قالَ أبو عثمانَ

: ( وروى الهيثمُ بن عدي عن أبي يعقوبَ الثَّقَفيّ، عن عبد الملك بن عُمير قال: قدِم علينا الأحنفُ بنُ قيس الكوفةَ، مع المُصعَب بن الزبير، فما رأيتُ خَصلةً تُذَمّ في رجلٍ إلاّ وقد رأيتُها فيه: كان صَعْل الرأس أحجَنَ الأنف، أغضَفَ الأذن، متراكِب الأسنان، أشدَقَ، مائل الذَّقَنِ، ناتئ الوَجْنة، باخق العين، خفيف العارضَين، أحنَف الرِّجلين، ولكنّه كان إذا تكلَّم جلَّى عن نفسه، ولو استطاع الهيثمُ أن يمنَعه البيانَ أيضًا لمنَعَه، ولولا أنّه لم يجد بُدًّا من أن يجعل له شيئًا على حالٍ لَمَا أقرّ بأنه إذا تكلَّم جلّى عن نفْسه،
وقوله في كلمته هذه كقول هند بنت عُتبة، حين أتاها نَعِيُّ يزيدَ بن أبي سفيان، فقال لها بعض المعَزِّين: إنّا لنرجو أنْ يكونَ في معاويةَ خلفٌ من يزيد، فقالت هند: ومثلُ معاويةَ لا يكونُ خلَفًا من أحد، فواللَّه أنْ لو جُمِعت العربُ من أقطارها ثم رُمِي به فيها، لخَرَج من أيِّ أَعراضِها شاء، ولكنّا نقول: ألمثل الأحنف يقال: إلا أنّه كان إذا تكلَّمَ جلَّى عنْ نَفْسه؟) اهـ
تأملتُ في هذا الكلام، فلم يستبِنْ لي وجهُ المشابهة التي ذكرها في قوله: (وقوله في كلمته هذه كقول هند...)، ثم بحثتُ في الشاملة، فظهر لي الكلام في نسخة أخرى على هذا الوجه: (وقولنا في كلمته هذه كقول هند...)، فاستقام لي الفهم، وتبين لي أن أبا عثمان أراد أن يتمثل بقول هند في الردِّ على هذا الطاعن على الأحنف، وأكد ذلك بقولِه: (ولكنا نقول...)، ثم رجعتُ إلى النسخة المحققة، فوجدتُّ الشيخ المحقق عبد السلام هارون-

-أشار إلى هذا بقولِه في الحاشية: في النسخ (وقولنا).
والصوابُ ما في النسخ لا ما أثبته الشيخُ في الأصل.
والله أعلم.