|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#16
|
|||
|
|||
حكم الوقف على قوله: ( ولا تقبلوا لهم شَهَادَةً أَبَداً )
الوقف على قوله: (شَهَادَةً أَبَداً) النور: 4 للشيخ جمال القرش قوله : ] وَالّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلاّ الّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌرّحِيمٌ[ النور: 4. التوجيه النحوي: توجيه الوقف يكون بالنظر إلى عودة الاستثناء بـ (إلا) على قولين: القول الأول: أن الاستثناء يعود على الجملتين التي قبل الاستثناء، وعليه تقبل شهادة القاذف إن تاب [1] القول الثاني: أن الاستثناء يعود على أقرب مذكور، وعليه فلا تقبل شهادة القاذف أبدا ولو تاب (1) فعلى القول الأول: لا وقف على (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا) لئلا يفصل بين المستثنى والمستثنى منه وعلى القول الثاني فالوقف على (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا) (1) قال أبو البقاء العبكبري: العكبري (المتوفى : 616هـ) (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا) : هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْجُمَلِ الَّتِي قَبْلَهَا عِنْدَ جَمَاعَةٍ، وَمِنَ الْجُمْلَةِ الَّتِي تَلِيهَا عِنْدَ آخَرِينَ[2] أقوال المفسرين: القول الأول: ، وهو قبول شهادته إذا تاب، وهو مذهب أكثر الفقهاء، وجمهور المفسرين، وَقَالَ: مَالِكٌ: تُقْبَلُ فِي الْقَذْفِ بِالزِّنَا وَغَيْرِهِ إِذَا تَابَ وَبِهِ قال عطاء وطاوس ومجاهد وَالشَّعْبِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَالِمٌ وَالزُّهْرِيُّ، وابن الْمُسَيِّب [3] واستدل أصحاب القول الأول بما يلي: 1. استدلال الجمهور بقبول الصحابة م شهادة القاذف بعد توبته كما في قصة قذف المغيرة بن شعبة فإن عمر قبل شهادة نافع، وشبل ما تابا، ورد شهادة أبي بكرة (1) 2. أن من قذف وهو كافر ثم أسلم وتَابَ، وكان بَعْدَ إسْلاَمِه عَدْلاً قبلت شَهادَتُه وإن كان قاذفاً، والقياس قبول شهادة القاذف إن تاب واللَّه - عزَّ وجلَّ - يقول في الشهادات: (مِمنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشهَدَاءِ) فليس القاذف بِأَشد جُرْماً مِنَ الكافِر، فحقه أنه إذا تاب وأصلح قُبِلَتْ شهادَتُه، كما أن الكافِرَ إذا أسلم وأصلح قبلت شَهادَتُه. [4] 3. أنه فعل الصحابة م. 4. عموم قوله (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) 5. ما رواه ابن أبي نجيح يقول: القاذف إذا تاب تجوز شهادته[5] 6. ما رواه ابْن الْمُسَيِّبِ قال : «تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْقَاذِفِ إِذَا تَابَ»[6] 7. ما رواه الزُّهْرِيُّ: «إِذَا جُلِدَ الْقَاذِفُ , فَيَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يَسْتَتِيبَهُ» , قَالَ: «فَإِنْ تَابَ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ , وَإِلَّا لَمْ تُقْبَلْ»[7] 8. ما رواه ابْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ: «شَهِدَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ بِالزِّنَا فَنَكَلَ زِيَادٌ , فَحَدَّ عُمَرُ الثَّلَاثَةَ , ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَنْ يَتُوبُوا , فَتَابَ اثْنَانِ فَقُبِلَتْ شَهَادَتُهُمَا , وَأَبَى أَبُو بَكْرَةَ أَنْ يَتُوبَ فَكَانَتْ شَهَادَتُهُ لَا تُقْبَلُ حَتَّى مَاتَ, وَكَانَ قَدْ عَادَ مِثْلَ النَّصْلِ مِنَ الْعِبَادَةِ»[8] 9. ما رواه الشعبيّ، قال: إذا تاب، يعني: القاذف، ولم يعلم منه إلا خير، جازت شهادته[9] القول الثاني: وهو عدم قبول شهادته إذا تاب، وَبِهِ قَالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَالنَّخَعِيُّ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ وَابْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ [10] واستدل أصحاب القول الثاني بما يلي: 1. أَنَّ القَذفَ بِدُونِ إِثْبَاتٍ يدلَّ عَلَى تَسَاهُلِهِ فِي الشَّهَادَةِ فَكَانَ حَقِيقًا بِأَنْ لا يُؤْخَذَ بِشَهَادَتِهِ [11] 2. أن قوله (أَبَدًا) يدل على الأبدية فَالْأَبَدُ: الْزَمْنُ الْمُسْتَقْبَلُ كُلُّهُ ورده الزجاج بقوله: أن الأبدَ لكل إنسان مقدار مُدتِهِ في حياته، ومقدار مدَّتِه فيما يتصل بقصَّتِهِ. فتقول: الكافر لا يُقْبَلُ منه شَيْء أَبَداً فمعناه، ما دام كافراً فلا يقْبَلُ منه شيء، وكذلك إذَا قُلْتَ: القَاذِفُ لا تُقْبَل منه شَهادَة أبداً، فمعناه ما دَامَ قَاذِفاً، فإذا زال عنه الكفر فقد زال أَبَدُه، وكذلك القاذفُ إذا زال عنه القذفُ فقد زال عنه أَبَدُه، [12] 3. أن َاسْمُ الْإِشَارَةِ لِلْإِعْلَانِ بِفِسْقِهِمْ لِيَتَمَيَّزُوا فِي هَذِهِ الصِّفَةِ الذَّمِيمَةِ 4. أنه نَهْيٌ جَاءَ بَعْدَ أَمْرٍ، فَكَمَا أَنَّ حُكْمَهُ الْجَلْدُ كَذَلِكَ حُكْمُهُ رَدُّ شَهَادَتِهِ[13] 5. َالْحَصْرُ فِي قَوْلِهِ: وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي شَنَاعَةِ فِسْقِهِمْ[14] 6. أن رد شهادة القاذف من الأحكام العقابية للقاذف فلا يسقط هذا العقاب بالتوبة كما أن الحد لا يسقط عنه بالتوبة. 7. قوله : «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا زان ولا زانية ولا ذي غمر على أخيه في الإسلام». رواه أبو داود وحسنه الألباني[15] 8. قوله الْحَسَنُ وشريح: «لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْقَاذِفِ أَبَدًا , وَتَوْبَتُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ» [16] أقوال علماء الوقف والابتداء الثاني: لا وقف. الثاني: جائز. الثالث: التفصيل بين الوقف وعدم الوقف، مناقشة الأقوال: الأول: وهو قول: الداني[17] الثاني: وهو قول : السجاوندي . [18] الثالث: وهو قول: النحاس، والأنصاري ، والأشموني [19] ولم يذكر ابن الأنباري وقفا. فمن رأى عدم الوقف اعتبر أن الاستثناء يعود على الجملتين التي قبل الاستثناء، وعليه تقبل شهادة القاذف. ومن رأى الوقف اعتبر أن الاستثناء يعود على أقرب مذكور، وعليه فلا تقبل شهادة القاذف أبدا ولو تاب. القول الراجح: الراجح – والله أعلم – هو القول الأول : وهو عودة الاستثناء إلى قوله (ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً) للأسباب التالية: 1- أنه رأي الجمهور وأكثر أهل العلم والفقهاء. 2- أنه لا يوجد دليل من نقل أو عقل يخصص عدم لحوق الاستثناء به. 3- عموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «التَّائِبَ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»[20] 4- أن التوبة تجب ما قبلها بالإجماع، ولو قتل وسرق وزنا، وكفر، فما بالك بما دونه. 5- إذا كان الفسق ارتفع بالتوبة، وهو سبب الرد، فيجب ارتفاع ما ترتب عليه. 6- أن الأثار المذكورة ضعيفة، قال ابن القيم: « قالوا: وأما تلك الآثار التي رأيتموها ففيها ضعف). 7- قال أبو جعفر الطبري : والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الاستثناء من المعنيين جميعا، أعني من قوله: (وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا) ومن قوله: (وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وذلك أنه لا خلاف بين الجميع أن ذلك كذلك، إذا لم يحدّ في القذف حتى تاب، إما بأن يرفع إلى السلطان بعفو المقذوفة عنه، وإما بأن ماتت قبل المطالبة بحدّها، ولم يكن لها طالب يطلب بحدّها، فإذ كان ذلك كذلك وحدثت منه توبة صحت له بها العدالة، فإذ كان من الجميع إجماعا، ولم يكن الله ذكره شرط في كتابه أن لا تقبل شهادته أبدا بعد الحدّ في رميه، بل نهى عن قبول شهادته في الحال التي أوجب عليه فيها الحدّ، وسماه فيها فاسقا، كان معلوما بذلك أنّ إقامة الحدّ عليه في رميه، لا تحدث في شهادته مع التوبة من ذنبه، ما لم يكن حادثا فيها قبل إقامته عليه، بل توبته بعد إقامة الحدّ عليه من ذنبه أحرى أن تكون شهادته معها أجوز منها قبل إقامته عليه; لأن الحدّ يزيد المحدود عليه تطهيرًا من جرمه الذي استحقّ عليه الحدّ. [21]. 8- قال الداني: من قال: إن شهادته جائزة إذا تاب، وجعل الاستثناء من قوله «ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً» وما بعده، لم يقف على قوله «أبداً» ووقف على قوله «فإن الله غفور رحيم» وهذا الاختيار، وعن ابن عباس في قوله ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً ثم قال: إلا الذين تابوا فمن تاب وأصلح فشهادته في كتاب الله تقبل(1). رموز المصاحف: لم تشر عموم المصاحف إلى علامة وقف وهو الذي أميل إليه لأنه الموافق لجمهور المفسرين، والنحويين ، وعلماء الوقف والابتداء. [1] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 31)، و المكتفى: ص/143 . و الكافي لابن عبد البر 2/ 897، وبداية المجتهد 2/ 442، 462، والأم 6/ 209. (1) انظر: علل الوقوف : 734 .، وبدائع الصنائع 6/ 270 – 271، والمغني ص 197. (1) معاني القرآن للنحاس (4/ 503)، والمكتفى: ص/143 ، و المحرر الوجيز (4/ 165) [2] التبيان في إعراب القرآن (2/ 964) [3] البحر المحيط في التفسير (8/ 14) (1) انظر: المغني ص 197، انظر: أعلام الموقعين 1/ 123 [4] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 31) [5] تفسير الطبري (19/ 104) [6] تفسير عبد الرزاق (2/ 428)، [7] تفسير عبد الرزاق (2/ 428)، [8] تفسير عبد الرزاق (2/ 428)، [9] تفسير الطبري (19/ 103) [10] تفسير عبد الرزاق (2/ 427)، و الطبري (19/ 106) والبحر المحيط (8/ 14) [11] التحرير والتنوير (18/ 159) [12] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 31) [13] البحر المحيط في التفسير (8/ 14) [14] التحرير والتنوير (18/ 159) [15] صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1212) [16] تفسير عبد الرزاق (2/ 427)، و تفسير الطبري (19/ 106) [17] المكتفى: ص/143 . [18] علل الوقوف : 734 . [19] القطع والائتناف 464، والمقصد: 60، ومنار الهدى 196 [20] رواه ابن ماجه ، وانظر صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 578) [21] تفسير الطبري (19/ 107) (1) المكتفى: ص/143 . أصل البحث من كتاب مسك الختام في معرفة مشكل الوقف والابتداء لـ جمال القرش |
#17
|
|||
|
|||
حمل مؤلفات الشيخ جمال القرش
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=10663 |
#18
|
|||
|
|||
حكم الوقف على: [ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ]
الوقف على: [ حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ] للشيخ جمال القرش
قال : [ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ :. أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا] الأنعام: 151 رموز المصاحف: أكثر المصاحف أشارت إلى هذا الموضوع بالرمز ( صلى) يعرف الوقف من خلال معرفة توجيه إعراب: (أَلّا تُشْرِكُوا به ) التوجيه النحوي: «أَنْ» في قوله: (أَلّا تُشْرِكُوا) لها وجهان: 1- أن تكون تفسيرية 2- أن تكون مصدرية . الوجه الأول: أن تكون تفسيرية. وتكون بمعنى : أي: و«لا» ناهية و «تشركوا» مجزومٌ بها، على تقدير محذوف أي: اتلو ما حرّمه ربكم عليكم، أي: لا تشركوا به شيئا ، وهو الشرك وما أمركم به من الإحسان إلى الوالدين .. إلخ. فصرّح بما حرّم وحذف ما أمر، لأنه يجوز لغة أن يُعْطف الأمر على النهي والنهي على الأمر، كما يقال: «أمرتك أن لا تكرم جاهلاً وأكرم عالماً» واستدلوا على ذلك: أنه تَقَدَّمَها ما هو بمعنى القول دون حروفه لأن التلاوة بمنزلة القول فكأنه قال : أقول: أي شيء حرم ربكم عليكم [1] الوجه الثاني: أن تكون مصدرية: (أ،) لها ثلاثة مواضع من الإعراب: النصب، والرفع ، والجر[2] الأول موضع نصب: ولها صور منها: 1-أن تكون حرفا ناصبا وما في حيزها بدل و(لا) زائدة، وتكون (لا) زائدة كما في قوله : مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ «1» أي أن تسجد.، أي: أتل ما حرّمه ربّكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا ، أي أن تشركوا به و( أن ) حرف ناصب يؤوّل مع ما بعده بمصدر في محلّ نصب بدل من العائد المحذوف ، ومنع هذا الوجه الزمخشري، وأبو حيان؟ قال أبو حيان :« وَهَذَا ضَعِيفٌ لِانْحِصَارِ عُمُومِ الْمُحَرَّمِ فِي الْإِشْرَاكِ إِذْ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَمْرِ لَيْسَ دَاخِلًا مِنَ الْمُحَرَّمِ وَلَا بَعْدَ الْأَمْرِ مِمَّا فِيهِ لَا يُمْكِنُ ادِّعَاءُ زِيَادَةٍ لَا فِيهِ لِظُهُورِ أَنْ لَا فِيهَا لِلنَّهْيِ» [3]. قلت : ويرى الإمام ابن جرير الطبري في قوله : مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ «1» أي أن تسجد،، أن المعنى : مَا مَنَعَكَ مِنَ السُّجُودِ، فَأَحْوَجَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: إِنَّهُ حَسَنٌ قَوِيٌّ ، وعلى هذا التقدير لا تكون ( لا) صلة زائدة [4]. 1. أن تؤول بمصدر في محلّ نصب مفعول به لمحذوف وهذا التقدير يكون من الفعل الأول : (اتل) ، أو الأخير : (وصاكم) ، والتقدير: أتل عليكم ألا تشركوا، أي أتل عليكم تحريم الشرك، أو التقدير: أوصيكم أن لا تشركوا، أي : أوصيكم عدم إشراككم[5] لأن قوله ﴿وبالوالدين إحسانا﴾ محمول على معنى أوصيكم بالوالدين إحسانا، وتكون (لا) نافية، و وهو مذهب أبي إسحاق الزجاج .[6] قال أبو حيان : « وَهَذَا بَعِيدٌ لِأَنَّ الْإِضْمَارَ عَلَى خِلَافِ الْأَصْلِ » [7] 2. أن تكون مصدرية منصوبة على الإغراء[8] ، والعامل ( عليكم) أي الزموا ترك الشرك، أو عدم الشرك، وهو ظاهر كلام ابن الأنباري[9] كأن الكلام تم ، ثم بُدئ بكلام جديد: عليكم ألا تشركوا ، أي :الزموا عدم الشرك . فهو مفعول به على الإغراء. كقوله عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ المائدة: 105، أي ألزموا أنفسكم بالعمل بطاعة الله قال ابو حيان : « وَهَذَا بَعِيدٌ لِتَفْكِيكِ الْكَلَامِ عَنْ ظَاهِرِهِ» [10] وضعفه الشوكاني [11] 3. أن تكون مفعولا من أجله أَيْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا، أي : أبين لكم ذلك لئلا تشركوا . وقد استبعده نفسه . قال أبو حيان : وَهَذَا بَعِيدٌ لِأَنَّ مَا جَاءَ بَعْدَهُ أَمْرٌ مَعْطُوفٌ بِالْوَاوِ وَمُنَاهُ هِيَ مَعْطُوفَةٌ بِالْوَاوِ فَلَا يُنَاسِبُ أَنْ يَكُونَ تَبْيِينًا لِمَا حَرَّمَ، أَمَّا الْأَوَامِرُ فَمِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَأَمَّا الْمَنَاهِي فَمِنْ حَيْثُ الْعَطْفِ. [12] الثاني موضع رفع: ولها ثلاث صور : 1. أن تكون» أَنْ «وما في حَيِّزها في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف. والتقدير: المحرّم إشراككم. أو المحرم أن تشركوا ، ولا زائدة .أو المتلو أَلا تُشْرِكُوا. قال السمين الحلبي : « إلا أن التقدير بنحو المتلوّ أحسنُ؛ لأنه لا يُحْوج إلى زيادة» لا «، والتقدير بالمحرم أن لا تشركوا يحوج إلى زيادتها لئلا يفسد المعنى[13] 2. أن تكون في محل رفع أيضاً على الابتداء، والخبر الجارُّ قبله والتقدير: عليكم عَدَمُ الإِشراك، ويكون الوقف على قوله» ربكم « كما تقدَّم في وجه الإِغراء، وهذا مذهب لأبي بكر بن الأنباري.[14] 3. أن تكون في موضع رفع بالفاعلية والتقدير: استقرَّ/ عليكم عدم الإِشراك ، وهو ظاهر قول ابن الأنباري المتقدم، [15] الثالث موضع جر: أن تكون» أَنْ « وما في حَيِّزها في محل جر أي: على حذف حرف الجر على مذهب الخليل والكسائي، وهو منقول عن أبي إسحاق، والتقدير: أتل ما حرم ربكم عليكم لئلا تشركوا ، أو بألا تشركوا . قال السمين الحلبي : « إلا أن بعضهم استبعده من حيث إن ما بعده أمرٌ معطوف بالواو ومناهٍ معطوفة بالواو أيضاً فلا يناسب أن يكونَ تبييناً لِما حرَّم»[16] الراجح من أقوال النحاة : الراحج هو الوجه الأول: أن تكون ( أن) تفسيرية، وهو اختيار أكثر النحاة والمفسرين، كالفراء، والزمخشري، وابن عطية، وأبو حيان، والسمين الحلبي. والشوكاني والشنقيطي وغيره. [17] والمعنى: اتلو ما حرّم ربكم عليكم، أو ما وصاكم ربكم عليكم أي: لا تشركوا به شيئا. قال أبو حيان : الظَّاهِرُ أَنَّ أن تفسيرية ولا نَاهِيَةٌ لِأَنَّ أَتْلُ فِعْلٌ بِمَعْنَى الْقَوْلِ دون حروفه وَمَا بَعْدَ أَنْ جُمْلَةٌ فَاجْتَمَعَ فِي أَنْ شَرْطَا التَّفْسِيرِيَّةِ وَهِيَ أن يتقدمها معنى لقول وَأَنْ يَكُونَ بَعْدَهَا جُمْلَةٌ وَذَلِكَ[18] وبذلك أصبح التفسير عبارة عن جمل إنشائية متعاطفة فيها النهي وفيها الأمر على صورة وصايا (ذلكم وصاكم به ) ، وتم العدول عن سرد المحرمات إلى أسلوب أقوى وهو النهي والأمر،إذ إن الأفعال الواردة لم تعد محرمات متلوة وإنما أصبحت نواهي وأوامر، وبالتالي تصبح مخالفة تلك النواهي والأوامر هي المحرمات المتلوة، قال الشنقيطي: الظَّاهِرُ فِي قَوْلِهِ: مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَنَّهُ مُضَمَّنٌ مَعْنَى مَا وَصَّاكُمْ بِهِ فِعْلًا، أَوْ تَرْكًا ; لِأَنَّ كُلًّا مِنْ تَرْكِ الْوَاجِبِ، وَفِعْلِ الْحَرَامِ حَرَامٌ، فَالْمَعْنَى وَصَّاكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا، وَأَنْ تُحْسِنُوا بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. [19] أقوال علماء الوقف والابتداء: التفصيل بين جواز الوقف وعدمه على ( ما حرم ربكم عليكم) توجيه الوقف: التفصيل بين جواز الوقف وعدمه، ذكره النحاس والأشموني[20] ولم يذكر ابن الأنباري وقفا، وكذلك الداني، والسجاوندي، والأنصاري الوقف كاف : ذكره النحاس، وذلك إن اعتبر أن (أن لا تشركوا ) خبرا لمبتدأ مقدر،أي: ذلك أن لا تشركوا به شيئا ، أو هو أن لا تشركوا [21] الوقف جائز، ذكره الأشموني ، وذلك إذا اعتبر أن (أن لا تشركوا ) مفعولا لمقدر أي: حرم عليكم أن لا تشركوا، أي الإشراك ، أو على نفس التقدير السابق.[22] وأما عدم الوقف: فعلى التقدير التالي: 1. إن اعتبر (أن) بدلا من (ما). 2. إن اعتبر (أن لا) بمعنى لئلا تشركوا. 3. إن اعتبر (أن لا) بمعنى بألا تشركوا 4. إن علق «عليكم» بـ «حرم». قال النحاس: وإن جعلت (أن) بدلا من (ما) لم تقف على ما قبلها ، وكذلك إن جعلته بمعنى لئلا تشركوا ، أو بألا تشركوا. [23] قال الأشموني: وليس بوقف إن علق «عليكم» بـ «حرم»، وهو اختبار البصريين، أو علق بـ «أتل»، وهو اختيار الكوفيين، فهو من باب الإعمال؛ فالبصريون يعملون الثاني، والكوفيون يعملون الأول، وكذا إن جعلت «أن» بدلًا من «ما»، أو جعلت «أن» بمعنى: لئلَّا تشركوا، أو بأن لا تشركوا لتعلق الثاني بالأول[24] وقال الأشموني: أن الوقف مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ [151] حسن، ثم يبتدئ «عليكم أن لا تشركوا»، على سبيل الإغراء، أي: الزموا نفي الإشراك، وإغراء المخاطب فصيح، نقله ابن الأنباري، وأما إغراء الغائب فضعيف [25] قال الشيخ رزق حبه أن الأولى الوقف على ( حرم ربكم) قال : فالذي حرَّم ربكم عليكم الإشراك أم عدم الإشراك ؟ طبعًا الإشراك، فنقف على ]حَرَّمَ رَبُّكُمْ[، ثم نكمل ]عليكم أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[، هذا هو الأفضل هذا الذي يأتي بالمعنى الصحيح، بمعنى ألزموا أنفسكم بعدم الإشراك هذا أولى. ويرى الشيخ إبراهيم الأخضر أن الابتداء بقوله:]عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا[ يحتاج إلى تأويل كلمة ]عَلَيْكُمْ[ بـ ألزموا، فإذا استطعنا أن نبتعد عن التأويل فالأولى أن نصل]أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ[ [26]. قال الدكتور مساعد الطيار : ولا تخلو كتبُ علمِ الوقفِ والابتداءِ من حكايةِ بعضِ الوقوفِ الغريبة، التي قد يستملحها بعضُ النَّاسِ، ولكنَّها خلافُ الظاهرِ المتبادرِ من نظم القرآنِ وذكر من صور ذلك الوقف على ( حرم ربكم ) والابتداء بـ (عليكم ألا تشركوا بالله ) وبين أن ذلك من غير المتبادر للذهن [27] الراجح من الأقوال: بناء على أقوال النحاة والمفسرين وعلماء الوقف يظهر أن الراجح أن الوقف كاف على قوله: ( ما حرم ربكم عليكم )، وقد أشارت أكثر المصاحف إلى الرمز (صلى ) الذي يعني أولوية الوصل مع جواز الوقف على اعتبار : 1. أن تكونَ جملة: ألا تشركون به شيئا خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقديرُ: هو ألاَّ تشركوا ، أو : ذلك ألاَّ تشركوا . 2. أو تكون في موقع عطفِ البيانِ من جملةِ أَتْلُ مَا حَرَّمَ، والتَّقديرُ: قل تعالوا أتلُ ما حرَّمَ ربُّكم عليكم: أتلُ ألا تشركوا به شيئًا[28] قال ابن جزي: والأحسن أن يكون ضَمَّنَ حَرَّمَ معنى وَصَّى، وتكون «أن» مصدرية، و «لا» نافية، ولا تفسد المعنى لأن الوصية في المعنى تكون بتحريم وتحليل وبوجوب وندب، ويدل على هذا قوله بعد ذلك: ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ ولا ينكر أن يريد بالتحريم- الوصية لأن العرب قد تذكر اللفظ الخاص، وتريد به العموم، كما تذكر اللفظ العام وتريد به الخصوص، فتقدير الكلام على هذا: قل تعالوا أتل ما وصاكم به ربكم، ثم أبدل منه، على وجه التفسير والبيان، فقال: ألاَّ تشركوا، ووصاكم بالإحسان بالوالدين، وهكذا.. فجمعت الوصية ترك الإشراك وفعل الإحسان بالوالدين، وما بعد ذلك[29] وأيد هذا القول العلامة الشنقطي في أضواء البيان[30] [1] التبيان في إعراب القرآن (1/ 548)، و الدر المصون (5/ 215) [2] قال السمين الحلبي: والخلاصة: أنه قد تحصَّلت في محل» أن لا تشركوا «على ثلاثة أوجه، فالجر: من وجه واحد وهو أن يكون على حذف حرف الجر على مذهب الخليل والكسائي والرفع: من ثلاثة أوجه والنصب: من ستة أوجه، فمجموع ذلك عشرة أوجه تقدَّم تحريرها اهـ الدر المصون (5/ 215). [3] البحر المحيط (4/ 685) [4] انظر : دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (ص: 101) [5] التبيان في إعراب القرآن (1/ 548)، و الدر المصون (5/ 215) [6] معاني القرآنه للزجاج (2/ 304) [7] البحر المحيط (4/ 685) [8] «البحر المحيط (4/ 685)، و الدر المصون (5/ 215) [9] قال ابن الأنباري: ويجوز أن يكون عليكم إغراء وانقطع عند قوله: مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ [الأنعام: 151] ثم قال: عليكم ألا تشركوا به شيئا، كما قال عليكم أنفسكم. التفسير الوسيط للواحدي (2/ 336) [10] البحر المحيط (4/ 685) [11] فتح القدير للشوكاني (2/ 201) [12] البحر المحيط (4/ 685) [13] الدر المصون (5/ 215) [14] «البحر المحيط (4/ 685)، و الدر المصون (5/ 215) [15] البحر المحيط (4/ 685)، و التبيان في إعراب القرآن (1/ 548)، و الدر المصون (5/ 215) [16] الدر المصون (5/ 215) [17] معاني القرآن 1/364، والكشاف: 2/364، والمحرر الوجيز : 6/178، والبحر المحيط (4/ 685) ، و فتح القدير (2/ 201) [18] البحر المحيط (4/ 685) [19] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (1/ 544) [20] القطع والائتناف: 222، ومنار الهدى : 288 [21] القطع والائتناف: 222 [22] منار الهدى : 288 [23] القطع والائتناف: 222، [24] منار الهدى : 288 [25] منار الهدى : 288 [26] استمع إلى سلسلة زاد المقرئين الصوتية لقاءات مع ثلة من أعلام القراء . [27] انظر: كتاب أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (ص: 135) [28] انظر: تفسير الطبري، 12/216، والقطع والائتناف (326)، و أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم (ص: 136) [29] البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (2/ 186) [30] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (1/ 544) البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش |
#19
|
|||
|
|||
الوقف المرجح من سورة المسد للشيخ جمال القرش
الوقف المرجح من سورة المسد للشيخ جمال القرش الوقف المرجح من سورة المسد الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد فقد كنت اقترحت أن يخرج مشروعا كاملا في الوقف المرجح المحرر في القرآن الكريم كاملا ، من بداية المصحف كمشروع طويل المدى للباحثين ، ويقسم على 60 باحثا، نصيب كل باحث نصف جزء تقريبا، ويكون له محاور ومعايير وضوابط يحددها أهل الاختصاص من علماء هذا الفن ، ويلتزم بها الباحث، حتى يخرج المشروع في نهايته إلى إخراج كتاب كامل يكون كاشفا عن الوقف المرجح لكل ما في القرآن الكريم ، ينتفع منه الأئمة والخطباء وطلبه العلم ، وكل قارئ للقرآن الكريم ، خصوصا مع ما يجده كثير من الباحثين من معاناة في البحث عن موضوع معين، فنكون بذلك قد وفرنا مادة خصبة للباحثين ، مما يؤدي إلى عدم تكرار البحث، والانتفاع المباشر لحملة القرآن بالمشروع ، وخروج عمل متكامل للأمة . وقد رغبت في إعداد نبتة لعلها تكون بداية ، وإضاءة للبداية في هذه المشروع الضخم ، من خلال هذا البحث الترجيحي في بيان الوقف والابتداء من سورة ( المسد) وهو جزء من كتابي ( مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ) وقد اتبعت الخطوات التالية : ابتدئ غالبا ببيان أراء النحاة على الجملة التي تلي الكلمة التي يحكم بالوقف عليها ثم ذكر أقوال المفسرين ، ثم أقوال علماء الوقف والابتداء. أبين الموازنة والدراسة بين أقوال النحاة وأهل الوقف والتفسير. أشرح علة كل وقف بناء على ما فهمته من توجيهاتهم، و تعريفاتهم للمصطلحات التي اعتمدوها. اربط بين مصحف المدينة والأزهر، والشام، والباكستاني، وقد اخترت تلك المصاحف لشهرتها في بلادها وسعة انتشارها أكثر المصاحف لا يشار فيها على رأس الآية بعلامة وقف سوى الباكستاني ، وقد .قمت باختيار أربع مصاحف وهي كما يلي: مصحف « الحرمين» الشمرلي بالديار المصرية. مصحف « المدينة المنورة « بالديار الحجازية . مصحف « غار حراء» بالديار الشامية . مصحف « الباكستاني» بالديار الباكستانية (دمشق ) . سائلا الله الكبير المتعال أن ينفع به أهل القرآن ، فالكمال عزيز، وهذا عمل بشري لا يخلومن نقص، فإن أصبنا فمن الله الكريم، وإن أخطأنا فمن أنفسنا المقصرة والشيطان أعاذنا الله منه. أسأل الله - - أن يجعل هذا العمل مفتاح خير لراغبي هذا العلم، ويرزقنا منه الثواب الأوفى، وأن يعيننا على استكماله على الوجه الذي يرضيه عنا، إنه مولانا القادر على ذلك نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وكتبه جمال بن إبراهيم القرش الرياض/ 1/1/ 1438 هـ الفصل الأول تطبيق للوقف والابتداء المرجح من سورة المسد مسائل البحث : الوقف عى كلمة ( وَتَبَّ ) [المسد: 1] الوقف على كلمة ( وما كسب ) (2) الوقف على كلمة ( لهب ) (3) الوقف على كلمة ( وامرأته ) (4) الوقف على كلمة (الحطب )(4) حكم الوقف على ( وامرأته) على قراءة الرفع لـ ( حمالة ) 1- الوقف عى كلمة ( وَتَبَّ ) [المسد: 1] معرفة الوقف يكون بالنظر إلى إعرابب جملة ( ما أغنى عنه ماله) [المسد: 2] توجيه الإعراب: للنحاة فيها أقوال: الأول: جملة مستأنفة. الثاني: مستأنفة لمقدر في موضع نصب بأعنيت. الثالث: استفهاماً في موضع نصب، أي: أيّ شيء يغني عنه ماله على وجه التقرير والإنكار؟ [1]. قال السمين الحلبي – -:(756) هـ «مَآ أغنى: يجوزُ في «ما» النفيُ والاستفهامُ، وعلى الثاني تكون منصوبةَ المحلِّ بما بعدَها التقدير: أيُّ شيء أغنى المالُ؟ وقُدِّم لكونِه له صَدْرُ الكلامِ »[2]. وقال الكرماني – -: (ت 505هـ) : "مَا" الأولى تحتمل النفي والاستفهام، والثانية تحتمل خمسة أوجه: الاستفهام والنفي والمصدر، أي ماله وكسبه، والموصولة، أي ماله والذي كسبه والنكرة أي ماله وشيء كسبه. » [3] قلت: وفي جميع أحوال الإعراب المذكورة سابقا تكون جملة (ما أغنى) مستأنفة. أقوال علماء الوقف: اختلف علماء الوقف في الوقف على (وتبَّ) على أقوال: الأول: تام وهو قول النحاس ت 338، والأنصاري ت 926 [4] الثاني: كاف وهو قول الأشموني1111 هـ [5]. الثالث: التفصيل بين الكفاية والتمام وهو قول الداني444 هـ [6] . الرابع: حسن، وهو قول ابن الأنباري ت 328 هـ [7] . الخامس: مطلق، وهو قول السجاوندي ت 560 هـ [8] . المكتفى في الوقف والابتدا لأبي عمرو الداني (ص: 242) قال ابن الأنباري – - ت 328 هـ: (وتب) [1] وقف حسن[9]. قال النحاس – -: ت 338 هـ : « التمام عند الأخفش وأبي حاتم وتب»[10]. قال الإمام الداني – - 444 هـ: وتب كاف. وقيل: تام. [11]. قال السجاوندي - - ت 560 هـ، « وتب» ط على الجواب للدعاء أي : وقد تب[12]. قال زكريا الأنصاري – : ت 926 هـ : وتب تام [13]. قال الأشموني – : ت 1111 هـ : وَتَبَّ كاف »[14]. الدراسة والموازنة: من اعتبر الوقف تاما: فلأنه نهاية الدعاء على أبي لهب والإخبار بهلاكه، وما بعده تهديد ووعيد. ومن اعتبر الوقف كافيا: فلأن الكلام كله يحمل سياق التهديد، والمعنى مصل. ومن اعتبره مطلقا: فلصحة البدء بما بعده، لانقطاع العلاقة اللفظية لاستئناف ما بعده. واستخدام المطلق عند السجاوندي يحتمل ( التام والكافي) [15] ومن اعتبره حسنا: وهو عند ابن الأنبارى، فلأن الحسن عنده مرادف للوقف الكافي. الراجح من الأقوال: الذي أميل إليه بعد عرض أقوال النحاة وأهل الوقف أن الراجح أن يكون الوقف (كاف) لما يلي: توالي الإخبار عن أبي لهب، وتب، أي وقد هلك، ثم قال ما أغنى عنه ماله الضمير في ( عنه) يعود على أبي لهب دلالة على اتصال المعنى مع انقطاع العلاقة اللفظية. أن الأسلوب ( وتب) ، و(ما أغنى) وإن اختلافا إثباتا و نفيا إلا أنهما يحملان تهديدا ووعيدا [16] أنه اختيار أكثر علماء الوقف والابتداء ، كابن الأنباري فالحسن عنده مرادف للكافي، وهو الوجه المقدم عند الإمام الداني، و قول الأشموني، والمطلق عند السجاوندي يحتمل الوجهين التام والكافي[17]. الموضع ابن الأنباري النحاس الداني السجاوندي الأنصاري الأشموني 328 هـ 338 هـ: 444 هـ ت 560 926 هـ 1111 هـ وتب حسن تام كاف- تام مطلق تام كاف 2- الوقف على كلمة ( وما كسب ) (2) معرفة الوقف يكون بالنظر إلى إعراب جملة جملة (سيصلى نارا ) توجيه الإعراب: جملة (سيصلى نارا ) مستأنفة للابتداء بالسين والابتداء بعده بالتهديد والوعيد (1) .أقوال علماء الوقف: اختلف العلماء في الوقف على ( وما كسب) على أقوال: الأول: تام، وهو قول الأنصاري(2). الثاني: كاف، وهو قول النحاس، والأشموني (3) . الثالث: التفصيل بين الكفاية وعدم الوقف وهو قول الداني(4) . الرابع: مطلق، وهو قول السجاوندي (5) . قال الإمام الداني – - 444 هـ: وما كسب مثل ( وتب) أي (كاف. وقيل: تام) ) [18]. قال السجاوندي - - ت 560 هـ، « وما كسب ) ط، [مطلق] ، للابتداء بالتهديد »[19].قال زكريا الأنصاري – : ت 926 هـ : وتب تام وكذا وما كسب [20]. قال الأشموني – : ت 1111 هـ: «وما كسب» كاف للابتداء بالتهديد»[21]. الدراسة والموازنة: من اعتبر الوقف تاما باعتبار الانتقال من سياق النفي في (ما أغنى عن ماله، وما كسب) ثم الابتداء بالإخبار عنه والتهديد والوعيد بقوله (سيصلى نارا ) وهو اختيار الأنصاري ومن اعتبر الوقف كاف: فللابتداء بعده بالوعيد في سييصلى نارا ا[22]، انقطعت العلاقة اللفظية وبقي المعنى من خلال عودة الضمير في سيصلى على أبي لهب المذكور سابقا، وبذلك يكون المعنى متصلا. ومن اعتبره مطلقا: وهو اختيار السجاوندي المطلق فلصحة البدء به. الراجح من الأقوال: بعد عرض الأقوال يظهر لي أن الرأي الراجح هو قول من قال إن الوقف كاف لما يلي: الابتداء بالسين وهو من علامات الوقف الكافي. عودة الضمير في (سيصلى نارا ) على أبي لهب المذكور سابقا،وبذلك يكون المعنى متصلا . أنه اختيار أكثر علماء الوقف والابتداء كالنحاس والأشموني وأحد قولي الإمام الداني، وظاهر كلام السجاوندي، فرمز له بالمطلق وهو ما يحتمل أن يكون كافيا. الموضع ابن الأنباري النحاس الداني السجاوندي الأنصاري الأشموني 328 هـ 338 هـ: 444 هـ ت 560 926 هـ 1111 هـ كسب لم يذكر كاف كاف-لا مطلق تام كاف تنبيه : الحرف (لا) يمصطلح وضعته للإشارة إلى معنى ( لا وقف ) اختصارا. 3-الوقف على كلمة ( ذات لهب ) (3) توجيه الإعراب: يعرف الوقف على ( ذت لهب ) من خلال معرفة إعراب ( وامرأته) فيها قولان: الأول: أن الواو عاطفة على الضمير المستتر (هو) في سيصلى. [23] الثاني: أن الواو مستأنفة (وامرأته) مبتدأ خبرها جملة (في جيدها حبل )،أو هي في جيدها. قال النحاس – -: ت 338 هـ : « وَامْرَأَتُهُ فيه قولان: أحدهما : أنها مرفوعة لأنها معطوفة على المضمر الذي في سيصلى، وحسن العطف على المضمر لطول الكلام. والأخر أنها مرفوعة بالابتداء»[24] أقوال علماء الوقف: عموم أهل الوقف والابتداء على التفصيل بين الكفاية وعدم الوقف وهو قول النحاس، والداني والأنصاري والأشموني، والسجاوني (جائز، لا وقف) و ظاهر كلام ابن الأنباري [25] قال النحاس – -: ت 338 هـ : «( سيصلى نارا ذت لهب ) تام على قول الكسائي وعلى أحد مذاهب الفراء ، وهو أجود الوجوه عند أبي حاتم ثم يبتدئ وامرأته حمالة الحطب»[26]. وقال : « وقد أجاز الكسائي أن تكون وامرأته نسقا على المضير في سيصلى وأن نتكون حمالة نعتا، فعلى هذا القول هذا الوقف »[27]. قال الإمام الداني – - 444 هـ: « فمن نصب فله تقديران: أحدهما أن يجعل قوله وامرأته معطوف على الضمير الذي في سيصلى وحسن العطف عليه لطول الكلام. والتقدير: سيصلى هو وامرأته. فعلى هذا يكفي الوقف على قوله وامرأته والتقدير الثاني أن يجعل قوله امرأته [مرفوعاً بالابتداء. فعلى هذا لا يكفي الوقف على قوله: وامرأته] ولا يحسن الابتداء بـ حمالة لأنها وما نصبها خبر الابتداء. والوقف على ذات لهب كاف [28] قال السجاوندي - - ت 560 هـ، « ذات لهب) ج، [جائز] ، على أن وامرأته مبتدأ »[29]. وقال - - « والاوجه أن يجعل ( وامرأته) عطفا على الضمير في ( سيصلى) لأن الفاصل قام مقام التوكيد، فجاز عطف الصريح على الضمير المرفوع بلا توكيد، ( و(حمالة الحطب) صفتها والجار مع اسمه وخبره مستأنفا »[30]. قال الأشموني – -: ت 1111 هـ «وامرأته» كاف لمن رفعها عطفًا على الضمير في «سيصلي»، أي: سيصلي هو وامرأته، وعلى هذا لا يوقف على «ذات لهب»؛ لأنَّ الكلام قد انتهى إلى «وامرأته» فيكون الوقف عليها حسنًاا[31]. الدراسة والموازنة: على التوجيه الأول: أن (وامرأته) معطوفة على الضمير في ( سيصلى) فلا وقف على ( ذات لهب) لئلا يفصل بين العطف والمعطوف، وجوز لكونه رأس أية. وعلى التوجيه الثاني: وهو استئناف الواو في ( وامراته) فيتم الوقف على (ذات لهب) لأنه نهاية الكلام عن أبي لهب، وما بعده عن امراته، فيبتدأ بـ،(وامرأته) فتكون مبتدأ خبرها جملة (في جيدها حبل.. )، أو هي في جيدها [32]. الراجح من الأقوال: الذي أميل إليه هو جواز الوجهين في واو ( وامرأته) العطف والاستئناف، كما بينا سابقا وهو قول عامة أهل الوقف والابتداء والنحو. فالأولى على اعتبار (وامرأته) معطوفة على الضمير في ( سيصلى). والثاني على استئناف الواو في ( وامراته) مبتدأ خبرها جملة (في جيدها حبل ) [33]. الموضع ابن الأنباري النحاس الداني السجاوندي الأنصاري الأشموني ذات لهب 328 هـ 338 هـ: 444 هـ ت 560 926 هـ 1111 هـ كاف-لا تام-لا كاف-لا جائز -لا كاف-لا كاف-لا 4- الوقف على كلمة ( وامرأته ) (3) توجيه الإعراب: يعرف الوقف على ( وامرأته ) بالنظر إلى إعراب ( حمالة)، وفيها قولان: توجيه (حمالة) على قراءة النصب[34] منصوبة على الحالية أي: سيصلى نارًا ذات لهب، وامرأته كذلك والحال أنها حمالة الحطب في جهنم. فالحال( حمالة) نكرة أريد بها الاستقبال، وصاحب الحال ( امرأته) . منصوبة على الذم: أي: سيصلى نارًا ذات لهب، وامرأته كذلك أعني أو أذم حمالة الحطب. قال أبو إسحاق الزجاج – - ت 311هـ: « ويقرأ (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) - بالنصب - وامرأته رفع من وجهين: أحدهما العطف على ما في سَيُصْلَى ، المعنى سيصلى هو وامرأته ويكون (حَمَّالَةُ الْحَطَبِ) نعتا لها. ومن نصب فعلى الذم، والمعنى: أعني (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). ويجوز رفع (وَامْرَأَتُهُ) على الابتداء، و (حَمَّالَةُ) من نعتها، ويكون الخبر:(فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) هـ [35] قال النحاس – - ت 338 هـ : ومن قرأ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ «2» ففي قراءته قولان: أحدهما أنه منصوب على الحال لأنه يجوز أن تدخل فيه الألف واللام فلما حذفتهما نصب على الحال، والأخر : أنه منصوب على الذمّ أي أعني حمالة الحطب »[36] ا أقوال علماء الوقف: عموم أهل الوقف والابتداء على التفصيل بين الكفاية في الوقف على ( وامرأته ) أو عدم الوقف وهو قول ابن الأنباري، والنحاس، والداني والأنصاري والأشموني، والسجاوني (جائز، لا وقف) [37] قال ابن الأنباري – - ت 328 هـ: (حمالة الحطب) بالنصب على الذم والشتم كما تقول: قام زيد الفاسق الخبيث، ويجوز النصب على الحال كأنه قال: حمالة للحطب وفي قراءة عبد الله: (ومريته حمالة للحطب) اهـ [38]. وقال - - والوجه الثاني أن ترفع «المرأة» بما عاد من الهاء والألف في قوله: (في جيدها) [5] فلا يحسن الوقف من هذا الوجه على «المرأة». من هذا الوجه على «المرأة»[39].. قال الإمام الداني – - 444 هـ: « فمن نصب ( حمالة الحطب ) فله تقديران: أحدهما أن يجعل قوله «وامرأته» معطوف على الضمير الذي في «سيصلى» وحسن العطف عليه لطول الكلام. والتقدير: سيصلى هو وامرأته. فعلى هذا يكفي الوقف على قوله وامرأته ويحسن الابتداء بقوله حمالة الحطب لأنها تنتصب على الذم، بتقدير: أعني. فالكلام كاف دونها لأنها في موضع استئناف عامل. .. والتقدير الثاني أن يجعل قوله «امرأته» [مرفوعاً بالابتداء. فعلى هذا لا يكفي الوقف على قوله: وامرأته] . ولا يحسن الابتداء بـ «حمالة» لأنها وما نصبها خبر الابتداء. والوقف على «ذات لهب» كاف وقيل: إن نصبها على الحال لأنه يجوز أن تدخل عليها الألف واللام. فلما حذفتا نصب على الحال » اهـ [40] قال السجاوندي - - ت 560 هـ، « ومن قرأ ( حمالة) بالنصب يسوغ وقفه على قوله : وامرأته ط ، على تقدير أعني حمالة الحطب »[41]. قال الأشموني – -: ت 1111 هـ «وامرأته» كاف لمن رفعها عطفًا على الضمير في «سيصلي»، أي: سيصلي هو وامرأته، وعلى هذا لا يوقف على «ذات لهب»؛ لأنَّ الكلام قد انتهى إلى «وامرأته» فيكون الوقف عليها حسنًا، وحسن ذلك الفصل بينهما، وقام مقام التوكيد فجاز عطف الصريح على الضمير المرفوع بلا توكيد وعلى هذا تكون حمالة خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هي حمالة، أو نصبها على الذم، وبها قرأ عاصم (2) ا[42]. الدراسة والموازنة على التوجيه الأول : أن ( حمالة) منصوبة على الحالية من امرأته، فلا وقف لئلا يفصل بين الحال وصاحبه. وعلى التوجيه الثاني: أن ( حمالة) منصوبة على الذم، فيكون الوقف كافيا، ويبتداء بـ (حمالة الحطب) على الذم، بتقدير استئناف مقدر : أعني أو أذم حمالة الحطب، كما تقول: قام زيد الفاسق الخبيث [43] الراجح من الأقوال: الذي أميل إليه هو جواز الوجهين في الوقف على ( وامراته ) وهو قول عامة أهل الوقف والابتداء والنحو، فعدم الوقف باعتبار أن ( حمالة) منصوبة على الحالية وجواز الوقف باعتبار أن (حمالة) منصوبة على الذم على تقدير أذم حمالة كما بينا سلفا من أقوال العلماء قال الإمام الداني – - 444 هـ: « ويحسن الابتداء بقوله حمالة الحطب لأنها تنتصب على الذم، بتقدير: أعني. فالكلام كاف [44] وقال السجاوندي - - ت 560 هـ، « ومن قرأ ( حمالة) بالنصب يسوغ وقفه على قوله : وامرأته ط ، على تقدير أعني حمالة الحطب »[45]. الموضع ابن الأنباري النحاس الداني السجاوندي الأنصاري الأشموني وامرأته 328 هـ 338 هـ: 444 هـ ت 560 926 هـ 1111 هـ كاف-لا كاف-لا كاف-لا جائز -لا كاف-لا كاف-لا 5- الوقف على ( وامرأته) على قراءة الجمهور بالرفع لـ ( حمالة ) [46] توجيه الإعراب: يعرف الوقف بالنظر إلى إعراب (حمالة) بالضم فيها أقوال: نعت لـ امرأته بدل، أو عطف بيان [47] خبر لـ ( وامرأته) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي حمالة الحطب. قال النحاس – - ت 338 هـ : (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ » بالرفع فيه قولان: أحدهما: أنه نعت لامرأته، والآخر أنه خبر الابتداء. [48] قال مكي بن أبي طالب – - (ت 437هـ): و(حمالة) رفع على اضمار هِيَ ابْتِدَاء وَخبر وَقيل (امْرَأَته) رفع بِالِابْتِدَاءِ وحمالة خَبره وَقيل الْخَبَر (فِي جيدها) حَبل ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْخَبَر، وَكَذَلِكَ رفع الْحَبل بالاستقرار وَالْجُمْلَة خبر امْرَأَته) و(حمالة) نعت للْمَرْأَة، وَإِذا جعلت (حمالَة) الْخَبَر كَانَ قَوْله (فِي جيدها) حَبل ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال من الْمُضمر فِي حمالَة)، وَكَذَلِكَ إِذا جعلت وَامْرَأَته حمالَة ) ابْتِدَاء وخبرا جَازَ أَن تكون الْجُمْلَة فِي مَوضِع الْحَال من الْهَاء فِي أغْنى عَنهُ وَقيل إِن فِي جيدها حَبل خبر ثَان لامْرَأَته[49] أقوال علماء الوقف: اختلف علماء الوقف في الوقف على (وامرأته) على قولين جواز الوقف وعدم الوقف وهوقول ابن الأنباري: والنحاس:، والداني، والسجاوندي، والأنصاري، والأشموني [50] الأول : كاف ، على تقدير : هي حمالة الحطب. الثاني : لا وقف، على اعتبار أن ما بعده نعت، أو بدل ، أو خبر. قال ابن الأنباري – - ت 328 هـ : (وامرأته حمالة الحطب) [4] في «المرأة» ثلاثة أوجه: أحدهن أن ترفعها على النسق على ما في (سيصلى) [3] فيحسن الوقف عليها ثم تبتدئ: (حمالة الحطب) على معنى «هي حمالة الحطب» والوجه الثاني أن ترفع «المرأة» بما عاد من الهاء والألف في قوله: (في جيدها) [5] فلا يحسن الوقف من هذا الوجه على «المرأة» والوجه الثالث أن ترفع «المرأة» بـ (حمالة) و (حمالة) بها، فمن هذا الوجه يحسن الوقف على (حمالة الحطب) ثم تبتدئ: (في جيدها حبل من مسد) [51] قال الإمام الداني – - 444 هـ: في ( وامرأته) القول الثاني أن يرفعها بالعطف على الضمير الذي في سيصلى . فعلى هذا يكفي الوقف دونها. وفي كلا الوجهين لا يجوز الابتداء بقوله حمالة الحطب ولا الوقف قبله سواء جعل نعتاً لـ المرأة أو خبراً عنها لأنه متعلق بما قبله لما ذكرنا. فإن رفع ذلك بتقدير: هي حمالة الحطب، جاز الابتداء به، وكفى الوقف على ما قبله لانقطاعه منه [52] وقال « وقد يجوز لمن قرأ ( حمالة ) بالرفع الوقف على تقدير : هي حمالة الحطب. »[53]. قال زكريا الأنصاري – : ت 926 هـ : وامرأته: كاف لمن رفعها بالعطف على الضمير في سيصلى ورفع حمالة الحطب خبر المبتدأ محذوف أو نصبها بأعنى مقدر أو ليست بوقف لمن رفعها مبتدأ خبره حمالة الحطب أو رفع حمالة بجلا من امرأته بل الوقف على ذات لهب وهو كاف آخر السورة تام. [54]. قال الأشموني – : ت الأشموني1111 هـ وليس بوقف إن جعل «وامرأته» مبتدأ و «حمالة» خبر أو رفع «حمالة» بدلًا من «امرأته» وكان الوقف على قوله: «ذات لهب» كافيًا، وكذا: «الحطب» إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرأ[55]. الدراسة والموازنة بناء على توجيهات الإعراب السابقة يترتب ما يلي: على التوجيه الأول والثاني والثالث: لا يكفي الوقف على ( وامرأته) لئلا يفصل بين النعت والمنعوت، والبدل والمبدل منه والمتبتدأ وخبره. وعلى التوجيه الرابع، يكفي الوقف على ( وامرأته) باعتبارها معطوفة على ما سبق، وانقطاع ما بعدها على تقدير: هي حمالةُ الحطب. الراجح من الأقوال: الذي أميل إليه على قراءة الضم في ( حمالة ) هو جواز الوجهين في الوقف على (وامراته ) وهو قول عامة أهل الوقف والابتداء والنحو، فعدم الوقف باعتبار أن (حمالة) نعت، أو بدل.أو خبر، وجواز الوقف باعتبار العطف، والانقطاع ما بعدها على تقدير: هي حمالةُ الحطب. 6- الوقف على كلمة (الحطب )(4) توجيه الإعراب: جملة ( في جيدها حبل) لها خمسة أقوال: مستأنفة خبرا لـ (وامرأته) [56]. خبر ثان لـ ( وامرأته) والأول (حمالة) بالضم. حالية مِنْ الهاء في «امرأتُه»، أو من الْهَاء فِي (أغْنى عَنهُ) حالية ثانية من الهاء في «امرأتُه»، أو من الْهَاء فِي (أغْنى عَنهُ) صفة ثانية لـ ( وامرأته)، والصفة الأولى (حمالة ) بالرفع. قال أبو إسحاق الزجاج – - ت 311هـ: « ويجوز رفع (وَامْرَأَتُهُ) على الابتداء، و (حَمَّالَةُ) من نعتها، ويكون الخبر:(فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) هـ [57] قال النحاس – - ت 338 هـ : (فِي جِيدِها) فيها قولان: أحدهما أنه خبر بعد خبر عن «وامرأته» والأخر: أن يكون خبرا منقطعا من الأول[58] قال السمين الحلبي – - ت (756) هـ: قوله: فِي جِيدِهَا حَبْلٌ : يجوزُ أَنْ يكونَ «في جيدِها» خبراً ل «امرأتُه» و «حبلٌ» فاعلٌ به، وأَنْ يكونَ حالاً مِنْ «امرأتُه» على كونِها فاعلة. و «حبلٌ» مرفوعٌ به أيضاً، وأَنْ يكونَ خبراً مقدَّماً. و «حَبْلٌ» مبتدأٌ مؤخرٌ. والجملةُ حاليةٌ أو خبر ثانٍ [59] قال ابن عاشور – -: 1393هـ : ( وَجُمْلَةُ: (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) صِفَةٌ ثَانِيَةٌ أَوْ حَالٌ ثَانِيَةٌ وَذَلِكَ إِخْبَارٌ بِمَا تُعَامَلُ بِهِ فِي الْآخِرَة، أَي جعل لَهَا حَبْلٌ فِي عُنُقِهَا تَحْمِلُ فِيهِ الْحَطَبَ فِي جَهَنَّمَ لِإِسْعَارِ النَّارِ عَلَى زَوْجِهَا جَزَاءً مُمَاثِلًا لِعَمَلِهَا فِي الدُّنْيَا الَّذِي أَغْضَبَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهَا. [60] أقوال علماء الوقف عموم أهل الوقف والابتداء على التفصيل في ذلك بين الكفاية وعدم الوقف وهو قول ابن الأنباري، والنحاس، والداني والأشموني [61] قال الداني – - 444 هـ: والوقف على الحطب كاف إذ جعل في جيدها خبراً منقطعاً عن الأول. فإن جعل خبراً ثانياً لقوله وامرأته لم يكف الوقف قبله ولا حسن الابتداء به[62]. قال السجاوندي - - ت 560 هـ، (الحطب ) ج، [جائز] على أن قوله (حمالة) خبر ( وامرأته) »[63]. الدراسة والموازنة: يكون الوقف كافيا على (حمالة الحطب) إذا اعتبرنا أن جملة ( في جيدها ) مستأنفة مع اتصال المعنى عن امرأة أبي لهب دل عليه الضمير المتصل في كلمة ( جيدها) ولا وقف على (حمالة الحطب) إذا كانت ( في جيدها ) خبرا لـ (وامرأته). لئلا يفصل بين المبتدأ وخيره خبر ثان لـ ( وامرأته) والأول (حمالة) بالضم. لئلا يفصل بين المبتدأ وخيره حالية مِنْ الهاء في «امرأتُه»، أو من الْهَاء فِي (أغْنى عَنهُ) لئلا يفصل بين الحال وصاحبه صفة ثانية لـ (وامرأته)، والصفة الأولى (حمالة)، لئلا يفصل بين الصفة والموصوف. الراجح من الأقوال: والذي أميل إليه هو جواز الوجهين على قوله: ( حمالة الحطب ) على تقدير، ولا وقف على تقدير، وهو قول عامة أهل الوقف والابتداء، والنحاة. فيكون الوقف كما يلي: يجوز أن يكون الوقف كافيا على (حمالة الحطب) على تقدير استئناف جملة ( في جيدها). ولا وقف على إذا اعتبرنا أن جملة ( في جيدها) خبر، أو حال، أو نعت، لئلا يفصل بين المتعلقات اللفظية . الموضع ابن الأنباري النحاس الداني السجاوندي الأنصاري الأشموني 328 هـ 338 هـ: 444 هـ ت 560 926 هـ 1111 هـ الحطب كاف-لا كاف-لا كاف-لا جائز -لا كاف-لا كاف-لا خلاصة أقوال علماء الوقف والابتداء الموضع ابن الأنباري النحاس الداني السجاوندي الأنصاري الأشموني 328 هـ 338 هـ: 444 هـ ت 560 926 هـ 1111 هـ وتب حسن تام تام –كاف مطلق تام كاف كسب لم يذكر كاف كاف-لا مطلق تام كاف وامرأته كاف-لا كاف-لا كاف-لا جائز -لا كاف-لا كاف-لا الحطب كاف-لا كاف-لا كاف-لا جائز -لا كاف-لا كاف-لا تنبيه : الحرف (لا) يمصطلح وضعته للإشارة إلى معنى ( لا وقف ) اختصارا. [1] انظر: تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 351) [2] الدر المصون: 11/ 143 [3] غرائب التفسير وعجائب التأويل (2/ 1404) [4] انظر: القطع والائتناف: (826)، و المقصد: (92) . [5] انظر: انظر: منار الهدى: (867). [6] انظر: المكتفى: (242) . [7] انظر: إيضاح الوقف: (990 [8] انظر: علل الوقوف: (1172 [9] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 990) [10] القطع والائتناف: (580)، [11] المكتفى في الوقف والابتدا (ص: 242) [12] إيضاح الوقف: 1171 [13] المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 92) [14] منار الهدى (2/ 434( [15] انظر: علل الوقوف: (1172) . [16] قال الشوكاني – -: قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأَوَّلُ دُعَاءٌ عَلَيْهِ، وَالثَّانِي خَبَرٌ، كَمَا تَقُولُ: أَهْلَكَهُ اللَّهُ، وَقَدْ هَلَكَ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ مَا دَعَا بِهِ عَلَيْهِ. وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ: «وَقَدْ تَبَّ» . وَقِيلَ: كِلَاهُمَا إِخْبَارٌ، أَرَادَ بِالْأَوَّلِ هَلَاكَ عَمَلِهِ، وَبِالثَّانِي هَلَاكَ نَفْسِهِ اهـ فتح القدير: 5/627 [17] انظر: إعراب القرآن للنحاس 5/192، والجدول ( 30/421 )، والإعراب المحيط 8/221. (1) انظر: إعراب القرآن للنحاس 5/192، والجدول ( 30/421 )، والإعراب المحيط 8/221. (2) انظر: القطع والائتناف: (580)، و المقصد: (92) . (3) انظر: القطع والائتناف: (826\)، ومنار الهدى: (867). (4) انظر: المكتفى: (242) . (5) انظر: علل الوقوف: (1172) . [18] المكتفى في الوقف والابتدا (ص: 242) [19] إيضاح الوقف: 1171 [20] المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 92) [21] منار الهدى (2/ 434( [22] انظر: منار الهدى: (867). [23] انظر: منار الهدى: (867). [24] إعراب القرآن للنحاس 5/192 [25] انظر: إيضاح الوقف: (990)، والقطع والائتناف: (580)، والمكتفى: (242)، علل الوقوف 1171 و المقصد: (92) و منار الهدى: (867).. [26] القطع والائتناف: (580)، [27] القطع والائتناف: (581)، [28] المكتفى (ص: 243) [29] علل الوقوف: 1171 [30] علل الوقوف: 1172 [31] منار الهدى (2/ 434( [32] قال الإمام الداني : ومن قرأ بالرفع فله أيضاً في المرأة تقديران: أحدهما: أن يرفعهما بالابتداء ويجعل ما بعدها خبرها. فعلى هذا يكفي الوقف على قوله ذات لهب لأن ما بعدها مستأنف. المكتفى (ص: 243) [33] قال الإمام الداني : ومن قرأ بالرفع فله أيضاً في المرأة تقديران: أحدهما: أن يرفعهما بالابتداء ويجعل ما بعدها خبرها. فعلى هذا يكفي الوقف على قوله ذات لهب لأن ما بعدها مستأنف. المكتفى (ص: 243) [34] قرأ عاصم حمالة الحطب بالنصب. وقرأ سائر القراء بالرفع المكتفى في الوقف والابتدا لأبي عمرو الداني (ص: 242) [35] معاني القرآن للزجاج: 5/ 375 [36] إعراب القرآن للنحاس (5/ 193) [37] انظر: إيضاح الوقف: (990)، والقطع والائتناف: (580)، والمكتفى: (242)، علل الوقوف 1171، و المقصد: (92) و منار الهدى: (867).. [38] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 991) [39] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 991) [40] المكتفى: ( 242). [41] علل الوقوف: 1172 [42] منار الهدى (2/ 434( [43] لأنها في موضع استئناف عامل، قال أبو علي: النصب في (حمالة الحطب) على الذم، وكأنها كانت اشتهرت بذلك، فجرت الصفة عليها [للذم؛ لا] للتخليص والتخصيص من موصوف غيرها (12) انظر: الحجة" 6/ 452 [44] المكتفى: ( 242). [45] علل الوقوف: 1172 [46] قرأ عاصم وحدهحمالة الحطب بالنصب. وقرأ سائر القراء بالرفع المكتفى (ص: 242) [47] قال أبو حيان: فَحَمَّالَةٌ مَعْرِفَةٌ، فَإِنْ كَانَ صَارَ لَقَبًا لَهَا جَازَ فِيهِ حَالَةُ الرَّفْعِ أَنْ يَكُونَ عَطْفَ بَيَانٍ، وَأَنْ يَكُونَ بَدَلًا اهـ البحر المحيط في التفسير (10/ 567) [48] إعراب القرآن للنحاس (5/ 193) [49] مشكل إعراب القرآن لمكي (2/ 851) [50] إيضاح الوقف: (990) القطع والائتناف: (580\) المكتفى: (242) علل الوقوف: (1172) منار الهدى: (867) [51] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 990) [52] المكتفى (ص: 243) [53] علل الوقوف: 1172 [54] المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 92) [55] منار الهدى (2/ 434( [56] انظر إعراب القرآن للنحاس 5/192، والتبيان في إعراب القرآن 2/ 1308، والجدول ( 30/421 )، [57] معاني القرآن للزجاج: 5/ 375 [58] إعراب القرآن للنحاس (5/ 193) [59] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (11/ 146) [60] التحرير والتنوير (30/ 606) [61] انظر إيضاح الوقف: (990)، والقطع والائتناف: (580)، علل الوقوف 1171 والمكتفى: (242) و منار الهدى: (867).. [62] المكتفى (ص: 243) [63] علل الوقوف:1172 البحث من كتاب ( مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ) لـ جمال القرش |
#20
|
|||
|
|||
حكم الوقف على ( كفارا) والابتداء بـ حسدا
حكم الوقف على: ]كُفّارًا[
قال : ] وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ[ . البقرة :109 التوجيه النحوي: يعرف الوقف بمعرفة إعراب ] حَسَداً [ وفيها قولان: القول الأول: أن تكون ]حَسَداً[ مصدر متعلق بمضمر أى يحسدونكم حسدًا القول الثاني:: أن تكون ]حَسَداً[ مفعول لأجله لـ] يَرُدّونَكُم) [1] القول الثالث:: جواز الوجهين القول الرابع:: جواز الوجهين مع الميل إلى الوجه الثاني فعلى ترجيح التوجيه الأول يناسبه ( قلى ) وعلى الثاني لا وقف ولا علامة له، وعلى التقدير الثالث: يناسبه (ج) وعلى التقدير الثالث يناسبه (صلى)، وعموم المصاحف على عدم وضع علامة وقف على ( كفارا) مناقشة الأقوال: اختار القول الأول : الأخفش، والقتنبي ، والفراء، وابن الأنباري ومكي والداني، وغيرهم. على تقدير مضمر يحسدونكم حسدا، وبذلك يجوز الوقف لتعلقها بجملة فعلية مستأنفة، قال الفراء ت 207هـ : وقوله: كُفَّاراً ... (109)هاهنا «3» انقطع الكلام، ثم قال: حَسَداً كالمفسر لم ينصب على أنه نعت للكفار «4» ، إنما هُوَ كقولك للرجل: هُوَ يريد بك الشر حسدا وبغيا[2]. قال ابن الأنباري(ت: 328هـ) : والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول [3]. قال مكي أبو طالب (437 هـ): والوقف على قوله: (من بعد إيمانكم كفارا) حسن غير تام لأن قوله: (حسدا من عند أنفسهم) منصوب على التفسير عن الأول.. [4] قال الإمام الداني(ت : 444هـ) : وقال نافع وأحمد بن موسى ومحمد بن عيسى والفراء وأبو حاتم والدينوري وابن الأنباري: من بعد إيمانكم كفاراً الوقف. وينتصب حسداً على المصدر. [وعلى التفسير عن الأول] . وقال الأخفش والقتبي: هو تمام، ثم استأنف حسداً أي: يحسدونكم حسداً اهـ[5] قال البغوي: 510 هـ لود كثير من أهل الكتاب َوْ يَرُدُّونَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، أَيْ يَحْسُدُونَكُمْ حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ أَيْ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَأْمُرْهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ[6] واختار القول الثاني: الزجاج والعكبري. وأبو حيان، والنسفي والسمين الحلبي، وابن عثيمين وغيرهم. قال الزجاج(ت:311هـ) : وقوله: (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) موصول بود الذين كفروا، لا بقوله حسداً، لأن حسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي - -.الدليل على ذلك قوله: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ). [7] قال العكبري(ت: 616هـ): (حَسَدًا) : مَصْدَرٌ، وَهُوَ مَفْعُولٌ لَهُ ; وَالْعَامِلُ فِيهِ (وَدَّ) ، أَوْ (يَرُدُّونَكُمْ ) هـ [8] قال النسفي : (710) حَسَدًا مفعول له أي لأجل الحسد وهو الأسف على الخير عند الغير[9] قال ابن عثيمين : قوله : حسداً مفعول لأجله عامله: ود ؛ أي ودوا من أجل الحسد؛ يعني هذا الود لا لشيء سوى الحسد[10] واختار القول الثالث: هو جواز الوجهين: النحاس والأنصاري والأشموني، وغيرهم. قال العلامة النحاس(ت:338هـ) : قال الأخفش : هذا التمام ثم استأنف ( حسدا) أي يحسدونكم حسدا، وقال الفراء : لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً ) انقطع الكلام وهو قول أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى ونافع ، وقال أبو جعفر : هذا قول محمد بن يزيد ليس بتمام ولا وقف كاف، لأنه يسأل بعض أصحابه ما معنى حسدا من عند أنفسهم ) وهل يكون حسد الإنسان من عند غيره ، فسئل الجواب: فال التقدير :ود كثير من أهل الكتاب لوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حسدا) أي هذا الذي يودونه لم يؤمروا به ، وإنما يتبعون فيه أهواءهم [11] قال الأنصاري: : (ت: 926هـ) (كفارا) كاف وقيل تام نقل الأصل الأول عن أبي حاتم ثم قال وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله وإنما يكون كافيا إن نصب بمضر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردونكم [12] قال الأشموني: (ت : نحو : 1100هـ) : كُفَّارًا [109] كاف؛ إن نصب «حسدًا» بمضمر غير الظاهر؛ لأن حسدًا مصدر فعل محذوف، أي: يحسدونكم حسدًا، وهو مفعول له، أي: يرونكم من بعد إيمانكم كفارًا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب «حسدًا» على أنه مصدرًا، أو أنه مفعول له؛ إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف. [13] واختار القول الرابع: وهو جواز الوجهين مع أولوية الوصل السجاوندي قال السجاوندي (ت : 560 هـ ): جائز : لأن حسدا مصدر محذوف أي : يحسدون حسدا، أو حال أو مفعول له ، وهو أوجه، والوصل أجوز. . [14] خلاصة أقوال علماء الوقف: يظهر من خلال ما سبق أن خلاصة أقوال أهل الوقف كما يلي 1. تام، الأخفش، والقتبي. 2. الوقف: نافع، وأحمد ، والفراء، وابن الأنباري 3. حسن: ، ابن الأنباري، ومكي. 4. التفصيل بين الكفاية وعدم الوقف بدون ترجيح ،وهو قول أبي حاتم ، والنحاس، والأنصاري، والأنصاري 5. جواز الوقف والوصل مع أولوية الوصل، وهو قول السجاوندي. المصاحف عموم المصاحف لم تشر بعلامة وقف إشارة إلى أولوية الوصل. القول الراجح: الذي يظهر لي من خلال عرض أقوال النحاة وعلماء الوقف أن الأولى هو عدم الوقف ، وقد رجح ذلك السجاوندي، و أبو حيان، والسمين الحلبي لما يلي: 1. توفر شروط المفعول لأجله 2. أنه الذي عليه عموم المصاحف 3. لأننا لو قدرنا فعلا لصار المعنى: يحسدونكم حسدا من عند أنفسهم ، وحسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر لقوله : (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ). 4. قال أبو حيان (ت: 754: (: حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ : انتصاب حسداً على أنه مفعول من أجله، والعامل فيه ودّ، أي الحامل لهم على ودادة ردكم كفاراً هو الحسد، وجوزوا فيه أن يكون مصدراً منصوباً على الحال، أي حاسدين، ولم يجمع لأنه مصدر، وهذا ضعيف، لأن جعل المصدر حالاً لا ينقاس. وجوزوا أيضاً أن يكون نصبه على المصدر، والعامل فيه فعل محذوف يدل عليه المعنى، التقدير: حسدوكم حسداً. والأظهر القول الأول، لأنه اجتمعت فيه شرائط المفعول من أجله [15]. 5. قال السمين الحلبي(ت:756هـ): حَسَداً نصبٌ على المفعولِ له، وفيه الشروطُ المجوِّزة لنصبِه، والعاملُ فيه «وَدَّ» أي: الحاملُ على ودَادَتِهم رَدَّكم كفاراً حَسَدُهم لكم. وجَوَّزوا فيه وجهين آخرين، أحدُهما: أنه مصدرٌ في موضعِ الحالِ، وإنما لم يُجْمَعْ لكونِه مصدراً، أي: حاسِدِين، وهذا ضعيفٌ؛ لأنَّ مجيءَ المصدرِ حالاً لا يَطَّرِدُ. الثاني: أنه منصوبٌ على المصدريةِ بفعلٍ مقدَّرٍ من لفظِه أي يَحْسُدونكم حَسَداً، والأولُ أظهرُ الثلاثة. [16] [1] الجدول في إعراب القرآن (1/ 231) و المجتبى من مشكل إعراب القرآن (1/ 41) [2] معاني القرآن للفراء (1/ 73) [3] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 528) [4] مشكل إعراب القرآن لمكي (1/ 109) [5] المكتفى (ص: 25) [6] تفسير البغوي - طيبة (1/ 136) [7] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 193) [8] التبيان في إعراب القرآن (1/ 104) [9] تفسير النسفي (1/ 120) [10] تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (1/ 357) [11] القطع والائتناف: 75 [12] المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 16) [13] منار الهدى (1/ 83) [14] السجاوندي : 228 [15] الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط (1/ 263) [16] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (2/ 67) البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش |
#21
|
|||
|
|||
حكم الوقف على وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا
قال : زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا مـ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [البقرة:212]. رموز المصاحف: : توافقت عموم المصاحف المختار على لزوم الوقف على هذا الموضع سورة شمرلي المدينة دمشق باكستان البقرة مـ مـ مـ مـ التوجيه والدراسة: تحديد الوقف يكون بالنظر إلى إعراب جملة (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ ) ولها احتمالان في الإعراب: الأول: أن تكون معطوفة على جملة ( زين للذين كفروا (1) الثاني: أن تكون جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب . . قال العكبري : وَالْوَقْفُ عَلَى آمَنُوا. (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا) : مُبْتَدَأٌ، وَ (فَوْقَهُمْ) : خَبَرُهُ (1) .أقوال علماء الوقف والابتداء: اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع: الأول: أنَّ الوقف كاف، وهو اختيار الداني (3). الثاني: أنَّ الوقف حسن، وبه قال ابن الأنباري والنحاس، والأنصاري والأشموني (3). الثالث: أنَّ الوقف لازم، وهو اختيار السجاوندي (4) الدراسة والموازنة: توجيه الرأي الأول : اختيار الداني للوقف الكافي باعتبار استئناف ما بعده. توجيه الرأي الثاني : أن اختيار الحسن عند هؤلاء يعنون به الكافي لكنه أقل رتبه ، ويعني به الأنصاري التام لكنه أقل رتبة. كما قال ابن الأنباري : الوقف على قوله: (من آية بينة) [211] حسن. وكذلك: (ويسخرون من الذين آمنوا) وتبتدئ: (والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) ثم تقف على (القيامة) [212]. وهو نفس ما ذكره النحاس ، وهذا دليل أنه قصد الوقف الكافي. واختيار الأنصاري للوقف الحسن يعني به التام لكنه أقل رتبة. واختار السجاوندي لزوم الوقف وعلل ذلك بأن والذين مبتدأ، وفوقهم خبره، ولو وصل صار فوقهم ظرفًا ليسخرون، أوحالا لفاعل يسخرون وقبحه ظاهر(2) . ترجيح الأقوال: من خلال عرض أراء النحاة وأهل الوقف يترجح لدي الرأي القائل بلزوم الوقف، مع احتمالية كون الوقف كافيا لما يلي:
(1) التبيان في إعراب القرآن 1/ 170، و انظر: المجتبى في مشكل إعراب القرآن 1/ 75 (3) والمكتفى: 183 (3) انظر : الإيضاح : 1/ 549 ، والقطع:: 97 ، المنار بحاشية المقصد 1/120. (4) انظر : علل الوقوف :1/ 292 (2 علل الوقوف: 1/292، . (1) تفسير البحر المحيط 2/139، و إعراب القرآن البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش |
#22
|
|||
|
|||
الوقف على قوله: (وَيَقُولُونَحِجْراًمّحْجُوراً)الفرقان:22
قال : ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىَ يَوْمَئِذٍ لّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مّحْجُوراً ) الفرقان:22 التوجيه النحوي: يوجه الوقف بالنظر إلى إعراب (مّحْجُوراً.) والمشهور فيها قولان: 1. أن تكون نعتا 2. أن تكون مستأنفة توجيه الأقوال: القول الأول: وهو قول الفراء، والزجاج، والنحاس، والعكبري، والأنصاري، وغيره. وتوجيهه أن تكون (محجورًا) صفة مؤكدة للمعنى وبذلك يكون الكلام كله واحد من قول الملائكة، أي حراما محرما أن تكون لهم البشرى، وقيل من قول المجرمين[1]. قال الفراء207تهـ: حَرَامًا محرّمًا أن يكون لَهم البشرى. وَالْحِجْرُ: الحرام، كما تَقُولُ: حَجَر التاجر عَلَى غُلامه، وحجر عَلَى أهل[2] قال النحاست338هـ: (وَيَقُولُونَ حِجْراً) : مصدر أي منعا[3] قال العكبريت616هـ: (حِجْرًا مَحْجُورًا) : هُوَ مَصْدَرٌ، وَالتَّقْدِيرُ: حِجْرُنَا حِجْرًا[4] قال الأنصاريت926هـ: مصدر مؤكد أي: حجرنا حجرا، أي: حراما محرَّما. [5] القول الثاني: وهو قول الحسنوأبي حاتم. وتوجيهه أن تكون (محجورًا) متعلقة بمستأنف من قول الله ردا عليهم[6]. وبهذا يظهر اختيار عموم أهل اللغة أن (حجرا) صفة مؤكدة لـ محجورا ، ولا يفصل بين الصفة والموصوف. أقوال أهل الوقف والابتداء: 1. لا وقف 2. تام. توجيه الأقوال: الأول لا وقفوهو ظاهر اختيار ابن الأنباري، والنحاس، والداني، والأشموني الأنصاري[7] وظاهر اختيار السجاوندي فلم يضع علامة وقف التوجيه :باعتبار أن(حجرا محجورا) كلام واحد من قول الملائكة ردا على المجرمين، أي: تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم. ولم يحكم أكثر علماء الوقف على (حجرا) بالوقف بل على ( محجورا) دلالة على اتصال الكلام. قال ابن الأنباريت328هـ:(ويقولون حجرا محجورا) [22] حسن. والمعنى «يقولون: أي وتقول الملائكة: حرامًا محرمًا أن تكون لهم البشرى»[8] قال النحاس338هـ: ويقولون حجرا محجورا آية 22 روى عطية عن أبي سعيد الخدري حجرا محجورا قال حراما محرما قال الضحاك: أي تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم يعني الكفار[9] قال الدانيت444هـ: ويقولون حجراً محجوراً كاف. وقال ابن عباس: هو من قول الملائكة أي: تقول الملائكة: حراماً محرماً أن تكون لهم البشرى[10]. وقال الأشمونيت1100هـوالأنصاريت926هـ: (حجرا محورا ) كاف وذكرا نفس التعليل[11]. والثاني تاموهو قول الحسن وابن جريرج وأبي حاتم. وذلك باعتبار انتهاء كلام المجرمين على (حجرا) وما بعده ( محجورا) من قول الله ردا عليهم، فقد كانت العرب تقول عند الرعب: حجراً، أي استعاذةً فقال الله مججورا غليهم أن يعاذوا أو يجاروا. وقد عزاه الداني وغيره للحسنت 110 هـوابن جريح ت 150 هـ[12] قال : ويقول الحسن: ويقولون حجراً وقف تام. وهو من قول المجرمين. وقال ابن جريج: كانت العرب تقول عند الرعب: حجراً، أي استعاذةً فقال الله [محجوراً] أي: محجوراً عليهم أن يعاذوا[13] وبهذا يظهر أن اختيار عموم أهل الوقف والابتداء هو عدم الوقف على ( حجرا)، باعتبارها وما قبلها قولا واحدا من كلام الملائكة، وأن ما ذكروه للوجه الأخر هو وجه احتمال وليس حكما. أقوال المفسرين: فيها أربعة أقوال: الأول: أن تكون (حِجْرًا مَحْجُورًا) من قول الملائكة للمجرمين الثاني: أن تكون (حِجْرًا مَحْجُورًا) من قول الكفار إذا عاينوالملائكة، أو لأنفسهم الثالث: أن تكون(حِجْرًا) من قول المجرمين و(مَحْجُورًا) من قول الله الرابع: أن تكون(حِجْرًا) من قول المجرمين و(مَحْجُورًا) من قول الملائكة مناقشة الأقوال: الأول : أن تكون (حِجْرًا مَحْجُورًا) من قول الملائكة للمجرمين[14] والمعنى: أن الملائكة إذا عاينوا المجرمين يقولون لهم (حجرا محجورا) أي: حراما محرّما عليكم اليوم البشرى أن تكون لكم. وهو قول الفراء ، وابن جرير، والطبري، والزجاج، ومكي ، والعكبري، وابن كثير، وغيرهم[15] واستدلوا بذلك بما يلي: 1. قول الضحاك بن مزاحمت 110 هـ، وسأله رجل عن قول الله (وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا) قال: تقول الملائكة: حراما محرما أن تكون لكم البُشرى[16]. 2. قزل الْحَسَنِت 110 هـ, وَقَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حِجْرًا مَحْجُورًا [الفرقان: 22] , قَالَ: " هِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُهَا كَانَ الرَّجُلُ إِذَا نَزَلَتْ بِهِ شِدَّةٌ , قَالَ: حِجْرًا مَحْجُورًا " قَالَ: " يَقُولُ: حَرَامًا مُحَرَّمًا[17] وعليه فلا وقف لأن الكلام كله من قول الملائكة ولا يفصل بين القول ومقوله الثاني : أن تكون (حِجْرًا مَحْجُورًا) من قول الكفار إذا عاينوالملائكة، أو لأنفسهم. والمعنى : إِنَّ الْمُجْرِمِينَ إِذَا رَأَوُا الْمَلَائِكَةَ يُلْقُونَهُمْ فِي النَّارِ قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمْ، أَيْ حَرَامًا عَلَيْكَ التَّعَرُّضُ لِي ، كمَا كَانُوا يَقُولُونَهُ عِنْدَ لِقَاءِ الْعَدُوِّ وَنُزُولِ الشِّدَّةِ، فقد َكَانَ في أهل الجاهلية إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ من يخافه قال: حجزا مَحْجُورًا، أَيْ حَرَامًا عَلَيْكَ التَّعَرُّضُ لِي[18]. وهو قول النيسابوي، والبقاعي، والشوكاني، والقرطبي والشنقطي، والسعدي[19]. واستدلوا بذلكما يلي: 1. ما رواه ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا نَزَلَتْ بهم شدة ورأوا مَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا حِجْرًا مَحْجُورًا، فَهُمْ يَقُولُونَهُ إِذَا عَايَنُوا الْمَلَائِكَةَ قَالَ مُجَاهِدٌ: (حِجْرًا) يَعْنِي عَوْذًا مُعَاذًا يَسْتَعِيذُونَ بِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ[20] 2. عود الضمير على أقرب مذكور وهو (للمجرمين) ، ومن الممعلوم توحيد مرجع الضمائر في السياق الواحد أولى من تفريقها[21] وقد عقب ابن كثير على قول ابن جريج وقال : وهذا القول وإن كان له مأخذ ولكنه بالنسبة إلى السياق في الآية بعيد. [22] وعليه فلا وقف لأن الكلام كله من قول الكفار ولا يفصل بين القول ومقوله. الثالث: أن تكون (حِجْرًا) من قول المجرمين و(مَحْجُورًا) من قول الله[23] َوالمعنى : يقول الله محجورا عليكم أن تعاذوا أو تجاروا كما كنتم في الدنيا، أي: لا عياذ لكم من عذابنا فقال: محجورا عليكم أن تعاذوا . وهو قول الحسنوأبي حاتم[24]. واستدلوا على ذلكبما رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ:" وَيَقُولُونَ حِجْراً" وَقْفٌ مِنْ قَوْلِ الْمُجْرِمِينَ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:" مَحْجُوراً" عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَاذُوا أَوْ يُجَارُوا، فَحَجَرَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[25]. وعليه فالوقف تام لأن ( حجرا) نهاية كلام المجرمين، وما بعده من قول الله . الرابع: أن تكون (حِجْرًا) من قول المجرمين و(مَحْجُورًا) من قول الملائكة[26] والمعنى : أن المجرمين إذا رأوا الملائكة وهم في النار قالوا: نعوذ بالله منكم أن تتعرّضوا لنا فتقول الملائكة: محجورا أن تعاذوا من شرّ هذا اليوم قاله الحسن وقد ذكره القرطبي في تفسيره[27] وعليه فالوقف تام لأن ( حجرا) نهاية كلام المجرمين ، وما بعده من قول الملائكة. القول الراجح: وبعد استعراض أقوال النحاة والمفسرين وعلماء الوقف يظهر أن الراجح- والله أعلى وأعلم- هو عدم الوقف على (حجرا) باعتبار أن الكلام كله واحد سواء عاد الضمير في يقولون للمجرمين ، أم للملائكة، فالقولان محتملان إلا أن الأقوى والذي ترجح عندي هو أن الكلام يعود على الملائكة لما يلي: 1. أنه قول أكثر علماء التفسير واللغة والوقف والابتداء 2. أنه قول مجاهد وعكرمة والحسن والضحاك وَقَتَادَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وخُصَيفٍ 3. أنه َاخْتَارَهُ الفراء 207هـ، و ابن جرير الطبري: 310هـ ، والزجاج ت311هـ والعكبري 616هـ، وابن كثير 774هـ،وغيرهم[28] 4. ما أخرجه الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (يوم يرون الملائكة) قال: يوم القيامة (ويقولون حجراً محجوراً) قال: عوذاً معاذاً. الملائكة تقوله. [29] 5. ما أخرجه البستي في تفسيره بسنده الصحيح عن مجاهد قال: قالت قريش: (لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً) إلى قوله: (للمجرمين..) تقول لهم الملائكة: لا بشرى لكم اليوم.. حجراً محجوراً.. أن تكون البشرى يومئذ إلا للمؤمنين. [30] 6. أن الحِجْر هو الحرام، ومعلوم أن الملائكة هي التي تخبر أهل الكفر أن البُشرى عليهم حرام، كما بين الطبري[31] 7. أن الاستعاذة هي الاستجارة، وليست بتحريم، ومعلوم أن الكفار لا يقولون للملائكة حرام عليكم، فيوجه الكلام إلى أن ذلك خبر عن قيل المجرمين للملائكة. 8. قال الإمام الطبريت310هـ: (وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا) يعني أن الملائكة يقولون للمجرمين حجرا محجورا، حراما محرّما عليكم اليوم البشرى أن تكون لكم من الله[32] 9. قال ابن كثيرت774تهـ: وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً أَيْ وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لِلْكَافِرِينَ: حَرَامٌ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمُ الْفَلَّاحُ الْيَوْمَ[33] 10. أنه اختيار أكثر علماء الوقف والابتداء ، كابن الأنباريت328هـ، والنحاس 338هـ، والداني 444هـ والأنصاري 926هـ الأشموني 1100هـ. 11. انه اختيار عموم المصاحف فلم تشر بالوقف على ( حجرا)، مما يؤيد ترجيح عدم الوقف. والله الموفق والهادي إلى صراطه المستقيم وهو سبحانه و أعلى وأعلم [1]الجدول في إعراب القرآن (19/ 7)، و المجتبى من مشكل إعراب القرآن (3/ 814) [2]معاني القرآن للفراء (2/ 266) [3]إعراب القرآن للنحاس (3/ 109) [4]التبيان في إعراب القرآن (2/ 984) [5]المنسوب إعراب القرآن العظيم للأنصاري (ص: 417) [6]معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 63)، منار الهدى (ص: 548)، و الجدول في إعراب القرآن (19/ 7) [7]إيضاح الوقف والابتداء (2/ 804)، و القطع والائتناف / 481 هـ ، المكتفى (ص: 147)، منار الهدى (ص: 548)، و المقصد لتلخيص ما في المرشد (ص: 62) ، [8]إيضاح الوقف والابتداء (2/ 803) [9]معاني القرآن للنحاس (5/ 17) [10]المكتفى (ص: 147) [11]منار الهدى مع تلخيص ما في المرشد (ص: 548) [12]المكتفى (ص: 147) [13]المكتفى (ص: 147)، و إيضاح الوقف والابتداء (2/ 803) [14]تفسير الطبري (19/ 255) [15]تفسير ابن أبي حاتم، (8/ 2677) تفسير عبد الرزاق (2/ 452) تفسير الطبري (19/ 255) ، معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 63)، و و الهداية الى بلوغ النهاية (8/ 5198)، معاني القرآن للنحاس (5/ 17)، تفسير ابن كثير (6/ 93)، تفسير البغوي (3/ 441( [16]تفسير ابن أبي حاتم، (8/ 2677) [17]تفسير عبد الرزاق (2/ 452) [18]تفسير القرطبي (13/ 21) [19]إيجاز البيان (2/78)، ونظم الدرر (13/370)، وفتح القدير (4/69)، و تيسير الكريم الرحمن (581). [20]تفسير ابن أبي حاتم (8/ 2678)، وتفسير الطبري (19/ 256)، والتسهيل لابن جزي (2/ 81)، وتفسير البغوي (3/ 441)، [21]قواعد الترجيح (2/613). [22]تفسير ابن كثير (6/ 93)، [23]تفسير القرطبي (13/ 21)، منار الهدى (ص: 548)، [24]معاني القرآن وإعرابه للزجاج (4/ 63)، منار الهدى (ص: 548)، و الجدول في إعراب القرآن (19/ 7) [25]منار الهدى (ص: 548)، [26]تفسير القرطبي (13/ 21) ، و منار الهدى (ص: 548)، [27]تفسير القرطبي (13/ 20) [28]تفسير ابن أبي حاتم، (8/ 2677) تفسير عبد الرزاق (2/ 452) تفسير الطبري (19/ 255) ، و الهداية الى بلوغ النهاية (8/ 5198)، معاني القرآن للنحاس (5/ 17)، تفسير ابن كثير (6/ 93)، تفسير البغوي (3/ 441( [29]الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (3/ 492) [30]الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (3/ 492) [31]تفسير الطبري (19/ 255) [32]تفسير الطبري (19/ 255) [33]تفسير ابن كثير (6/ 93) البحث من كتاب ( مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء ) لـ جمال القرش |
#24
|
|||
|
|||
حمل كتب الوقف والابتداء من رابط أخر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=338693 نفائس الوقف والابتداء https://vb.tafsir.net/tafsir52911/#.WS_vq9QrK0M برنامج الوقف والابتداء على قناة الأحواز https://vb.tafsir.net/tafsir52931/#.WS_vqNQrK0M خطوات عملية في اكتشاف الوقف والابتداء https://vb.tafsir.net/tafsir52773/#.WTBCbdQrK0M |
#25
|
|||
|
|||
مصطلح الوقف الحسن عند العلامة ابن الأنباري – رحمه الله –
مصطلح الوقف الحسن عند العلامة ابن الأنباري – –
للشيخ جمال القرش بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد \ فهذا بيان لمصطلح الوقف الحسن عند العلامة ابن الأنباري – – دراسة مقارنة مع علماء الوقف اخذت مادتها من كتابي مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء سائلا الله أن ينفع أهل القرآن إنه ولي ذلك والقادر عليه، وكتبه جمال بن إبراهيم القرش 1/1/1439هـ مقدمة المبحث من الأمور الهامة لدى الباحث أن يتعرف على مصطلحات أهل الوقف والابتداء ومدى استخدامهم لها ، فهذا يعينهم كثيرا على دقة النقل عن هؤلاء الأئمة، وكذلك حكمهم الحقيقي في المسألة لئلا يحدث خلط بين المفاهيم ومراد هؤلاء الأعلام، وهو جدير بأن يكون مشروعا كبيرا يقسم على الباحثين بحيث يتناول كل باحث مصطلحا من مصطلحات علماء الوقف ويقوم عليها دراسة واستقصاء لاكتشاف مدى تطبيقه على ما نص عليه في بداية كتابه . ومن يتأمل كلام العلامة ابن الأنباري عن الوقف الحسن وتطبيقه على ذلك يلاحظ تباين في ذلك فقد نص في بداية كلامه عند الوقف الحسن بأنه الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعد. قال ابن الأنباري- - : الوقف الحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله (الحمد لله) الوقف على هذا حسن لأنك إذا قلت: (الحمد لله) عُقِلَ عنك ما أردت وليس بتام لأنك إذا ابتدأتك رب العالمين [الفاتحة: 2] قبح الابتداء المخفوض. وكذلك الوقف على (بسم الله) حسن وليس بتام لأنك تبتدئ: (الرحمن الرحيم) بالخفض اهـ[1]. وبعد مدارسة وتتبع تطبيقه على ذلك من خلال الاطلاع على سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة ، ووسطها وجزء عم ، لاحظت أنه تارة يستخدمه على هذا المعنى وتارة يستخدمه على اعتبار أنه وقف كاف وهو ما يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده. ومن صور ذلك: قول ابن الأنباري: « قل إي وربي وقف حسن كما تقول في الكلام: إي لعمري. ثم تبتدئ: إنه لحق »[2] وقوله: (دمر الله عليهم) [10] وقف حسن ثم تبتدئ: (وللكافرين أمثالهم) أي: أمثال ما أصاب قوم نوح وعادًا. [3] وقوله: (فأولى لهم) حسن ثم تبتدئ: (طاعة) [21] على معنى «يقولون منا طاعة». وبهذا يظهر أن هناك تباينا بين ما نص عليه في بداية الكتاب وما طبقه . وقد قسمت البحث إلى عدة مطالب : المطلب الأول : استخدام ابن الأنباري للوقف الحسن من سورة الفاتحة المطلب الثاني: استخدام ابن الأنباري للوقف الحسن في سورة البقرة المطلب الثالث : استخدام ابن الأنباري للوقف الحسن من جزء عم المطلب الأول : استخدام ابن الأنباري مصطلح الحسن على ما لا يحسن الابتداء بما بعده قال ابن الأنباري- - : الوقف الحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كقوله (الحمد لله) الوقف على هاذ حسن لأنك إذا قلت: (الحمد لله) عُقِلَ عنك ما أردت وليس بتام لأنك إذا ابتدأتك رب العالمين [الفاتحة: 2] قبح الابتداء المفخوض. وكذلك الوقف على (بسم الله) حسن وليس بتام لأنك تبتدئ: (الرحمن الرحيم) بالخفض اهـ[4]. استخدام ابن الأنباري للوقف الحسن من سورة الفاتحة وقال - : االوقف على (الرحمن الرحيم) [3] حسن وليس بتام لأن (ملك يوم الدين) [4] نعت لـ (الله). وقال - : والوقف على (نعبد) حسن، وليس بتام لأن قوله: (وإياك نستعين) نسق على (إياك نعبد). والوقف على (إياك) اهـ [5] وقال - : الوقف على (المستقيم) حسن وليس بتام لأن «الصراط» الثاني مترجم عن «الصراط» الأول، والمترجم متعلق بالاسم الذي يترجم عنه. [6] وقال - (عليهم) حسن وليس بتام لأن قوله (غير المغضوب) خفض على النعت لـ (الذين). وقال -والوقف على (المغضوب عليهم) حسن وليس بتام لأن (ولا الضالين) نسق على (غير المغضوب) [7] الملاحظ: يظهر من خلال تطبيق العلامة ابن الأنباري على مصطلح الوقف الحسن بما نص عليه في تعريفه للوقف الحسن في بداية كتابة الإيضاح بأنه ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده . نلاحظ أنه يقيد ذلك بقوله : حسن وليس بتام. المطلب الثاني استخدام ابن الأنباري - - للوقف الحسن في سورة البقرة أولا : من بداية سورة البقرة قال ابن الأنباري- - :: والوقف على «الغيب» حسن وليس بتام لأن قوله: (ويقيمون الصلاة) نسق على (يؤمنون بالغيب) [8]. وقال - : والوقف على (الصلاة) حسن وليس بتام لأن (ينفقون) نسق على (يؤمنون) كأنه قال: «وينفقون مما رزقناهم» وقال - : والوقف على (ينفقون) حسن وليس بتام لأن قوله: والذين يؤمنون بما أنزل إليك [4] نسق على (الذين يؤمنون بالغيب) وقال - : والوقف على (يوقنون) حسن وليس بتام لأن الذي بعده متعلق به من جهة المعنى وقال - : الوقف على ربهم حسن وليس بتام لأن قوله: أولئك هم المفلحون [5] نسق على (أولئك على هدى من ربهم). [9] يلاحظ أن العلامة ابن الأنباري استخدم الوقف الحسن في كل هذه الأمثلة على ما نص عليه في بداية الكتاب وهو ما يحسن الوقف ولا يحسن الابتداء. نلاحظ أنه يقيد ذلك بقوله : حسن وليس بتام. ثانيا : من وسط سورة البقرة قال ابن الأنباري- - : والوقف على قوله: (ما يضربهم ولا ينفعهم) حسن[10]. قلت : وهو كاف عند النحاس، والداني وحسن عند الأنصاري وهو في رتبة التام، وحسن عند الأشموني وهو في رتبة الكافي. وقال - : والوقف على قوله: (من خير من ربكم) [105] حسن. قلت : وهو كاف عند النحاس، والداني وحسن عند الأنصاري وهو في رتبة التام، وكاف عند الأشموني. وقال - : والوقف على قوله: (نأت بخير منها أو مثلها) [106] حسن وليس بتام لأن قوله «ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير» تثبيت وتسديد لقدرة الله على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة، وبما هو أسهل فرائض منها[11]. قلت : وهو تام عند النحاس، وكاف عند الداني وحسن عند الأنصاري وهو في رتبة التام، وحسن عند الأشموني وهو في رتبة الكافي وقال - : والوقف على قوله: (ملك السماوات والأرض) [107] حسن. قلت : وهو كاف عند النحاس، والداني والأشموني ومفهوم عند الأنصاري . وقال - : والوقف على قوله: (ولا نصير) [107] حسن[12]. قلت : وهو حسن عند النحاس، وكاف عند الداني وصالح عند الأنصاري وتام عند الأشموني للابتداء بعده بالاستفهام. وقال - : والوقف على قوله: (كما سئل موسى من قبل) [108] حسن[13]. قلت : وهو وقف صالح عند النحاس ،وكاف والداني والأشموني وتام عند الأنصاري والأشموني للابتداء بعده بالشرط يلاحظ أن العلامة ابن الأنباري استخدم الوقف الحسن في كل هذه الأمثلة على معنى الوقف الكافي الذي يحسن الابتداء بما بعده خلافا لما نص عليه في بداية الكتاب . لكن الملاحظ أنه لم يقيد ذلك بقوله : حسن وليس بتام، إنما قال حسن فقط .المطلب الثاني استخدام ابن الأنباري - - للوقف الحسن في جزء عم مقارنة بين علماء الوقف من سورة الليل إلى الناس سورة الليل قال ابن الأنباري- - : (فسنيسره لليسرى) [7] وقف حسن. وهو كاف عند النحاس والأنصاري والأشموني، وتام عند الداني، ومطلق عند السجاوندي. وكذلك: (فسنيسره للعسرى) [10] وقف حسن. [14] وهو كاف عند النحاس والأنصاري والأشموني، وتام عند الداني، ومطلق عند السجاوندي. [سورة] ألم نشرح (فانصب) [7] حسن. وهو كاف عند الداني سورة التين قال ابن الأنباري- - : (في أحسن تقويم) [4] حسن، وهو كاف عند النحاس والداني والأشموني، وجائز عند السجاوندي. وأحسن منه (وعملوا الصالحات) [6] [15] سورة العلق قال ابن الأنباري- - : (باسم ربك الذي خلق) [1] وقف حسن[16] وهو تام عند النحاس والداني، وكاف عند الأشموني، جائز عند السجاوندي. سورة القدر قال ابن الأنباري- - : (وما أدراك ما ليلة القدر) [2] حسن[17]. وهو كاف عند النحاس والداني، وتام عند الأنصاري والأشموني، ومطلق عند السجاوندي. (خير من ألف شهر) [3] حسن أيضًا[18]. (من كل أمر) [4] وقف حسن ثم تبتدئ: (سلام هي حتى مطلع الفجر) [5] فترفع «السلام» بـ (هي) [19]. وهو كاف عند النحاس والداني، وتام عند الأشموني، ومطلق عند السجاوندي وحسن عند الأنصاري وهو عنده في رتبه التام. سورة البينة قال ابن الأنباري- - : (حتى تأتيهم البينة) وقف حسن ثم تبتدئ: (رسول من الله) [2] على معنى «هو رسول من الله». قلت: وهو كاف عند الداني، ويحتمل أن يكون كافيا عند الأنصاري والأشموني، ولا وقف عند السجاوندي. قال ابن الأنباري- - : (أولئك هم شر البرية) [6] وقف حسن[20]. قلت: وهو كاف عند النحاس والداني، وتام عند الأنصاري والأشموني، ومطلق عند السجاوندي. ومثله: (خير البرية) [7] [21] سورة إذا زلزلت قال ابن الأنباري- - : (ليروا أعمالهم) [6] حسن[22]. قلت: وهو كاف عند جمهور أهل الوقف والابتداء لاستئناف ما بعده مع اتصال المعنى. وتام عند النحاس سورة التكاثر قال ابن الأنباري- - : ( (حتى زرتم المقابر) [2] حسن اهـ [23]. قلت: وهو تام عند النحاس والأنصاري، والداني في أحد قوليه ، وكاف عند الأشموني والداني في أحد قوليه. ومطلق عند السجاوندي. سورة الهمزة قال ابن الأنباري- - : ( (يحسب أن ماله أخلده. كلا) [3، 4] حسن اهـ [24]. قلت: وهو تام عند النحاس والداني والأشموني، وجائز عند السجاوندي وكاف عند الأنصاري. ومثله: (وما أدراك ما الحطمة) [5] ثم تبتدئ: (نار الله) [6] على معنى «هي نار الله» اهـ [25]. وهو كاف عند جمهور أهل الوقف والابتداء لاستئناف ما بعده مع اتصال المعنى. سورة الفيل قال ابن الأنباري- - : ( (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) [1] وقف حسن اهـ [26]. قلت: وهو كاف عند جمهور أهل الوقف والابتداء لاستئناف ما بعده مع اتصال المعنى. في سورة الكافرون قال ابن الأنباري- - : (ولا أنتم عابدون ما أعبد) [3] وقف حسن ثم تبتدئ: (ولا أنا عابد ما عبدتم) [4] اهـ [27] قلت: وهو كاف عند جمهور أهل الوقف والابتداء لاستئناف ما بعده مع اتصال المعنى. في سورة النصر: قال ابن الأنباري- - : ( (واستغفره) [3] وقف حسن، والتمام آخر السورة اهـ [28].. قلت: وهو كاف عند جمهور أهل الوقف والابتداء لاستئناف ما بعده مع اتصال المعنى. سورة المسد قال ابن الأنباري- - : (وتب) [1] وقف حسن اهـ [29]. قلت: وهو تام عند النحاس، والانصاري ، والداني في احد قوليه، وكاف عند الأشموني، والداني في أحد قوليه ومطلق عند السجاوندي، لاستئناف ما بعده . يلاحظ أن العلامة ابن الأنباري استخدم الوقف الحسن في كل هذه الأمثلة على معنى الوقف الكافي الذي يحسن الابتداء بما بعده خلافا لما نص عليه في بداية الكتاب . لكن الملاحظ أنه لم يقيد ذلك بقوله : حسن وليس بتام، إنما قال حسن فقط .وبناء على ذلك يظهر أن مصطلح الحسن عند ابن الأنباري له احتمالان: الأول: ما يحسن الوقف ولا يحسن الابتداء وهو الحسن ، وغالبا ما يقيده بقوله: حسن وليس بتام [30]. الثاني: ما يحسن الوقف ويحسن الابتداء وهو الكافي، وغالبا أنه لا يقيده بقوله: وليس بتام إنما يقول : حسن فقط. وبذلك يظهر من خلال هذا المبحث أن الناقل عن العلامة ابن الأنباري ، يحتاج إلى تثبت من من حيث دلالة الوقف الحسن عنده هل هو يقصد ما يحسن الابتداء بما بعده أو لا يحسن. ومن خلال استقرائي لاستخدام العلامة ابن الأنباري ، للوقف الحسن وجدته انه استخدمه أكثر من أربعمائة مرة . وهو جدير بأن يكون بحثا ورسالة علمية للباحثين، ليخرج بعدها الباحث بمدى استخدامه للوقف الحسن على ما يحسن الابتداء بعده ، أو لا يحسن دراسة مقارنة بين علماء الوقف ، مع استقصاء الأعداد في كل سورة للوقف الحسن. ________________________________________ [1] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 150) [2] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 706)، [3] المكتفى: 2/896 [4] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 150) [5] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 475) [6] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 476) [7] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 477) [8] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 493) [9] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 491) [10] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 527) [11] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 527) [12] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 528) [13] إيضاح الوقف والابتداء (1/ 528) [14] إيضاح الوقف والابتداء: (2/ 979) [15] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 980) [16] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 980) [17] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 981) [18] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 981) [19] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 981) [20] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 982) [21] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 982) [22] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 983) [23] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 983) [24] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 984) [25] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 984) [26] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 984) [27] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 989) [28] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 990) [29] إيضاح الوقف والابتداء (2/ 990) [30] . لماذا قلت غالبا لأني لاحظت أن هناك أيضا مواضع ذكر فيها قوله ( حسن وليس بتام ) وهو في رتبة الكافي، مثال ذلك : قال العلامة ابن الأنباري : والوقف على قوله: (أن يطوف بهما) [158] حسن وليس بتام، إيضاح الوقف والابتداء (1/ 537) قلت وهو كاف عند الداني، وحسن عند الأنصاري ، والأشموني |
#26
|
|||
|
|||
الصفحة الرسمية للشيخ جمال القرش فيس بوك
https://www.facebook.com/%D8%A7%D9%8.../?ref=settings |
#27
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم ونفع بكم
|
#28
|
|||
|
|||
اللهم إنا نسألك علما نافعا وقلبا خاشعا ولسانا ذاكرا
|
#29
|
|||
|
|||
روابط منوعة وتحريرات في الوقف والابتداء
للشيخ جمال القرش حمل كتب الوقف والابتداء رابط التحميل http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=338693 استفسر عن حكم مسألة https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 الوقف الاختياري https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 الوقف اللازم https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 الوقف على كلا وبلى https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 الوقف والابتداء من جزء عم https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 دراسة الوقف والابتداء https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 معالم النبلاء في الوقف والابتداء https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 مسك الختام في الوقف والإبتداء https://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=12444 لقاءات زاد المقرئين في الوقف والابتداء https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 قوائم تشغيل يوتيوب https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 روابط تلجرام https://t.me/joinchat/AAAAAEcs1Fdmd2GnpS9a7w https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 دورات https://m.facebook.com/story.php?sto...&id=1226774898 قوائم تشغيل وقف وابتداء قناة الاحواز https://youtube.com/playlist... وقف وابتداء مع القرآن https://www.youtube.com/playlist... تدريبات https://www.youtube.com/playlist... معالم النبلاء https://youtube.com/playlist... تحريرات https://www.youtube.com/playlist... روابط فيس https://www.facebook.com/1226774898/...24247259508952 |
#30
|
|||
|
|||
وقل رب زدني علما
|
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
المعين على إتقان الوقف والابتداء | عائشة | حلقة العلوم الشرعية | 3 | 21-02-2017 07:43 PM |