ما الطريقة الصحيحة لتلخيص كتاب في اللغة ؟

[النبأ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أرجو من أهل الخبرة إفادتي في الطريقة الصحيحة لتلخيص كتاب من اللغة .. كيف ستكون البداية ومن أين ؟!!
وجزاكم الله كل خير ..

[أمين الجابري]

حسب تجربتي الشخصية أفرز الفوائد والخلاف النحوي أو اللغوي من ثم اجمع القواعد النحوية مرتبة حسب الأبواب لاأهتم كثيرا بالاستطرادات والأشياء التي لاتخدم اللغة

[متبع]

سؤال جيد .
بارك الله في السائل والمجيب .

[عبد المؤمن أيمن]

السؤال مهم جدا ونحتاج إلى مزيد من الإثراء والإفادة حول هذا الموضوع .
كيف نخلص الكتب عموما ؟ وكيف نلخص الكتب اللغوية ؟ وهل هناك كتب ألفت حول هذا الموضوع ؟؟

[صالح العَمْري]

بارك الله فيكم.
أخبرني بعض إخواني من طلبة العلم أن الشيخ عبد الكريم الخضير سئل عن أحسن مختصر أو تلخيص لكتاب كذا، وأظنه تفسير ابن كثير، فقال: أحسن مختصر له ما اختصرته أنت ولخصته بنفسك.
وأقول: إنما ذلك لأن العالم الذي اختصر الكتاب لا يدري ما الذي تعرفه من الكتاب وما الذي تجهله، ولا يدري ما الذي تحرص على معرفته في وقتك هذا وما كان غير ذلك.
فعلى هذا أقول: لخص الكتاب بنفسك، اقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، واجعل عندك كراسة وأقلاما، فكل شيء ترى أنك تحرص على معرفته، وتحب أن يكون من محفوظك، وتكره أن يفوتك العلم به، فاكتبه وقيده، واكتب بجواره رقم الصفحة من الكتاب ليسهل عليك الرجوع إلى ذلك الموضع من الكتاب إن احتجت إلى ذلك، وامض في ذلك حتى تفرغ من الكتاب، ولتكن قراءتك سريعة، أو ليكن ذلك نظرا سريعا لا قراءة، فإنك إذا نظرت إلى الصفحة نظرة واحدة عرفت ما الذي تريده منها، ولا تقرأ قراءة تدقيق لأنك تريد الاختيار والانتقاء، ولا تريد دراسة الكتاب كله.
فهذا تلخيص كاف، فإن أردت خطوة ثانية تتمم ما عملتَه وتزيده قربا وسهولة، فعد على هذا التلخيص ورتبه على ترتيب تختاره أنت.
ومثال ذلك أن تلخص شرح قصيدة، فإذا أتيت بعد فراغك إلى هذا الملخص وجدت الشارح ذكر مسألة نحوية تتعلق بالمبتدأ والخبر في شرح البيت الأول، ثم ذكر مسألة أخرى من الباب نفسه في شرح البيت العاشر، ومسألة ثالثة في شرح البيت الخامس عشر، وهكذا، فتتشتت هذه المسائل في ملخصك هذا، فتعود على هذا الملخص بالترتيب، فترتب الفوائد النحوية على أبواب النحو، ثم ترتب الفوائد اللغوية على حروف الهجاء إن أمكن ذلك، وإن كانت قليلة فلا حاجة لترتيبها لقلتها، ثم تعزل ما اخترته من الشواهد والأبيات فتجعلها في باب واحد بعد أن كانت متفرقة في المختصر، وهكذا.
فإذا فعلت ذلك سهل عليك حفظ هذا المختصر جدا، وقد لخصتُ بعض الكتب الكبيرة في أوراق قليلة، واستفدتُ من ذلك فائدة لا أستطيع أن أصفها، فبعد ما كانت الفوائد متفرقة في الكتاب، تجد هنا فائدة، ثم تجد بعد ثلاث صفحات فائدة أخرى، جمعتُها كلها في موضع واحد لا يفصل بينها شيء، ولا يشك عاقل أن ذلك أيسر لحفظها ومراجعتها، فبالله كيف تراجع من كتاب تفرقت فيه الفوائد، فتراجع هذه ثم تتجاوز صفحات وتبحث عن الفائدة الأخرى؟! هذا مضيع للزمان، ومذهب للمحفوظ ومبعثر له، وما قلناه عام في كتب اللغة وفي غيرها.
لكن أقول: بعض الكتب إذا نظرت فيه وجدته صفوة كله، فلا تكاد تجد فيه حشوا، ولا تكاد تجد فيه ما تسمح نفسك بتركه وتجاوزه، فهذا الكتاب ليس له إلا أن تجعله هو المختصر الذي تقرؤه وتحفظ منه وتكرر قراءته، وهذا قد يكون شاقا لكن له نفعا عظيما، لأنه سيغنيك عن كتب كثيرة، فإذا نظرت مثالا إلى شرح التسهيل لابن مالك وجدته -من دون مبالغة- يستحق أن يحفظ كله، وهذا عسير، لكنه يغنيك عن مئات من كتب النحو، فالنصب الذي كنت ستجده في مراجعة تلك الكتب كلها -وإن كنت قد اختصرتها- أعظم بكثير مما تجده في مراجعة هذا الكتاب الواحد، ولستَ ملزما بحفظه بحروفه، وإنما تحفظ المعنى، إلا ما كان من شواهد وما أشبه ذلك.
والله أعلم.

[عبد المؤمن أيمن]

بارك الله أخانا صالح . وقد كنت أظن أن التلخيص يحتاج إلى مهارة واحتراف خاص ،ولهذا كنت أستصغر وأحقرما ألخصه ظنا مني أن التلخيص أمر صعب مثل التأليف تماما ويحتاج إلى خبرة فائقة . بارك الله فيك .

[بغداد دوكارة زكرياء]

فوائدٌ قيِّمة وحسبك أنَّها من صاحب تجربةٍ.