|
#1
|
|||
|
|||
طلب الدعاء من الغير
سئل العلامة ابن عثيمين --: ما الحكم إذا رأينا شخصًا نتوخى فيه الصلاح وطلبنا منه أن يدعوَ لنا؟ ... فأجاب: طلب الدعاء من شخص تُرجى إجابة دعائه: إن كان لعمومِ المسلمين؛ فلا بأس به؛ مثل أن يقول شخص لآخر: ادعُ الله أن يعزَّ المسلمين، وأن يصلح ذات بينهم، وادعُ الله أن يُصلح ولاتَهم، وما أشبه ذلك. أما إذا كان خاصًّا بالشخص السائل الطالبِ من أخيه أن يدعوَ له: فهذا قد يكون من المسألة المذمومة؛ إلا إذا قصد الإنسان بذلك نفع أخيه الدَّاعي له؛ وذلك لأن أخاه إذا دعا له بظهر الغيب قال الملَك: آمين ولك بمثله، وكذلك إذا دعا له أخوهُ فإنه قد أتى إحسانًا إليه، والإحسان يُثاب عليه؛ فينبغي عليه أن يُلاحظ مَن طلب من أخيه أن يدعوَ له فائدة الأخ الداعي. على أن طلب الدعاء من الغير قد يترتب عليه مفسدة؛ وهي: أن هذا الغير يُعجب بنفسه، ويرى أنه أهل لإجابة الدعاء. وفيه -أيضًا-: أن هذا الطالب من الغير أن يدعوَ له؛ قد يعتمد على دعاء المطلوب؛ فلا يُلح هو على ربِّه بالدعاء، بل يعتمد على دعاء غيره. وكِلا المفسدتين شرٌّ. والذي أنصح به إخواني: أن يكونوا هم الذين يدعون اللهَ -عزَّ وجلَّ-؛ لأن الدعاء عبادة، والدعاء مُصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه، وشعور المرء بأن الله -- قادر على أن يمده بفضله. [كتاب الدعوة (5)، للشيخ ابن عثيمين --، (2/145-146)، بواسطة "فتاوى علماء البلد الحرام"، (1699)]. |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرًا.
ها هنا كلام لابن تيمية--، لعلي أنشط لنقله. |
#3
|
|||
|
|||
وسئل الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:
هل يجوز طلب الدعاء من شخص يُظن فيه الصلاح؟ فأجاب: لا مانع؛ بشرط: أن لا يكون ذلك أمرًا مستمرًّا ودائمًا، وهذا ورد فيه النهي عن بعضِ السَّلف. أما أن يُجعلَ ذلك في بعض الأحيان القليلة أو النادرة؛ فلا نُحرِّم مثل هذه الصُّورة. والله -- أعلم. [اللقاء الثاني من لقاءات غرفة (علم وعمل)، (30:47)]. |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
قال الإمام ابن مفلح -رحمهُ الله-: ( قال الشَّيخ تقي الدِّين -رحمهُ الله-: اللهُ هو الذي خلق السبب والمسبب، والدعاء من جملة الأسباب التي يُقدِّرها، فالالتِفات إلى الأسباب شِركٌ في التَّوحيد، ومحوُ الأسباب أن تكون أسبابًا نقصٌ في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكُليَّة قدحٌ في الشَّرع؛ بل العبد يجب أن يكون توكُّله ودُعاؤه وسؤاله ورغبتُه إلى الله -سبحانَه و-، والله يقدِّر له من الأسباب من دعاء الخلق وغير ذلك ما يشاء. إلى أن قال: ولم يأمر اللهُ مخلوقًا شيئًا، لم يأمر الله المخلوقَ المسؤول بما أمر اللهُ العبدَ به أمرَ إيجابٍ أو استِحباب. إلى أن قال: والمقصود أن الله لم يأمر مخلوقًا أن يسأل مخلوقًا إلا ما كان مصلحةً لذلك المخلوق المسؤول -إما واجب، وإما مستحب-؛ فإنَّه -سبحانَه- لا يطلب من العبد إلا ذلك؛ فكيف يأمر غيرَه أن يطلب منه غير ذلك؟! بل قد حرَّم على العبد أن يسأل العبدَ مسألة إلا عند الضرورة، وإن كان إعطاء المال مستحبًّا. إلى أن قال: الأصل في سؤال الخلق أن يكون محرَّمًا؛ فإنَّما يُباح للحاجة، فإن فيه الظلمَ المتعلِّق بحقِّ الله --، وظلمَ العِباد، وظلمَ العبد لنفسه ). وقد وجدتُ كلام ابن تيميَّة بتمامِه في "الواسطة بين الحق والخلق" -لمن أراد مُراجعته-. |
#5
|
|||
|
|||
رغبة في مزيد من التوجيه
قرأت في كتاب ( بهجة المجالس ) لابن عبد البر القرطبي ، في باب التوديع والفراق :
وَدَّعَ رسولُ اللهِ عُمَرَ بنَ الخطابِ في مَسِيرِهِ إلى العُمْرةِ ، فقال : يا أخي ، لا تَنْسَنَا من دُعائِكَ . فلنا في رسول الله أسوةٌ . |
#6
|
|||
|
|||
اقتباس:
ولعلي من المناسب أن أنقل طرفًا من كلام ابن تيميَّة المشار إليه آنفًا في كتاب "الواسطة بين الحق والخلق"، قال: ( الدعاء مشروع، أن يدعو الأعلى للأدنى، والأدنى للأعلى فطلب الشفاعة والدعاء من الأنبياء كما كان المسلمون يستشفعون بالنبي في الاستسقاء، ويطلبون منه الدعاء، بل وكذلك بعده استسقى عمر والمسلمون بالعباس عمه، والناس يطلبون الشفاعة يوم القيامة من الأنبياء، ومحمد وهو سيد الشفعاء، وله شفاعات يختص بها ومع هذا؛ فقد ثبت في "الصحيحين": عن النبي أنه قال : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها درجة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون ذلك العبد، فمن سأل الله لى الوسيلة حَلت عليه شفاعتى يوم القيامة ". وقد قال لعمر -لما أراد أن يعتمر وودعه-: " يا أخي لا تنسني من دعائك ". فالنبي قد طلب من أمته أن يدعوا له، ولكن ليس ذلك من باب سؤالهم؛ بل أمرُه بذلك لهم كأمرِه لهم بسائر الطاعات التى يثابون عليها، مع أنه له مثل أجورهم فى كل ما يعملونه، فإنه قد صح عنه أنه قال : " مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجر مثل أجور من اتبعه مِن غير أن ينقص مِن أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوِزْر مثل أوزار مَن اتبعه مِن غير أن ينقص مِن أوزارهم شيئًا "، وهو داعي الأمة إلى كل هدى، فله مثل أجورهم فى كل ما اتبعوه فيه . وكذلك إذا صلوا عليه، فإن الله يصلي على أحدهم عشرًا، وله مثل أجورهم مع ما يستجيبه مِن دعائهم له، فذلك الدعاء قد أعطاهم الله أجرهم عليه، وصار ما حصل له به مِن النفع نعمة من الله عليه، وقد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال : " ما مِن رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكًا، كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به: آمين ولك مثل ذلك "، وفى حديث آخر: " أسرع الدعاء دعوة غائب لغائب ". فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له، وإن كان الداعي دون المدعو له، فدعاء المؤمن لأخيه ينتفع به الداعي والمدعو له. فمن قال لغيره: ادع لي وقصد انتفاعهما جميعًا بذلك؛ كان هو وأخوه متعاونين على البر والتقوى، فهو نبَّه المسؤول وأشار عليه بما ينفعهما، والمسؤول فعل ما ينفعهما، بمنزلة مَن يأمر غيره ببِرٍّ وتقوى، فيثاب المأمور على فِعله، والآمر أيضًا يثاب مثل ثوابه؛ لكونه دعا إليه ...). وتجدر الإشارة إلى أن حديث: ( لا تنسنا يا أخي من دعائك ) ضعَّفه بعضُ أهل العلم؛ منهم: الإمام الألباني -كما في "ضعيف الجامع" (6278 ، 6377)، والإمام ابن عثيمين -كما في شرحه لرياض الصالحين-، ولعلي أنقلُ -لاحقًا-إن شاء الله- كلامَه فيه. |
#7
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم جميعًا.
ذُكِرَ عَنْ إبراهيمَ النَّخَعيِّ أنَّه قِيلَ له: ادعُ لنا. فَكَرِهَ ذلك، واشتدَّ عليه. وقيلَ لعُمَرَ مرَّةً: ادعُ لنا! فقال: أأنبياء نَحْن؟! نقله ابنُ رَجَبٍ في بعضِ مُصنَّفاته. [ يُنظَر: " المنتقَى النَّفيس من تلبيس إبليس ": 386 ]. |
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
وهذا الذي ذكره الشيخ--هو ما نقصِده من قولنا-في بعض الأحيان-: (لا تنسنا من دعائك)، ولا نتخذ ذلك عادةً أو ديدنًا. وأصل هذا الكلام في مجموع فتاويه، وقد استلّه الشيخ محمد بن جميل زينو--من المجموع، وطبعه في رسالة مفردة باسم (الواسطة بين الحق والخلق) كما تفضلتِ. اقتباس:
وفي شعب الإيمان: عن عبيد الله بن أبي صالح قال: دخلت علي طاوس و أنا مريض فقلت : يا أبا عبد الرحمن ادع لنا فقال : ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه. وهذا من ورعه- -، كما قال أحد السلف: (ما أمن النفاق من أمن النفاق)، وكذلك ما ورد من نهي السلف عن ذلك، فمحمولٌ على الإكثار الذي قد يفضي إلى العُجْب أو الرياء. والله أعلم. |
#9
|
|||
|
|||
على الإضافات النافعة.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- في "شرح رياض الصالحين": ( وأما حديث عمر بن الخطاب -رضيَ اللهُ عنه- أنَّه أراد أن يعتمر، فقال له النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " لا تَنسنا يا أخي من دُعائك -أو أشرِكنا- يا أخي في دعائك "؛ فهذا حديث ضعيفٌ -وإن صحَّحه المؤلِّف-؛ فإن المؤلِّف -رحمهُ اللهُ- له منهجه الذي منه: أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال؛ فإنه يتساهل في الحُكم عليه، والعمل به. وهذا وإن صدر عن حُسن نيَّة؛ لكن الواجب اتِّباع الحق، فالصَّحيح صحيح، والضَّعيف ضعيف، وفضائل الأعمال تُدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة. نعم، أمر النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مَن رأى أُويسًا القَرَْني -أو القَرَْني- أن يَطلب منه الدُّعاء، لكن هذا خاص به؛ لأنه كان رجلًا بارًّا بأمِّه، وأراد الله -سُبحانه وتَعالى- أن يَرفع ذِكرَه في هذه الدُّنيا قبل جزاء الآخرة. ولهذا لم يأمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-بأن يَطلب أحدٌ مِن أحد أن يدعوَ له -مع أن هناك مَن هو أفضل مِن أويس-؛ فأبو بكر أفضل مِن أويس -بلا شكٍّ-، وغيره من الصَّحابة أفضل منه -مِن حيث الصُّحبة-، وما أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أحدًا أن يطلب الدُّعاء مِن أحد. فالصَّواب: أنه لا ينبغي أن يطلب أحدٌ الدُّعاء من غيره -ولو كان رجلًا صالِحًا-؛ وذلك لأن هذا ليس مِن هدي النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ولا مِن هدي خلفائه الرَّاشدين. أمَّا إذا كان الدُّعاء عامًّا؛ يعني: تريد أن تطلب مِن هذا الرَّجل الصَّالح أن يدعو بدُعاء عامٍّ؛ كأنَّ تطلب منه أن يدعو الله بالغيث، أو يرفع الفتن عن النَّاس، أو ما شابه ذلك؛ فلا بأس؛ لأنَّ هذا لمصلحة غيرِك، كما لو سألتَ المال للفقير؛ فإنك لا تُلام على هذا ولا تُذم. وكذلك النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: فإن سؤال الصَّحابة له مِن خصوصياته؛ يَسألونه أن يدعو اللهَ لهم، كما قال الرَّجل حين حدَّث النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن السَّبعين ألفًا الذين يَدخلون الجنَّة بغير حساب ولا عذاب، فقام عكاشة بن محصن، قال: ادعُ الله أن يجعلني منهم. قال: " أنتَ مِنهم "، ثم قام رجل آخر فقال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " سَبَقك بها عُكَّاشة ". وكما قالت المرأة التي تصرع، حيث طلبت من النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يدعو الله لها. فقال: " إن شئتِ دعوتُ اللهَ لك، وإن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنةُ "، فقالت: أصبِرُ، ولكن ادعُ الله أن لا تنكشف عورتي. فالحاصل: أن الرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- من خصوصياته ان يُسأل الدُّعاء، أما غيرُه فلا. نعم؛ لو أراد الإنسانُ أن يَسأل مِن غيره الدُّعاء وقصده مصلحة الغير؛ يعني: يريد أن الله يُثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه، أو أن الله يَستجيب دعوته؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب؛ قال المَلَك: آمين ولك بمثل. فالأعمال بالنيَّات، هذا ما نوى لمصلحة نفسِه خاصة، بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدُّعاء، فالأعمال بالنيات. أمَّا المصلحة الخاصة؛ فهذا كما قال الشافعي -رحمهُ اللهُ- يدخل في المسألة المذمومة؛ وقد بايع النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئًا ). [نقلًا من "شرح رياض الصالحين"، باب زيارة أهلِ الخير ومجالستهم وصُحبتهم]. |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسباب إجابة الدعاء وموانعها | أم محمد | حلقة العلوم الشرعية | 1 | 13-03-2011 05:49 PM |
الدعاء من منظور جديد | عزت لبيب | حلقة العلوم الشرعية | 8 | 11-03-2011 02:30 PM |
مسح الوجه بعد الدعاء | عائشة | حلقة العلوم الشرعية | 2 | 06-01-2011 01:08 PM |
الاعتداء في الدعاء | أبو مالك الدرعمي | حلقة العلوم الشرعية | 0 | 20-08-2010 03:05 AM |