلوم على أن أمنح الوَردَ لِقحةً ![]() ![]() إذا هي قامت حاسراً مشمعلةً ![]() ![]() وقمت إليه باللجام ميسراً ![]() ![]() وقال خزز بن لوذان: لا تذكري مهري وما أطعمته ![]() ![]() إن الغبوق له وأنت مسوءة ![]() ![]() كذب العتيق وماء شن بارد ![]() ![]() وقال يزيد بن الخذاق: قصرنا عليها بالمقيظ لقاحنا ![]() ![]() فآضت كتيس الربل تنزو إذا نزت ![]() ![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
أما قوله: "والحالب العجلان كالمخراق" فقد ذكر فيه عجلة هذا الحالب، كأنهم يستحثونه ويستعجلونه ليعجل باللبن إكراما لهذا الفرس وحرصا عليه. وقد ذكرني هذا ببيت النجاشي وإن كان ليس مثله في المعنى، لكنه ذكر فيه استعجالهم للحالب، إذ يقول: قبيلة لا يغدرون بذمة ![]() ![]() إلى أن يقول: وما سُمِّيَ العجلانَ إلا لقولهم ![]() ![]() يهجو بذلك تميم بن أبي بن مقبل وهو من بني العجلان. والشويعر شبه هذا الحالب العجلان لخفته وسرعته ونشاطه بالمخراق، والمخراق: المنديل يلف ليضرب به، وهو خفيف فتكون حركته وتقلبه في اليد سريعة جدا، فلذلك إذا أرادوا أن يصفوا حذقهم في القتال بالسيف، وسرعة ما يضربون به، شبهوه بمخاريق الولدان الذين يلعبون، قال قيس بن الخطيم: أجالدهم يوم الحديقة حاسرا ![]() ![]() وقال عمرو بن كلثوم: كأن سيوفنا منا ومنهم ![]() ![]() وأما الزِّق فإن كثيرا من الناس يظنه الذي تنقل فيه الخمر دون غيرها، كما قال: ويوم شديد الحر قصَّرَ طولَه ![]() ![]() وليس الأمر كذلك في بيت الشويعر، بل الزِّقُّ هنا الوطب الذي يكون فيه اللبن. قال في اللسان: "قال الأصمعي: "الزِّق الذي يسوَّى سقاء أو وطبا أوحميتا"اهـ وقال في القاموس: "وبالكسر [يعني: الزِّق]: السقاء" وقال (س ق ي): "السقاء، ككساء: جلد السخلة إذا أجذع، يكون للماء واللبن"اهـ هذا ما أردت أن أبينه في هذا البيت، وقد كتبته على عجل، والله ![]() |
#9
|
|||
|
|||
![]() واصل يا كهلانيُّ، فإنك لم تزل في إحسانٍ، موفَّقًا إلى الصوابِ، مهديًّا إلى الحقِّ. وحرًى بكلِّ من كانَ لديه شيءٌ من العِلْم، ووقفَ على ما يُنكِرُه من عمَلِ المحقِّقين أن يُنبِّه عليه، ويكشِفَ عنه، فإنِّ في هذا نفعًا عظيمًا للعِلْم، وأهلِه.
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
|
#10
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله
التصحيف - حفظك الله - وإسقاطات الناسخين ، وخطرَفة المحققين ، أشبه شيءٍ بشبكة الصيّاد التي يُلقيها فخًّا ، فإنك تجد فيها الخسيسَ من الصّيد إلى جَنْبِ الغزير ، وتجد الخشاش مقرونًا بالكِبار ، وكذلك التصحيف والتحريف ، يقع فيه صِغار الناس ، كما يقع فيه الجِلّةُ الكبار من المحققين والعلماء ، وكلّما كان المُصحِّحُ أشهر وأعرف كان الضرَر عنه أشدّ وأكبر ، وقد رأيتك سلكْتَ شِعابَ هذا الفنِّ فجئتنا بصنوف من الفوائد ،وضروبٍ من النوادر ، حتى عرّفتنا بلاءَك ، وثمرة دراستك . وقد ذكّرني صنيع شاكر بهذا البيت : إن الضبيح طحا بمتـ وكشفِك له ، حين جعله هكذا :![]() ![]() إن المنيح طحا به نِيَةُ الأياصر والنصيّْ بقول الشاعر :قَرَنوا الغداءَ إلى العشاء وأحضروا ![]() ![]()
__________________
ليس الفتى بفتىً لا يُستضاءُ به
![]() ![]() ![]() |
#11
|
|||
|
|||
![]() أشكر أخوَيَّ الأستاذ أبا قصي فيصل المنصور والأستاذ أبا سهل وفقهما الله، على كلامهما الطيب وتشجيعهما وأرجو أن أكون عند حسن ظنهما.
|
#12
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
قال محمد بن حمران الشويعر: يعدو كعدو الثعلب الممطور روَّحَه العشيّْ هذا البيت صحيح إن شاء الله، والموضع الذي لونته وقع فيه خطأ في غير هذا الكتاب، فأردت أن أصحِّحه ليعرفه طالب العلم. والشويعر في هذا البيت يصف عدوَ فرسه صورتَه وسرعتَه. أما صورة العدو فبيَّنها بقوله: "كعدو الثعلب"، فإن الفرس خلق عجيب له ضروب وأساهيج من العدو، فمنها الثعلبيَّة، إذا عدا عدوَ الثعلب فذلك الثعلبيَّة، ومعلوم أنهم يريدون أن عدوه هذا يشبه عدو الثعلب في صورته لا في سرعته. فلما ذكر الشويعر صورة عدو فرسه أراد أن يبين سرعة عدوه فجاء بأمرين آخرين، وهما في قوله: "الممطور روَّحه العشي". فالممطور: الذي أصابه المطر، وروَّحه العشي: أي أدركه العشيُّ وهو بعيد عن وِجاره. فَجَعْلُهُ الثعلبَ ممطورًا دلَّ على سرعة عدوه لأن الثعلب في هذه الحال يُسرع غاية الإسراع لينجو من المطر ويأوي إلى مكان يُجِنُّه. وهذا المعنى جاء في الشعر كثيرا وإن كان الذي يحضرني منه ليس في وصف الثعلب، لكن المعنى في ذلك واحد. قال سلمة بن الخرشب الأنماري يصف فرسا: فلو أنها تجري على الأرض أدركت ![]() ![]() خدارية فتخاء ألثق ريشَها ![]() ![]() ألثق ريشها: أي بلَّله، فشبه الفرس بعُقاب بلّل المطر ريشها فهي تبادر إلى وكرها. وقال الأجدع الهمْداني يصف خيلا: إذا قيل يوما: يا صباحا، رأيتها ![]() ![]() وقول الشويعر: "روَّحه العشيّ" يدل على سرعته لأنه يبادر إلى وجاره ويشتد في عدوه قبل إطباق الظلام عليه، وقد جاء هذا في الشعر أيضا. قال الأخطل يصف رجلا يزعم الأخطل أنه هرب على فرس له: فظل يفديها وظلت كأنها ![]() ![]() فالشويعر لم يقنع بجعل هذا الثعلب ممطورا كما صنع سلمة بن الخرشب والأجدع الهمداني بالعقاب، ولا بجعله مؤصِلا يخاف أن يدركه الليل بعيدا عن وجاره كما صنع الأخطل، فلم يقنع بذلك حتى جمع بين الأمرين، والله ![]() وإنما بيَّنت ما في هذا البيت ليسهل رؤية الخطأ في الموضع الذي سأذكره في المشاركة القادمة، وهو في كتاب "البرصان والعرجان" للجاحظ. وبالله ![]() |
#13
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن كتاب "البرصان والعرجان" للجاحظ، وُجد منه مخطوطة واحدة ببلاد المغرب، لم يوجد غيرُها فيما أعلم. فحقق الكتاب على هذه المخطوطة الفريدة اثنان من المحققين: - عبد السلام هارون ![]() - الدكتور محمد مرسي الخولي وإنما ذكرنا كتاب "البرصان" في كلامنا على مقطوعة محمد بن حمران، لأن بعض أبيات المقطوعة وردت في كتاب الجاحظ. أما البيت الذي فيه ذكر الثعلب، فأثبته الدكتور الخولي في نشرته هكذا: يعدو كعدو الثعلب الــ ![]() ![]() وأما هارون ![]() يعدو كعدو الثعلب الــ ![]() ![]() وقد عرض لي عارض الآن، فسأعود لإكمال الحديث بعد زواله إن شاء الله. |
#14
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
أعود لإكمال حديثي فأقول: ما أثبته الدكتور محمد مرسي الخولي أشبه بالصواب، وما أراه إلا رواية ثانية لما في كتاب الوحشيات، ومعناهما واحد، فقوله: "بلَّله العشيّ" أسند فيه الفعل إلى العشيّ لأنه وقع فيه، وإن كان الذي بلَّل الثعلبَ المطرُ أو السحاب, ولهذا نظائر كثيرة في كلام العرب. فقوله: "الممطور بلّله العشي" كقوله: "الممطور روّحه العشيّ"، والمعنى فيهما أنه ممطور وأنه في وقت العشيّ، وقد عرفت فائدة ذكر الشاعر لهذا. أما ما أثبته الأستاذ هارون ![]() وهذا مستبعد وغير مقبول، لأن فيه تكلفا ظاهرا، ثم ما فائدة القول بأن هذا الثعلب مُطِر بفضل الله وهذا شيء معروف مستقر عند الناس! فهذا التأويل يذهب جمال البيت وبهاءه. وزد على ذلك أن هذا اجتهاد من الأستاذ هارون في قراءتها، وقد يكون جانب الصواب في ذلك، وقد خالفه الدكتور الخولي فقرأها كما رأيت، وقراءة الدكتور الخولي أولى فيما أرى بالصواب، والله ![]() |
#15
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
قال محمد بن حمران بعدما ذكر عدو الثعلب: بقوائم عوج شماطيط وهاد رعشنيّ هذا البيت أثبته الأستاذ هارون كذا: بقوائم عوج شما ![]() ![]() وأثبته الدكتور الخولي كذا: بقوائم عوج شما ![]() ![]() أما الأستاذ هارون ![]() وقد أحسن الأستاذ هارون ![]() أما الدكتور الخولي عفا الله عنه فلم يذكر رسم المخطوطة، واجتهد في قراءتها بما رأيت، وكان ينبغي أن يشير إلى ما جاء في المخطوطة أداءا للأمانة. وكلا الاجتهادين من الأستاذين لم يؤدهما إلى الصواب. فنقول أولا فيما أثبته الأستاذ هارون ![]() فإن قال قائل: هذا محمول على تشبيه عنق الفرس بالرمح، قلت: أين وجدتهم يشبهون عنق الفرس بالرمح؟ أما أنا فلا يحضرني شيء من هذا، فمن وجد شيئا من ذلك في شعر الأقدمين الذين يحتج بشعرهم فليتكرم بإرشادنا إليه. وأقول: قد تشبه هواديها بالرماح في شيء من هيئاتها، كما قال الشماخ ![]() فظلت تفالى باليفاع كأنها ![]() ![]() فقد قيل فيه: إنه شبه أعناقها وهي مائلة برماح مركوزة مائلة في جهة الريح. فهذا تشبيه بها في هيئتها وميلانها. إذا نظر إليها الناظر من بعيد، شبه أعناقها في ميلانها لجهة واحدة بهذه الرماح المائلة. أما تشبيه عنق الفرس بالرمح في ذاته فما أعرف منه الآن شيئا، والله أعلم. ثم نقول: إن هذا اجتهاد من الأستاذ هارون في قراءتها وليس شيئا وجده في المخطوطة، أما الذي في كتاب الوحشيات فلم يذكر الميمني وشاكر أن في المخطوطة غير الذي أثبتاه. وأما الدكتور الخولي فقال: "الهادور: الصوت بغير شقشقة" وقراءة الدكتور الخولي أيضا غير صحيحة، والذي في المخطوطة كما قال الأستاذ هارون: "وهاد رعيى" فأخذ الدكتور الخولي الراء من "رعيى" وجعلها في الكلمة التي قبلها فصارت "وهادر عيى" ثم زاد واوا من عنده فصارت: "وهادور عيي"، ثم فسر الهادور بما رأيت. وهذا التفسير مردود أيضا، وهو مبني على قراءة غير صحيحة، لأن الشاعر إنما يصف عدو الفرس، فذكر قوائمه ثم ذكر عنقه، لأن هذين هما اللذان يظهر أثرهما في صورة عدو الفرس، وإذا نظرت إلى فرس يعدو من بعيد لم يجذب نظرك إلا حركة قوائمه وهاديه، أما الصوت فلا معنى لذكره هنا، ولا يظهر في صورة عدو الفرس. على أن ما أثبته الأستاذان لو كان له وجه، ليس بأولى مما في كتاب الوحشيات لأمرين: 1 - أنه اجتهاد منهما في قراءته كما ذكرنا. 2 - أن ما في كتاب الوحشيات له وجه صحيح ظاهر سنبينه إن شاء الله. فالصواب إن شاء الله ما في كتاب الوحشيات، وهو: "وهادٍ رعشني"، وسأبين معناه إن شاء الله، والله ![]() |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
أفضل كتاب يجمع الشواهد الشعرية النحوية مع الكلام عليها | أبو عمر الدوسري | أخبار الكتب وطبعاتها | 9 | 08-04-2014 05:57 AM |
مقطوعة غزلية ... ما رأيكم بها يا أهل الشعر ؟ | جابر عثرات الكرام | حلقة الأدب والأخبار | 3 | 13-11-2010 02:08 AM |
في الحب - محمود حسن إسماعيل ( مقطوعة صوتية ) | ناصر الكاتب | المكتبة الصوتية | 1 | 10-03-2010 05:53 AM |
عبرتُ الوجود - محمود حسن إسماعيل ( مقطوعة صوتية ) | ناصر الكاتب | المكتبة الصوتية | 0 | 19-01-2010 02:13 PM |