الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن علم الفقه هو من أهم ما اشتغل به طالب العلم ، وإنَّ من أعظم ما يميز المحققَ في الفقه من غيره دقةَ النقل وصحةَ العزو لأصحاب المذاهب وبيان الصحيح والأصح والضعيف والمعتمد وما لا يعول عليه عند أصحاب كل مذهب ، وهذا يدل على براعة الفقيه ومعرفته بمعتمد كل مذهب وانظر إلى كلام النووي حيث قال في كتابه روضة الطالبين

:

ﻓﺼﺎﺭ ﻻ ﻳﺤﻘﻖ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻓﺮاﺩٌ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻓﻘﻴﻦ اﻟﻐﻮاﺻﻴﻦ اﻟﻤﻄﻠﻌﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏِ اﻟﻬﻤﻢِ اﻟﻌﺎﻟﻴﺎﺕ


، وعلى العكس تماما من يكون قماشا جماعا لكل ما وقعت عليه عينه ووصلت إليه يده مما ينقله عن أهل المذاهب ؛ فقد ينقل قولا لمذهب ليس هو المعتمدَ عند أهله ، أو يكون القديمَ من قول الإمام أو روايةً غيرُها أصحُّ وأشهرُ منها أو مردودة أو ضعيفة ، وهذا كثيرا ما يقع في المتحمسين للتأليف ممن لم ينضج ولم يبلغ فقهُهَ الحلمَ ، وفي هذه الرسالة نذكر كيفية معرفة المعتمد في المذاهب الفقهية مع ذكر الكتب المعتمدة عند أهل كل مذهب ؛ فنقول وعلى الله نعتمد :
إن الطريقة المثلى في معرفة المعتمد عند أهل المذهب هي النظرُ في كتب المحققين من أهله خاصةً متأخريهم بعد اتضاح معالم المذهب ونضوجه ، ممن حرر وقرر وخبر وسبر مذهبه وأرسى قواعده وبين أصوله وشهد أهلُ مذهبه بتقدمه فيه وبراعته ، لا أن ينظر

معتمد

مذهبهم عند غيرهم من أصحاب المذاهب ، والكتب المعتمدة عند أهل المذاهب هي كالتالي :

✍️ المذهب الحنفي :

١- المبسوط :

لشمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل السَّرَخْسي

، وهو من أشهر كتب المذهب الحنفي بل قال فيه ابن عابدين الحنفي في الحاشية

- وهو من أشهر محققيهم -

:


ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻷﺻﻮﻝ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ اﻟﺸﻬﻴﺪ ، ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺬﻫﺐ ، ﺷﺮﺣﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ، ﻣﻨﻬﻢ اﻹﻣﺎﻡ ﺷﻤﺲ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﻤﺒﺴﻮﻁ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻗﺎﻝ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻄﺮﺳﻮﺳﻲ : ﻣﺒﺴﻮﻁ اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻻ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﻝ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻪ


اه .
وذلك أنه اشتمل على ما يُعرَف عند الحنفية بكتب

ظاهر الرواية

وسيأتي توضيح معنى

ظاهر الرواية

.

٢- رد المحتار على الدر المختار :

المشهور

بحاشية ابن عابدين

وهي حاشية على

شرح الدر المختار للحصكفي

الذي شرح كتاب

تنوير الأبصار للتمرتاشي

، وابن عابدين

له عناية عجيبة وتنبيهات دقيقة فيما يخص مذهبه على وجه الخصوص والناظر في حاشيته يشهد له بتقدمه على غيره في معرفة معتمد المذهب ؛ فقد جمع ما قاله المتقدمون والمتأخرون من الحنفية وما استقر عليه الأمرُ في الفتوى في المذهب .

٣- متن كنز الدقائق للنسفي - وهو أحسن مختصر في الفقه الحنفي كما قال الزيلعي وابن نُجيم - ، مع شروحه ومن أهمها :

أ - تبيين الحقائق لفخر الدين الزيلعي مع حاشية الشلبي :

وقد قال ابنُ نُجيم إنه أحسن شروح الكنز لولا طولٌ فيه في ذكر الخلافيات وعدم إفصاحه عن منطوقه من مفهومه .

ب - رمز الحقائق لبدر الدين العيني :
وهو شرح وسط وافٍ بالمقصود .

لطيفة:

سبب تأليف العيني لهذا الكتاب عجيب ، وهو أنه أصابه هم بسبب عداء بعض أقرانه فأراد الترويح عن نفسه بشرح كنز الدقائق ؛ فانظر لحال هذا الحافظ ولحالنا

، فنسأل الله العافية .

جـ - البحر الرائق :

لابن نجيم ، وسبب شرحه لكنز الدقائق أنه لما رأى شرح الزيلعي

تبيين الحقائق

رأى فيه تطويلا وعدمَ إفصاح عن منطوقه من مفهومه فأراد شرحا خاليا من ذلك فقام بشرحه في الكتاب المذكور .

٤- متن بداية المبتدي المشهور بالبداية للمِرْغِيناني :
وهو عبارة عن متن جامع لمسائل كتابين اثنين من كتب المذهب وهما :

١- مختصر القُدوري

.

٢- الجامع الصغير لمحمد بن الحسن الشيباني

.

ولهذا المتن شروح عدة :

أ- الهداية في شرح البداية :

وهو أشهرها ، لمؤلف المتن نفسه ، وقد كان العزم منه أن يكون الكتابُ أطولَ مما هو عليه باسم

الكفاية

ثم خشي أن يترك الكتاب لطوله فشرحه بشرحه هذا الموسوم

بالهداية

، وقد قال

أكملُ الدين البابرتي الحنفي

في كتابه العناية

:

رُوي أن صاحب الهداية بقي في تصنيف الكتاب ثلاث عشرة سنة


.

وللهداية شروح عدة من أهمها :

أ - العناية شرح الهداية :

لأكمل الدين البابرتي اختصر فيه شرح شيخه السغناقي على الهداية للمرغيناني .

ب- فتح القدير لابن الهمام :

وهو عبارة عن تقييدات وتعليقات على شرح الهداية ، وهو من أمتن وأحسن وأبرع التعليقات .

٥- مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح :

للشرنبلالي ، وقد اقتصر فيه على العبادات الخمس

( الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج )

.

٦- حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح :

وهي حاشية على كتاب مراقي الفلاح للشرنبلالي .

٧- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع :

للكاساني ، ومع كونه كتابا من معتمدات المذهب الحنفي فقد جعله مصنفه في بيان اختلاف المذاهب الأربعة ، وهو شرح لكتاب شيخه علاء الدين السمرقندي

( تحفة الفقهاء )

الذي هو شرح لمختصر القُدوري .

فائدة هامة :

هناك في المذهب الحنفي ما يُعرَفُ بكتب

ظاهر الرواية

، وهي المقدمة عندهم على غيرها ؛

فإن اختلفت كتب ظاهر الرواية مع غيرها فكتب ظاهر الرواية هي المقدمة

وهي في الغالب الشائع قول الثلاثة

( أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد )

كما قال ذلك محققوهم كابن عابدين ، وكتب ظاهر الرواية كما ذكر ابن عابدين هي كتب محمد بن الحسن وهي :

( اﻟﻤﺒﺴﻮﻁ ﻭاﻟﺰﻳﺎﺩاﺕ ﻭاﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻟﺴﻴﺮ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻇﺎﻫﺮ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺭﻭﻳﺖ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺮﻭاﻳﺎﺕ اﻟﺜﻘﺎﺕ ، ﻓﻬﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﻪ ﺇﻣﺎ ﻣﺘﻮاﺗﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻋﻨﻪ )

اه.
وقد نظمها ابن عابدين في قوله :

١- ﻭﻛﺘﺐ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﺃﺗﺖْ

ﺳﺘﺎ ﻟﻜﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﺣَﻮَﺕْ

٢- ﺻﻨﻔﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ

ﺣﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺬﻫﺐ اﻟﻨﻌﻤﺎﻧﻲ

٣- اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻟﻜﺒﻴﺮ

ﻭاﻟﺴﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﺼﻐﻴﺮ

٤- ﺛﻢ اﻟﺰﻳﺎﺩاﺕ ﻣﻊ اﻟﻤﺒﺴﻮﻁِ

ﺗﻮاﺗﺮﺕ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ اﻟﻤﻀﺒﻮﻁِ

.

✍️ المذهب المالكي :

١- المدونة :

وهي عبارة عن مسائل وُجِّهَتْ لمالك

قدمها له ابن القاسم ورواها عنه سحنون رحمة الله عليهم جميعا .

٢- التهذيب في اختصار المدونة :

للبراذعي وهي اختصار وتهذيب للمدونة الكبرى سالفة الذكر ، ويشهد محققو المالكية للبراذعي في حسن تهذيبه إياها ومنهم القاضي عياض رحم الله الجميع .

٣- الرسالة :

لابن أبي زيد القيرواني ، وهي رسالة مختصرة جدا في الفقه المالكي ، صدَّرها بجملة من مهمات العقائد نافعة جدا في بابها .

٤- الكافي في فقه أهل المدينة :

للحافظ ابن عبد البر

، وقد ذكر طريقته في الكتاب في المقدمة حيث قال :


ﻭاﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺳﻠﻜﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﺬﻫﺐ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﺻﺢ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﺬاﻫﺐ ﺃﺳﻼﻓﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﻣﻊ ﺣﺴﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺿﺒﻂ اﻵﺛﺎﺭ ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺟﻬﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭاﻗﺘﻄﻌﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻴﻦ ﻭﻣﺬﻫﺐ اﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭاﻗﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ﻋﻠﻤﺎ ﻭاﻷﻭﺛﻖ ﻧﻘﻼ


اه.

٥- الذخيرة :

للقرافي

وهي من أهم كتب المذهب بل قال فيه ابن فرحون :


هو أجل كتاب في الفقه المالكي


.

٦- مختصر خليل إذ هو أهم وأوعبُ مختصر في الفقه المالكي ، بشروحه وأهمها :

أ- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل :

للحطاب الرُّعَيني ، وهو يعد من أحسن وأبرع المحققين والمحررين للمذهب ، والمطلع على كتابه يشهد بتقدمه في معرفة المعتمد في مذهب مالك ، مع ذكرٍ لفوائد وفرائد غاية في النفاسة .

ب - شرح مختصر خليل للخرشي :

وهو كذلك من أهم الشروحات وأشهرها ويُعرَف بشرح الخرشي الصغير لأنه اختصر شرحه هذا من شرح آخرَ كبيرٍ له ويُعرَف بالكبير .

جـ- الشرح الكبير على مختصر خليل مع حاشية الدسوقي :

للعلامة الكبير الدردير ، وهو من أشهر محرري المذهب بل بعضهم جعل المعول عليه ، وقد أبان طريقته فيه حيث قال :


اﻗﺘﺼﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﻣﻐﻠﻘﻪ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪ ﻣﻄﻠﻘﻪ ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻮاﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﻣﺘﻰ اﻗﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ اﻟﺮاﺟﺢ اﻟﺬﻱ ﺗﺠﺐ ﺑﻪ اﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭﺇﻥ اﻋﺘﻤﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮاﺡ ﺧﻼﻓﻪ


اه.

✍️ المذهب الشافعي :

١- كتاب الأم :

للإمام الشافعي نفسه

وهو مذهبه الجديد الذي قرره في مصر ؛ لأن للشافعي مذهبين

( القديم في العراق ، الجديد في مصر )

ومذهبه الجديد المخالف للقديم هو المعتمد عنده ، والقديم الذي لم يخالف الجديد فحكمه حكم الجديد فهو اعتقاده ورأيه فقد قال النووي

في المجموع

:

واعلم أن قولهم : القديم ليس مذهباً للشافعي ، أو مرجوع عنه ، أو لا فتوى عليه ، المراد به قديم نصَّ في الجديد على خلافه، أما قديم لم يخالفه في الجديد أو لم يتعرض لتلك المسألة في الجديد، فهو مذهب الشافعي واعتقاده ، ويعمل به ويفتى عليه ، فإنه قاله ولم يرجع عنه ، وهذا النوع وقع منه مسائل كثيرة


اه.
تنبيه :

لم يشتمل كتاب الأم على جميع أقول الإمام الشافعي

.
تنبيه آخر :

شكك بعضهم في نسبة كتاب الأم للشافعي ، ولا يُلتَفتُ إلى ذلك ؛ فقد رده العلماء المحققون كأحمد شاكر وغيره

.

٢- مختصر المزني :

وهو اختصار لمذهب الإمام الشافعي ،

والمزني هو ناصر مذهب الشافعي كما قاله الشافعي نفسه رحمهما الله

، وهو من أهم وأعظم مراجعهم .

لطيفة :

قال الذهبي في السير :


ﻳﻘﺎﻝ : ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻜﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯﻫﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﺑـ (ﻣﺨﺘﺼﺮ) اﻟﻤﺰﻧﻲ


اه.

٣- الحاوي الكبير للماوردي :

وهو شرح لمختصر المزني ، وهو من أوسع كتب الشافعية .

٤- المحرر لأبي القاسم الرافعي :

قال عنه النووي

في منهاج الطالبين :


ﻭﺃﺗﻘﻦُ ﻣﺨﺘﺼﺮٍ اﻟﻤﺤﺮﺭُ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺮاﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻱ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻋﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻟﻠﻤﻔﺘﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻰ اﻟﺮﻏﺒﺎﺕ


اه.

تنبيه : هناك في المحرر مواضع يسيرة ذكرها الرافعي على خلاف المختار في المذهب كما نبه على ذلك النووي


.

٥- منهاج الطالبين وعمدة المفتين :

للحافظ النووي ، والنووي

هو أشهر متأخري الشافعية في معرفة المعتمد في المذهب الشافعي ، وكتابه هذا هو اختصارٌ لكتاب الرافعي

( المحرر )

اختصره في نحو نصف حجمه ، التزم فيه معتمد المذهب ، ومن أحسن ما فيه أنه نبه على ما ذكره الرافعي وهو خلاف المختار في المذهب مع ذكر مستجدات من المسائل .

٦- روضة الطالبين وعمدة المفتين :

كذلك للنووي ، وهو كتاب جليل القدر جدا اختصر فيه النووي كتاب

( شرح الوجيز )

للرافعي مع استدراكات استدركها عليه

، وقد بين في المقدمة أن من أحاط به فقد أحاط بالمذهب .

فائدة هامة :

ما اتفق عليه الرافعي والنووي فهو المعتمد في المذهب ، فإن اختلفا فالنووي مقدم ، فإن لم يوجد للنووي كلام في المسألة فالمعتمد ما قاله الرافعي .

٧- المجموع شرح المهذب :

للحافظ النووي أيضا وصل فيه إلى كتاب الربا ، قال عنه الحافظ ابن كثير

:


ﻭﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻤﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﻤﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻪ : ﺷﺮﺡ اﻟﻤﻬﺬﺏ اﻟﺬﻱ ﺳﻤﺎﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ، ﻭﺻﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺮﺑﺎ ، ﻓﺄﺑﺪﻉ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﺟﺎﺩ ﻭﺃﻓﺎﺩ ، ﻭﺃﺣﺴﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ، ﻭﺣﺮﺭ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﻭﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺣﺮﺭ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ، ﻭاﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭاﻟﻠﻐﺔ ﻭﺃﺷﻴﺎء ﻣﻬﻤﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻧﺨﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﻘﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ، ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻴﺎء ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺰاﺩ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ


اه.

تنبيه :

أكمل المجموعَ بعد النووي السُّبْكيُّ ثم أكمله بعد السبكي المُطيعي

( معاصر )

، وأحسنُ الشروح الثلاثة شرحُ النووي ثم السبكي ثم المطيعي على انتقادات انتقدت على المطيعي رحم الله الجميع .

٨- تحفة المحتاج بشرح المنهاج :

لأحمد بن حجر الهيتمي ، والكتاب شرح لمنهاج الطالبين للنووي

، وهو كذلك من معتمدات المذهب عند المتأخرين ؛ فابن حجر الهيتمي من محرريه .

فائدة :

ابن حجر الهيتمي صوفي أشعري جلد ، فالقارئ في كتبه عليه أن يحذر من ذلك جدا خاصة كتبَه في الفتاوى .

٩- نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج :

لشهاب الدين الرملي ، هو كذلك شرح لمنهاج النووي ،

مع حاشية الشبراملسي

، وهو من معتمدات المذهب عند المتأخرين ، والمتأخرون من الشافعية يعولون عليه وعلى تحفة المحتاج في تحرير المذهب .

✍️ المذهب الحنبلي :

١- المغني لابن قدامة :

هو شرح لمختصر الخرقي ، ويذكر فيه ابن قدامة ما يعرف اليوم بالفقه المقارن من أقوال المذاهب الأخرى ، وهو يبين الأصح من الروايات في المذهب الحنبلي ، ويخالفه إذا لاح له الدليل على خلافه .

٢- الفروع :

لابن مفلح

، وهو كتاب عظيم القدر جدا ، وهو مهتم بذكر معتمد مذهب أحمد

حتى قيل إنه لم يكن في زمنه أعلمُ منه بمذهب أحمد .

٣- الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف :

للمرداوي ، وهو من أوسع الكتب في ذلك ، وهو من أهم الكتب التي اعتنت بتحرير معتمد مذهب أحمد .

٣- منتهى الإرادات لابن النجار ، والإقناع للحجاوي :

وهذان الكتابان أهمُ الكتب المعتمدة عند متأخري الحنابلة ، ولهما عندهم مزيةٌ خاصةٌ على غيرهما من كتب المذهب ، وعليهما المعوَّلُ في معرفة معتمد المذهب ، وعليهما مدار أمور الفتوى والقضاء ، وعليهما شروحٌ عدةٌ أمثلُها وأحسنُها

دقائق أولي النهى لشرح المنتهى ، وكشاف القناع عن متن الإقناع

كلاهما للبُهُوتي

، والبُهُوتي هو ناصرُ وشاهرُ المذهب عند المتأخرين .

خاتمة :

إنَّ هذه الكتبَ المذكورةَ

- خاصةً كتبَ متأخريهم -

هي التي يَعرِفُ منها وبها الفقيه المعتمد عند أهل المذهب ؛ فإذا أردت تحرير مذهب من هذه المذاهب فانظره عند أهله فهم أعرف بمذهبهم من غيرهم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .