المستجاد في باب الأعداد

[محمد بن إبراهيم]

بارك الله فيكم.
وقال أبو فِراسٍ الحَمدانيُّ:
الدَّهرُ يَوْمانِ ذا ثبتٌ وَذا زَلَلُ وَالعيشُ طعمان ذا صَابٌ وَذا عسَلُ
كذا الزمانُ فما في نعمةٍ بطَرٌ للعارفينَ ولا في نِقمةٍ فشَلُ
سعادةُ المَرْءِ في السَّرَّاءِ إن رَجَحَتْ وَالعَدْلُ أن يتساوَى الهَمُّ وَالجذَلُ
وما الهمومُ وإنْ حاذرتَ ثابتةٌ ولا السرورُ وإنْ أمَّلتَ يتصلُ
فما الأسى لهمومٍ لابقاءَ لها وَما السُّرُورُ بنُعمَى سَوْفَ تَنتَقِلُ
لَكِنَّ في النّاسِ مَغْرورًا بِنِعْمَتِهِ ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُ الأجلُ
[ديوانه، ص222]
وفي بعض نسخ الديوان بيت بعد هذه الأبيات، وهو قوله:
والمرءُ يفنَى وما ينفكُّ ذا شرَهٍ تشِبُّ فيه اثنتانِ الحِرْصُ والأمَلُ
[شرح ديوان أبي فراس لابن خالويه، حاشية ص350]

[أحمد البخاري]

نفع الله بكم

ابنُ العلَّاف النَّهرواني في ممدوحِه:

تَزينُكَ خَلَّاتٌ منَ اللهِ أَربَعٌ فثِنتانِ للدُّنيا وثِنتانِ للدِّينِ
سماحُ أَخي طَيٍّ وبَأسُ ابنِ ظالمٍ وصِدقُ أبي ذَرٍّ ونُسكُ ابنِ سِيرينِ

[طبقات الشّعراء لابن المعتزّ، ص:358]

ولبعضهم:

الجاهلانِ اثْنَانِ من دونِ الوَرى فافطَنْ أخي وإنْ هما لم يَفطَنا
مَن قالَ مَا للنَّاسِ عَنِّي مِن غنًى من جَهله أَو قالَ بي عَنْهُم غِنَى

[خلاصة الأثر، 3/388]

[عائشة]

بارك الله فيكم

.

قال أبو الشَّغْبِ يرثي ابنَه شَغْبًا: [ من البسيط ]

.

قد كان شَغْبٌ لَوَ انَّ اللهَ عَمَّرَهُ عِزًّا تُزادُ به في عِزِّها مُضَرُ

ليتَ الجِبالَ تداعَتْ قَبْلَ مَصْرَعِهِ دَكًّا فلمْ يَبْقَ مِنْ أحْجارِها حَجَرُ

فارَقْتُ شَغْبًا وقَدْ قَوَّسْتُ مِن كِبَرٍ بِئسَ الحَليفانِ طُولُ الحُزْنِ والكِبَرُ

.

[ «الكامل» للمبرد (1/ 289) ]

[محمد بن إبراهيم]

.
وقال العُجَير السَّلُوليُّ:
إذا متُّ كانَ الناسُ صنفانِ شامتٌ وآخرُ مثنٍ بالذِي كنتُ أصنَعُ
والبيت من شواهد سيبويه، ورواه ابن الأعرابي:
إذا متُّ كان الناسُ صنفين شامت ومثنٍ بنِيرَيْ بعضِ ما كنت أصنعُ
وخطأه أبو محمد الأسود الأعرابيّ، وقال: الصواب الرواية الأولى في المصراع الثاني. [خزانة الأدب للبغداديّ، 73/9]

وقال يزيدُ بنُ الحكمِ الثقفيُّ :
والناسُ مبتنيانِ محْـ ـمودُ البِنايةِ أو ذميمُ
ومعنى البيت أن افعال عقلاء الناس لا تخلو من أن تكون مما يستحق به حمد أو ذم، فهم يبنون مبانيهم، ويؤسسون مكاسبهم على أحد هذين الركنين، وذلك لأن الأفعال تابعة للأغراض، وغرض العاقل إليهما ينقسم، فانظر ماذا تجلب على نفسك بما تبتنيه من فعلك، وتدخره من كسبك. [شرح الحماسة للمرزوقيّ، 1191/2]

[عائشة]

شكر اللَّه لكم هذه الفوائد الطيّبة.

.

في أمثال العربِ: «أَذَلُّ مِن وَتِدٍ بقاعٍ» لأنه يُدَقُّ،

ومن أمثالهم أيضًا: «أَذَلُّ مِنْ حِمارٍ مُقَيَّد»،

وقد جمعهما الشَّاعِرُ فقال: [ من البسيط ]

.

ولا يُقيمُ بدارِ الذُّلِّ يألَفُها إلَّا الأذلَّانِ عَيْرُ الدَّارِ والوَتِدُ

هذا علَى الخَسْفِ مَرْبوطٌ برُمَّتِهِ وذا يُشَجُّ فلا يَرْثِي لَهُ أَحَدُ

.

[ «شرح شواهد شرح الشافية» للبغدادي (ص344) ]

.

والبيتانِ للمتلمِّس الضُّبَعيّ، انظر: «ديوانه» (ص208) بتحقيق: الصيرفي.

[محمد بن إبراهيم]

زادكم الله فضلا.
وقال أبو الطيب المتنبي:
الرأيُ قبلَ شَجاعةِ الشُّجْعانِ هو أوَّلٌ وهي المحلُّ الثانِي
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ مِرَّةٍ بلغتْ من العلياءِ كلَّ مكانِ
[شرح ديوانه للبرقوقويّ، 307/4]
ويروى: (لنفسٍ حُرَّةٍ).

[صالح العَمْري]

بارك الله فيكم.
ثَلاثةُ أَيّامٍ هيَ الدَّهرُ كُلُّهُ وما هُنَّ غَيرَ الأَمسِ واليَومِ والغَدِ

[أحمد البخاري]

بارك الله فيكم



ولإبراهيم بن الحاج النُّميريّ:

إثْنانِ عَزَّا فلمْ يظفَرْ بنَيلِهما وأعوَزا مَن هما في الدَّهرِ مَطلبُهُ
أخٌ مودَّتُهُ في اللهِ صادقةٌ ودرهمٌ من حلالٍ طابَ مكسَبُهُ

[ديوانه، ص:47]

[عائشة]

بارك الله فيكم جميعًا

.

.

قال أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (ت 244):

.

والأحمران: الشَّرابُ واللَّحمُ، فإذا قيل: الأحامِرة ففيها الخَلُوق.

قال الشَّاعرُ: [ من الكامل ]

.

إنَّ الأَحامِرةَ الثَّلاثةَ أهْلَكَتْ مالي وكنتُ بهنَّ قِدْمًا مُولَعا

الرَّاح واللَّحم السَّمين وأَطَّلِي بالزَّعْفَرانِ فلنْ أزالَ مُوَلَّعا

.

[ «إصلاح المنطق» (ص395) ]

[عائشة]

.

قال غَيْلانُ بنُ عُقْبةَ: [ من الطويل ]

.

أَشَاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسومِ الدَّواثِرِ بِأَدْعاصِ حَوْضَى الـمُعْنِقاتِ النَّوادِرِ

لِمَيٍّ كَأَنَّ الرِّيحَ والقَطْرَ غادَرا وحَوْلًا عَلَى جَرْعائِها بُرْدَ ناشِرِ

أَهاضِيبُ أَنْواءٍ وهَيْفانِ جَرَّتا عَلَى الدَّارِ أَعْرافَ الحِبالِ الأَعافِرِ

وثالِثَةٌ تَهْوي مِنَ الشَّامِ حَرْجَفٌ لَها سَنَنٌ فَوقَ الحَصَى بِالأَعاصِرِ

ورابِعَةٌ مِن مَطْلَعِ الشَّمْسِ أَجْفَلَتْ عَلَيْها بِدَقْعاءِ الـمِعَى فَقُراقِرِ

فَحَنَّت بِها النُّكْبُ السَّوافي فَأَكثَرَتْ حَنينَ اللِّقاحِ القارِباتِ العَواشِرِ

فَأَبقَيْنَ آياتٍ يَهِجْنَ صَبابَةً وعَفَّيْنَ آياتٍ بِطُولِ التَّعاوُرِ

.

[ «ديوان ذي الرمة» (ص1665- 1668) ]

[أحمد البخاري]

نفع الله بكم

وقالَ أعرابيٌّ:

إذا متُّ فابْكيني بــثنتَينِ لا يُقَلْ كذبتِ وشرُّ الباكياتِ كذوبُها
بعفَّةِ نفسٍ حينَ يُذكَر مَطمعٌ وعزَّتِها إن كانَ أمرٌ يريبُها
فإن قلتِ سمحٌ بالنَّدى لم تُكذَّبي فأمَّا تُقَى نفسي فرَبِّي حَسيبُها

[حماسة الخالديين، 1/47]

[عائشة]

بورك فيكم

.

أنشد الحافِظُ السِّلَفيُّ لبعضِ شيوخِه

في هادي بن إسماعيلَ: [ من الطَّويل ]

.

لهادي بنِ إسماعيلَ خَلَّاتٌ ارْبَعٌ بهنَّ غدا مُسْتَوْجِبًا للإمامةِ

خِطابُ ابنِ عبَّادٍ وخَطُّ ابنِ مُقْلةٍ وخَلْقُ ابنِ يَعْقوبٍ وخُلْقُ ابنِ مامَةِ

.

[ «التكملة لكتاب الصلة» لابن الأبار (3/ 310) ]

[عائشة]

حفظكم الله

.

[ من الوافر ]

.

أفادَتْني القَناعةُ كُلَّ عِزٍّ وأيُّ غِنًى أعزُّ من القَناعَهْ

فصَيِّرْها لنفسِكَ رَأْسَ مالٍ وصَيِّرْ بَعدَها التَّقْوَى بِضاعَهْ

تَحُزْ رِبْحَيْنِ تَغْنَى عن بَخيلٍ وتَنْعَمُ في الجِنانِ بصَبْرِ ساعَهْ

.

[ «أدب الدين والدنيا» للماوردي (ص361) ]

[أحمد البخاري]

أحسنَ الله إليكم

لبعضهم:

وليسَ بمَنسوبٍ إلى العلمِ والنُّهى فتًى لا تُرى فيهِ خلائقُ أرْبَعُ
فواحدةٌ تقوى الإلهِ التي بها يُنالُ جسيمُ الخير والفَضلُ أجْمَعُ
وثانيةٌ: صدقُ الحياءِ فإنَّهُ طِباعٌ عَلَيْهِ ذو المروءةِ يُطبعُ
وثالثةٌ: حلمٌ إذا الجهلُ أطلَعَتْ إليهِ خَبايا من فُجورٍ تُسرعُ
ورابعةٌ: جودٌ بملكِ يَمينِهِ إذا نابَهُ الحقُّ الذي ليسَ يُدفَعُ

[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، ص:56]

[عائشة]

.

قال أبو الفضل الميكاليُّ: [ من الوافر ]

.

أقولُ وفي فُؤادي نارُ وَجْدٍ لها ما بين أحشائي اتِّقادُ

وللأحزانِ في صَدْري اعتِلاجٌ وللأفكارِ في قلبي اطِّرادُ

ألَا هلْ بالأحبَّةِ مِن لِـمامٍ وهلْ شَمْلُ السُّرورِ بهم مُعادُ

ولا واللهِ ما اجتمعَتْ ثَلاثٌ فِراقُهُمُ وجَفْنِي والرُّقادُ

.

[ «يتيمة الدهر» للثعالبي (4/ 437) ]