ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية  

العودة   ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية > الحلَقات > حلقة العلوم الشرعية
الانضمام الوصايا محظورات الملتقى   المذاكرة مشاركات اليوم اجعل الحلَقات كافّة محضورة

منازعة
 
أدوات الحديث طرائق الاستماع إلى الحديث
  #46  
قديم 13-11-2017, 09:10 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

جبريل – عليه السلام – وخبر السامرى :
قال : -: وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [طه:83-98]
لما ذهب موسى - عليه السلام - إلى ميقات ربه - - عمد رجل من جيران بنى إسرائيل يقال له هارون السامرى فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلى فصاغ منه عجلا لأنه كان من قوم يعبدون البقر وألقى فى هذا العجل قبضة من التراب كان أخذها من أثر فرس جبريل – عليه السلام- حين رآه يوم أغرق الله فرعون فلما ألقاها فيه خار كما يخور العجل الحقيقى – زعموا - وزعم بعضهم أنه صار عجلا حقيقيا. وقيل: بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فيه فيخور كما تخور البقرة فيرقصون حوله ويفرحون فقالوا: هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أى فنسى موسى ربه عندنا فذهب يطلبه هناك الله عما يقولون علوا كبيراَ. فلما رجع موسى إلى قومه وعلم ما فعل السامرى قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ أى ما حملك على ماصنعت قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ أى رأيت جبريل –عليه السلام- راكبا فرسا فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ أى من أثر فرس جبريل. وذكر بعضهم أنه رآه وكلما وطئت فرسه بحوافرها على موضع اخضرَّ وأعشب فأخذ من أثر حافرها فلما ألقاه فى هذا العجل المصنوع من الذهب كان من أمره ما كان. والله أعلم.

ومما ورد فى ذلك:
عن مجاهد فى قوله: بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [البقرة:54] قال: كان موسى أمر قومه عن أمر ربه أن يقتل بعضهم بعضا بالخناجر فجعل الرجل يقتل أباه ويقتل ولده فتاب الله عليهم. قال: والعجل حلىٌ استعاروه من آل فرعون فقال لهم هارون: احرقوه فأحرقوه وكان السامرى أخذ قبضة من أثر فرس جبريل فطرحها فيه فانسبك فكان له كالجوف فهوى فيه الريح فقال السامرى: هذا إلهكم وإله موسى.[1]


___________________________
[1] - حسن: رواه محمد بن نصر فى "تعظيم قدر الصلاة" رقم (792)
منازعة مع اقتباس
  #47  
قديم 14-11-2017, 07:46 AM
محمد بن عبد الحي محمد بن عبد الحي غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Nov 2014
السُّكنى في: القاهرة
التخصص : علوم العربية
النوع : ذكر
المشاركات: 238
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل د:إبراهيم المحمدى الشناوى مشاهدة المشاركة
ومما ورد فى ذلك:
عن مجاهد فى قوله: بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [البقرة:54] قال: كان موسى أمر قومه عن أمر ربه أن يقتل بعضهم بعضا بالخناجر فجعل الرجل يقتل أباه ويقتل ولده فتاب الله عليهم.
[/
يا معلمنا، جزاك الله خيرا، ونفع بك. وأنا أعتذر إليك لما أقطع من حديثك، ولكني قرأت كلامًا، فأحبُّ أن تخبرني بقولك فيه...
دُونَكَهُ:
http://www.alukah.net/sharia/0/121735/
منازعة مع اقتباس
  #48  
قديم 16-11-2017, 09:36 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد بن عبد الحي مشاهدة المشاركة


وجزاكم وشكر لكم ورفع قدركم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد بن عبد الحي مشاهدة المشاركة
يا معلمنا،
هذه فوق ما أستحق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت من قِبَل محمد بن عبد الحي مشاهدة المشاركة

... ولكني قرأت كلامًا، فأحبُّ أن تخبرني بقولك فيه...
دُونَكَهُ:
http://www.alukah.net/sharia/0/121735/
بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم
قرأت ما أحلتَ عليه فلم أجده صنع شيئا
فإن وجدت فراغا كتبت ما ظهر لي جوابا مفصلا عليه، وإلا اكتفيت بشيء منه
والله ولي التوفيق
منازعة مع اقتباس
  #49  
قديم 21-11-2017, 06:55 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

[الفصل السادس]
[جبريل مع شمويل النبى –عليهما السلام]
ذكر المفسرون: أنه لما غلبت العمالقة من أرض غزة وعسقلان على بنى إسرائيل، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، وسبَواْ من أبنائهم جمعاً كثيرا، وانقطعت النبوة من سبط لَاوَى، ولم يبق فيهم إلا امرأة حبلى، جعلت تدعو الله – - أن يرزقها ولدًا ذكرا، فولدت غلاما، فسمته أشمويل، ومعناه بالعبرانية: إسماعيل: أي سمع الله دعائي، فلما ترعرع بعثتْه إلى المسجد، وأسلمته إلى رجل صالح فيه يكون عنده؛ ليتعلم من خيره وعبادته، فكان عنده، فلما بلغ أَشُدَّهُ بينما هو ذات ليلة نائم إذا صوتٌ يأتيه من ناحية المسجد فانتبه مذعورا، فظن أن هذا الصوتَ هو صوتُ الشيخ وأنه يدعوه، فسأله: أدعوتنى؟ فكَرِهَ الشيخُ أن يفزعه فقال: نعم، اذهب فنم. فقام. ثم ناداه الثانية، فكذلك، ثم الثالثة، فإذا جبريل- عليه السلام- يدعوه، فقال: إن ربك قد بعثك إلى قومك. فكان من أمره معهم ما قص الله فى كتابه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة:246][1].


____________________________
[1] - انظر قصص الأنبياء لابن كثير 351-352، والبداية والنهاية 2/،5 وتفسير القرآن العظيم 1/378، وتفسير البغوى 1/253، وتفسير الخازن 1/235.
منازعة مع اقتباس
  #50  
قديم 27-11-2017, 09:16 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

[الفصل السابع]
[جبريل- عليه السلام- مع مريم الصِّدِّيقة العذراء البتول]

قال : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا إلى قوله: فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا [مريم:16-26]
قالوا: كانت مريم الصديقة لا تخرج من المسجد إلا فى زمن حيضها أو لحاجة ضرورية لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غذاء فبينما هي يوما قد خرجت لبعض شئونها انتبذت أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل - عليه السلام - فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا فلما رأته قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا علمتْ أن التقي ذو نهية: أي ذو عقل ينهاه ويمنعه عن الفاحشة إذا ذُكِّر بالله وهذا هو المشروع في الدفع أن يكون بالأسهل فالأسهل فخوفته بالله - - أولاً
قال: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ أي لست بشراً ولكنني مَلَك بعثني الله إليك لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا
فقالت: كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد: وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
فأجابها الملَك عن تعجبها من وجود ولد منها والحالة هذه بأن هذا أمر يسير سهل هين على الله - - وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ على كمال قدرتنا على أنواع الخلق فإنه خلق آدم -عليه السلام- من غير أب ولا أم، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى وخلق عيسى -عليه السلام- من أنثى بلا ذكر وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى
وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا يحتمل أن يكون هذا من تمام كلام جبريل معها أي أن هذا أمر قضاه الله وحتمه وقدره.
ويحتمل أن يكون قوله: وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا كناية عن نفخ جبريل فيها كما قال : وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا [التحريم:12]
وذكر غير واحد من السلف أن جبريل - عليه السلام - نفخ في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها.
ومن زعم أنه نفخ فى فمها أو أن الذى كان يخاطبها هو روح عيسى الذى ولج فيها من فمها فقوله خلاف ما يفهم من سياقات القصة فى محالها من القرآن فإن هذا السياق يدل على أن الذي أرسل إليها ملَك من الملائكة وهو جبريل - عليه السلام - وأنه إنما نفخ فيها
ولم يواجه الملَكُ الفرجَ بل نفخ في جيبها فنزلت النفخة إلى فرجها كما قال : فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا فدل على أن النفخة ولجت فيه لا فى فمها.
ولما حملت اضطرها المخاض - وهو الطلق- وألجأها إلى جذع النخلة قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا وفي هذا دليل على جواز تمني الموت عند الفتن.
وعند ذلك ناداها جبريل - عليه السلام -: فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أى نهرا تشربين منه.[1]

_________________________________
[1] انظر قصص الأنبياء/427-431 والبداية والنهاية 1/54-55 وتفسير ابن كثير 5/135 وتفسير البغوى 3/241 وتفسير الخازن 3/241 وانظر سند هذه الرواية عند البيهقى فى الأسماء والصفات/372 من طريق السدى عن أبى مالك وعن أبى صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمدانى عن ابن مسعود . وهذا الإسناد يروى به كثير من الإسرائيليات . والله أعلم
منازعة مع اقتباس
  #51  
قديم 04-12-2017, 09:42 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

[الفصل الثامن]
[جبريل-عليه السلام- مع محمد ]

[أ] شق صدر النبى :

اختلفت الروايات فى عدد مرات شق صدره الكريم واختلفت أقوال العلماء تبعا لذلك.
والصحيح أن النبى قد شُقَّ صدره الشريف مرتين:
الأولى: وهو عند حاضنته حليمة السعدية:
وقد ذهب عامة أهل السير إلى أن هذا حدث فى السنة الرابعة أو الخامسة من مولده ويقتضى سياق رواية ابن إسحاق أنه وقع فى السنة الثالثة[1]
فعن أنس بن مالك أن رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ثم لَأَمَهُ[2] ثم أعاده فى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره.[3]
الثانية: عند الإسراء به إلى بيت المقدس:
فعن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال: "فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه..."[4]
وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى حدوث شق صدر النبى ثلاث مرات: مرة منها عند الطفولة، والثانية عند البعثة، والثالثة عند الإسراء.
أما الأولى والثالثة فلا خلاف فيهما
وأما الثانية فليس عليها دليل صحيح إلا ما روي من حديث أنس بن مالك من رواية شريك عنه وقد أنكر العلماء على شريك هذه الرواية وخصوصا قوله: "قبل أن يوحى إليه".[5]
تنبيه :
قوله: " ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه " ليس فيه ما يوهم جواز استعمال إناء الذهب لنا فإن هذا فعل الملائكة واستعمالهم وليس بلازم أن يكون حكمهم حكمنا ولأنه كان أول الأمر قبل تحريم النبى أوانى الذهب والفضة.[6]

______________________________
[1] انظر الرحيق المختوم /43
[2] لأمه: ويقال لاءمه أى ضم بعضه إلى بعض.
[3] صحيح: رواه مسلم (162)
[4] صحيح: رواه البخارى (3342،1636،394) ومسلم (163)
[5] انظر الصحيح من الإسراء لعمرو عبد المنعم سليم/47
وقال البيهقى فى الأسماء والصفات/437: وقد ذكر شريك بن عبد الله بن أبى نمر فى روايته هذه ما يستدل به على أنه لم يحفظ الحديث كما ينبغى له من نسيانه ما حفظ غيره ومن مخالفته فى مقامات الأنبياء الذين رآهم فى السماء مَنْ هو أحفظ منه وقال فى آخر الحديث: "فاستيقظ وهو فى المسجد" ومعراج النبى كان رؤية عين وإنما شَقٌَ صدره كان وهو بين النائم واليقظان ثم إن هذه القصة بطولها إنما هى حكاية حكاها شريك عن أنس بن مالك من تلقاء نفسه لم يعزها إلى رسول الله صلى الله علسه وسلم ولا رواها عنه ولا أضافها إلى قوله.
وقد خالفه فيما تفرد به منها عبدُ الله بن مسعود وعائشة وأبو هريرة م وهم أحفظ وأكبر وأكثر.
[6] مسلم بشرح النووى 2/175
منازعة مع اقتباس
  #52  
قديم 12-12-2017, 10:31 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

[ب] رؤية النبىِّ جبريلَ - عليه السلام -:

الثابت أنه لم ير جبريل - عليه السلام - على صورته التى خلق عليها غير مرتين.
فعن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة[1] ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفِرْيَة.
قلت: ما هن؟
قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية.
قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين أنظرينى[2] ولا تعجلينى ألم يقل الله : وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ [التكوير:23]، وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى [النجم:13]؟
فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله فقال: « إنما هو جبريل لم أره على صورته التى خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض ».
فقالت: أولم تسمع أن الله يقول: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103]؟
أولم تسمع أن الله يقول: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى:51]؟
قالت: ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [المائدة:67]
قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون فى غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65][3]
وقال الإمام البيهقى فى الدلائل: قلت: فالمرة الأولى التى رآه هى المذكورة فيما كتبنا من سورة النجم وقد روينا أنها نزلت بعدما هاجر عثمان بن عفان وعثمان بن مظعون وأصحابهما إلى أرض الحبشة فى الهجرة الأولى فلما قرأها رسول الله فى الصلاة وسجد وسجد المسلمون والمشركون وبلغهم الخبر رجعوا ثم هاجروا الهجرة الثانية مع جعفر بن أبى طالب وذلك كان قبل المسرى بسنتين.
ثم رآه فى المرة الثانية ليلة أسرى به عند سدرة المنتهى فى صورته التى هى وهو قول الله : وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النجم:13-18]
ويحتمل أن السورة نزلت فى الوقت الذى هو مشهور عند أهل المغازى غير هذه الآيات ثم نزلت هذه الآيات فى رؤيته إياه نزلة أخرى بعد المسرى فألحقت بالسورة والله أعلم.[4]
قلت: هذا ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من أن النبى رأى جبريل - عليه السلام - مرتين لكن وقع فى رواية عن عائشة ا أنه رأى فى منامه جبريل بأجياد[5] ولكنه من رواية ابن لهيعة وهو ضعيف عن أبى الأسود.
قال الحافظ: وبيَّن أحمد فى حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التى خلق عليها والثانية عند المعراج. وللترمذى من طريق مسروق عن عائشة: لم ير محمد جبريل فى صورته إلا مرتين:مرة عند سدرة المنتهى، ومرة فى أجياد".[6] وهذا يقوى رواية ابن لهيعة وتكون هذه المرة غير المرتين المذكورتين وإنما لم يضمها إليهما لاحتمال ألا يكون رآه فيها على تمام صورته. والعلم عند الله.[7]


______________________________

[1] أبو عائشة: هى كنية الإمام مسروق المتوفى سنة ثلاث وستين.سُمٍّى "مسروقا"لأنه سرقه إنسان فى صغره ثم وُجِد.
[2] أنظرينى : الإنظار هو التأخير والإمهال
[3] صحيح: رواه البخارى (4855) ومسلم (177) وهو لفظه
[4] دلائل النبوة للبيهقى 2/120-121
[5] أجياد : مكان مشهور بأسفل مكة قريب من الحرم.
[6] ضعيف: رواه الترمذى (3278) من طريق مجالد بن سعيد وليس بالقوى وقد تغير بأخرة
[7] فتح البارى 10/30-31 وقصة أجياد هذه ذكرها الحافظ ابن كثير فى التفسير 7/287 من طريق ابن لهيعة وهو ضعيف كما تقدم وعزاها لابن جرير وابن أبى حاتم.قلت: وروى نحوها أيضا ابن سعد فى الطبقات 1/93 من طريق محمد بن عمر الواقدى وهو متروك ورواها بنحوها أيضا أبو نعيم فى الدلائل(165) بإسناد ضعيف. والله أعلم
[/quote]
منازعة مع اقتباس
  #53  
قديم 18-12-2017, 09:57 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

[ج] الوحي :
(أولا) معنى الوحي :

قال الإمام أبو نعيم الحافظ: ومعنى الوحي: من الوحا وهو العجلة فلما كان الرسول متعجلا لِمَا يفهم قيل لذلك التفهم وحي[1]
وقال الإمام البيهقي: والوحي ما يوحي الله به إلى النبي من أنبيائه فيُثْبِت الله – - ما أراد من وحيه فى قلب النبي فيتكلم به النبي ويبينه، وهو كلام الله ووحيه، ومنه ما يكون بين الله ورسله لا يكلم به أحدٌ من الأنبياء أحدًا من الناس ولكنه سرُّ غيبٍ بين الله ورسله، ومنه ما يتكلم به الأنبياء ولا يكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته ولكنهم يحدثون به الناس حديثاً ويبينون لهم أن الله - - أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوهم، ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء فيوحون به وحيا فى قلوب من يشاء من رسله.[2]

__________________________
[1] دلائل النبوة لأبى نعيم 1/34
[2] الأسماء والصفات /226
منازعة مع اقتباس
  #54  
قديم 25-12-2017, 09:08 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

(ثانيا) بدء نزول الوحي إلى رسول الله :
وأما نزول جبريل - عليه السلام - بآيات من القرآن على النبي فإنه كان يوم الاثنين لإحدي وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان.
وكان نزوله ليلا
ويوافق 10 أغسطس سنة 610 م
وكان عمره إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر و12 يوما.[1]
عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أول ما بدىء به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم
فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح
ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد[2] الليالي ذوات العدد- قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك
ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها
حتى جاءه الحق وهو في غار حراء
فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: " ما أنا بقارئ "
قال: "فأخذني فغطني[3] حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت ما أنا بقارىء.
فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء
فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ [العلق:1-3]
فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده
فدخل على خديجة بنت خويلد ا فقال: "زملوني زملوني" فزملوه[4] حتى ذهب عنه الرَّوْع[5]
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: "لقد خشيت على نفسي"
فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا: إنك لتصل الرحم وتحمل الكَّلَّ[6] وتَكْسِبُ المعدوم[7] وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة -وكان امرءًا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي-
فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى ؟
فأخبره رسول الله خبر ما رأى
فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا[8] ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك
فقال رسول الله : "أومخرجي هم".
قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك[9] أنصرك نصرا مؤزرا.[10]
ثم لم ينشب[11] ورقة أن تُوُفِّي وفتر الوحي.[12]


____________________________
[1] الرحيق المختوم /50
[2] قوله: "وهو التعبد" مدرج فى الخبر وهو من تفسيرالزهرى كما جزم به الطيبى (فتح الباري 1 /31 ت. عبد القادر شيبة الحمد)
[3] غطنى: وفى رواية: غتني كأنه أراد ضمنى وعصرنى، والغط حبس النفَس ومنه غطه فى الماء أو أراد غمنى ومنه الخنق ولأبى داود الطيالسى فى مسنده بسند حسن: فأخذ بحلقى. (فتح البارى1/31)
[4] زملوه : أى لفوه
[5] الرَّوْع : بالفتح: الفزع
[6] الكلَّ : هو من لا يستقل بأمره
[7] الكسب : هو الاستفادة فكأنها قالت إذا رغب غيرك أن يستفيد مالاً موجوداً رغبت أنت أن تستفيد رجلا عاجزا فتعاونه .
[8] جذع: الجذع: هو الصغير من البهائم كأنه تمنى أن يكون عند ظهور الدعاء إلى الإسلام شابا ليكون أمكن لنصره وبهذا يتبين سر وصفه بكونه شيخا كبيرا قد عمى
[9] يومك: أى يوم إخراجك
[10] مؤزرا: أى قويا
[11] لم ينشب: أى لم يلبث
[12] صحيح: رواه البخارى (3،6982،4957،4956،4955،4953،3392) ومسلم (160)
منازعة مع اقتباس
  #55  
قديم 01-01-2018, 10:31 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

(ثالثا) فترة الوحي عن رسول الله :
قال الحافظ: وفتور الوحي عبارة عن تأخره مدة من الزمان وكان ذلك ليذهب ما كان وجده من الروع وليحصل له التشوق إلى العودة... وليس المراد بفترة الوحي عدم مجيء جبريل إليه بل تأخر نزول القرآن فقط.
ورجح الشيخ صفي الرحمن المباركفوري أن مدة فترة الوحي كانت أياما قال: وهذا الذى يترجح بعد إدارة النظر فى جميع الجوانب وأما ما اشتهر أنها دامت طيلة ثلاث سنين أو سنتين ونصف فلا يصح بحال.[1]

[تنبيه]:
زعموا أن النبي لما فتر عنه الوحي حزن حزنا شديدا حتى كاد يلقى نفسه من رؤوس الجبال ...
فروى أنه ( لما نزل عليه الوحي بـ (حراء)؛ مكث أياماً لا يرى جبريل، فحزن حزناً شديداً، حتى كان يغدو إلى ثبير مرة، وإلى حراء مرة، يريد أن يلقي نفسه منه، فبينا رسول الله كذلك عامداً لبعض تلك الجبال؛ إلى أن سمع صوتاً من السماء، فوقف رسول الله صعقاً للصوت، ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعاً عليه يقول: يا محمد! أنت رسول الله حقاً، وأنا جبريل.
قال: فانصرف رسول الله وقد أقر الله عينه، وربط جأشه. ثم تتابع الوحي بعد وحمي )[2]
وقد فَصَّل القولَ فيه العلامةُ الألبانى - - فى السلسلة الضعيفة ثم قال: وجملة القول أن الحديث ضعيف إسنادا، منكر متنا، لا يطمئن القلب المؤمن لتصديق هؤلاء الضعفاء فيما نسبوا إلى رسول الله من الهم بقتل نفسه بالتردي من الجبل وهو القائل فيما صح عنه : "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا" متفق عليه "الترغيب" (3/205) لا سيما وأولئك الضعفاء قد خالفوا الثقات الذين أرسلوه.[3]

_______________________
[1] فتح البارى 1/36 والرحيق المختوم /52
[2] باطل: أخرجه ابن سعد فى الطبقات (1/196) عن ابن عباس وفيه محمد بن عمر الواقدى وهو متروك ومتهم بالوضع وفيه أيضا إبراهيم بن محمد بن أبى موسى وهو متروك كالواقدى أو أشد انظر السلسلة الضعيفة (4858)
[3] السلسلة الضعيفة (450- 458) وانظر له - أيضا - " دفاع عن الحديث النبوى والسيرة " / 50
منازعة مع اقتباس
  #56  
قديم 08-01-2018, 10:38 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

(رابعا) نزول جبريل بالوحي مرة ثانية:
فعن الأَوْزَاعِىُّ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ أَىُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [المدثر:1] فَقُلْتُ: أَوِ اقْرَأْ [العلق:1] فَقَالَ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: أَىُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [المدثر:1] فَقُلْتُ أَوِ اقْرَأْ [العلق:1] قَالَ جَابِرٌ أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ «جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِى فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ شِمَالِى فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِى الْهَوَاءِ - يَعْنِى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَأَخَذَتْنِى رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِى. فَدَثَّرُونِى فَصَبُّوا عَلَىَّ مَاءً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:1-4] ».[1]
فهذا الحديث يدل على أن أول ما نزل من القرآن هو المدثر
والجمهور على خلاف ذلك وهو أن أول القرآن نزولا العلق.

فعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىَّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الوحي - قَالَ فِى حَدِيثِهِ:
«فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِى سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِى بِحِرَاءٍ جَالِسًا عَلَى كُرْسِىٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «فَجُئِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى. فَدَثَّرُونِى فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر:1-5] وَهِىَ الأَوْثَانُ قَالَ ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْىُ.[2]

قال ابن كثير: وهذا السياق هو المحفوظ وهو يقتضى أنه قد نزل عليه الوحي قبل هذا لقوله: "فإذا الملك الذى جاءنى بحراء" وهو جبريل حين أتاه بقوله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:1-5] ثم إنه حصل بعد هذا فترة ثم نزل الملك بعد هذا.
ووجه الجمع أن أول شئ نزل بعد فترة الوحي هذه السورة.[3]

____________________
[1] صحيح: رواه البخارى (4، 3238، 4922، 4923، 4924، 4925، 4926، 4954، 6214) ومسلم (161) وهو لفظه
[2] صحيح: وهو مكرر ما قبله
[3] تفسير ابن كثير: 8/149
منازعة مع اقتباس
  #57  
قديم 15-01-2018, 09:55 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

(خامسا): كيفية مجئ الوحي إلى رسول الله :
وأما مجئ الوحي؛ أعنى جبريل عليه السلام، إلى رسول الله بالوحي فله طرق مختلفة ترجع فى مجموعها إلى ما يأتى:
(أ‌) مجيئه فى مثل صلصلة الجرس:
فعن عائشة أم المؤمنين ا أن الحارث بن هشام سأل رسول الله فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله : "أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول".
قالت عائشة ا ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا.[1]
قوله: "مثل صلصلة الجرس" الصلصلة فى الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين.
والمراد بالصلصلة هنا:
- صوتُ الملَك بالوحى.
- وقيل: بل صوت حفيف أجنحة الملك.
- وقال الخطابى: يريد أنه صوت متدارك
يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتي يفهمه بعد.

قوله: "وهو أشده علي" يفهم منه أن الوحي كله شديد ولكن هذه الصفة أشدها وهو واضح؛ لأن الفهمَ من كلام مثل الصلصلة أشكلُ من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود.

والحكمة فيه: أن العادة جرت بالمناسبة بين القائل والسامع وهى هنا:
- إما باتصاف السامع بوصف القائل بغلبة الروحانية وهو النوع الأول
- وإما باتصاف القائل بوصف السامع وهو البشرية وهو النوع الثانى.
والأول أشد بلا شك.

وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الدرجات والزلفى.[2]

تتمة فى وصف صوت الملائكة: ...

__________________________
[1] صحيح: رواه البخارى (2، 3215) ومسلم (2333)
[2] فتح البارى: 1/25- 26
منازعة مع اقتباس
  #58  
قديم 22-01-2018, 10:47 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

تتمة فى وصف صوت الملائكة:

1- جاء وصف الوحي فى هذا الحديث بصلصلة الجرس
وورد وصف صوت الملائكة فى غيره بـ:
2- "دَوىِّ النحل"
3- و"دَوىّ الرحى"
4- وهزيز الرحى
5- وهدير الرحى
6- وهزيز الرحل
7- وكصوت الهضباء
8- وكصوت القصباء تصيبها الرياح
9- وكصوت العصا تصفها الرياح
10- وحنيناً كحنين النحل."
وليس ثمت تعارض بينها بل كلٌ وصف الصوت الذى سمعه بحسب حاله وبالنسبة إلى مقامه وسماعه.
فأما وصفه بـ "دوىِّ النحل":
فعن عمر بن الخطاب قال: كان النبي إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا وارض عنا." ثم قال صلى الله علسه وسلم: "لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] حتى ختم عشر آيات".[1]

وأما وصفه بـ " هزيز الرحى ":
فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ فِي سَفَرٍ فَسَارَ بِهِمْ يَوْمَهُمْ أَجْمَعَ لَا يَحُلُّ لَهُمْ عُقْدَةً وَلَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ لَا يَحُلُّ عُقْدَةً إِلَّا لِصَلَاةٍ حَتَّى نَزَلُوا أَوْسَطَ اللَّيْلِ
قَالَ: فَرَقَبَ[2] رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ حِينَ وَضَعَ رَحْلَهُ
قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلا نَائِمًا وَلا بَعِيرًا إِلَّا وَاضِعًا جِرَانَهُ[3] نَائِمًا
قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ فَنَظَرْتُ حَيْثُ وَضَعَ النَّبِيُّ رَحْلَهُ فَلَمْ أَرَهُ فِي مَكَانِهِ؛ فَخَرَجْتُ أَتَخَطَّى الرِّحَالَ حَتَّى خَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ ثُمَّ مَضَيْتُ عَلَى وَجْهِي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ فَسَمِعْتُ جَرَسًاً[4] فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَالْأَشْعَرِيِّ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمَا فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ ؟
فَإِذَا هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الرَّحَا[5] فَقُلْتُ: كَأَنَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَ هَذَا الصَّوْتِ.
قَالا: اقْعُدْ اسْكُتْ.
فَمَضَى قَلِيلا فَأَقْبَلَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَزِعْنَا إِذْ لَمْ نَرَكَ وَاتَّبَعْنَا أَثَرَكَ.
فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ."
فَقُلْنَا نُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ إِلا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ
قَالَ: "أَنْتُمْ مِنْهُمْ."
ثُمَّ مَضَيْنَا فَيَجِيءُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ فَيُخْبِرُهُمْ بِالَّذِي أَخْبَرَنَا بِهِ فَيُذَكِّرُونَهُ اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ إِلا جَعَلَهُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِهِ فَيَقُولُ: "فَإِنَّكُمْ مِنْهُمْ" حَتَّى انْتَهَى النَّاسُ فَأَضَبُّوا[6] عَلَيْهِ وَقَالُوا اجْعَلْنَا مِنْهُمْ قَالَ: "فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّهَا لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا."[7]

وألفاظ الحديث الأخرى فيها باقى الألفاظ المذكورة وسنمر عليها مرور السهم بالإشارة إلى بعض مواضعها حتى لا نطيل بذكر كل ألفاظ الحديث، فمن ذلك:
- كَدَوِىَّ الرَّحَى وكصوت القصباء تصيبها الرياح ===> مسند الشاميين للطبرانى (575).
- كدوى الرحا وكصوت العصا تصفها الرياح ===> المعجم الكبير للطبرانى 18/126
- هزيز الرحل ===> أحمد (24002)
- هدير الرحى ===> ابن حبان/ بلبان / الأرناؤوط (211)، عبد الرزاق فى المصنف (20865).
- هزيزًا كهزيز الرحى أو حنينًا كحنين النحل (حديث أبى موسى الأشعرى) ===> أحمد (19724).

_____________________
[1] ضعيف: رواه أحمد (223) والترمذى (3173) والنسائى فى الكبرى (1439) وقال: منكر، والحاكم فى المستدرك (1961، 3479) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى فقال: سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا (قلت: يعنى يونس بن سليم) فقال: لا أظنه شئ [ كذا والصواب شيئا ]. والبيهقى فى الدعوات الكبير (198) وعبد بن حميد (15) وعبد الرزاق فى مصنفه (6038) وأبو نعيم فى الدلائل (172) والضياء فى المختارة (234) وابن عدى فى الكامل 7/175 والعقيلى فى الضعفاء 4/460 (2092)
[2] رَقَبَهُ: أى حرسه
[3] واضعاً جرانه: جِرَان البعير، بالكسر: مُقَدَّم عنقه من مذبحه إلى منحره.
[4] جرساً: أى مثل صوت الجرس
[5] هزيز الرحى: صوت دورانها.
[6] أضبوا: ازدحموا
[7] صحيح لغيره: رواه أحمد ( 23977 ) والبخارى فى التاريخ الكبير 1/ 184، وابن خزيمة فى التوحيد 2/ 644، 648 والطبرانى فى الكبير 18/ 135 من طريق أبى المليح عن أبى بردة عن عوف بن مالك .
وأخرجه ابن أبى عاصم فى السنة (819) وابن خزيمة فى التوحيد 2/ 645-646 وابن حبان (7207)، والطبرانى فى الكبير 18/ 133، والحاكم (224)، من طريق خالد الحذاء عن أبى قلابة عن عوف بن مالك.
ومن طريق خالد عن حميد بن هلال عن أبى بردة بن أبى موسى عن عوف بن مالك.
وله طرق أخرى عن عوف بن مالك عند الترمذى (2441) وابن ماجه (4317) وأحمد والطبرانى وغيرهم وفى بعض أسانيده مقال وبعضها على شرط مسلم، وله شواهد منها: عن أبى موسى (صحيح)، ومعاذ بن جبل (منقطع)، وغيرهما
فالحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح وقد صححه الشيخ الألبانى فى عدد من كتبه منها صحيح ابن ماجه وصحيح الترمذى ومفصلاً فى ظلال الجنة صـ 388- 398 الأحاديث رقم 818 - 829 والشيخ شعيب الأرناؤوط فى تعليقه على المسند.
منازعة مع اقتباس
  #59  
قديم 29-01-2018, 09:16 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

لطيفة: معنى تمثل الملك فى صورة رجل:
قال الحافظ: قال إمام الحرمين: تَمَثُّلُ جبريل معناه أن الله أفنى الزائد من خلقه، أو أزاله عنه، ثم يعيده إليه بعد.
وجزم ابن عبد السلام بالإزالة دون الفناء، وقرر ذلك بأنه لا يلزم أن يكون انتقالُها موجبًا لموته، بل يجوز أن يبقى الجسد حيًّا؛ لأن موت الجسد بمفارقة الروح ليس بواجب عقلًا بل بعادة أجراها الله – - فى بعض خلقه.
ونظيره انتقال أرواح الشهداء إلى أجواف طيور خضر تسرح فى الجنة.
وقال شيخنا شيخ الإسلام: ما ذكره إمام الحرمين لا ينحصر الحال فيه، بل يجوز أن يكون الآتى هو جبريل بشكله الأصلى، ومثال ذلك القطن إذا جُمِعَ بعد أن كان منتفشًا، فإنه بالنفش يحصل له صورةٌ كبيرةٌ وذاتُه لم تتغير، وهذا على سبيل التقريب.
والحق أن تمثل الملك رجلاً ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلاً، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيساً لمن يخاطبه.
والظاهر أيضاً أن القدر الزائد لا يفنى ولا يزول بل يخفى على الرائى فقط . والله أعلم[1].

_______________________________
[1] فتح البارى 1 / 21 - سلفية.
منازعة مع اقتباس
  #60  
قديم 05-02-2018, 09:39 PM
د:إبراهيم المحمدى الشناوى د:إبراهيم المحمدى الشناوى غير شاهد حالياً
 
تاريخ الانضمام: Feb 2012
التخصص : طبيب
النوع : ذكر
المشاركات: 1,264
افتراضي

[ ب ] مجيئه فى صورة رجل:
كما فى الحديث المتقدم: " وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا." ومن ذلك أيضا حديث جبريل المشهور وهو:
عن أبى هريرة وأبى ذر قالا: كان رسول الله يجلس بين ظَهْرَانَيْ أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يَسْأَل؛ فطلبنا إلى رسول الله أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين كان يجلس عليه.
وإنا لجلوس ورسول الله فى مجلسه إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها وأطيبُ الناس ريحا، كأن ثيابه لم يمسها دنس، حتى سلم فى طَرَفِ البساط[1]
فقال: السلام عليك يا محمد.
فردَّ عليه السلام.
قال: أَدْنُو يا محمد؟
قال: " اُدْنُهْ "
فما زال يقول: أدنو مرارا ويقول له: " اُدْنُ " حتى وضع يده على ركبتَىْ رسول الله .
قال: يا محمد أخبرنى ما الإسلام ؟
قال: "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان."
قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمتُ ؟
قال: "نعم"
قال: صدقتَ.
فلما سمعنا قولَ الرجل صدقتَ أنكرناه.[2]
قال: يا محمد أخبرنى ما الإيمان ؟
قال:" الإيمان بالله وملائكته والكتاب والنبيين وتؤمن بالقدر."
قال: صدقتَ.
قال: فإذا فعلتُ ذلك فقد آمنتُ ؟
قال رسول الله "نعم"
قال: صدقتَ.
قال: يا محمد أخبرنى ما الإحسان ؟ قال: " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك."
قال: صدقتَ.
قال: يا محمد أخبرنى متى الساعة ؟
قال: فَنَكَّسَ[3] فلم يجبه شيئا ورفع رأسه فقال: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها علامات تُعْرَفُ بها: إذا رأيت الرِّعاءَ البُهُمَ[4] يتطاولون فى البنيان، ورأيت الحفاة العراة ملوك الأرض، ورأيت المرأة تلد ربها. خمسٌ لا يعلمهن إلا الله: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [ سورة لقمان-34 ]
ثم قال: " لا والذى بعث محمدا بالحق هدىً، ما كنتُ بأعلمَ به من رجلٍ منكم، وإنه لجبريل – عليه السلام – نزل فى صورة دِحْيَةَ الكلبى."[5]

________________________________
[1] حتى سلم فى طَرَفِ البساط: هذا يدل على أنهم فرشوا للنبى بساطا. وفى رواية: السِّماط: وهو الصف من الناس
[2] قوله : "أنكرناه" أي استبعدنا كلامه وقلنا إنه سائل ومُصَدِّقٌ وبين الوصفين تناقض.
[3] فَنَكَّسَ: أى طأطأ رأسه أي: خفضه.
[4] البُهُم: بضمتين نعت للرعاء أى السود،
وقيل: جمع بهيم بمعنى المجهول ومنه أبهم الأمر: إذا لم تعرف حقيقته.
وقيل : الفقراء الذين لا شيء لهم فهم رعاة لإبل غيرهم.
وقد جاء فى بعض الروايات: رعاء الإبل والبَهْم – بفتح الباء وسكون الهاء – وهى الصغار من أولاد الضأن والمعز ... ا.هـ انظر (حاشية السندى على النسائى 4/ 437)
[5] صحيح: رواه البخارى ( 50، 4777) ومسلم ( 9، 10 ) والنسائى ( 5006 ) وهو لفظه، وابن ماجه / 64
منازعة مع اقتباس
منازعة


الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1)
 
أدوات الحديث
طرائق الاستماع إلى الحديث

تعليمات المشاركة
لا يمكنك ابتداء أحاديث جديدة
لا يمكنك المنازعة على الأحاديث
لا يمكنك إرفاق ملفات
لا يمكنك إصلاح مشاركاتك

BB code is متاحة
رمز [IMG] متاحة
رمز HTML معطلة

التحوّل إلى

الأحاديث المشابهة
الحديث مرسل الحديث الملتقى مشاركات آخر مشاركة
من الذي أتى بعرش بلقيس في طرفة عين الجن أم الإنس أم الملائكة ؟ محمد إمام حلقة العلوم الشرعية 1 19-05-2015 07:33 PM
هل الملائكة تنام ؟ عَرف العَبيرِ حلقة العلوم الشرعية 2 17-01-2012 04:15 PM


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة . الساعة الآن 02:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
الحقوقُ محفوظةٌ لملتقَى أهلِ اللُّغَةِ