|
|
الانضمام | الوصايا | محظورات الملتقى | المذاكرة | مشاركات اليوم | اجعل الحلَقات كافّة محضورة |
![]() |
|
أدوات الحديث | طرائق الاستماع إلى الحديث |
#1
|
|||
|
|||
![]() 1-
من دحرج الحجر؟ هذا الكتيب-والتصغير للتحبيب-في علم مقارنة الأديان ،أو في علم تاريخ الأديان بتقييد،أو في علم التاريخ بإطلاق.. ولكنه- من منظورنا البلاغي- كتاب يستحق أن يوضع في أحد جناحين في المكتبة الأدبية: -في جناح أدب المعارضة! -أو في جناح الروايات البوليسية!! والتفصيل بعد قليل.. 2- "من دحرج الحجر؟" هذا العنوان في الأصل من وضع محام انجليزي يدعى (فرانك موريسون) سمى به كتابا له، مننتصرا لدعاوى النصارى في صلب المسيح ، وقد ذاع فيهم فجأة أيما ذيوع ،وإن عدد طبعاته ليربو عن عدد أصابع كلتا اليدين في ظرف وجيز.. فيكون الشيخ ديدات قد اعتمد" التلميح"،ومن وراء التلميح تقرأ رسالة واضحة قوامها الرغبة في المعارضة والنقض... 3- لا يفل الحديد إلا الحديد! فمن يستطيع أن يقارع المحامي؟ لن يفند المحامي إلا مفتش شرطة ...فكل ما يشيده المحامي من قصور وقلاع، في المرافعات والدفاع ،ينهار فجأة تحت ضربة واحدة لدليل مادي يأتي به شرطي التحري ،وقد لا يكون الدليل أكبر من مسمار..!! شرطي التحري كان" المستر" ديدات! 4- أكبر عيب في المستر (فرانك موريسون) أنه محام.. وأكبر عيب في المحاماة هو تجسيدها للمبدأ المنهجي المنافي لروح العلم "اعتقد ثم استدل" لا ينطلق المحامي من "واقعة" بل من "موكل"..وهذا الموكل لا بد أن يكون على حق ، و خصمه لا بد أن يكون في باطل... ثم يبدأ مسلسل الاستدلال: استنطاق الشهود، واستدعاء الخبراء،ومناورات الدفاع..... كل ذلك في خدمة الموكل فقط... ولن تجد أبدا محاميا يستدعي شاهدا إلا والشهادة لصالح موكله...! فأرني محاميا واحدا يكشف عن شيء يورط موكله... إن فعل يكون قد خرج عن كل الأعراف، وأولها الخروج من مهنته!! إن المستر (فرانك موريسون) في مرافعته عن صلب المسيح لا يستطيع إلا أن يفر إلى الأمام...فكل المناورات والمراوغات جائزة...فموكله :الكنيسة المقدسة ،والرهان جليل: عقيدة ملايين النصارى.. اهتدى الشيخ ديدات إلى المنهج المضاد للمحاماة...إنه منهج التحري البوليسي!! منطلق الشرطي أسعد حظا بالمنهج العلمي من المحامي...فهو متحرر من براءة لموكل يجب إثباتها..أو إدانة لخصم يجب الإيقاع به ،فليس نظره إلا لجهة الواقعة...فلا عاطفة تلقاء من كان قتيلا ولا هوى في أن يكون القاتل هذا دون ذاك...ليست إلا دلائل تستجمع ،وآثارا تستنظق ،وشهادات تستظهر...فإن دلت على جان فهو الجاني... إن مجد الشرطي في الوصول إلى الفاعل أي كان ...وانتصار المحامي في إنقاذ رأس موكله ولا شيء غير ذلك ! إن المنهج العلمي السليم هو في كتاب ديدات وحده!! 5- هل اختار الشيخ ديدات أسلوب "الرواية البوليسية "لأن (فرانك موريسون) إنجليزي! هل يتحدى القوم في مضمارالفن الذي نبغوا فيه؟ السير كونان دويل،الليدي أغاثا كريستي... فأما الرجل فقد أرسى قواعد هذا الفن عميقا، وأما المرأة فقد رفعت صرحه عاليا..فمن يزاحم الإنجليز؟ قراء روايات المرأة عند العادين يأتون في الصف الثاني بعد قراء الإنجيل ،الإنجيل الذي يروي قصة صلب السيدالمسيح!! لا منافس لأغاثا إلا كونان...ولا يزاحم "هركول بوارو" في الشهرة إلا "شرلوك هولمز" المؤلفان مختلفان في الأسلوب: شرلوك هولمز بطل كونان دويل يعتمد على الجانب المادي في الجريمة ،فقطعة شمع أو نقطة حبر، أو بقايا ورقة محترقة، أو أثر على الجليد كافية لتخمين ما حدث وتعيين شخص المجرم... هركول بوارو بطل أغاثا كريستي مترفع عن تتبع البقايا والآثار، فهمّه الجانب النفسي في الجريمة ،يستضيء في التحري بالدوافع والغرائز والبواعث الداخلية.. وأذكر أنها كتبت رواية لتستخف بكونان دويل وبطله هولمز...عندما أقحمت محققها ليحل لغز جريمة وقعت قبل عشرين سنة... رسالة الاستخفاف واضحة :فليست تبقى آثار أقدام على الجليد عشرين سنة،وليس يبقى عود ثقاب مشتعلا عشرين سنة، وليست تبقى رائحة العطر في الدهليز عشرين سنة... أتى الدهر على كل القرائن المادية، فأنى يهتدي هولمز !! لعل المرأة انتصرت في حربها الأهلية... لكن المحقق ديدات سيرفع التحدي عاليا :لقد حل لغز جريمة قتل وقعت، ليس قبل عشرين سنة، بل قبل عشرين قرنا!!! 6- نحن في مسامرة فلا ضير من الاستطراد..بل هو مما يقتضيه المقام ،فلذلك نفتح هذا الحديث المتفرع: لا نسلم للأنجليز اختراعهم للرواية البوليسية...ولا نقصد بهذا الاعتراض الانتصار لبلزاك الفرنسي أو إدجار بو الأمريكي ...بل نقصد أن هذه الأمم الثلاث في تنازعها ريادة الرواية البوليسية تنتحل ما ليس لها بحق وتريد أن تكتسي بما لم تغزل.... إن الرواية البوليسية عربية عربية...وشرلوك هولمز لم ينشأ في ضباب لندن بل على رمال جزيرة العرب...وميلاد الرواية البوليسية ليست سنة 1829على يد بلزاك أو سنة 1841 على يد أدجار بو ولا سنة 1863 على يد إميل غابوريو... بل ولدت قبل ذلك بقرون ... ما رأيكم في هذه القصة التي يرويها ابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق: [قيل سار مضر وربيعة وإياد وإنمار أولاد نزار ابن معد إلى أرض نجران فبينما هم يسيرون إذ رأى مضر كلأً قد رعى فقال البعير الذي رعى هذا أعور فقال ربيعة وهو أزور وقال إياد وهو أبتر وقال إنمار وهو شرود فلم يسيروا إلا قليلاً حتى لقيهم رجل على راحلة فسألهم عن البعير فقال مضر أهو أعور قال نعم قال ربيعة أو أزور قال نعم قال إياد أهو أبتر قال نعم قال إنمار أهو شرود قال نعم والله هذه صفات بعيري دلوني عليه فحلفوا أنهم ما رأوه فلزمهم وقال فكيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته فساروا حتى قربوا نجران فنزلوا بالأفعى الجرهمي فنادى صاحب البعير هؤلاء القوم وصفوا لي بعيري بصفته ثم أنكروه فقال الجرهمي كيف وصفتموه ولم تروه فقال مضر رايته يرعى جانبا ويترك جانبا فعلمت أنه أعور وقال ربيعة رأيت أحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر فعلمت أنه أفسدها بشدة وطئه لأزواره وقال إياد عرفت بتره بأجتماع بعره ولو كان زيالا لتفرق وقال إنمار عرفت أنه شرود لأنه كان يرعى في المكان الملتف نبته ثم يجوزه إلى مكان أرق منه وأخبث فقال الأفعى ليسوا بأصحاب بعيرك فاطلبه ثم سألهم من هم فأخبروه فرحب بهم وأضافهم وبالغ في إكرامهم]. وهل فعل شرلوك هولمز في روايات دويل شيئا غير ما فعله أولاد نزار في الزمن الغابر!! لعل ما يبهر في شرلوك هولمز أنه ما أن يدخل عليه رجل حتى يبادره بتفاصيل حياته فينتفض الرجل دهشة :كيف عرفت كل هذا وأنت تراني لأول مرة؟ فيفسر له هولمز استنتاجاته من "أشياء" في معطفه أو سواد في أصبعه أو أثر ندبة في رقبته....وهي في الغالب ادعاءات مفتعلة ودعاوى عريضة يتقبلها القارئ رغم أنفه لكي لا يفسد على نفسه متعة قراءة رواية مشوقة... لكن( إياس بن معاوية )العربي أفطن من هولمز واستدلالاته أكثر واقعية..فما يقول الإنجليز في هذا: -خرج إياس بن معاوية، فسمع نُباح كلب فقال: هذا كلبٌ مشدود،ثم سمع نباحَه فقال: قد أُرسِل، فَانتهوْا إلى الماء فسألوهم فكان كما قال، فقال له غيلان أبو مروان: كيفَ علمتَ أنَّه موثَق وأنَّه أُطلق؟ قال: كان نباحُه وهو موثق يُسمَع من مكانٍ واحد، فلما أُطلق سمعتهُ يقرُب مرّةً ويبعد مرةً، ويتصرَّفُ في ذلك.. لعمري إن كلب إياس أفضل من كلب بسكرفيل!! وهذه قصة أخرى يدعي فيها إياس أن الكلب غريب..وهذا عجيب بل أعجب: -قالوا: مرَّ إياس بنُ معاوية ذاتَ ليلةٍ بماء، فقال: أسَمعُ صوتَ كلبٍ غريب، قيل له: كيفَ عرفتَ ذلك؟ قال: بُخضوع صوتِه وشِدَّة نُباح الآخر، فسألوا فإذا هو غريب مربوطٌ والكلابُ تنبَحه... وهذه قصة ثالثة يحلل فيها إياس نفسية ديك! قال الجاحظ في الحيوان: -قال أبو الحسن: مر إياسُ بنُ معاوية بديكِ ينقر حبًّا ولا يفرقُهُ، فقال: ينبغي أن يكون هذا هرِماً، فإنَّ الهرِم إذا أُلقي له الحبُّ لم يفرقْهُ ليجتمع الدجاجُ حولَهُ، والهرِم قد فنيتْ رغبتهُ فيهنَّ، فليس همَّهُ إلاّ نفسَهُ. قال الجاحظ: -ونظر إياسُ بن معاوية في الرَّحْبة بواسط إلى آجُرَّة، فقال: تحت هذه الآجُرَّة دابّة: فنزعوا الآجُرَّة فإذا تحتها حيَّة متطوِّقة، فسُئِل عن ذلك، فقال لأنِّي رأيتُ ما بينَ الآجُرَّتين نَدِيّاً من جميع تلك الرَّحَبة، فعلمتُ أن تحتها شيئاً يتنفّس. قال الإبشيهي: -فكان من جملة الوقائع التي صدرت منه وشهدت له بالعقل الراجح والفكر القادح أنه كان في زمانه رجل مشهور بين الناس بالأمانة، فاتفق أن رجلاً أراد أن يحج، فأودع عند ذلك الرجل الأمين كيساً فيه جملة من الذهب، ثم حج فلما عاد من حجه جاء إلى ذلك الرجل وطلب كيسه منه فأنكره وجحده، فجاء إلى القاضي إياس وقص عليه القصة، فقال القاضي: هل أخبرت بذلك أحداً غيري؟ قال: لا. قال: فهل علم الرجل أنك أتيت إلي؟ قال: لا. قال: انصرف واكتم أمرك، ئم عد إلي بعد غد. فانصرف. ثم إن القاضي دعا ذلك الرجل المستودع فقال: قد حصل عندي أموال كثيرة ورأيت أن أودعها عندك فاذهب وهيىء لها موضعاً حصيناً. فمضى ذلك الرجل وحضر صاحب الوديعة بعد ذهاب الرجل، فقال له القاضي إياس: امض إلى خصمك واطلب منه وديعتك، فإن جحدك فقل له امض معي إلى القاضي إياس أتحاكم أنا وأنت عنده، فلما جاء إليه دفع إليه وديعته فجاء إلى القاضي وأعلمه بذلك. ثم إن ذلك الرجل المستودع جاء إلى القاضي طامعاً في تسليم المال، فسبه القاضي وطرده. وروى ابن الجوزي في الأذكياء: -دخل علي أياس بن معاوية ثلاثة نسوة فقال أما واحدة فمرضع والأخرى بكر والثالثة ثيب فقيل له بن علمت قال أما المرضع فإنها لما قعدت أمسكت ثديها بيدها وأما البكر فلما دخلت لم تلتفت إلى أحد وأما الثيب فلما دخلت رمقت بعينها يميناً وشمالاً. روى الزمخشري في ربيع الأبرار: -جحد رجل مال رجل، فأحتكما إلى أياس بن معاوية، فقال للطالب: أين دفعت إليه هذا المال؟ قال: عند شجرة بمكان كذا، قال: فأنطلق إلى الشجرة لعلك أن تتذكر كيف كان الأمر؟ فمضى وجلس خصمه، فقال إياس بعد ساعة: أترى خصمك بلغ موضع الشجرة؟ فقال: لا بعد؛ قال: يا عدو الله أنت خائن؛ فقال: أقلني أقالك الله، وأقر. الرواية البوليسية عربية...ولدت في فن الخبر العربي! يجب إرجاع القوس إلى باريها... ويجب تنقيح التسمية... فاسم "الرواية البوليسية" غير ملائم ،يضيق به الغربيون أنفسهم ،لأنه لا يلزم أن يكون في الرواية دائما بوليس...والتسمية عند الفرنسيين جنس يدل على أنواع منها: رواية التحري رواية الغموض .. الرواية السوداء رواية الإثارة (على نهج هيتشكوك) رواية الجاسوسية.. وجعل اسم الرواية البوليسية عنوانا لكل هذا الخليط تحكم وتعسف.. أما نحن فنسميه "أدب الفراسة" وهي تسمية مطابقة للمسمى ...ومن أنواعها رواية التحري أو الرواية البوليسية ...وإن الجنس والنوع من إبداع العبقرية العربية وحدها.... وفي سمر آخر سنواصل الحديث عن كتاب "من دحرج الحجر؟" وهو من عيون" أدب الفراسة "عند المسلمين في زمننا هذا. |
#2
|
|||
|
|||
![]() شكرا
|
![]() |
الذين يستمعون إلى الحديث الآن : 1 ( الجلساء 0 والعابرون 1) | |
أدوات الحديث | |
طرائق الاستماع إلى الحديث | |
|
|
![]() |
||||
الحديث | مرسل الحديث | الملتقى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما أصل كلمة " الذي " ؟ ولماذا لا تكتب " اللذي " ؟ | ســـهـــل | حلقة العروض والإملاء | 16 | 01-09-2014 05:41 AM |
لم ذكر " الحر " ولم يذكر " البرد "، وذكر " الجبال " ولم يذكر " السهل "؟ | عائشة | حلقة البلاغة والنقد | 5 | 25-11-2008 05:39 PM |