ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة فقه اللغة ومعانيها
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 12-06-2008, 09:26 PM
أبو عبد الله أبو عبد الله غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الجيزة
التخصص : اللغة العربية
النوع : ذكر
المشاركات: 64
افتراضي بين السنة والعام

لا يكاد الناس يفرقون بين (السنة) و(العام) ، فيضعون إحدى الكلمتين موضع الخرى ؛ ظنا منهم أنهما مترادفتان ، وقد يقع الترادف في كلام البشر ، أما القرآن الكريم ، فبين كل لفظين من ألفاظه فرق وإن دقّ ، ولو توهم الناس الترادف .
وقد وردت (السنة) في القرآن الكريم أثناء حديثه عن الجدب ، قال : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ، وورد (العام) في الحديث عن الرخاء ، قال : ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ، فلله ما أجمل بلاغة القرآن ، وما أجمل الحياة في رحابه . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منازعة مع اقتباس
  #2  
قديم 12-06-2008, 09:31 PM
فيصل المنصور فيصل المنصور غير شاهد حالياً
مؤسس الملتقى
 
تاريخ الانضمام: May 2008
التخصص : علوم العربية
النوع : ذكر
المشاركات: 719
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل أبو عبد الله مشاهدة المشاركة
وقد يقع الترادف في كلام البشر ، أما القرآن الكريم ، فبين كل لفظين من ألفاظه فرق وإن دقّ ، ولو توهم الناس الترادف .
بارك الله فيك يا أبا عبدِ الله . أما الترادفُ في القرآنِ ، فلي فيهِ ردّ سابقٌ :

اقتباس:
الكلامُ على إمكانِ الترادفِ في الكلِمِ يطولُ . والصحيحُ الذي أرضاه ، وأرى العللَ الفطريةَ ، والواقعيةَ ، والعقليةَ تُسنِدُه وتُظاهره ، أنه يقعُ في كلامِ العربِ ، وفي كلامِ الله . ومن الخطأ أن نقصُرَ البلاغةَ في مسالكَ معدودةٍ ؛ إذ من البلاغةِ التنويعُ . ووجهُ عَلاقتِه بالبلاغةِ مراعاتُه حالَ المخاطبِ بطردِ المللِ ، واجتلابِ الجِدّةِ في الحديثِ ، وتجنّبِ التَّكرارِ ، لما له من ثِقَلٍ على النَّفوسِ . وللمعارضِ لهذا أن يلتمسَ التأويلاتِ ؛ ولكنَّ التزامَه ذلكَ سيفضي بهِ إلى ما هو أشدُّ مما هربَ منه مممَّا لا يَرضاه أحدٌ لكلامِ الله . والذي يدلُّك على ثبوتِ الترادفِ أنَّ الكلمةَ الواحدةَ في السياقِ الواحدِ ، والغرضِ الواحدِ ، تُقرأ عدَّةَ قراءاتٍ ؛ نحو وعلى أبصارهم غشوةٌ ، و غشاوةٌ ، و ( نزَّلَ وأنزل ) ؛ فلو فرقتَ بينها في المعنى ، لأسلَمَكَ هذا إلى التناقضِ . وإذا كانت العربيةُ لغةً كسائر اللغاتِ ؛ يعتوِرها ما يعتوِرُها ، وإذا كانت ليست منطِقًا ؛ وإنما مرجعُها العقلُ البشريُّ بما فيهِ من منطقٍ ، وتجوّزٍ ، وتوهُّمٍ ، وتشبيهٍ ، فلا بِدْعَ أن يكونَ في العربيةِ الألفاظُ المترادِفةِ ؛ بل لو منعنا مثلَ هذا ، لأسأنا إلى اللغةِ من حيث أردنا الإحسانَ ؛ وذلك بالاكتفاءِ بلفظٍ واحدٍ للمعنى الواحدِ ؛ فإن هذا ليس بمحمودٍ . وكلامُ الله منزّلٌ على ما يُوافق نِظامَ العربِ في كلامِهم ؛ وإنَّما يمنعُ بعضُهم الترادفَ فيهِ لتوهّمهم أنَّه أمرٌ مذمومٌ . وهذا لا يصِح ، لمخالفتِه العقلَ ، والفطرةَ البشريةَ ، ولأنَّ الترادفَ لهُ علّةٌ وجيهةٌ بيّنّا ذكرَها .



أبو قصي
__________________
(ليس شيءٌ أضرَّ على الأممِ وأسرعَ لسقوطِها من خِذلان أبنائها للسانها وإقبالهم على ألسنةِ أعدائها)
منازعة مع اقتباس
  #3  
قديم 12-06-2008, 09:54 PM
أبو عبد الله أبو عبد الله غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الجيزة
التخصص : اللغة العربية
النوع : ذكر
المشاركات: 64
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا قصيّ ، ونفعنا بكم ، وبارك فيكم ، وجمعنا في دار رحمته وكرامته
منازعة مع اقتباس
  #4  
قديم 09-05-2011, 08:17 AM
عائشة عائشة غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Jun 2008
السُّكنى في: الإمارات
التخصص : اللّغة العربيّة
النوع : أنثى
المشاركات: 7,012
افتراضي

.

قال السُّهيليُّ -- في «الرَّوض الأُنُف 3/174»:
( والسَّنة والعام وإنِ اتَّسعت العرب فيهما، واستعملَتْ كُلَّ واحدٍ منهما مكانَ الآخَرِ اتِّساعًا؛ ولكنَّ بينهما -في حُكم البلاغة، والعِلم بتنزيلِ الكلامِ- فرقًا، فخُذْهُ -أوَّلًا- مِنَ الاشتقاقِ؛ فإنَّ السَّنةَ مِن: سَنَا يَسْنُو؛ إذا دارَ حول البِئرِ، والدَّابَّةُ: هي السَّانِيةُ، فكذلك السَّنَةُ دَوْرَةٌ من دورات الشَّمس، وقد تسمَّى السَّنَةُ دارًا؛ ففي الخَبَرِ: إنَّ بين آدمَ ونوح ألفَ دارٍ؛ أي: ألف سنة. هذا أصلُ الاسم. ومِن ثَمَّ قالوا: أكلتْهم السَّنَةُ؛ فسمَّوا شِدَّة القَحْطِ سنةً؛ قال اللهُ سبحانه: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ [الأعراف: 130]، ومن ثَمَّ قيل: أسْنَتَ القومُ؛ إذا أقحطوا -وكأنَّ وَزْنَهُ أفْعَتوا، لا أفْعَلُوا، كذلك قال بعضُهم، وجعل سيبويه التَّاء بدلًا من الواوِ، فهي عنده أفعلوا-؛ لأنَّ الجدوبة والخصب معتبر بالشِّتاء والصَّيف، وحساب العَجَمِ إنَّما هو بالسِّنين الشَّمسيَّة، بها يؤرِّخون، وأصحابُ الكهف مِنْ أُمَّة عجميَّة، والنَّصارى يعرفون حديثَهم، ويؤرِّخون به، فجاء اللَّفظ في القرآن بذكر السِّنين الموافقة لحسابِهِم، وتَمَّمَ الفائدةَ بقوله: وَازْدَادُوا تِسْعًا؛ ليوافق حساب العَرَب، فإنَّ حسابَهم بالشُّهور القمريَّة؛ كالمحرَّم وصفر ونحوهما.
وانظُر -بعدَ هذا- إلى قوله: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا [يوسف: 47] الآية، ولم يقل: أعوامًا؛ ففيه شاهد لِمَا تقدَّمَ، غير أنَّه قال: ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ، ولم يقل: سنة؛ عدولًا عن اللَّفظ المشترك؛ فإن السَّنة قد يُعبَّر بها عن الشدَّة والأزمة -كما تقدَّم-، فلو قالَ: سنة؛ لذهب الوهمُ إليها; لأنَّ العام أقلُّ أيَّاما من السَّنة؛ وإنَّما دلَّت الرؤيا على سبع سنين شداد، وإذا انقضى العدد؛ فليس بعد الشِّدَّة إلا رخاءٌ، وليس في الرُّؤيا ما يدلُّ على مدَّة ذلك الرَّخاء، ولا يُمكن أن يكونَ أقلَّ من عامٍ، والزيادةُ على العام مشكوكٌ فيها، لا تقتضيها الرُّؤيا، فحكم بالأقلِّ، وترك ما يقع فيه الشَّكُّ من الزِّيادة على العامِ، فهاتان فائدتان في اللَّفظ بالعامِ في هذا الموطنِ.
وأمَّا قولُه: وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [الأحقاف: 15]؛ فإنَّما ذكر السِّنين -وهي أطول مِنَ الأعوامِ-؛ لأنه مُخبرٌ عن اكتهالِ الإنسانِ، وتمام قوَّته واستوائه، فلفظ السِّنين أَوْلَى بهذا الموطنِ؛ لأنَّها أكمل من الأعوام. وفائدة أخرى: أنَّه خبرٌ عن السِّنِّ، والسِّنُّ معتبَر بالسِّنين؛ لأنَّ أصل السنِّ في الحيوان لا يُعتبر إلا بالسَّنة الشَّمسيَّة؛ لأنَّ النِّتاج والحمل يكون بالرَّبيع والصَّيف، حتَّى قيل: رِبْعِيّ للبكير، وصَيْفِيّ للمؤخر؛ قال الرَّاجز:
إنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ أفلحَ مَن كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ
فاستعملَه في الآدميِّين. فلمَّا قيلَ في الفصيل ونحوه: ابن سنة، وابن سنتين؛ قيل ذلك في الآدميِّين، وإن كان أصله في الماشية -لِمَا قدَّمْنا-.
وأمَّا قوله: (وحملُه وفصالُه في عامَيْنِ) [ كذا، والصَّوابُ: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ [لقمان] ]؛ فلأنَّه قال سبحانه: يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة: 189]؛ فالرضاع من الأحكام الشرعيَّة، وقد قصرنا فيها على الحساب بالأهلَّة، وكذلك قوله: يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا [التوبة: 37]، ولم يقل: سنة؛ لأنه يعني شهر المحرم وربيع إلى آخر العام، ولم يكونوا يحسبون بأيلول ولا بتشرين ولا بيَنير، وهي الشُّهور الشَّمسيَّة.
وقوله سبحانه: فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ [البقرة:259]: إخبارٌ منه لمحمَّد وأمَّته، وحسابُهم بالأعوام والأهلَّة، كما وقَّت لهم سبحانه.
وقوله سبحانه في قصَّة نوح: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا [العنكبوت: 140] قيل: إنَّما ذكر أوَّلا السنين؛ لأنَّه كان في شدائد مدَّته كلّها، إلَّا خمسين عامًا منذ جاءه الفرجُ، وأتاه الغوثُ، ويجوز أن يكون الله سبحانه عَلِمَ أنَّ عمره كان ألفًا، إلا أنَّ الخمسين منها كانت أعوامًا، فيكون عمره ألف سنة تنقص منها ما بين السنين الشمسية والقمرية في الخمسين خاصَّة؛ لأن خمسين عامًا بحساب الأهلة أقلّ من خمسين سنة شمسية بنحو عام ونصف، فإن كان الله سبحانه قد علم هذا من عمره؛ فاللَّفظ موافق لهذا المعنَى، وإلا ففي القول الأوَّل مقنع، والله أعلم بما أراد.
فتأمَّل هذا؛ فإنَّ العلم بتنزيل الكلامِ، ووضع الألفاظ في مواضعها اللائقة بها؛ يفتح لك بابًا من العلم بإعجاز القرآن، وابن هذا الأصل تعرف المعنى في قوله : فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج: 4]، وقوله : وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [الحج: 47] وأنَّه كلام ورد في معرض التَّكثير والتَّفخيم؛ لطول ذلك اليوم، والسنةُ أطولُ من العام -كما تقدَّم-؛ فلفظُها أليق بهذا المقام ) انتهى.
منازعة مع اقتباس
  #5  
قديم 09-05-2011, 09:33 AM
السئول السئول غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2011
التخصص : هندسة
النوع : ذكر
المشاركات: 81
افتراضي

لماذا إذا قالوا عام الفيل على ما فيه من شر وبلاء ؟؟
منازعة مع اقتباس
  #6  
قديم 21-05-2011, 07:58 PM
البدر البدر غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: May 2011
التخصص : فيزياء
النوع : ذكر
المشاركات: 7
افتراضي

جميل طرحكم .

اضافة لما طرحه أخي السئول,

( عام الرمادة ) مع مافيه اختبار وبلاء للمسلمين !!

بارك الله في الجميع
منازعة مع اقتباس
  #7  
قديم 04-06-2011, 01:12 PM
أبو حفص أبو حفص غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2010
التخصص : طالب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 44
افتراضي

ويُقال عام الحزن!
ولا يصحّ.

والجواب عن هذه الأسئلة: أنَّها مِن وضعِ المتأخّرين من كُتَّاب السِّيَر والتاريخ ..
ولا أعلَمُ أنهم كانوا يسمّون تلك الأزمنة بهذه الأسماء.
والله أعلَم -فقد أكون واهماً- .
منازعة مع اقتباس
  #8  
قديم 04-06-2011, 01:23 PM
أبو حفص أبو حفص غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2010
التخصص : طالب علم
النوع : ذكر
المشاركات: 44
افتراضي

اطلعتُ على جواب الأستاذ الفاضل أبي قصي ؛ فراقني رأيه وتوجيهه، إلا أنَّني أحبُّ أن أجمع بين الرأيين! وليس ذلك بعسير .
فمنع الترادف إنما المقصود منه أن ليس في اللغة العربية كلمة تشبه الأخرى -تماماً- بكل ما تعنيه الكلمة .
وإثبات الترادف -أحياناً- للتنوّع وحسن الخطاب لا يعني المشابهة التامة من كل الوجوه .
وكِلا الرأيين يُثْبِتُ الفصاحة البديعة والبلاغة في اللغة العربية.
ومراعاة استعمال كليهما عند المتمرِّسِين والعالِمين بهذا الشأن يُعدُّ مِن معجزات الله التي وضعَها في بعض بني البشر .

وتقبَّلوا خالص شكري وتقديري.
أخوكم : أبو حفص الكرخي.
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
كيف تفرق بين الضاد والظاء ؟! فيصل المنصور حلقة العروض والإملاء 17 18-03-2017 04:19 PM
نقاش : أأهل السنة والجماعة أبرع في البلاغة أم غيرهم ؟ صريع الغواني حلقة البلاغة والنقد 12 09-11-2010 03:24 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 07:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ