|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
|
#1
|
|||
|
|||
التنبيه على بعض ما يلحن فيه الناس في الدعاء
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آله وصحبِه ومن والاه. وبعدُ، فإنّ حاجتَنا إلى الدعاءِ أعظمُ من حاجتِنا إلى الطعامِ والشرابِ، فالدعاءُ-كما في الأثر-هو العبادةُ، والأولى بالمسلمِ أن يتجنبَ اللحنَ في الدعاءِ ما أمكنَه ذلك، وقد بالغَ الأصمعيّ في الحطِّ على من سمِعَه يدعُو، فيقولُ: (يا ذو الجلالِ والإكرامِ!)، فسأله عنِ اسمه، فقالَ: ليْثٌ، فقالَ: يناجِي ربَّهُ باللحنِ ليْثٌ لِذَاكَ إذَا دعَاهُ لَا يجِيبُ وهذا منه--مبالغةٌ في الإنكارِ على طالبِ العلم أو العالمِ الذي يلحن في دعائِهِ، ولا يريدُ به أن الله--لا يقبلُ دعاءً فيه لحنٌ أو خطأٌ، فكَمْ من داعٍ بغير العربيةِ أصلًا قَدْ أجابَ الله دعاءَه، وكَمْ من داعٍ صادقٍ بلهجتِه العاميةِ التي لا يعرفُ غيرَها ليس بينَ دعائِه وبينَ اللهِ حجاب! وأما طلابُ العلمِ وأئمةُ المساجد، فحرِيٌّ بهم أن يسلكوا الجادّةَ في مثلِ هذا إسوةً بأفصحِ من نطقَ باللسانِ العربيّ--، وليقتديَ بهم غيرُهم ممن يسمعُهم. والله-سبحانه-الموفّق والهادي لسبلِ الرشاد. |
#2
|
|||
|
|||
فمِنْ ذلكَ قولُ بعضِهم: (اللهم شافِ مرضانا)، والصوابُ: (اللهم اشفِ مرضانا) من الفعل الثلاثي (شفى)، ومنه قول النبي--في الدعاء: (اشفِ وأنتَ الشافِي، لا شفاءَ إلا شفاؤُكَ) الحديثَ.
فإن قيلَ: إن (شافَى) هنَا على وزنِ (فاعل)، وهو مما يأتِي بمعنى المجرّد، أي: الثلاثيّ، كـ(سافر) بمعنى (سفر)، و(جاوز) بمعنى (جاز)، و(لامس) بمعنى (لمس)، وبه قال الشافعي-رضى الله عنه-في أظهر قوليه-كما في البحر المحيط-في تفسير قوله--: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ الآية، فإذَا كانَ ذلِكَ كذلِكَ، فلِمَ لا يكونُ (شافَى) هنَا بمعنَى (شفَى)؟! فالجوابُ عن ذلكَ أن يقالَ: إنّ الزياداتِ التي تدخلُ الفعلَ [ كالألف في (فاعلَ) مثلا ] ليستْ قياسًا مطَّرِدًا، بل يحتَاجُ في كلِّ بابٍ إلى استعمالِ اللفظِ المعيَّنِ في المعنَى المعيَّنِ، كذا قرَّرَهُ المحقِّقُ الرَّضِيُّ في «شرح الشافية» (1/ 84)، ولم يعرَفِ استعمالُ (شافى) بمعنى (شفى) في الكلام المحتجِّ بِهِ. والله أعلم. |
#3
|
|||
|
|||
ومِنْ ذلك قولُ بعضِهم: (اللهُمَّ اعتِقْ رقابَنَا مِنَ النارِ) أو (اعتقِنا منَ النارِ)، والصوابُ: (اللهُمَّ أعْتِقْنَا) بهمزةِ القطعِ لأنَّهُ مِنَ الفِعْلِ الرُّباعيّ (أعتقَ)، وأمَّا (اعتِقْ)، فأمرٌ مِنَ الثلاثيِّ (عتَقَ)، وهوَ فعلٌ لازمٌ، يقالُ: عَتَقَ الْعَبْدُ عَتْقًا مِنْ بَابِ (ضَرَبَ) إذَا خرجَ مِنَ الرِّقِّ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ، فَيُقَالُ: (أَعْتَقْتُهُ)، فَهُوَ (مُعْتَقٌ) عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ، وَلَا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ، فَلَا يُقَال: (عَتَقْتُهُ)، فما يوجَدُ في كَلامِ الفُقَهاءِ وبعْضِ المُحدِّثينَ من قوْلِهِم : (عبْدٌ مَعْتوق) و(عتَقَهُ) ثُلاثيٌّ غيرُ معْروفٍ، ولا قائِلَ به، فلا يُعْتَدُّ به، بلِ المُتَعَدِّي رباعيٌّ، والثُلاثيُّ لازِمٌ أبدًا. [انتهى بتصرف من المصباح والتاج]
قلتُ: وكذا قولُهُم في الدعاءِ: (اعتِقْنَا) الصوابُ فيهِ قطعُ الهمزةِ لأنَّهُ مِنَ الرباعيِّ المتعدِي، وليسَ من الثلاثيِّ. فإنْ قيلَ: إنَّهُ مِنْ بابِ حذفِ الهمزةِ على حدِّ قولِ الشاعرِ: إنْ لَمْ أقاتِلْ فالْبِسُونِي بُرْقُعَا وفَتَخَاتٍ في اليدينِ أربَعَا يريدُ: فأَلْبِسُونِي قلنا: إنَّ ذلك منَ الضرورةِ التي لا يقاسُ عليها، ومثلُه ما وردَ في قراءة ابن كثير في بعضِ الرواياتِ عنه لقولِه تعالَى: إِنَّهَا لَإحْدَى الكُبَرِ بحذفِ الهمزةِ من (إِحْدَى)، قالَ ابن جني في "باب حذف الهمزة" من "الخصائص": (قد جاءَ هذا الموضعُ في النثرِ والنظمِ جميعًا، وكلاهُمَا غيرُ مقيسٍ عليهِ إلا عندَ الضرورةِ.) انتهى. |
#4
|
|||
|
|||
وهنا فتوى للشيخ ابن عثيمين--في الدعاء بهذه الصيغة:
https://binothaimeen.net/content/4430 نسأل الله أن يجعلنا في هذه الليالي المباركة من عتقائه من النار ومن المرحومين المجبورين. |
#5
|
|||
|
|||
وفي الدعاء: (اللهُمَّ اجعلِ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبِي ونورَ صدرِي وجِلاءَ حُزْنِي وذَهابَ همِّي)، يقرؤه بعضهم: (وجَلاءَ حُزْنِي وذِهَابَ هَمِّي)، والصواب: (جِلاء) كـ(كِتاب) و(ذَهاب) كـ(سَماء).
|
#6
|
|||
|
|||
بيانُ معنَى اللفظتيْنِ والفرق بينَهَمُا علَى الضَّبْطَيْنِ (بفتحِ أوَّلِهِمَا وكسرِهِمَا):
(الجِلاءُ) بالكسرِ مأخوذٌ مِنْ قولِكَ: جلَوْتُ السيفَ والمرآةَ جَلْوًا وجِلاءً إذَا صقَلْتَهُمَا، ومنْهُ علَى المجازِ: جلَا عنْهُ الهمَّ، أَيْ: أذهَبَهُ، وهو المناسِبُ لمَا فِي الدعاءِ. وأمَّا (الجَلاءُ) بالفتحِ، فمنْ قولِكَ: جلَا عَنْ وطَنِهِ جَلاءً إذَا خرَجَ، وجليْتُهُ: أخرَجْتَهُ، يتَعَدَّى ولا يتَعَدَّى، ومنْهُ قولُهُ--: وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا، أي: الخروجَ. وأمَّا (الذَّهابُ) بالفتْحِ، فمعنَاهُ في الدعاءِ الإزالَةُ مِنْ قولِكَ: (ذَهَبَ بِهِ) أي: أزالَهُ، ومنْهُ قولُهُ--: وَأَنزلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ. وأما (الذِّهابُ) بالكسْرِ، فجمْعُ (ذِهْبَةٍ)، وهِيَ الأَمْطَارُ الضَّعِيفَةُ أو اللَّيِّنَةُ، وهُوَ-أعنِي: (الذِّهاب) بالكسرِ أيضًا-اسمُ موضعٍ، وقيلَ: هو جَبَلٌ بِعَيْنِهِ. والله أعلم. |
#7
|
|||
|
|||
ومِنْ ذلِكَ ما سمعتُه من قولِ بعضِ الداعينَ: (اللهمَّ حبِّبْنَا فِي بعضِنَا)، والصوابُ أن يعدَلَ عن هذه الصيغةِ، فيقالَ: (اللهمَّ اجعلْنَا متحابِّينَ أو متوادِّينَ)، أو يقالَ: (اللهمَّ أَلِّفْ بينَ قلوبِنَا) أو ما في هذا المعنى، وذلكَ أن كلمةَ (بعضٍ) تعنِي الطائفةَ من الشيءِ أو الجزْءَ منهُ، فيكونُ المعنى على ذلك: (اللهم حبِّبْنَا في جزءٍ منَّا)، وهو ما لا يريدُه الداعِي.
فإنْ قيلَ: قالَ بعضُ العلماءِ: إنَّ كلمةَ (بعضٍ) قد تأتِي بمعنَى (كلٍّ)، وفسّروا به قولَه--: يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم، قالُوا: أيْ: كلُّه، واستدلُوا أيضًا بقولِ لبيدٍ: أَوْ يعتلِقْ بعْضَ النفوسِ حِمَامُهَا حَمَلُوه على معنَى: (كُلَّ النفوس). فالجوابُ عن ذلك أنّ هذا الذي قالوه في تفسيرِ البعضِ بالكلّ قد ردّه الناس، فأمَّا الآية، فقيلَ فيها: إنّ مؤمنَ آلِ فرعون قالَ ذلك ليهضِمَ موسى-عليه السلام-بعضَ حقّه في ظاهرِ الكلام، فيُرِيَهم أنه ليس بكلامِ مَنْ أعطاه حقه وافيًا فَضْلًا عن أَنْ يتعصَّبَ له، وأمَّا بيتُ لَبيدٍ، فقالوا: إنَّه يعنِي نفسَه، لكنْ عرَّضَ ولمْ يصرِّحْ تفاديًا من ذكرِ موتِ نفسِه، وينظَر للفائدة تفسيرُ الآية الكريمة في "الدرّ المصون"، "وتاج العروس" مادة (ب ع ض) (18/ 245 وما بعدها). وإنْ سلَّمنَا بمجيء (بعضٍ) بمعنى (كلٍّ)، فهو أيضًا غيرُ جيدٍ في الدعاءِ لأنّ معناه يكون: (اللهمّ حببنَا في كلِّنا)، وهو كلامٌ ركيكٌ لا يليقُ بمقامِ الدعاءِ بين يدَيِ اللهِ--. والله أعلم. |
#8
|
|||
|
|||
اللــــهم بارك لنا و علينا ...ألف تحية و ألف شكر ..أحسنتـــــــــــــــــم ...
|
#9
|
|||
|
|||
اللهم آمين، وشكر لكم، وأحسن إليكم.
ومِن ذلِكَ أنَّ بعضَ الناسِ إذا قيلَ له: ألكَ حاجةٌ في كذا؟ أو نحوُ ذلك، يجيبُ بقولِهِ: (لا جزاكَ اللهُ خيرًا)، والوجهُ أن يقولَ: (لا وجزاكَ اللهُ خيرًا). وذلكَ أنَّ القولَ الأولَ يوهِمُ أنَّهُ دعاءٌ على المخاطَبِ، وهوَ من المواضعِ التي ذكرها البلاغيُّونَ في تعيُّنِ الوصلِ في مباحثِ الفصلِ والوصلِ، ومنهُ قولُ بعضِ البلغاءِ لأحدِ الملوكِ: (لا وأيَّدَكَ اللهُ). |
#10
|
|||
|
|||
وفي « إكمال المعلم بفوائد مسلم » للقاضي عياض تعليقا على قول بعض الصحابة لأبي بكر-م جميعا-لما سألهم: يَا إِخْوَتَاهْ، أَغْضَبْتُكُمْ؟ قَالُوا: لا، يَغْفِرُ اللهُ لكَ يَا أُخَىَّ، قال القاضي--: (كذا جاء فى هذا الحديث، وقد روي عن أبي بكر أنه نهى عن مثل هذا، وقال: قل: عافاك الله، رحمك الله، لا. يريد: ألا تقدم (لا) قبل الدعاء، لاقتضائها نفيه فى الظاهر، ولأنه قد يكون مثل هذا ذريعة للمجَّان وغيرهم من قصدهم هذا فى صورة الدعاء. وقد قال بعضهم: قل: لا، ويغفر الله لك، فيزول الإيهام والاحتمال.) اهـ
وقال بعض الظرفاء: إن هذه الواو أحسن من واوات الأصداغ في خدود الملاح! ينظر للفائدة « شرح الشهاب الخفاجي على درة الغواص » (ص: 140) |
#11
|
|||
|
|||
ومن ذلك قولُ بعضِ الناسِ في التَّلْبِيَةِ بالحجِّ والعمرةِ: (إن الحمدَ والنعمةَ لكَ والملكَ) يقفونَ على (الحمدَ) مع إظهارِ الفتحةِ مشبَعَةً، ثم يقفون على (النعمةَ) كذلك، والصوابُ أن توصلَ ثلاث الكلمات، ويوقَفَ على (الملك) بالسكون وقفة لطيفة، ثم يبتدَأُ بـ(لا شريكَ لك) بعدَهَا.
ويجوزُ في (النعمة) النصبُ عطفًا على اسم (إن)، وهو المشهورُ، والرفعُ على أنه مبتدأٌ، وخبرُه محذوفٌ، وكذا في (الملك)، لكَ الوجهانِ. ولكَ في (إنّ) أيضًا وجهانِ مشهورانِ، ذكرهما سيبويهِ وغيرُه، كسرُ الهمزةِ وفتحُها، فالكسرُ على الابتداءِ والاستئنافِ، وهو الأشهرُ، والفتحُ على تقديرِ اللامِ، أي: (لأنَّ الحمد)، كما قالوا في قولِه : وأنَّ هذهِ أمتُّكُمْ أمَّةً واحِدَةً وأنَا ربُّكُمْ فاتَّقُونِ، أيْ: (ولأنّ هذه أمتكم وأنا ربكم فاتقون)، والتقديرُ في التلبيةِ على هذَا: (لبيكَ لأنَّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملك). |
#12
|
|||
|
|||
ويقولُونَ: (اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ ضِلَعِ الدَّيْنِ) بكَسْرِ الضَّادِ وفتْحِ اللامِ، والصوابُ: (ضَلَعِ الدَّيْنِ) بفَتْحَتَيْنِ، قالَ ابنُ الأثيرِ في "النهاية" (3/ 96): («أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَل وضَلَعِ الدَّين» أَيْ: ثِقَلِه، والضَّلَعُ: الاعْوجاجُ، أَيْ: يُثْقِلُه حَتَّى يَميلَ صاحبُه عَنِ الاسْتِواءِ والاعْتِدَال، يُقَالُ: ضَلِعَ بِالْكَسْرِ يَضْلَعُ ضَلَعًا بِالتَّحْرِيكِ) انتهى.
وأمَّا (الضِّلَعُ) كـ(عِنَبٍ) و(جِذْعٍ)-الأولى لغةُ الحجازِ، والثانِيَةُ لغةُ تميمٍ-، فهِيَ واحِدَةُ العِظامِ التِي تَلِي الجَنْبَ والصَّدْرَ، وللإنسانِ أربَعٌ وعِشْرُونَ ضِلَعًا، وجمْعُهُ (أَضْلُعٌ) و(ضُلوعٌ) و(أضلاعٌ)، ومِنْهُ حدِيثُ النبِيِّ--: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ، كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ، لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ»، وَفي "اللسان": (وقِيلَ لِلْعُودِ الَّذِي فِيهِ انْحِناءٌ وعِرَضٌ: (ضِلَعٌ) تَشْبِيهًا بالضِّلَع الَّذِي هُوَ وَاحِدُ الأَضْلاعِ) انتهى. |
#13
|
|||
|
|||
ومِن ذلِكَ أيضًا قوْلُ بعضِهِم-وهُوَ مِنَ الدُّعاءِ المأثورِ عن رسولِ اللهِ فِي السجُودِ-: (اللهُمَّ اغفِرْ لِي ذنْبِي كلَّهُ دِقَّهُ وجُلَّهُ) بضَمِّ الجيمِ، والصوابُ: (دِقَّهُ وجِلَّهُ) بالكسْرِ فيهِمَا، أيْ: دَقِيقَهُ وجَلِيلَهُ، ومعناه: صغيرُهُ وكبيرُهُ أو قليلُهُ وكثيرُهُ.
وأمَّا (الجُلُّ) بالضَّمِّ، فهُوَ مُعْظَمُ الشَّيْءِ، يقالُ: أَخَذَ جُلَّ الشَّيْءِ وجُلالَهُ وكُبْرَهُ وعُظْمَهُ بمعنًى واحِدٍ، أيْ: مُعْظَمَهُ، وَجُلُّ الدَّابَّةِ كَثَوْبِ الْإِنْسَانِ يَلْبَسُهُ يَقِيهِ الْبَرْدَ، وَالْجَمْعُ (جِلَالٌ) وَ(أَجْلَالٌ)، والجُلُّ بالضمّ-ويُفْتَح-: الياسَمِينُ والوَردُ بأنواعِه أبْيَضُه وأحمَرُه وأصْفَرُه، وهُوَ معرَّبٌ، والجَُلُّ بالفَتح: الشِّراعُ، ويُضَمُّ، وجمعُهُ (جُلولٌ)، وَالجُلَّةُ: وِعَاءٌ مِنْ خُوصٍ يتَّخَذُ للتَّمْرِ، ويقَالُ لها أيضًا: (الخَصَفَةُ)، وَجَمْعُهَا (جِلَالٌ) و(جُلَلٌ)، وجُلُّ بيتِكَ حيْثُ ضرِبَ وبُنِيَ، والجُلُّ: اسْمُ ماءٍ، وجُلُّ بنُ حِقِّ بنِ ربيعَةَ مِنْ طَيِّئٍ. |
#14
|
|||
|
|||
وسَمِعْتُ أحدَ الأئمَّةِ يدعُو في القُنوتِ-وقد أخذَهُ مِنْ دُعاءِ الاستفتاحِ المشهورِ في الصَّلاةِ-قائلًا: (اللَّهُمَّ نَقِّنَا مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنْسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَانَا بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرْدِ)، والصَّوابُ: (مِنَ الدَّنَسِ) و(البَرَدِ) بالتحريكِ فيهِمَا.
والدَّنَسُ بفتحتينِ هو الوَسَخُ، يُقَال: دَنِسَ الثَّوْبُ والْعِرْضُ كـ(فَرِحَ) دَنَسًا ودَنَاسَةً، فَهُوَ دَنِسٌ: اتَّسَخَ، فأمَّا الذي في الثوْبِ، فشاهِدُهُ ما في دعاءِ الاستفتاحِ، وأمَّا الذي في العِرْضِ، فمِنْهُ قوْلُ الشاعِرِ: إِذَا المرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يرْتَدِيهِ جَمِيلُ وأمَّا البَرَدُ-بفتحتين أيضًا-، فهُوَ حَبُّ الغَمَامِ الذي ينْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وفِي "النهاية" لابن الأثيرِ (1/ 219، 220): (إِنَّمَا خصَّهُما [يعني الثَّلْجَ والبَرَدَ] بِالذِّكْرِ تَأْكِيدًا للطَّهارة ومبالغَة فِيهَا لِأَنَّهُمَا ماءان مَفْطُورَان عَلَى خِلْقَتِهما، لَمْ يُسْتَعْمَلَا وَلَمْ تَنَلْهُما الْأَيْدِي، وَلَمْ تخُضْهُما الأرجُل كَسَائِرِ المِياه الَّتِي خَالطَت التُّراب، وجَرت فِي الْأَنْهَارِ، وجُمعت فِي الْحِيَاضِ، فَكَانَا أحَقَّ بِكَمَالِ الطِّهَارَةِ) انتهى. ونعَمْ قد يكونُ هذَا الخطَأُ أشهَرَ من أن ينبَّهَ عليْهِ، ولكنَّهُ قد لا يكونُ كذلك لمن يأتِي مِن بعْدِنَا، وكَمْ مِن أمْرٍ قالَ فيهِ علماؤُنا: إنّه معروفٌ، وما لنَا بِهِ الآنَ مِنْ عِلْمٍ ولا إلَى معرِفَتِهِ مِنْ سبيلٍ! وأقولُ: لعلَّ هذا الإمامَ الفاضِلَ-حفظه الله-لم يقصِدْ هذَا الضبْطَ، وإنما هو من سبْقِ اللسانِ لشدةِ استغراقِهِ في الدعاءِ وإقبالِهِ على اللهِ--، ولا نزكِّي عليْهِ-سبحانه-أحدًا. |
#15
|
|||
|
|||
أمس ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان كان إمام المسجد يجتهد في دعاء القنوت ويطيل فكان يدعو بأدعية كثيرة وأطال جدا وجاء بعجائب اللحن والناس تُؤَمن بلا وعي غير أنهم أكثروا من البكاء حتى هممت أن أنهي صلاتي وأغادر
وعند لحظة الإنهاء سمعته يقول : ونعوذ بك من الحُور بعد الكُور فرفعت صوتي بالتصحيح ولكنه في انفعاله وانغماسه في الدعاء لم يسمع قولي حتى أتم الصلاة وانصرف قبل أن أدركه وكنت في صفوف متأخرة فآليت على نفسي أن أنبه على هذا اللحن الشنيع ذلك أن الصواب المفقود ( ونعوذ بك من الحَور - بفتح الحاء - بعد الكَور - بفتح الكاف ) والحَور : النقصان وأصله نقض العمامة . والكَور الإمام وأصله إتقان ليِّ العمامة وتقريب بعضه من بعض والخطأ الذي وقع فيه الداعي ليس في التركيب العربي فقط بل في المعنى أيضا لأن التعوذ من الحُور فيه حرمان من بعض نعيم الجنة نسأل الله الهداية والتوفيق |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
يوم كان ملوك الناس ملوكًا، ويوم كان شعر الناس شعرًا، وكان غناء الناس غناءً ! | محمد تبركان | حلقة الأدب والأخبار | 0 | 17-04-2017 08:32 PM |
طلب الدعاء من الغير | أم محمد | حلقة العلوم الشرعية | 8 | 11-03-2011 03:40 PM |
مسح الوجه بعد الدعاء | عائشة | حلقة العلوم الشرعية | 2 | 06-01-2011 01:08 PM |
الاعتداء في الدعاء | أبو مالك الدرعمي | حلقة العلوم الشرعية | 0 | 20-08-2010 03:05 AM |