ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة النحو والتصريف وأصولهما
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

 
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #1  
قديم 14-02-2022, 12:19 PM
محمد بن إبراهيم محمد بن إبراهيم غير شاهد حالياً
حفيظ
 
تاريخ الانضمام: Oct 2009
التخصص : طلب العلم
النوع : ذكر
المشاركات: 2,242
افتراضي قول ابن مالك في حديث: ( إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون )

استشهد ابن مالك بقول رسولنا الكريم--: (إنَّ مِنْ أشدِّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ المصورونَ) في موضعين من شرح التسهيل، الأول: باب الحروف الناسخة (2/ 11، 13) في المتن والشرح على أنّ اسم (إن) ضمير الشأن محذوف خلافًا للكسائي، والثاني: باب حروف الجر (3/ 139) على أن (من) زائدة على قول الكسائي، و(أشد) اسم إن.
وقد تعجب الشاطبي في المقاصد ( 3/ 603) من ابن مالك ظنًّا منه أنه تناقض في البابين، فخالف الكسائي في باب (إن) وأخواتها، ووافقه، والتزم مذهبه، واستدل به في باب حروف الجر، والحق أن ابن مالك-وإن التزم مذهب الكسائي في زيادة (من) في الجملة-لم يسقِ الحديثَ في الأدلة التي ساقها على جواز زيادة (من) في الإيجاب وجرِّها المعرفة، وإنما ذكر رأي الكسائي في الحديث في ذيل الأدلة منسوبًا إلى صاحبه كما سيأتي، وأيضًا لم يلتزم ابن مالك مذهب الكسائي في زيادة (من) قبل اسم (إن)، وذلك أن الكسائي-كما يقول أبو حيان وغيره-لم يتكلف هذا القول في الحديث إلا لأن مذهبه أن حذف ضمير الشأن لا يجوز إذا أدّى ذلك إلى أن يكون بعد (إن) وأخواتها اسمٌ يصِحُّ عملُها فيه، و(المصورون) يجوزُ عملُ (إن) فيه هنا، فيقالُ: (المصورين)، وهو ما لا يقول به ابن مالك، بل نص في شرح الكافية (1/ 236) على أن الحديث محمول على حذف ضمير الشأن، ونحوُه في شواهدِ التوضيح (ص 148).
ومثلُ ذلك وقع للسيوطي في الهمع (4/ 216)، إذ جعل الحديث الشريف من جملة أدلة ابن مالك على زيادة (من)، وهو خطأٌ في العزوِ لأن ابن مالك-كما ذكرتُ لك-ساق أدلته أولًا، ثم ذكر رأي الكسائيّ، ولم يقل به في الحديثِ، وهذا سياق كلام ابن مالك ليظهر لك منشأ الوهَم جليًّا واضحًا:
قال--: (وأجاز أبو الحسن الأخفش وقوعَها [أي: (من)] في الإيجاب وجرَّها المعرفة، وبقولِه أقول لثبوت السماع بذلك نظما ونثرا، فمن النثر قولُه : وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نبأِ المرسلينَ، وقولُه : يحلَّوْنَ فيهَا من أساورَ مِنْ ذهبٍ، وقولُه : ويكفِّرُ عنْكُمْ مِنْ سيِّئَاتِكُمْ) ثم ذكر-- شواهد من الشعر، وقال بعدها: (وممن رأى زيادة (من) في الإيجاب الكسائيّ، وحملَ على ذلك قولَ النبي--: (إنَّ مِن أشدِّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ المصورون)، فقالَ: أراد: (إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون) ...) اهـ
وهو ظاهر في أنه--لم يقلْ بقولِ الكسائيّ في الحديث، ولم يستدلَّ به كما ظنَّ مَنْ ظنَّ ذلِكَ.
منازعة مع اقتباس
 


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
يوم كان ملوك الناس ملوكًا، ويوم كان شعر الناس شعرًا، وكان غناء الناس غناءً ! محمد تبركان حلقة الأدب والأخبار 0 17-04-2017 08:32 PM
أبشر يا من تحب الشيعة ؛ فالمرء مع من أحب يوم القيامة أبو سلمان النحوي حلقة العلوم الشرعية 12 29-12-2012 07:35 PM
ولا مثله حتى القيامة يُفقَد تألق حلقة الأدب والأخبار 2 15-02-2012 01:26 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ