|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
المصنفون من الملوك والأمراء
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عبده ورسوله سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، ففي تاريخ أمتنا التليد من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، ومن دلائل عظمة هذه الأمة أن جميع أبنائها كان له حظ وافر ونصيب كبير في بنائها المعرفي، وقد كان للملوك والأمراء في هذه الأمة مشاركة كبيرة في تشجيع العلماء واحتضانهم وتيسير السبل لهم، وما ذلك إلا لمعرفة قدر العلم ومقدار ما يرفع الله به الأمم، وقد كان بعض الملوك والأمراء أعظم همة في العلم، فصنفوا فيه المصنفات الجيدة، وألفوا الكتب النافعة المعجبة، ولعلنا نذكر ما تيسر لنا ذكره من هؤلاء اعترافا بفضلهم وتذكيرا بشيء من عظمة هذه الأمة ... والله المستعان! |
#2
|
|||
|
|||
فمنهم الْأَمِيرُ ابْن المعتز عبد الله بنُ مُحَمَّد-وَقيل: اسْم أَبِيه الزبير- أَبُو الْعَبَّاس بنُ المعتز بْنِ المتَوَكّلِ بْنِ المعتصم بنِ الرشيد بنِ الْمهْدي بنِ الْمَنْصُور الْأَمِيرُ الأديبُ صَاحب الشّعْرِ البديع والنثرِ الْفَائِق، أَخذ الْأَدَب والعربية عَن الْمبرد وثعلب وعَن مؤدبه أَحْمد بن سعيد الدِّمَشْقِي، مولده فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وقتل سرًّا فِي ربيعٍ الآخر سنة ستٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، ويقال له: خليفة يوم وليلة!
[ينظر الوافي للصفدي، 17/ 240] وفي تاريخ الخلفاء وغيره: (قال المعافى بن زكريا الجريري: لما خلِع المقتدر، وبويع ابن المعتز، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير الطبري، فقال: ما الخبر؟ قيل: بويع ابن المعتز، قال: فمن رشح للوزارة؟ قيل: محمد بن داود، قال: فمن ذكر للقضاء؟ قيل: أبو المثنى، فأطرق، ثم قال: هذا الأمر لا يتم، قيل له: وكيف؟ قال: كل واحد ممن سميتهم متقدم في معناه عالي الرتبة، والزمان مدبر، والدنيا مولية، وما أرى هذا إلا اضمحلال [كذا بإلغاء (أرى)]، وما أرى لمدته طولًا.) انتهى. ذكر الصَّفَديّ من مصنفاته: كتاب (الزهر والرياض)، وَكتاب (البديع)، وَكتاب (مكاتبات الإخوان بالشعر)، وَكتاب (الْجَوَارِح وَالصَّيْد)، وَكتاب (السرقات)، وَكتاب (أشعار الْمُلُوك)، وَكتاب (الْآدَاب)، وَكتاب (حلَى الْأَخْبَار)، وَكتاب (طَبَقَات الشُّعَرَاء)، وَكتاب (الْجَامِع فِي الْغناء)، وكتابٌ فِيهِ (أرجوزة فِي ذمّ الصَّبوح)، وَهُوَ أول من صنف فِي صَنْعَة الشّعْر، فَوضع كتاب (البديع) ... |
#3
|
|||
|
|||
ومن الأمراء العلماء الأميرُ المفتِي المحدّثُ النحويّ أبو الحسن علاء الدين عليّ بنُ بلْبَان الفارسيّ المصريّ الجنديّ الحنفيّ (ت 739).
سمع الحديث من الحافظ شرف الدين الدمياطيّ وغيره، وتفقه بقاضي القضاة أبي العباس أحمد السروجي، وبفخر الدين عثمان بن التركماني وغيرهما، وقرأ النحو على أبي حيان. وكان--جيد الفهم، لا يرد له عن إصابة الصواب سهم، حسن المذاكرة، كثير الفوائد في المحاضرة. وله تقدم في الدولة المظفرية، ووجاهة في الدولة الناصرية. ومن تصانيفه: (شرح كتاب الجامع تصنيف صدر الدين الخِلاطي)، ورتب (صحيح ابن حبان) على أبواب الفقه، وكذلك (معجم الطبراني الكبير) بإعانة الشيخ قطب الدين عبد الكريم، وألف سيرة لطيفة للنبىّ صلّى الله عليه وسلّم، وكتابا فى المناسك جامعا لفروع كثيرة فى المذهب الحنفي. [أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي، 3/ 312، 313] و[النجوم الزاهرة لابن تغري بردي، 9/ 321] |
#4
|
|||
|
|||
شكَر الله لكَ هذه الأحاديث الطيّبة، ونفع بكَ.
أذكُر من ذلك: الأمير الشَّاعر أسامة بن منقذ (ت 584). له ديوانُ شعرٍ جمَعه بنفسِه، وله من التَّصانيفِ: "لباب الآداب"، و"الاعتبار"، و"المنازل والديار"، و"البديع في نقد الشعر"، وغيرها. وأرجو أن يؤذَن لي بهذا التَّعليقِ: اقتباس:
والخبَرُ المذكورُ هو من نقلِ المعافَى عن بعضِ شيوخِه، فقد قال: (حدّثني بعضُ شيوخِنا أنّ بعضَهم حدّثه: أنّه لَمّا كان من خلع المقتدر في المرّة الأولى ما كان...). والله أعلم. |
#5
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا على حسْنِ إفادتِكِ.
ويبدو أن حِدْثان عهْدِي بمسألة الإلغاء في النحو أثّر عليَّ، فشكرَ اللهُ لكِ جودةَ نظرِكِ وحسْنَ تقفّيكِ الصوابَ. ومن المشهورين بلقبِ الأمير الحافظُ أبو نصرٍ علِيُّ بنُ هبةِ اللهِ المعروف بابنِ ماكولا (ت 475)، كان--من بيت الوزارة والقضاء والرئاسة القديمة، ولعلّه لقب بالأمير نسبة إلى أحد أجداده، وهو أبو دُلَفَ القاسمُ بنُ عيسى العِجْلِيّ الأميرُ الجوادُ المشهورُ، وسيأتي ذكره معنا-إن شاء الله-. ومن مصنفات أبي نصر المشهورة: (الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والألقاب) ، وَكتاب (تهذيب مستمر الأوهام)، وله كتاب (الوزراء) وغير ذلك. وإنما ذكرت أبا نصر تنبيها على فضله، ولكونه ممن اشتهر بلقب (الأمير) عند أهل العلم. |
#6
|
|||
|
|||
وجزاك مثلَه، وشكر لك.
وممّن عُرف بـ(الأمير): محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر السنباوي (ت ١٢٣٢)، صاحب الحاشية المشهورة على "مغني اللبيب" المعروفة بـ"حاشية الأمير على مغني اللبيب". وله أيضًا حاشية على "شرح الشذور". وله مصنفات في الفقه، وغير ذلك. عُرف بالأمير لأن جدّه أحمد كانت له إمرة في الصعيد. ينظر: " الأعلام" للزركلي (٧/ ٧١). |
#7
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
ومنهم الأميرُ أبو دُلَفَ العِجْلِيّ (ت 226) القاسمُ بنُ عيسَى صاحبُ الكَرَجِ وواليها، وولِيَ إمرة دِمَشْقَ للمعتصمِ، وهو أحد أجداد الحافظ ابن ماكولا كما تقدم، وكان فارسًا شجاعًا جوادًا ممدَّحًا، وإياه عنَى العكَوَّكُ الشاعرُ بقولِه: إنَّمَا الدُّنْيَا أبُو دُلَفٍ بينَ بادِيهِ ومحْتَضَرِهْ فإذَا ولَّى أبُو دُلَفٍ ولَّتِ الدُّنْيَا علَى أثَرِهْ ومن كتبه: كتاب (البُزاة والصيد) وكتاب (السلاح)، وكتاب (النُّزَه)، وكتاب (سياسة الملوك)، وغير ذلك. [ الوافي بالوفيات، 24/ 104 ] |
#8
|
|||
|
|||
ومنهُمُ الملكُ المعظَّمُ عيسَى بنُ أبي بكرِ بنِ أيوبَ السلطان شرف الدين أبو العزائم [صاحِبُ دِمَشْقَ] (ت 624) تملّك ثمانيَ سنين وثمانيةَ أشهرٍ واثنيْ عشرَ يومًا.
كانَ--فقيهًا أديبًا فاضلًا. ذكِرَ من كتبِه: شرحُ "الجامعِ الكبيرِ" [في فقه الأحناف]، ومصنّف في العروض، وله كتابُ "السهمِ المصيب في الردّ على الخطيب". قال ابن قُطْلُوبَغا: والظاهرُ أن الردّ لأبي المظفَّرِ. [لعلّه سِبْطُ ابنِ الجوزيّ]. وبلغَ مِنِ اهتمامِه--بالعلمِ أنَّهُ جعلَ لمَن يحفظُ "الجامعَ" مائتي دينارٍ، ولمن يحفظُ "المفصّلَ" مائةَ دينارٍ، ولمن يحفظ "الإيضاحَ" ثلاثين دينارًا، سوى الخِلَع. [تاج التراجم لابن قُطْلُوبَغا، ص: 225، 226 بتصرف] |
#9
|
|||
|
|||
ومِنْهُمُ المَلِكُ المؤَيَّدُ عمَادُ الدينِ أبو الفِداءِ إسمَاعيلُ بنُ علِيِّ بنِ محمودِ بنِ محمَّدِ بنِ عُمَرَ الأيوبِيُّ صاحِبُ حَماةَ (ت 732)، كَانَ--جوادًا شجاعًا عَالمًا فِي عدَّة فنون، وَكَانَ محبًّا لأهل الْعلم مقرِّبًا لَهُم.
لَهُ نظم الْحَاوِي فِي الْفِقْه، وَله تَارِيخ مليح [المختصر في أخبار البشر]، وَكتاب الكُنّاش مجلدات كَثِيرَة، وَكتاب تَقْوِيم الْبلدَانِ هذبه، وجدوله، وأجاد مَا شَاءَ، وَله كتاب الموازين جوّده، وَهُوَ صَغِير، ونظم الشّعْر والموشحات، وفَاق فِي معرفَة علم الْهَيْئَة، واقتنى كتبًا نفيسة. قَالَ الذَّهَبِيّ: كَانَ محبًّا للفضيلة وَأَهْلهَا، لَهُ محَاسِن كَثِيرَة، وَله تَارِيخ علّقت مِنْهُ أَشْيَاء. قال ابن حجَرٍ: وَلَا أعرف فِي أحد من الْمُلُوك من المدائح مَا لِابْنِ نَباتةَ والشهابِ مَحْمُود وَغَيرهمَا فِيهِ إِلَّا سيف الدولة، وَقد مدح النَّاسُ غَيرَهُمَا من الْمُلُوك كثيرًا، وَلَكِنِ اجْتمع لهذين من الْكَثْرَة والإجادة من الفحول مَا لم يتَّفق لغَيْرِهِمَا. [الوافي بالوفيات للصفَدي، 9/ 104] [الدرر الكامنة لابن حجر، 1/ 443] |
#10
|
|||
|
|||
ومنْهُمْ نشْوانُ بنُ سعيدِ بنِ نشوانَ، أبو سعيدٍ الحميريّ اليمنيّ الأميرُ العلامةُ، كانَ فقيهًا فاضلًا عارِفًا باللغةِ والنحوِ والتاريخِ وسائرِ فنونِ الأدبِ فصيحًا بليغًا شاعرًا مُجيدًا، استولَى علَى قلاعٍ وحصونٍ، وقدّمه أهلُ جبلِ صَبِرٍ حتّى صارَ ملِكًا.
وله تصانيفُ أجلّها "شمسُ العلوم وشفاءُ كلامِ العربِ من الكُلوم" في اللغةِ، وله القصيدةُ المشهورةُ التي أولُهَا: الأمرُ جِدٌّ وهوَ غيْرُ مُزاحِ فاعمَلْ لنفْسِكَ صالِحًا يَا صَاحِ ماتَ في ذي الحجّة سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ وخمسمائة. [معجم الأدباء لياقوت، 6/ 2745] |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|