لغة القرآن الكريم

[هاني علي الهندي]

الحمد لله
لغة القرآن الكريم
:
هاني علي الهندي

اختلف العلماء في لغة القرآن الكريم ، فمنهم من قال نزل بلسان عربيِّ استناداً إلى قوله : " إنَّا جعلناه قرآناً عربيَّا " [الزخرف 3 ] ،ونفى أن يكون فيه من كلام العجم ،أصحاب هذا الرأي وعلى رأسهم ابن فارس الذي قال إن لغة العرب توقيف ،قاموا بحشد بعض الآيات التي تدعم صحَّة قولهم . إلا أن أبا عبيدة مال إلى تصديق القولين ، فيرى أن بعض الكلمات لها أصول أعجميَّة إلا أنها سقطت إلى العرب فأعربتها بلسانها وحوَّلتها من ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربيَّة ،وعندما نزل القرآن كانت هذه الألفاظ متداولة بين العرب .
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " نزل القرآن على سبع لغات كلها شافٍ كافٍ " ، واختلف المفسِّرون في تفسير سبع لغات ،فمنهم من قال : هي لغة قريش وتميم وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة واليمن وهي أفصح اللغات العربيَّة ،وأكثر هذه اللغات بلاغة هي لغة قريش. ومنهم من قال : هي اختلاف في أوجه القراءة ،وبعضهم فال :أن الكلمة تُقرأ على سبع لغات ، ومنهم من قال : هي سبعة أوجه من المعاني المتَّفقة بالألفاظ .
المهم في هذه التفسيرات أن الذين اختلفوا أقرّوا واتفقوا على أن اللغات التي ذكروها هي لهجات تمتاز بالفصاحة وإن كانت قريش أفصحها لعدة عوامل بيَّناها في غير هذا المكان .
وقد ذكر أبو بكر الواسطي في كتابه الإرشاد في القراءات العشرة في القرآن الكريم خمسون لغة منها ؛ لغة قريش وتميم وأوس والخزرج وكنانة وكندة و هذيل وحمير وطيء وجذام وقيس غيلان ،ومن اللغات غير العربيّة ؛اللغة الفارسيّة والروميّة والنبطيّة والحبشيّة والسريانيّة والعبرانيّة والقبطيّة .
من الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم على لغات بعض القبائل :
لغة عبس ــ لا يلتكم : لا ينقصكم
كنانة ــ السفهاء : الجهال خاسئين : صاغرين
هذيل ــ شروا : باعوا العنت : الإثم
كندة ــ فجاجا : طرقا تبتئس : تحزن
قيس غيلان ــ رجيم : ملعون صياصيهم : حصونهم
جرهم ــ عصيب : شديد الودق : المطر
حمير ــ غراما : بلاء سفاهة : جنون
خثعم ــ شطط : كذب هلوعا : ضجورا


ومن الألفاظ الأعجميّة :
الفارسيّة ــ السندس ، الإستبرق
الروميّة ــ السراط ، القسطاس ، الفردوس
السريانيّة ــ طـه ، الطور ، اليم
الحبشيّة ــ المشكاة ، كفلين
الحوراتيّة ــ هيت لك
فلغة القرآن الكريم هي لغة القبائل العربيّة جميعها بالإضافة إلى بعض الألفاظ الأعجميّة التي أخذتها العرب قبل الإسلام وحوَّلتها إلى ألفاظها فصارت عربيّة ،إلا أن لغة قريش كان لها نصيب الأسد بين هذه اللغات لبلاغتها وصفائها .

المراجع :
ابن فارس ، الصاحبي
محمد الزرقاني ، منهل العرفان في علوم القرآن
السيوطي ،الإتقان في علوم القرآن
السيوطي ، المزهر
مناع قطان ، في علوم القرآن

[فوسفوري]

هاني علي الهندي
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
إن اشتمال القرآن على أمثال هذه الكلمات، لا يخرجه عن كونه نزل بلسان عربي مبين لأن هذه الألفاظ قد عُرِّبت، فصارت كلمات عربية، فيكون القرآن مشتملاً على ألفاظ معربة، لا على ألفاظ غير عربية.
يقول سيبويه في هذا الصدد: ( كل ما أرادوا أن يعربوه، ألحقوه ببناء كلامهم، كما يُلْحقون الحروف بالحروف العربية ) (الكتاب:4/304).
ويقول الجوهري في تعريف هذه الظاهرة: ( تعريب الاسم الأعجمي: أن تتفوه به العرب على منهاجها ) (الصحاح: مادة عرب ) .

[محمد بن عامر]

المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل هاني علي الهندي

الحمد لله
لغة القرآن الكريم :
هاني علي الهندي


وقد ذكر أبو بكر الواسطي في كتابه الإرشاد في القراءات العشرة في القرآن الكريم خمسون لغة منها

بارك الله فيك على هذا الموضوع ..
ولكن أليس الصحيح أن نقول:
"وقد ذكر الواسطي ... خمسين لغة"
‏
تقبل تحياتي ..

ولازلتم موفقين.

[رضا الخالد]

موضوع غاية في الأهمية
بارك الله فيك

[هاني علي الهندي]

أخي رضا الخالد : تحيّاتي مع شكري لمرورك الطيّب

[هاني علي الهندي]

أخي محمد بن عامر : شكراً لملاحظتك هو فعلاً سقط سهواً
مع تحيّاتي

[هاني علي الهندي]

أخي فوسفوري الطيّب : شكراً لمرورك
لقد ذكرتُ في آخر مقالتي : بعض الألفاظ الأعجميّة أخذتها العرب قبل الإسلام فحوّلتها إلى الفاظها فصارت عربيّة