نزهة الفاكه في روضة الفواكه

[عائشة]

.

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمّا بعد:

فهذا مجموعٌ لطيفٌ، أذكرُ فيه -إن شاء اللهُ- ما أَستَحْسِنُ ممَّا قالَ الشُّعراءُ في الفَواكِهِ وأوصافِها، علَى تعدُّدِ أصْنافِها، وسمَّيتُه «نُزْهةَ الفاكِه في رَوْضةِ الفَواكِه»، آمِلةً أن يكونَ فيهِ للعَيْنِ مَرْتَعٌ، وللنَّفْسِ مُسْتَمْتَعٌ. فدُونَكَ مجموعًا كالرَّوْضِ الأَنيقِ، مَصُونًا عمَّا لا يَلِيقُ.

وباللهِ التَّوفيقُ.

[عائشة]

.

لأبي الحُسَينِ محمَّد بن عُمَرَ الثّغريّ في وصفِ التَّمْرِ:

.

أَمَا تَرَى التَّمْرَ يَحْكِي في الـحُسْنِ للنُّظَّارِ

مَخـــــــازِنًا مِــــــنْ عَقِيـــقٍ قَدْ قُمِّـعَتْ بِنُضَــــــارِ

كأنَّمــــــــــــا زَعْفَــــــــــــــرانٌ فِيهِ مَعَ الشّـهْدِ جَارِ

.

[ يتيمة الدّهر 2/ 441 ]

[عائشة]

.

حضر الأديبُ أحمد بن الشقاق عند القائد ابن دري بجيَّان،

هو وأبو زيد ابنُ مَقَانا الأشبونيّ،

فأحضر لهما عِنَبًا أسود مغطًّى بورق أخضر،

فارتجل ابنُ الشقاق:

عِنَبٌ تَطَلَّعَ مِن حَشَا وَرَقٍ لنا صُبِغَتْ غَلائِلُ جِلْدِهِ بالإِثْـمِدِ

فكأَنَّهُ مِن بَيْنِهِنَّ كَواكِبٌ كُسِفَتْ فلاحَتْ في سَمَاءِ زَبَرْجَدِ

.

[ نفح الطيب 3/ 264 ]

[محمد بن عبد الحي]

وهذا حديثٌ لذيذٌ !
ولا يحضرني فيه شيءٌ، غير أنِّي أحببتُ أن أؤدِّي حقَّ الشكر، إذ كنَّا قد حُرِمْنا التشكُّر لإخواننا. وأن أطلُب تعجيل الموز بالذِّكر حفِظَكم الله !
وقد قيلَ في قوله : (وطلْحٍ منضودٍ) إنه الموز.

[عائشة]

أشكرُ لكَ تشجيعَكَ الطيّبَ، فجزاكَ الله خيرًا. ونسألُ الله مِن فضلِه.

وقد ذكَروا عن الإمامِ مالكِ بن أنسٍ -رَحِمَهُ اللهُ- أنّه كان يُعجِبه الموزُ. يُنظر: "ترتيب المدارك" (1/ 125).

وممَّا قيلَ في وَصْفِ الـمَوْزِ:

مَـــــوْزٌ حَـــــــلَا فكــــــأنَّه عَسَلٌ ولكِنْ غَيْــرُ جَـارِ

ذو باطِـــنٍ مِثْلِ الأَقَــا حِ وظاهِرٍ مِثْلِ النُّضَـارِ

يَحْكِـــــــي إذَا قَشَّـــــــرْتَهُ أَنْيَـابَ أَفْيَـــــــالٍ صِــــغَارِ

[ نهاية الأرب 11/ 71 ط. العلمية ]

وقال نجم الدِّين بن إسرائيلَ يصفُه:

أَنْعَــــتُ لــــي مَــــــــوْزًا شَــهِيَّ المنظَرِ

مُسْتَحْكِمَ النُّضْجِ لذيذَ الـمَخْبَرِ

كأنَّــــــــهُ في جِــــــــلْدِهِ الـمُعَصْـــــــفَرِ

لَفَّــــــاتُ زُبْــــدٍ عُجِــنَتْ بِسُــــــــكَّرِ

[ نهاية الأرب 11/ 72 ط. العلمية ]

[ابو ربيع]

اشكر لك ان اتحفتنا بهذه القطوف الرائعة

[أحمد البخاري]

أحببتُ أن أسجّل شكري لأستاذتنا على هذا الحديث الطَّيِّب اللَّذيذ، فبارك الله فيكم
وهذه لطيفة تتعلَّقُ بالموز، لكاتبها:

يا حُسنَ فاكهةٍ رَمَتْ بوَقارِي تاهَتْ على ثُمُرٍ بثَوبِ نُضارِ
يَنسَلُّ عن مثلِ الشِّهادِ أَذوقُهُ فأَميلُ من طَربٍ بغَيرِ عُقارِ
لانَتْ فَساغَت في الحُلوقِ فأَسلَمَت يَدَها الثِّمارُ لحُكمها بصَغارِ
قالَتْ لِشانئها: هُديتُ لمالكٍ فأحبَّني، فالْحَقْ إذًا بغُباري

قالت لشانئها، أي: لمن يشنؤها ويحسُدها من الثِّمار

[عائشة]

شكرَ اللهُ لكم تشجيعَكم الطيّبَ.

.

ما شاء الله! لطيفةٌ بديعةٌ، تشهَدُ لقائلِها بإجادةِ الوَصْف، وإحسانِ الرَّصْف.

بارك اللهُ فيكَ.

.

.

.

لأبي طالبٍ المأمونيِّ في رُمَّانةٍ:

رُمَّـــانةٌ ما زِلْتُ مُسْتَخْـرِجًا في الـجَامِ مِنْ حُقَّتِها جَوْهَـرا

فالجَـامُ أرضٌ وبَناني حَيًا تُـمْطِرُ مِنْـــــهَا ذَهَــــــــبًا أَحْمَـــرا

.

[ يتيمة الدهر 4/ 206 ]

[عائشة]

.

قالَ السَّرِيُّ الرَّفَّاءُ يَصِفُ الدَّسْتَنبُويَه:

وقَريبـــــةٍ من كُلِّ قلْبٍ إنْ بَدَتْ للـمَــــــــــرْءِ أَدْنَـــــــــاها إليــــــــــهِ وقَــــــرَّبا

رَوَّى القُلوبَ نَسـيمُها وتَلَهَّبَتْ حُسْنًا فأَذْكَتْ في القُلوبِ تَلَهُّبا

صَـفْــراءُ ما عَنَّتْ لِعَيْنَــيْ ناظِــــرٍ إلَّا تَوَهَّـــــــمَها سِـــــــــنانًا مُذْهَــــــــــــبَا

فكــأنَّها ذَهَـبٌ حَــــــوَى كافُـــورةً فغَــــــــــــدا برَيَّـــــــاها وراحَ مُطَــــــــــيَّبا

[ ديوانه 99 ]

.

الدَّسْتَنبُويَه: هو الشَّمَّامُ بالفارسيَّةِ، انظرْ: "القاموس المحيط" (شمم).

[أحمد البخاري]

ما شاء الله !



وفي الرُّمّان أيضًا للباخَرزيّ:

ورُمّانةٍ شَقَّها الإكتنازُ وما مسَّها قَطُّ نابٌ وظُفْرُ
فأَضحَتْ كما يَفغَرُ اللَّيثُ فاهُ وأنيابُهُ من دَمِ الصَّيدِ حُمْرُ

[ الكشف والتَّنبيه، للصَّفديّ، ص:366]

[عائشة]

شكرَ اللهُ لكَ اهتمامَكَ.

.

.

.

قالَ أبو الفتحِ البستيُّ:

فَـــــتًى جَمَـــــعَ العَليـاءَ عِلْمًا وعِفَّــــــةً وجُــــــودًا وبأسًــــا لا يُفيــقُ فَواقا

كما جَمَعَ التُّفَّاحُ شَـــــكْلًا وصِبغةً ورائحــــــــــةً محبـــــــــوبةً ومَـــــــــذاقا

[ ديوانه 137 ]

وكتبَ ابن محرز الزّهريّ مع تفَّاحةٍ أهداها:

بَعَـــــثْتُ بهــــا علَى عَجَــــلٍ ووُدٍّ خــــــــالصٍ صَـــدَقَكْ

فخُــــذْ مِن لَوْنِــها خَجَــــلي وخُذْ مِنْ عِطْرِها خُلُقَكْ

[ تحفة القادم 252 ]

[أحمد البخاري]

شكرًا لكم



لابن خَفاجة، في ثمارِ النَّارنج:

ومَحمولةٍ فوقَ المناكبِ عِزَّةً لَها نَسبٌ في رَوضةِ الحَزْنِ مُعرِقُ
رأَيتُ بمَرآها المُنى كيفَ تلتَقي وشَملَ رياحِ الطِّيبِ وهْيَ تَفَرَّقُ
يُضاحكُها ثَغرٌ من الشَّمسِ واضحٌ ويَلحَظُها طَرفٌ من الماءِ أَزرَقُ
وتُجْلى بها للماءِ والنَّارِ صورةٌ تَروقُ فطَرفي حيثُ يَغرقُ يُحرَقُ

[ديوانه، ص:165]

[عائشة]

سبحان الله! كانَ في نيَّتي أن أنقلَ أبياتَ ابنِ خفاجةَ، حتّى إنَّني تركتُ صفحةَ الدِّيوانِ مفتوحةً لأعودَ إليها، فسبقتَ إلَى ذلكَ، فشكرًا لكَ.

.

.

.

لطيفة

لبعضِهم:

وشادنٍ قلتُ له صِفْ لنا بُستانَنا الزَّاهي ونارَنْجَنا

فقالَ لي بُستانُكم جَنَّةٌ ومَن جَنَى النَّارَنْجَ نارًا جَنَى

ولآخَر:

إنَّ في بُستاننا نارَنْجَنا مَن جَنَى نارَنْجَنا نارًا جَنَى

[ انظر: «تاج العروس 6/ 236» (نرج) ]

[عائشة]

.

قالَ محمَّد بن عطيَّة بن حيَّان الكاتب القيروانيُّ:

.

ومِشْمِشٍ ما بَدَا يَوْمًا لِذِي بَصَـــرٍ إلَّا وأصْبَحَ بَيْنَ العُجْبِ والعَجَبِ

كـــــأنَّ مَـخْـــبَرَهُ وَصْــــــــفًا ومَنظَـــــــرَهُ شُـــهْدٌ تَكَنَّـــــفَهُ قِشْــــــرٌ مِنَ الذَّهَبِ

.

[ غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات 108 ]

[أحمد البخاري]

شكرًا لكم



شمس الدِّين الخيَّاط الدِّمشقيُّ:

لَوزيُّ جِلَّقَ شَيءٌ يذوبُ قَلبي عليهِ
كالسَّلسبيلِ ولكنْ كيفَ السَّبيلُ إليهِ

ولهُ أيضًا:

حبَّذا مِشمشٌ يَروقُ لطَرفي منهُ حُسْنٌ، حديثُهُ مَشهورُ
قَد سَباني بحُبِّهِ فهْوَ مْثلي أَصفَرُ الجِسمِ قلبُهُ مَكسورُ

[ الوافي بالوفيات، 5/188]

لطيفة

للصَّفيّ الحلِّيّ، يطلب مشمشاً:

يا جَواداً أَكُفُّهُ في مَجالِ الْــ ــحَربِ حَتفٌ وفي النَّوالِ غَمامَه
جُد بتَضعيفِ عَكسِ مَشطورِ تَصحيْــــفِ مُثَنَّى تَرخيمِ مِثلِ عَلامَه

[ الوافي بالوفيات، 3/78]
مثل علامة: سِمَة، فإذا فُعل بها كلُّ ذلك صارت: مشمش