|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
من لطائف الشواهد النحوية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعدُ، فأقصِدُ باللطائفِ هنَا ما كانَ منَ الشواهدِ النحويةِ شاهدا لمسألةٍ واحدةٍ أو مسألتينِ متقاربتينِ من مسائلِ النحوِ أو الصرفِ على أن يكون وجه الاستشهاد بموضعين أو أكثر من الشاهدِ، ولا شكَّ أنّ أعظمَ مصدرٍ للشواهدِ اللغويةِ هو القرآنُ الكريمُ، وهو الأصلُ في حديثِنا هذا-إن شاء الله-، وأرجو ألا يحْرِمَنَا إخوانُنَا وأساتذتُنَا من فوائدِهم وفرائدِهم. واللهُ الموفِّق والهادِي لسبلِ البِرِّ والرَّشَادِ. |
#2
|
|||
|
|||
قال الله --حكاية عن المؤمنين: ربَّنَا إنَّنَا سمِعْنَا مُنَادِيًا ينَادِي للإِيمَانِ الآيةَ.
كان شيخنا محمّدُ بنُ عبدِ المعطِي النَّحْوِيّ--يذكرُ هذه الآيةَ عندَ قولِ ابنِ مالكٍ--: لِلرَّفْعِ والنَّصْبِ وجَرٍّ (نا) صلَحْ كـاعرِفْ بنا فإنَّنَا نلْنَا المِنَحْ حيث وقعت (نا) في المواقع الثلاثة في الآية الكريمة كما في مثال ابن مالك، ففي قوله: ربَّنَا جاءت (نا) في محل جرٍّ لأنها مضافٌ إليه، وفي قوله: إنَّنَا جاءت في موضع نصبٍ لأنها اسمُ إنّ، وفي قوله: سمِعْنَا جاءت في موضع رفعٍ لأنها فاعل (سمِع). ومثلُه قولُهُ : الَّذِينَ يَقُولُونَ ربَّنَا إنَّنَا آمَنَّا فاغفِرْ لنَا ذُنُوبَنَا وقِنَا عَذَابَ النَّارِ |
#3
|
|||
|
|||
قال الله--: إِنْ تَتَبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إلَّا تَخْرُصُونَ الآية.
ذكر العلماءُ-رحمهم الله-أنّ (إنِ) النافيةَ تدخلُ على الجملتينِ الاسميةِ والفعليةِ، وقدِ اجتمعَا في هذه الآيةِ الكريمةِ كما ترَى. |
#4
|
|||
|
|||
ومثلُها في سورةِ الأنعامِ أيضًا، وكذا في سورة يونس قوله--: إِن يَّتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ.
|
#5
|
|||
|
|||
وقال الله--: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ أنْ تَزُولَا ولَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أحَدٍ مِن بعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
ذكر ابنُ هشامٍ--أنّ هذه الآيةَ الكريمةَ جمعتْ بينَ (إنِ) الشرطيةِ و(إنِ) النافيةِ، قال--:(وقدِ اجتمعتِ الشرطيةُ والنافيةُ في قوله : ولَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أحَدٍ مِن بعْدِهِ الأولى شرطيةٌ، والثانيةُ نافيةٌ جوابٌ للقسمِ الذي آذنتْ به اللامُ الداخلةُ على الأولى، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ وجوبًا.) [مغني اللبيب، 1/ 132، 133، تح: عبد اللطيف الخطيب] |
#6
|
|||
|
|||
وقال الله--: إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عنْدَ اللهِ اثْنَا عشَرَ شَهْرًا في كتابِ اللهِ يوْمَ خلَقَ السماواتِ والأرْضَ منْهَا أرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ القيِّمُ فَلَا تظْلِمُوا فيهِنَّ أنْفُسَكُمْ الآية.
ذكرَ الحريرِيُّ--في درَّةِ الغوَّاصِ أن العربَ تجعلُ ضميرَ الجمعِ الكثيرِ الهاءَ والألفَ، وضميرَ الجمعِ القليلِ الهاءَ والنونَ المشددةَ، واستشهدَ بالآيةِ الكريمةِ، والشاهدُ فيها في موضعينِ: في قولِه --: منْهَا أرْبَعَةٌ وقولِه -سبحانه-: فَلَا تظْلِمُوا فيهِنَّ، وقد اختلفَ الضميرانِ لاختلافِ نوعِ الجمعِ، ففي الأول عادَ الضمير (ها) على قوله: اثنا عشر، وهو يعدُّ منَ الجمعِ الكثيرِ لأنه فوقَ العشرةِ، وفي الثاني عاد الضمير (هنّ) على قولِه: أربعَةٌ حرُمٌ، وهوَ من الجمعِ القليلِ، فجعلَ ضميرُ المفردةِ للكثيرِ وضميرُ الجمعِ للقليلِ. وهذا كلُّهُ في جمعِ غيرِ ذي العِلْمِ أو غيرِ العاقلِ كما وضَّحَ الشهابُ الخفاجيُّ في شرحِ درةِ الغواصِ (1/ 317)، وذكرَ الصبانُ في حاشيتِهِ على شرحِ الأشمونيِّ (1/ 130) في قولِ ابنِ مالكٍ--: وقصرُها من نقصِهِنّ أشهَرُ ذكر أن الناظم عبر بضمير الإفراد ثم ضمير الجمع إشارة إلى جواز الأمرين، وإن كان الأفصحُ في الثلاثِ إلى العشْرِ (هنّ) وفيما فوقَ العشرِ (ها)، واستدلَ بالآيةِ الكريمةِ أيضا، وعزاهُ للسَّيوطيِّ-رحمهم الله جميعا-. وكانَ شيخُنَا محمدُ بنُ عبدِ المعطِي--يوقِفُ القارِئَ عليه في مثلِ هذا، وهو أولُ من أفادني بهذه الفائدةِ، فرحِمَهُ اللهُ ، وجزَاهُ عنِّي وعَنْ إخوانِي خيرًا. |
#7
|
|||
|
|||
وقال الله--: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ الآيةَ.
جمعتِ الآيةُ الكريمةُ أحوالَ الأفعالِ الخمسةِ الثلاثَ: الرفعَ والنصبَ والجزمَ، فقولُه: تقْرَبُوا مجزومٌ بـ(لا) الناهيةِ، وعلامةُ جزمِه حذفُ النونِ، وقولُه: تَعْلَمُوا منصوبٌ بعدَ (حتّى)، وعلامةُ نصبِه حذفُ النونِ، وقولُه: تَقُولُونَ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه ثبوتُ النونِ. والله أعلم. |
#8
|
|||
|
|||
وقال طرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
ستبدِي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهِلًا ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لَمْ تزوِّدِ هذا البيتُ يذكرُه النحاةُ شاهدًا على حذفِ عائدِ الموصولِ المجرورِ لفظًا بإضافة صفةٍ ناصبةٍ له تقديرًا، وموضِعُ الشاهِدِ في قوله: (ما كنتَ جاهِلًا)، التقديرُ: (ما كنت َجاهلَهُ)، ومنهُ في التنزيلِ: فاقْضِ ما أنْتَ قاضٍ، أي: قاضيهِ، وفي البيتِ شاهدٌ آخرُ على حذفِ العائدِ المنصوبِ بشرطِهِ، وذلكَ في قولِهِ: (مَن لم تزوِّد)، وتقديره: (من لم تزوِّدْهُ). والله أعلم. |
#9
|
|||
|
|||
ومن الشواهدِ اللطيفةِ في القرآنِ الكريمِ في باب (لا) النافيةِ:
قولُهُ--في سورةِ النحلِ: ويوْمَ نبْعَثُ مِنْ كلِّ أمَّةٍ شهيدًا ثُمَّ لا يؤْذَنُ للَّذِينَ كفرُوا ولا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ وكذا الآيةُ التي بعدَها: وإذَا رأَى الذينَ ظلمُوا العذابَ فلَا يخفَّفُ عنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ، وقوله--في سورةِ الرومِ: فيومَئِذ لَّا ينفَعُ الذينَ ظلمُوا معذرتُهُمْ ولا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ، وقولُهُ في السجدةِ: قلْ يومَ الفتْحِ لا ينفَعُ الذينَ كفَرُوا إيمانُهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونُ، وفي الجاثيةِ: فاليوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ووجه الاستشهاد فيها كلِّها مجيء (لا) النافية، وقد دَّخلتْ على الجملتين الفعلية والاسمية. وأمَّا قولُهُ--في سورة لقمان: يا أيُّهَا الناسُ اتَّقُوا ربَّكُمْ واخشَوْا يَوْما لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَّلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَّالِدِهِ شَيْئًا الآية، ففي قولِهِ: ولا مَوْلُودٌ وجهان: الأول: أن يكونَ مبتدأً، وما بعدَهُ الخبرُ، والثاني: أن يكون معطوفًا على (والدٌ)، وما بعدَهُ صفةٌ، وتكون (لا) زائدةً، وعلى هذا تكون الآية شاهدًا على ما نحن فيه على الوجهِ الأولِ دونَ الثانِي. وليسَ من هذا البابِ قولُهُ--في سورة البقرةِ: لا تضارَّ والِدَةٌ بولَدِهَا ولا موْلُود لَّهُ بِوَلَدِهِ، وذلكَ لتعيُّنِ كوْنِ (مولودٌ) معطوفًا على (والدَةٌ). واللهُ أعلمُ. |
#10
|
|||
|
|||
اقتباس:
قلتُ: كأن ابن مالك لم يستسغ تسلط (تضار) على (مولود) لكونه مذكرا، فقدر له فعلا يناسبه، وهو (يضار)، والتقدير على هذا: (لا تضار والدة ولا يضار مولود له)، وقد يجاب عنه-كما قال الأمير في نحوه-بأنه يغتفر في التابع ما لا يغتفر في الأوائل. والله أعلم. |
#11
|
|||
|
|||
وقال الله--: وَمَن يقْنُتْ منْكُنَّ للهِ ورَسُولِهِ وتعْمَلْ صالِحا نُّؤْتِهَا أجْرَهَا مرتَيْنِ وأعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كرِيمًا
جمعتِ الآيةُ الكريمةُ بينَ الحمْلِ على اللفظِ والمعنى في عود الضميرِ على (مَن)، فقولُهُ: يقْنُتْ بالتذكيرِ حملٌ على لفظِ (مَن) المذكَّرِ، وقولُهُ: تعْمَلْ حملٌ على معنى (مَن) المؤنَّثِ. والله أعلم. |
#12
|
|||
|
|||
ومن شواهدِ الجمعِ بينَ الحملِ على اللفظِ والمعنَى في القرآنِ الكريمِ أيضًا هذه الآياتُ الكريمةُ:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَمِنْهُم مَّن يقول ائْذَن لِي ولَا تَفْتِنِّي ألَا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَن يَّعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا والأكثرُ أن يراعى الحملُ على اللفظِ أولا ثمّ يحملُ على المعنَى كما في الآياتِ الكريمةِ، وينظر كلامُ أبي حيانَ الأندلسيّ--في تفسيرِ قولِه--: وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا، وقد وردَ الحملُ على اللفظِ وحده وعلى المعنى وحده في عِقْدٍ واحدٍ في قولِ الفرزدقِ: كلاهُمَا حينَ جدَّ الجرْيُ بينَهُمَا قَدْ أقْلَعَا وكلَا أنفَيْهِمَا رابِي ولابنِ جِنّي بابٌ بديعٌ في الخصائصِ في الجمعِ بين الأضعفِ والأقوى في عِقدٍ واحد، ذكرَ فيه أن الحملَ على اللفظِ أقوى من الحملِ على المعنى، وذكرَ بعضَ شواهد الجمع، ثمّ بيّن وجهَ الجمعِ بينهما بما أنتَ مستأنسٌ به-إن شاء الله-. وشاهدُ الحملِ على المعنى وحدَه قولُ الفرزدق أيضًا: تعشَّ فإنْ عاهدتَّنِي لا تخونُنِي نكُنْ مثلَ مَن يَّا ذئبُ يصطحبَانِ ثنّى (يصطحبانِ) حملًا على معنى (مَن)، أي: نكن مثل اللَّذينِ يصطحبانِ. وفي سورةِ النساءِ آيتانِ كريمتانِ، روعِي في الأولى اللفظُ والمعنى، ولم يراعَ في الثانية غيرُ اللفظ، وذلكَ قولُه--: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وقولُه: وَمَن يعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَاب مهِينٌ. أفردَ في الآية الأولى مراعاةً للَّفظ أولا، ثم جمع في قوله: خَالِدِينَ مراعاةً لمعنى (مَن)، وفي الآية الثانية راعى اللفظ بالإفرادِ لا غيرُ. وهنا نكتةٌ بلاغيةٌ في سرّ التفريقِ بين الجمعِ والإفرادِ في قولِه: خَالِدِينَ، وقوله: خَالِدًا في الآيتين، والذي يظهرُ-والله أعلم-أن الجمعَ في الآيةِ الأولى يتناسبُ مع حالِ المؤمنين واجتماعِهم وأنّ ذلك من تمامِ فضلِ اللهِ عليهِم، وقد قال الله--عن المؤمنينَ: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ الآية، وأما الإفرادُ في الآية الثانية، فمناسبٌ لحالِ الكفار الذين-وإن كانوا كثيرين-هم في أشدِّ ما يكون من التفرقِ والوحشةِ، وقد قال اللهُ فيهِم: وَلَن يَّنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ، أعاذنا الله وإياكم من حالِهم ومآلِهم. ثم وجدتُّ لابنِ عطية--كلامًا يؤَيِّدُ ما فهمتُه، قال--: (أفردَ هنا، وجمعَ هناك لأن أهلَ الطاعةِ أهلُ الشفاعةِ وإذا شفع أحدهم في غيرِه دخلَها معه، وأهلُ المعاصي لا يشفعونَ، فلا يدخلُ بهم غيرُهم فيبقَوْنَ فرادَى، أو للإيذانِ بأن الخلودَ في دار الثوابِ بصفة الاجتماعِ الذي هو أجلبُ للأنسِ، والخلودَ في دارِ العقاب بصفة الانفراد الذي هو أشدُّ في استجلابِ الوحشةِ.) انتهى. |
#13
|
|||
|
|||
ومن اللطائف ما قد روي عن الأصمعي--قال: اجتزت ببعض أحياء العرب، فرأيت صبية معها قربةٌ فيها ماءٌ، وقد انحلّ وِكاء فمها، فقالت: يا عمّ، أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها. فأعنْتُها، وقلتُ: يا جارية، ما أفصحك! فقالت يا عمّ، وهل ترك القرآن لأحدٍ فصاحةً؟ وفيه آيةٌ فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان! قلت: وما هي؟ قالت: قوله-تبارك و-: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ. قال: فرجعت بفائدةٍ، وكأنّ تلك الآية ما مرّتْ بمسامعى!!
[لباب الآداب لأسامة بن منقذ، 1/ 329] قلت: وقول الجارية مثال لطيف جدا، وهو مما كنت أحب أن أذكره لإخواني إذا تذاكرنا الأسماء الستة أو أحوال إعراب الاسم، وأما الآية الكريمة ففيها نوعا الكلام: خبره وإنشاؤه، فيصلح أن يكون شاهدا في النحو، وإن كان بالبلاغة أليق. ورواها ابن الجوزي في «الأذكياء» بدون ذكر الآية الكريمة، قال: (قَالَ الْأَصْمَعِي: بَينا أَنا فِي بعض الْبَوَادِي إِذا أَنا بصبي أَو قَالَ: صبية، مَعَه قربَة قد غلبته، فِيهَا مَاء، وَهُوَ يُنَادي: يَا أَبَت، أدْرك فاها، غلبني فوها، لَا طَاقَة لي بفيها، قَالَ: فوَاللَّه لقد جمع الْعَرَبيَّة فِي ثَلَاث!) [الأذكياء، ص: 201] |
#14
|
|||
|
|||
قال الله--: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
ذكر السمينُ الحلبيّ في "الدرّ المصون" أنّ بعضَ النحاةِ استدلَّ بهذهِ الآيةِ على أنّ الأزمنةَ ثلاثةٌ: ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ، ومثلُهُ قولُ زهيرٍ: وأعْلَمُ علْمَ اليوْمِ والأمْسِ قبلَهُ ولكنَّنِي عَنْ عِلْمِ ما فِي غَدٍ عَمِ |
#15
|
|||
|
|||
َ
قال الله--: فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا الآيةَ.
استشهدَ ابنُ هشامٍ--بهذه الآيةِ الكريمةِ في الكلامِ على علامَةِ فعلِ الأمر المركَّبَةِ من مجموعِ أمرين، وهما الدَّلالةُ على الطلبِ، وقَبولُ ياءِ المخاطبةِ، ومثلُهُ قولُه--: يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ. |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 3 ( الجلساء 0 والعابرون 3) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
الأحاديث المشابهة | ||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
أفضل كتاب يجمع الشواهد الشعرية النحوية مع الكلام عليها | أبو عمر الدوسري | أخبار الكتب وطبعاتها | 9 | 08-04-2014 05:57 AM |