اللؤلؤ والعقيق في بدائع النستعليق
الحمد لله و الصلاة والسلامُ على رسُولِ اللهِ، و على آلِهِ و أَصحابهِ و من والاه، و بعد
هذِهِ مجموعةٍ مُتخيَّرة للوحاتٍ بديعةٍ كُتِبت بخطِّ النّستَعليق الجَميلِ الرَّشيق بِيد كِبار الخطَّاطين، اعتَرضتني أَثناء مشارَكاتي في صَفحة الأستاذة الكريمة عائشة"مُختارات شعرية بالخط الفارسي" ،فاجتَمعَ عندي قَدرٌ لا بأسَ به ،فأحبَبتُ أَن أُتحِفَ بها النَّاظرَ في هذِهِ الصَّفحة، المُتأَمِّلَ في هذا الحَديث
و خطُّ النَّستَعليق، ممَّا لا يَختَلفُ في جَمالِه اثْنان،و لا ينتَطحُ في بهائِه عَنـزَان، كما قيل
فلهُ منَ الثُّلُث جَلالُه، ومن النَّسخِ وُضوحُه و بهاؤُه، ومن الدِّيواني تعرُّجُه وانحِناؤُه، و منَ الرُّقعةِ رشاقَتُه و اقْتضابُه، فاعجَبْ لخطٍّ جمعَ ما تفرَّقَ في خُطوطٍ، و حِيزَ له الحُسنُ بحذَافيرِه
فإنْ شكَكتَ فيما قُلتُ أو استربتَ، فانظُر فيما سيأْتي و تأمَّل، ثمَّ ارجعِ البصرَ مثنىَ و ثُلاثَ و رُباع ، فستعلمُ شيئاً فشيئاً أنِّي قصَّرتُ في حُكمي، و أَقصرتُ عن الإصابةِ فيه
و عن نفسِي، يُعجِبُني الخطُّ يكونُ صِرفاً، من غيرِ زَخرفةٍ و لا تلْوينٍ، كأَنَّ راقِمهُ فَرغَ منهُ لتوِّه
حينَ ذلكَ، يُعرِبُ الحرفُ عن نفسِه، و يُفصِحُ و يُبين، ويتجلَّى فضلُ الخطّاط و إبداعُه، و الخطُّ كاللَّفظِ، فيه فصَاحةٌ و بيانٌ، و فيه لُكنةٌ وعيٌّ كذلكَ.
لكِن، الخطُّ القويُّ، تزِيدُهُ الزَّخرفة اليَسيرة قوّةً إلى قُوَّته، و تُظفي عليه الألوانُ سناءً و بَهاءً، و تُلقي عَليه بأَرديةٍ من حُسنٍ ، تطرَب له النّفوس، و ترتاحُ لها الأبصار.
فهذاَ ذوقِي أعرِضُه عليكُم، فإن أعجَبَ فبها و نِعمَت، وإن كانت الأُخرى، فثقَتي في عفوِ الكِرامِ، لا تَزالُ تُجرِّؤني و تُورِدُني مِثلَ هذهَ المَواردِ.و من شاءَ المشَاركةَ من إخواني بما يراهُ مناسباً،فهذا ممَّا يُسعدني وبارَكَ اللهُ فيكُم وصلَّى الله و سلَّم علىَ مُحمّد و آلِهِ و أصْحابِه
|