|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() بين عالم وشاعر وقصة هذه المقالة أن مكاتبة خاصة دارت بين الشيخ الإبراهيمي وشاعر الشباب في الجزائر آنذاك محمد العيد الخليفة الذي أصبح فيما بعد شاعر الجزائر؛ حيث كتب الشاعر محمد العيد قصيدة تحمل معاني اليأس، والبؤس؛ بسبب طائف طاف به، وقد نشرت تلك القصيدة في مجلة الشهاب الجزء الثاني المجلد الثاني عشر ماي 1936 ص 74 تحت عنوان ( زفرات ) فلما قرأها الشيخ البشير كتب رسالة إلى الشاعر، ثم رد عليه الشاعر بقصيدة؛ فإليك كتاب العالم، ثم جواب الشاعر كتاب العالم الحمد لله وحده تلمسان يوم 3 صفر 1355 إلى ولدي الروحي الأستاذ محمد العيد ولدي: طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت في قسماتك دلائل الهم والأسى، وكم حَرَّكْتُك بمعاريض من القول علني أستبين شيئاً من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحناؤك وهذا الأسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه. فكنت كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقّد، وإن بين التعقيد ونفوس الشعراء ![]() ![]() ويا لله للنفوس الشاعرة التقية وما تلاقيه من عناء مُمضٍّ يتقاضاها الشعر إطلاقاً، فيتقاضاها التقى تقييداً … لها الله فماذا تفعل؟! أتظن أننا جاهلون بهذه المنازع العجيبة التي تنزعها في شعرك وبمناشئها من نفسك؛ فاحمد الله على أن في قومك من يعرفها ويتذوقها ويطرب لها… ما لهذه النفس الكبيرة في هذا الهيكل الصغير يهفو بها الشعر في مضطربه الواسع فلا يبلغ مداه حتى يقول خلا القلب من حب العباد وبغضهم ![]() وأصـبح بـيتاً لـلذي حرم البيتا ويقول: وتبت يارب تبت ويقول اليوم ولولا رجاء الذي ![]() إنها والله، لنَزوة الشعر تعتلج في الفؤاد بنزعة التقى. طالما سمعت منك كلمة ![]() ![]() ولولا شذوذ نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معاني كمالهم لما صدّقنا باجتماع اليأس والشعر، وكيف ييأس الشاعر وهو ملك مملكة الآمال وسلطان جو الخيال؛ فإن كان تقياً رجع من ![]() ![]() لقد قال أولكم: حرك مناك إذا اغتم ![]() وما قالها لغيره إلا بعد أن جربها في نفسه؛ فلا تيأس يابني، ولا تكذب إمامك الذي يقول: خُلِقَ الشاعرُ سمحاً طرباً قرأت زفراتك هذه الساعة في الشهاب وأنا طريح الفراش، أعالج زكاماً مستعصياً ونزلة شعبية، وسعالاً مزمناً، وأولاداً يطلبون القوت أربع مرات في اليوم، وتلاميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة؛ فقلت: وهذه أخرى. إن ولدنا هذا لذو حق، وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب الأب الشفيق إلى ولده الرفيق. وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك. محمد البشير الإبراهيمي جواب الشاعر أبي ![]() ![]() ![]() لا زلـت فـينا مناراً ![]() وافـى كـتابُك يهدي ![]() تـذكو الـعبارة فـيه ![]() إذا فــؤاديَ ســالٍ ![]() قَـدِ ارتـددت بصيرا ![]() قـميص يـوسف ألقى ![]() يـا آسيَ اليأسِ زدني ![]() الـيأس داءٌ عـسيفٌ ![]() فَـرَّجت عن مستطار ![]() وكـدت تجلو ضميري ![]() فـليس يـجزيك عني ![]() غـفرانه لِـمَ يَـشْقَى ![]() شـقّ الـمرائر إرْبـا ![]() كـم لـلمعافَينَ جـارٌ ![]() يـرى كـجذلان حـرٍّ ![]() يـا لاهج الذكر باسمي ![]() لا بـاد فـينا لك اسم ![]() عـفواً فـإن يـراعي ![]() عـفواً فـما لي جناح ![]() لا قَـفْوَ إثـرَ سَـريٍّ ![]() نـفـحتني بـخـطاب ![]() فـهـل تـعير بـياناً ![]() يـعيا الـفرزدق عما ![]() يا واصفَ الخيرِ زدني ![]() يـدق بـين ضلوعي ![]() أخـشى عـليه انتكاسا ![]() صِفْ وصفة ليَ أخرى ![]() محمد العيد مقالة في من الآثار |
#2
|
|||
|
|||
![]() شكرا على هذا الموضوع الممتع أخى ....
|
#3
|
|||
|
|||
![]() إني - والله - طَرِبْتُ - وعهدي بالطَّرَب من هذا الشِّعر المُعاصر بعيد - لمَّا قرأتُ رسالةَ البشْير ، ثمَّ طَربْتُ أُخرى من هذه القصيدةِ التي بَدَتْ عليها الجزالةُ ، وإنَّي أجدُ في شِعرِ هذا الشاعر ما لا أجِدُه عند كثيرٍ من الشعراء المُعاصرين ، تَرى عليه دلائلَ الاستحكام ، والحِسِّ المُرهف ، وتراه لا يقفُ عند حدٍّ إلا إذا قَرعَ أبواب القلب .
هكذا يكونُ الشِّعر .
__________________
ليس الفتى بفتىً لا يُستضاءُ به
![]() ![]() ![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]() انظروا كيف التواضع الجم ,
جزاكما الله خيرا |
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
سؤال : هل يوجد فرق بين عالم وعلام ؟ | ناقل رسالة | حلقة البلاغة والنقد | 2 | 26-05-2010 11:36 PM |
التذوق الجمالي لقصيدة ( لص في منزل شاعر / البردوني ) | بحر الدموع | حلقة البلاغة والنقد | 2 | 10-12-2009 02:02 PM |
عالم اللغة فقيه بالأحكام الشرعية | محمد عمر الضرير | حلقة فقه اللغة ومعانيها | 2 | 15-05-2009 06:15 PM |